الفرق بين الادب والفلسفه 2024.

الاختلاف بين الأدب والفلسفة !!

——————————————————————————–

قبل البدء ، نود توضيح أن الاختلاف لا يعني التضاد ، وإختلاف الأدب لا يعني تضاده مع

الفلسفة ، وهذا التوضيح المبدأي لا بد منه بسبب ما نلاحظه من خلط عند الكثيرين للمعاني

التي يقصدها الكاتب ، وتحويل هذه المعاني عن دلالاتها التي وردت من أجلها الى معان أخرى

ليست في محلها ولا تخطر على الكاتب نفسه .

وعندما نرى التمييز بين مفهوم الاختلاف عن مفهوم التضاد فإننا نعني أن إختلاف طبيعة

المجالين المعنيين ( وهما الأدب والفلسفة ) لا يلغي التأثير المشترك بينهما ، وما يتداخل

بينهما من علاقات ، فيصبح أحدهما رافدا للآخر بصفة غير مباشرة .

وجميع مجالات الكتابة والابداع والمعرفة متاحة لأي انسان لديه الحس واللغة والثقافة والفكر

، ولهذه المجالات أهمية متوازية ، ولكن قدرة الانسان على الكتابة في أكثر من مجال شيء

والخلط بين المجالات شيء آخر ، فالقدرة على تعدد الكتابة في مجالات مختلفة لا يلغي التمييز

بينها ، و التمييز بين المجالات يكون في الأساليب والموضوعات والأهداف والقضايا .

وإذا كان للأدب ما يخصه من أسلوب ولغة ونهج وموضوعات فإن للفلسفة أيضا ما يقابل ذلك

، ولكن أسلوب الأدب غير أسلوب الفلسفة ، ولغة الأدب غير لغة الفلسفة، ونهج الأدب غير

نهج الفلسفة ، وموضوعات الأدب غير موضوعات الفلسفة .

وقد نجد كثيرا من الموضوعات بعينها يتم تناولها في مجال الأدب كما يتم تناولها في مجال

الفلسفة ، الا أن الموضوع الواحد يتناوله الأديب بخلاف ما يتناوله الفيلسوف ، فنجد أن

الطرح الأدبي للموضوع يتصف بالسرد ويسود فيه الوصف وتغلب في ثناياه العاطفة ولا يبقى

للعقل الا الجزء اليسير حتى وإن تخللته بعض الأفكار الفلسفية بصفة ثانوية ، بينما في قضايا

الفلسفة نجد أن العقل هو المرتكز، والفكر والجدل والمنطق هي المحاور السائدة حتى وإن

طعمت القضية المطروحة ببعض الجمل الأدبية بشكل ثانوي .

وعند قراءتنا لمؤلفات فلاسفة جمعوا بين مجالي الأدب والفلسفة من خلال أعمالهم المختلفة

مثل جان بول سارتر ، نجد إختلاف الأسلوب والطرح في مؤلفاتهم الفلسفية عن الأسلوب

والطرح في مؤلفاتهم الأدبية ، وهذا لا يلغي المؤثرات بين المجالين حيث نجد بعض العبارات

الفنية في كتاباتهم الفلسفية ، وبالمقابل نجد بعض الأفكار الفلسفية في كتاباتهم الأدبية ، ومع

ذلك فإن التمييز يتضح بين كتاب أدبي وآخر فلسفي لنفس المؤلف ، مثلما يتضح الفارق بين

كتابي سارتر: (الوجود والعدم ) ، ورواية (الغثيان) .

سلمت الانامل
مودتي
ينقل للقسم الانسب
يعطيك العافية
موضوع غاية بالروعة

سلمت الايادي

ودي

موضوع غاية بالروعة

سلمت الايادي

ودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.