بدعة الاحتفال بالمولد بين شبهة الاستدلال وفساد المآل 2024.

بدعة الاحتفال بالمولد بين شبهة الاستدلال وفساد المآل

السلام عليكم ورحمة الله وباركاته

الحمد لله القائل في محكم التنزيل (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )

والحمد لله القائل (وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا )

أحمده حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه ، وأشهد أن الاّ إله الا الله وحده لاشريك له شهادة أرجو بها النجاة يوم لاينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم .
وأصلي وأسلم على من ختمت به الرسالات وكملت به الشرائع ، والقائل (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )رواه البخاري . صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . اما بعد :

فلقد وصاكم الله أيها المسلمون بأمر عظيم كما وصى به الأوليين حيث قال (ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم أن اتقوا الله )النساء . معاشر المسلمين ان من اعظم القربات وأفضل الطاعات محبة الرسول فعن أنس بن مالك قال قال رسول الله )لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)رواه مسلم ألا وإن من أعظم البلايا وأكبر الرزايا أن يطعن في الدين بالنقص بغية حب الخير ورجاء القبول، وأن يستدرك على الشريعة من باب محبة الرسول ………. إن مماأحدثه بعض الناس في مثل هذه الأيام من كل عام أن يتقربوا الى الله بما لم يأذن به الله .. ، تقربوا الى الله بغناء ودفوف ، وترنحوا برقص وصفوف ، يزعمون أنهم بهذا العمل للرسول يعظمون ، وللدين يحفظون ، ناهيك عما يحصل فيها من القصائد والمدائح : التي تنضح بالشرك والفضائح . فلاإله الا الله كم بسببهم ضيعت السنة ، وكم بأفعالهم تفرقت الأمة . ألا يعظم الرسول الا بهذه الموالد ؟؟أم أن حبه لايظهرالا بأناشيد وأطعمة وموائد ؟؟ أيها المسلمون : إن أول مااحدثت هذه البدعة في القرن الرابع الهجري يوم أن أحدثها الفاطميون العبيديون الباطنية ، يحتالون بها على الناس فهل يعني هذا أن الصحابة والقرون المفضلة غفلوا عن هذا الخير العظيم والعمل الجليل حتى جاء الباطنية فاكتشفت عبادة كانت مخفية طيلة هذه القرون ؟

( إن إحداث مثل هذه الاحتفالات بالمولد ونحوه يفهم منه : أن الله سبحانه وتعالى لم يكمل الدين لهذه الأمة ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به الله زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم ،

واعتراض على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم عليهم النعمة ، والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة ، ويباعد من النار ، إلا بينه لأمته ، كما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم،ومعلوم أن نبينا عليه الصلاة والسلام هو أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم بلاغا ونصحا ، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي ارتضاه الله سبحانه لعباده ، لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فلما لم يقع شيء من ذلك ، علم أنه ليس من الإسلام في شيء ، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته (.رسائل المولد ابن باز 1/59 .

أيها المسلمون : إن المرتكزات التي يتكأ عليها أصحاب هذه المحدثات هي في حقيقتها مرتكزات هشة ، ليس فيها دليل صريح ، ولا يساعدها استنباط صحيح وانما هي حجج داحضة ، وأراء واهية ، هي أوهى من بيت العنكبوت . فمن الشبه التي يستدل بها الذين يجيزون هذه الموالد والجواب عنها :

الشبهة الاولى :

1ـ قالوا ان الاحتفال بالمولد ليس بدعة بل هو سنة حسنة لقوله عليه الصلاة والسلام ( من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ….. الحديث ) رواه مسلم .

والجواب عنها : ان السنة الحسنة تكون فيما له أصل في الشرع كالصدقة التي هي سبب ورود الحديث حيث قال الرسول : ( تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مُذهَبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا) رواه مسلم 2/704 .

