بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، اللهمَّ صلِّي على عبدكَ ونبيكَ وخليلكَ الناطقِ بوحيكَ ، والذي جعلتهُ لسان الصِّدقِ الأبدي ، سيدّنا مُحَمَّد وعلى آلهِ وأزواجهِ وذريِّتهِ وباركْ وسلِّم , كما تحبهُ وترضاهُ آمين.
وبعد :-
فتفضلوا معي أيها الأكارم ، للاطلاع على هذه النفحات المباركة ، منْ معجزاتِ الحبيب المصطفى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، في إنتقال وتأثير { الصفات الوراثية في المولود }.
قال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } الفرقان54 ، من الملاحظ أن المولود ، ذكراً كانَ أمْ أنثى ، يميل في ( الشبهِ ) إلى أحدِّ أبويهِ ، وربما امتد هذا ( الشبه ) ، إلى بعضِ أقاربهِ ، منْ جهةِ الأمِ ، أو منْ جهةِ الأبِّ ، وقد قررتْ السنة النبوية ، وجه{ التشابه والاختلاف } ، بينَ المولودِ وأبويهِ ، ففي : حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، [[ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ وُلِدَ لِي غُلاَمٌ أَسْوَدُ ، فَقَالَ : هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : مَا أَلْوَانَهَا ؟؟؟ ، قَالَ : حُمْرٌ ، قَالَ : هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ ؟؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَنَّى ذَلِكَ ؟؟؟ ، قَالَ : لَعَلَّهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ ، قَالَ : فَلَعَلَّ ابْنكَ هذَا نَزَعَهُ ]] ( متفقٌ عليهِ ) ، والأورق : هو الأسمر ، المائل إلى السواد ، ففي هذا الحديثِ ، أشارَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، إلى قوانينِ {{الوراثة }} ، التي اكتُشفتْ حديثاً ، و التي أكتشفَ كثيراً منها ( مندل ) ، ففيهِ ، شرح للصفات الكامنة ، المحمولة على{{ المُوَرِّثات }}، والتي لمْ توضع موضع التنفيذ ، لكونها قد سُبقت أو غُلِبَت {{ بمورثات }} أخرى ، فقد يرث الإنسان صفة منْ جدٍ ، أو جدةٍ ، بينه وبينْ ، أحدهما مئات السنين ، فمنْ المعلوم : أنَّ سرَ الحياة ، في هذا الكائن هو الخلية ، وعندما درس العلماء الخلية وتركيبها ، وجدوا أنَّ مركزَ الخلية ، هي النواة ، التي تمثل الجزء الأهم فيها ، بحيث إنَّ غيابَ النواة ، يجعل استمرار الحياة مستحيلا ً ، ثم ذهبوا يستكشفون أسرار هذه النواة في الخلية ، فوجدوا فيها أشكالاً غريبة ، تحب وتتعطش للألوان بشكل كبير ، هذه الأشكال الغريبة : هي أشبه بالمقصات أو إشارة ( x ) ، وهي المعروفة باسم {{ الصبغيات أو الكروموسومات }} ، وهي التي تتحكم ، في الصفاتِ الفرديةِ ، في الإنسانِ ، ووظائف الخلايا وتخصصها ، وتحتوي النواة على {( 23)} زوجاً منْ الكروموسومات ، والصفات الوراثية ، التي يأخذها الجنين ، منْ أُمهِ ، أو أبيهِ ، ترجع ، إلى التزاوج الذي يكون بين هذه الأزواج ، منْ { الموروثات } التي تحمل صفات ، كلّ الآباءِ وكلّ الأمهاتِ ، وهي تظهر ، في الوليد ، حسب مشيئة اللهِ تعالى ، فبغلبة {{ الكروموسومات }} ، الموجودة ، في الأبِ ، يأتي المولود أكثر شبهاً به ، وبغلبةِ {{ كروموسومات }} الأمِ ، تكون صفاتها الموروثة ، أظهر في المولود ، وقد يكون المولود ، بعيداً كلّ البعدِ ، عنْ مُشابهةِ أحد أبويه ، وذلكَ لأنَّ{{ الصفاتَ الوراثية }} كما يقول علماء الوراثة ، نوعان : [[ سائدة و متنحية ]] ، فإذا كانت : متنحية ، وورثها الولد منْ الأبوينِ معاً ، ظهرت هذه الصفات فيهِ ، وإنْ لمْ تكن ظاهرة في أبويهِ ، وهو معنى قولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، { نزعه عرق } أي اجتذبه وأظهر لونه عليه ، وفي حديثٍ ، آخر بينَ النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، هذا المعنى أيضاً ، فعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ : عَنْ عَائِشَةَ : [[ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِصلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ ؟؟؟؟ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ ، تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ ، قَالَتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : دَعِيهَا وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ ذَلِك ، إِذَا عَلاَ مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ ، وَإِذَا عَلاَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ ]]( رواه مسلم ) ، وتعبير النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، عنْ هذا الأمرِ ، {{ بالعلو }} تعبيرٌ دقيقٌ ، لأنَّ هذه الصفات ، إنما تثبت بالغلبة ، فإذا غلبت هذه {{ المورثات }} ظهرت خصائصها و آثارها في المولود ، وبهذا تكون هذه الأحاديث ، قد قررتْ حقيقة علمية ، لمْ تُعرف إلا في العصرالحديثِ ، فإنَّ العلماءَ لمْ يتأكدوا ، منْ حقيقةِ {{ الحيوان المنوي و البويضة }} ، واشتراكهما في الخلقِ الجديدِ إلا حديثاً ، بعد اكتشاف المجهر ، وبعدَ اكتشاف و زرع {{ الصبغيات أوالكروموسومات }} ، فصلواتُ اللهِ وسلامهُ ، على مَنْ لا ينطق عنْ الهوى ، إنْ هو إلا وحيٌ يُوحى .
المصدر
قمتُ بنقلهِ منْ إحدى المواقع الاسلامية / ومع يسيرٍ
منْ التصرفِ / منْ أجلِ إتمام الفائدة رجاءاً
قال تعالى
[ {35} أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى{36} أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى{37} ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى{38} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى{39} أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى{40} ] سورة القيامة
وقال تعالى
{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } الحشر10
آمين
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجل من بني فزارة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن امرأتي ولدت غلاما أسود -وهو يريد الانتفاء منه – فقال له : (هل لك من إبل؟) ، قال: نعم ، قال: ( ما ألوانها؟ ) ، قال: حُمْر، فقال له: ( هل فيها من أورق؟ ) ، قال: نعم، قال: ( فأنى كان ذلك ؟) ، قال : أراه عرقٌ نزعه ، قال : ( فلعل ابنك
هذا نزعه عرق ) ، ولم يرخص له في الانتفاء منه " متفق عليه.
معاني المفردات
يريد الانتفاء منه: أي يريد نفي صلة ولده منه.
حُمر: جمع أحمر.
أورق :هو ما كان في لونه بياض مائل إلى السواد.
عِرْق نزعه: العِرْق هو الأصل من النسب، والمقصود أنه جاء على صفات واحدٍ من أجداده.
جزاك الله كل خير أخي
ورزقك الفردوس الاعلى من الجنة
جزاك الله خيرا
تقبل مرورى
وجعله في ميزان حسناتك
روعة في التعبير والكتابة
تسلم يداك على الطرح الراااائع
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحمة تونسية
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجل من بني فزارة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن امرأتي ولدت غلاما أسود -وهو يريد الانتفاء منه – فقال له : (هل لك من إبل؟) ، قال: نعم ، قال: ( ما ألوانها؟ ) ، قال: حُمْر، فقال له: ( هل فيها من أورق؟ ) ، قال: نعم، قال: ( فأنى كان ذلك ؟) ، قال : أراه عرقٌ نزعه ، قال : ( فلعل ابنك
هذا نزعه عرق ) ، ولم يرخص له في الانتفاء منه " متفق عليه.
معاني المفردات
يريد الانتفاء منه: أي يريد نفي صلة ولده منه.
حُمر: جمع أحمر.
أورق :هو ما كان في لونه بياض مائل إلى السواد.
عِرْق نزعه: العِرْق هو الأصل من النسب، والمقصود أنه جاء على صفات واحدٍ من أجداده.
جزاك الله كل خير أخي
ورزقك الفردوس الاعلى من الجنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزآكم الله تعالى خيرا
وأسعدكم الله تعالى في الدنيا والآخرة
آمين ولكم بمثله ومن الكريم الزيادة
وشكرا لمروركم مع فائق تقديري