نظر إليها بنظرات حزينة بريئة ملؤها تساؤلات لم يعرف لها جواباً…
جاءها لعله أن يجد الجواب , ولعله ينجح في هذه الكَرّة …
رأت في عينيه تلك الحيرة وتلك التساؤلات فبادلته بنظرات حانية …
وأشفقت لحاله , فضمته بين ذراعيها , وحاولت جاهدة أن تهدئ من روعه…
ولكنه دثر رأسه في صدرها , وزاد من بكائه …
وحاول عابثًا أن ينال ولو رشفة واحدة ترد إليه روحه , وتروي ظمئه وتسد جوعه … ولكنه رُدّ خائباً كما فُعِل به في السابق…
أدرك أنه لا جدوى من محاولاته ، فلملم أحزانه , وجرّها كما يجر قدميه …
وتوارى في ركن من البيت , وبين يديه وسادته الصغيرة , وكِسرة خبز أعطتها له أمه …
أخذ ينظر إلي كِسرة الخبز بأسى , ومعدته تتضور جوعًا , ولكنه لم يقربها من فمه … احتضن وسادته علّه يشعر ببعض الدفيء والحنان…
لم يدرك سبب حرمانه من مصدر رزقه الوحيد الذي كان يعتمد عليه …
هو لم يكمل السنتين من عمره حتى يُحرم منه …
وتسلل النوم إلى عينيه , وباغتهما فاستسلم له دون مقاومة …
ولازالت بقايا من دموعه تبلل وسادته , ويده الصغيرة لازالت تمسك بكِسرة الخبز…
إنّه الحرمان الأول ….
(القصة من تأليفي)
مرحبا ….
أخي بريق الحروف
شكراً لك على هذه القصة الجميلة
و في إنتظار جديدك
تحياتي
لوسي…
أشكرك اخي على رقيك في مواضيعك
تحياتي…
تنبيه: أنا لست أخ والوردة دليل على ذلك