قال العلامة ابن عثيمين :
هذا الحُسن الذي ادعيت أنه ثابت في هذه البدعة هل كان خافياً لدى الرسول عليه الصلاة والسلام، أو كان معلوماً عنده لكنه كتمه ولم يطلع عليه أحد من سلف الأمة حتى ادخر لك علمه ؟! والجواب: إن قال بالأول فشر ، وإن قال بالثاني فأطم وأشر. فإن قال: إن الرسول، عليه الصلاة والسلام لا يعلم حسن هذه البدعة ولذلك لم يشرعها. قلنا: رميت رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، بأمر عظيم حيث جهلته في دين الله وشريعته . وإن قال :إنه يعلم ولكن كتمه عن الخلق. . قلنا له: وهذه أدهى وأمر لأنك وصفت رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، الذي هو الأمين الكريم وصفته بالخيانة وعدم الجود بعلمه، وهذا أشر من وصفه بعدم الجود بماله، مع أنه، صلى الله عليه وسلم ، كان أجود الناس . الفتاوى المجلد الخامس .

الشبهة الثانية :

يستدلون بقوله تعالى:قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون (يونس:58) . حيث يفسر بعضهم الرحمة هنا بالرسول صلى الله عليه و سلم !

والجواب :
قد فسر هذه الآية الكريمة كبار المفسرين ، كابن جرير وابن كثير والبغوي والقرطبي وابن العربي وغيرهم ، ولم يكن في تفسير واحد منهم أن المقصود بالرحمة في هذه الآية رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وإنما المقصود بالفضل والرحمة المفروح بهما ما عنته الآية السابقة لهذه الآية ، وهو قوله تعالى : يأيها الناس قد جآءتكم موعظة من ربكم وشفآء لما في الصدورِ وهدى ورحمة للمؤمنين (يونس:57 ـ 58) ذلك هو القرآن الكريم . قال القرطبي : قال أبو سعيد الخدري و ابن عباس رضي الله عنهما : ( فضل الله القرآن ، ورحمته الإسلام ) ، وعنهما أيضا : ( فضل الله القرآن ، ورحمته أن جعلكم من أهله ).

الشبهة الثالثة

: أن النبي e كان يصوم يوم الاثنين فلما سئل عن ذلك قال : ( ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه )رواه أحمد ومسلم وأبو داود . وهذا في معنى الاحتفال به إلا أن الصورة مختلفة ولكن المعنى موجود سواء كان ذلك بصيام أو إطعام طعام أو اجتماع على ذكر أو صلاة على النبي صلى الله عليه و سلم أو سماع شمائله الشريفة ) اهـ.
الجواب :

قال الشيخ التويجري ـ رحمه الله ـ في "الرد القوي"(61–62) : ( ان النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن يخص اليوم الثاني عشر من ربيع الأول ان صح ان ذلك هو يوم مولده بالصيام ولا بشيء من الأعمال دون سائر الأيام ولو كان يعظم يوم مولده ، كما يزعمون لكان افلام عالم حواءانجليزى يتخذ ذلك اليوم عيداً في كل سنة ، أو كان يخصه بالصيام أو بشيء من الأعمال دون سائر الأيام . وفي عدم تخصيصه بشيء من الأعمال دون سائر الأيام دليل على أنه لم يكن يفضله على غيره وقد قال تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر).

الشبهة الرابعة :

ما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه و سلم لما قدم المدينة رأى اليهود تصوم عاشوراء فقال : ما هذا ؟ قالوا : ( يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ) فقال : أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه. ووجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لتذكّرها وتعظيم يومها، لأجلها ولأنه ظرف لها .

الجواب :
صحيح ان النعم تستوجب الشكر عليها والنعمة الكبرى على هذه الامة هي بعثة الرسول وليس مولده : اذ القرآن لم يشر الى المولد وانما أشار الى بعثته على أنها نعمة ومنة من الله تعالى حيث قال تعالى ( لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم ) ال عمران 164 . وقال تعالى ( هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آيته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) الجمعة 2 .فلو كان الاحتفال جائزا لكان الاولى به ذكرى بعثته وليس مولده ، وصوم الرسول يوم عاشوراء وهو مشرع ومبلغ عن ربه ، اذ المطلوب ان نتبع لا ان نبتدع .رسائل في حكم الاحتفال بالمولدالنبوي 2/933.

