لمتابعة المقابلة
المؤسسة الدينيه السعوديه تواجه مأزقا
*ـ الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز .. يوصف من قبل البعض بأنه مفكر إسلامي، والبعض يرى أنه اتكأ في ذلك على سيرة والده كعالم من أبرز علماء الدين في السعودية .. كيف ترى ذلك؟
*- بشكل عام هل توقيتك في الخروج ببعض الآراء التي أثارت جدلا كبيرا يمكن أن يفسر بأنه بحث عن الخروج من عباءة والدك كعالم ومفكر مستقل، في الوقت الذي يتوقع أن تبقى راوية له إن صح التعبير؟
ـ منذ حياة سماحة الوالد رحمه الله وأنا أحاول أن أوصل صوتي وآرائي لسماحته والتي كانت تصل أحيانا، و واصلت بعد وفاته كذلك، و لا شك أن حماسي للمشاركات و الحوارات العلمية و الفكرية قد زاد منذ بدء الثورة الإصلاحية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كافة الاتجاهات وبخاصة الفكرية و الحوارية مع الذات والآخر و التي فتحت الأبواب وشحذت الهمم، وقد بدأت في التفاعل الإعلامي والكتابة الصحفية على وجه الخصوص منذ أكثر من ثمان سنوات.
*- تبريراتك فيما يخص تباين الرأي عن الأخذ بفتاوى والدك بحكم تغير الزمن وظهور مستجدات، هل هو مبرر لما قلت؟ وهل تفاجأت بردود الأفعال عليك؟
-الأمور المستجدة أو ما يسمى بالنوازل يكون الحكم فيها بناء على دراسة الواقع و تصوره، وهذا الواقع قد يتغير إما بتغير الناس أو الأزمان أو الأحوال أو الأماكن، ولذلك الفتوى قد تتغير بتغير الزمان كما هو معلوم. والإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه ربما حُكي عنه في المسألة الواحدة أكثر من تسع روايات، و الإمام الشافعي لديه القديم والجديد، و غيرهم كثير من الأئمة و العلماء ممن كان لهم أكثر من رأي في المسألة الواحدة أو تراجعوا عن بعض أقوالهم وآرائهم لما تبدل الزمان وتغير الحال و أصبح لهم القديم و الجديد. وسماحة والدي الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه لديه مسائل عدة، فيها القديم و الجديد، مثل التليفزيون و التصوير بالفيديو واللذان أفتى بحرمتهما، ثم استقر رأيه أخيرا على أنهما مثل سائر الآلات يأخذان حكم ما يستخدمان لأجله و ينقلانه من حلال أو حرام .
*- … وامتدادا لذلك كيف ترد على من قال تعقيبا عن مقالاتك وآرائك الأخيرة أنها تجسد ما أشار إليه الحديث الشريف "لا يزال الأمر في نقص حتى تلقوا ربكم "، وطلب منك الترفق بالعقول؟
ـ هذا الحديث و مثله قوله صلى الله عليه وسلم (لا يأتي زمان إلا و الذي بعده شر منه) هذا خرج مخرج العموم لكن لا يمنع من أن تكون بعض الأزمان أحسن من التي قبلها كما نص على ذلك أهل العلم، و الواقع و التاريخ شاهد بذلك.
*- تزامن تقريبي بين طرحك وأطروحات الشيخ أحمد الغامدي عن الاختلاط. هناك من ربط بين التوقيتين. وكيف يمكن أن ننسب ذلك للصدفة. كلاكما طرق أمورا صادمة؟
*- بالمناسبة .. كيف ترى أطروحاته الأخيرة حول الاختلاط وحجاب أمهات المؤمنين؟ وبرأيك لماذا لم يرد عليه رسميا أو من كبار علماء السعودية؟
ـ كل طرح علمي ومبني على أسس شرعية ويلتزم آداب الحوار وقواعد الخلاف وبعيد عن اتهام النيات و(الشَخصَنَة) و(الفسطاطية) فأنا أؤيده و أدعو إليه سواء اتفقت معه أو اختلفت.
*- في حديثك لـ "الوطن" السعودية عن عدم صلاحية فتاوى والدك لكل الحالات وخصوصا الاجتهادية، وصفت الأخيرة أنها هي التي لم يرد فيها نص من القرآن أو السنة، أو دليل صريح، هذا يعني أن الكثير من المستجدات أو مئات الفتاوى المنتشرة بحاجة لإعادة أو مراجعة بحكم تغير الزمان والحال؟
ـ في الحقيقة كان لي عتب على الوطن حينها، فقد وضعوا عنوانا (صارخا) بعبارة مجتزأة من سياقها، ومن يقرأ العنوان لوحده و لا يقرأ كامل الحوار يظن مباشرة أنني أقول أن فتاوى والدي غير صالحة (أعوذ بالله) و أنا لم أقل هذا الكلام و المشكلة أن الكثيرين ـ كسالى ـ لا يقرأون إلا العناوين، و أنا قصدت أن سماحته رحمه الله قد يفتي لشخص في مسألة معينة ولأسباب، أو في ظروف معينة قد يفتي له بشيئ، فهذه الفتوى قد لا تصلح لشخص آخر لمجرد المشابهة فقد تكون الظروف أو الأزمان مختلفة فلا يمكن التعميم، وهذا ما قصدته.
*- طبعا أنت اطلعت على أشهر المقالات لبعض الكتاب تحدثت عنك وبعضها حاول الرد عليك وقال أنك تعاني من خلط واضح. فهل كانت أحاديثك مغامرة غير محسوبة؟
ـ أخي الكريم الخلط كما يقول هذا حسب رأيه وهو لمن ألزم نفسه بكلام آخرين.