تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الأحـداث وعيـن القمـر ؟؟

الأحـداث وعيـن القمـر ؟؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأحـداث وعيـن القمـر ؟؟

( الخاطرة للكاتب السودان / عمر عيسى محمد أحمد )

( الخاطرة للكاتب السودان / عمر عيسى محمد أحمد )

عين القمر .. عين شاهدت مالا يخال في الخيال وما لا يخطر على قلب إنسان .. كم شاهدت مراجل الشمس تغلي وتفور وتجور بالاحمرار .. تغلي بذوائب حمم تفوق جهنم عنفواناَ وتسيل في أنهار .. تلاحق المسافات لهباَ وشرراَ لتؤكد الكمال في القوة والاقتدار .. وكم شاهدت الزلازل في الأرض تغتال السكون والهدوء وتبيد القرى والأمصار .. وكم شاهدت البراكين في الأرض تفقد الصبر لتهدد وتزمجر وتعربد ثم تتوج بالانفجار .. وكم شاهدت نيازك الكون تشق عباب السماء وتنذر بالبطش والانشطار .. وكم شاهدت جيوش العواصف والأعاصير تجتاز براَ وبحراَ وتتلاعب بالسهول والبحار .. لحظات غضب للطبيعة حين تكون ولا تكون إلا بالقوة والاقتدار .. تعقبها لحظات رقة ورحمة وحنان حيث العطاء من نوازل النعم والأمطار .. ذلك الرحم العجيب يتكون من سحب وبرق ورعد يشكل الوفاق بين رحمة الماء وقسوة النار .. ليوجد مولوداَ هو ذلك العطاء المتدفق الرحيم من الأمطار والبحار والأنهار .. وتلك بهجة القوافل من سحب محملة تترفل وتتجمع وتترحل فوق الروابي والأقطار .. لتبذل كرماَ وعطاءَ دون بخل وإمساك فتكتسي الأرض اخضراراَ ومروجاَ تنوء بالأزهار والأشجار .. كر وفر في مسار الطبيعة حيث الغضب تعقبه الرحمة وحيث الرحمة يعقبها الغضب في لحظات أمل يخدع بطول الانتظار .. فتلك سنن الأحوال في الكون حيث لا دوام يلتزم بالأبدية والثبات بقوة المسمار .. وفي الناس شاهدت عين القمر لحظات كر وفر بين نوبات البكاء ونوبات الانشراح والانتصار .. فهنالك لحظات الفرح والبهجة كما هنالك لحظات البكاء والانفطار .. وكم من ليلة جمعت قلوباَ تحت ضوء القمر وهي تنتشي بالضحك والأسمار .. ثم تخوض عمقاَ وتقارباَ لتكون في الأحضان والأسرار .. وكم من ليلة بكت فيها العيون وحيدة تشتكي الجور والظلم في المشوار .. وتلك وحيدة تجترع مرارةَ حزنها في جوف الليالي ثم تخفي سرها عن الأبصار .. وأخرى مخدوعة تسرح بأغنام إبليس في الخيال ثم تقف بأغنامها عاجزةَ عند حافة الأسوار .. وأخرى تنادي بخل يلازم العمر بسيرة الحلال حتى مشارف الأعمار .. وأخرى تحن لذلك الماضي حيث الخل الذي رحل في ذمة الأقدار .. أرملة تؤرقها الذكريات فتجري دموعها متدفقة بصفة المدرار .. وأخرى بشروها وأضحكوها بخطيب فإذا هي تمضى الليالي في نشوة الفرح والنضار .. وذاك يلتوي عشقاَ عند أنصاف الليالي ثم يفضح سره بالنثر والأشعار .. وذاك يرسم المحال في العقل لينال مرغوباَ يوسم الصيت بالخزي والعار .. وذاك يركض العمر خلف الدنيا الفانية وينسى لحظة الموت والإقبار .. يفني العمر في غفلة وهو يحلم بتلك الأضواء والأنوار .. وذاك همه كنوز الآخرين فيسرح الليالي هائماَ ليسرق ويتطفل في بيوت الناس فوق الجدار .. وذاك عابد لله يخشى عواقب الامتحان فيلتزم التقوى والعبادة في الليل والنهار .. والليالي تحمل في طيها عبئ الخلائق وهي تسعى في المآرب والأسرار .. وتلك عين القمر شاهدت وتشاهد الأحوال وقد ملت من كثرة الأسرار .

( الخاطرة للكاتب السودان / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

آلله آلله
صح لسآنگ يآلغآلي
ومآستغرپ روعة آلخوآطر آذآ ختمهآ آسمگ
فلگ مني آرق آلتحآيآ
وسچل آعچآپي لسطورگ آلرآقيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.