الشبهة الخامسة :

ما جاء في صحيح البخاري عن عروة أنه قال في ثويبةَ مولاةِ أبي لهب : وكان أبولهب أعتقها فأرضعت النبي e فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة قال له : ماذا لقيت؟ قال أبو لهب : لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة "‏. ووجه الدلالة: أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى e وقد انتفع به الكافر ..فقد جاء في البخاري أنه يخفَف عن أبي لهب كل يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشرته بولادة المصطفى صلى الله عليه و سلم…

الجواب : قال العلامة الأنصاري رحمه الله في "القول الفصل" (ص84 – 87) : ( ان هذا الخبر لا يجوز الاستدلال به لأمور: أولاً : أنه مرسل كما يتبين من سياقه عند البخاري في باب وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب من صحيحه ولهذا قال الحافظ ابن حجر "فتح الباري"‏ (9/49) : ( إن الخبر ـ أي المتعلق بتلك القضية ـ مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به…الخ ) . وبهذا نعلم انه لا يجوز الاستدلال بهذا الخبر لأنه مرسل ، والمرسل من قسم الضعيف لأننا لا نعلم صدق من أخبر عروة بذلك الخبر ؛ والبخاري رحمه الله لم يشترط الصحة في كتابه إلا على الأحاديث المتصلة السند . ثانياً : أن ذلك الخبر لو كان موصولا لا حجة فيه لأنه رؤيا منام ورؤيا المنام لا يثبت بها حكم شرعي ذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر.

الشبهة السادسة :

( أن الاحتفال بالمولد إحياء لذكرى المصطفى e وذلك مشروع عندنا في الإسلام ، فأنت ترى أن أكثر أعمال الحج إنما هي إحياء لذكريات مشهودة ومواقف محمودة… الخ ) .

الجواب: قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ في رسالته "حكم الاحتفال بالمولد النبوي والرد على من أجازه" ‏(ص29ـ30) : ( النبي صلى الله عليه و سلم قد قال الله في حقه ورفعنا لك ذكرك فذكره مرفوع في الأذان والإقامة والخطب والصلوات وفي التشهد والصلاة عليه وفي قراءة الحديث واتباع ما جاء به ، فهو أجل من أن تكون ذكراه سنوية فقط ،

الشبهة السابعة

: : ان شعراء الصحابة كانوا يقولون قصائد المدح في الرسول e مثل كعب بن زهير وحسان بن ثابت ؛ فكان يرضى عملهم ؛ ويكافئهم على ذلك بالصلات والطيبات.

الجواب : قال العلامة التويجري رحمه الله في "الرد القوي" (ص79) : ( لم يذكر عن أحد من شعراء الصحابة رضي الله عنهم ، أنه كان يتقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإنشاد القصائد في ليلة مولده وإنما كان إنشادهم في الغالب عند وقوع الفتوح والظفر بالأعداء ، وعلى هذا فليس إنشاد كعب بن زهير وحسان بن ثابت وغيرهما من شعراء الصحابة رضي الله عنهم بين يدي النبي e ما يتعلق به الرفاعي وغيره في تأييد بدعة المولد) ا.هـ . بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني واياكم بما فيهما من العلم والحكمة

شكرا اخي محمود على موضوعك الرائع

وتقبل مروري

حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة 2024.

حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة

" "لا يجوز الاستدلال بالأحاديث الضعيفة ، ولا يجوز سوقها على أنها حجة حتى ولو كان في فضائل الأعمال

أو في العقاب على سيئ الأعمال إلا إذا ذكرها في الفضائل والترغيب في الخير أو في التنفير

من الشر إذا ذكرها مبيِّناً ضعفَها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال

(مَن حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبَيْن )

– رواه مسلم في مقدمة كتابه الصحيح –

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال

(مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) – متفق عليه –

وقد رخص بعض أهل العلم بجواز رواية الحديث الضعيف لكن بشروطٍ ثلاثة :

الشرط الأول : أن لا يكون الضعف شديداً .
والشرط الثاني : أن يكون له أصلٌ ثابت .
والشرط الثالث : أن لا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاله
وعلى هذا فيرويه بقول " يُروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم "
أو " يُذكر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم " ، أو ما أشبه ذلك .

وهذه الشروط محترزاتها أن نقول : إذا كان الضعف شديداً : فإنه لا تجوز روايته ولا ذِكره

وإذا لم يكن له أصل : فإنه لا تجوز روايته ولا ذِكره .

