"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
هجم أسد على وادي كله حمير
فهرب جميع الحمير إلاّ واحداً
أوقفه الخوف فبدأ بالنهيق رعباً
فتراجع الأسد
نظر الحمار وهو لا يصدق ما يراه
ونهق مرة فتراجع الأسد مرة أخرى
فصدق الحمار نفسه بأنه أخاف
هذا الاسد الضخم وتخيل نفسه
وهو يقوم بقتل الأسد
بالضربة القاضية
ليصبح ملكاً على الغابة
بدون منازع
وراح يطارد الأسد
والأسد يهرب منه
من وادي إلى وادي حتى
دخل إلى مغارةً
فدخل وراءه الحمار
فوجد نفسه بين
مجموعة أسود أحاطت به
من كل جانب
وحينها أدرك الحمار مدى
فداحة ورطته
فنظر إليهم وقال :
أنا أعلم بأنني ميت لا محالة
ولكن لدي سؤال:
لماذا لم يواجهني ذلك الأسد
الذي لاحقته إلى هنا
فضحك الأسد وقال له :
لقد تراهنت مع عائلتي على
إحضار العشاء
على قدميه إليهم
العبره
مأساة كبرى
عندما تظنّ الحمير أن الأسود
قد تخاف من نهيقها
والمأساة الأكبر
حين تفكر بصيدها
والكارثة
أن هناك حيوانات
قد تصدق أن الحمير
قادرة على هزيمة الأسود
هي ببساطة
ذات القصة في سورية
منذ الأزل وحتى الأبد
تسيطر الأوهام على عقول
الأغبياء والفارغين
فيجمعون الجيوش ويتسللون
كالأفاعي من الثغور
وينامون تحت الأرض
حتى يتكاثروا بصمت
ثم يخرجون عند الإشارة
ليعيثون فساداً و قتلاً و تدميراً
ويظنون أن
صمت الأسود ضعف
و لا يعرفون أنهم
آتون إلى
هلاكهم
إن
طال الزمن
أو قَصُر
دمتى بكل خير