ومعنى قولنا أن يكون له أصل : أن يأتي حديثٌ ضعيف في فضيلة صلاة الجماعة –

مثلاً – وكثرة ثوابها ، فهذا له أصل وهو أن صلاة الجماعة مشروعة وواجبة

فإذا وجد حديث فيه زيادة الترغيب وزيادة الأجر : فهذا نستفيد منه أن نحرص على هذه الصلاة

ونرجو الثواب الذي ذُكر في هذا الحديث ، وهذا لا يؤثر على أعمالنا الصالحة ؛ لأن النفس ترجو بدون قطع .

أما إذا لم يكن له أصلٌ ثابت : فإنه لا يجوز ذِكره إطلاقاً ولا روايته .

وأما الشرط الثالث : أ

ن لا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاله ؛ فلأنه ضعيف ولا يجوز

أن يعتقد أن الرسول قاله وهو ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

لأن ذلك نوعٌ من الكذب عليه

وقد قال الله تعالى ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولاً ) الإسراء/36 ،

لكن لو اشتهر حديثٌ ضعيف بين الناس : فالواجب على الإنسان العالم بضعفه أن يذكره بين الناس ويبين أنه ضعيف لئلا يغتروا به .

ويوجد الآن – أحياناً – منشورات تتضمن أحاديث ضعيفة وقصصاً لا أصل لها ثم تنشر بين العامة ،

وإني أقول لمن نشرها أو أعان على نشرها : إنه آثمٌ بذلك ؛ حيث يُضل عن سبيل الله ،

يُضل عباد الله بهذه الأحاديث المكذوبة الموضوعة ، أحياناً يكون الحديث موضوعاً ليس ضعيفاً فقط

ثم تجد بعض الجهال يريدون الخير فيظنون أن نشر هذا من الأشياء التي تحذر الناس وتخوفهم

مما جاء فيه من التحذير أو التخويف ، وهو لا يدري أن الأمر خطير

وأن تخويف الناس بما لا أصل له : حرام ؛ لأنه من الترويع بلا حق

أو يكون فيه الترغيب في شيء وهو لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بل هو موضوع

هذا أيضاً محرَّمٌ ؛ لأن الناس يعتقدون أن هذا ثابت فيحتسبونه على الله عز وجل وهو ليس كذلك .

فليحذر هؤلاء الذين ينشرون هذه المنشورات من أن يكونوا ممن افتروا على الله كذباً ليضلوا الناس بغير علم

وليعلموا أن الله لا يهدي القوم الظالمين

وأن هذا ظلمٌ منهم أن ينشروا لعباد الله ما لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم "

من " فتاوى نور على الدرب " للشيخ ابن عثيمين ( شريط رقم 276 ) .

الأخت رحمة
أشكر لك هذا المقال الفقهي الهام
والذي فيه خلاف بين العلماء المختصين .

وزيادة في البيان ؛ أدرج رأي عالِمَيْن من علماء الأمة في حكم "هل يعمل بالحديث الضعيف" ؟ ::

كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى- كتاب الثمر المستطاب:
والذي أعتقده وأدين الله به أن الحق في هذه المسألة مع العلماء الذين ذهبوا إلى ترك العمل بالحديث
الضعيف في فضائل الأعمال وذلك لأمور:

أولا:
أن الحديث الضعيف لا يفيد إلا الظن اتفاقا والعمل بالظن لا يجوز لقوله تعالى: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ
لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (لنجم:28) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والظن فإنه أكذب الحديث )

ثانيا :أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا باجتناب الرواية عنه إلا ما علمنا صحته عنه فقال:
( اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم) ومن المعلوم أن رواية الحديث إنما هي وسيلة للعمل بما ثبت فيه
فإذا كان عليه الصلاة والسلام ينهانا عن رواية ما لم يثبت عنه فمن باب أولى أن ينهى عن العمل به.
وهذا بين واضح

ثالثا:
أن فيما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم غنية عما لم يثبت كما هو الأمر في هذه المسألة فإن هذا الحديث الصحيح بعمومه يغني عن الحديث الضعيف

كلام الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله – من كتاب المقترح فى اجوبة اسئلة المصطلح :
الجواب:
الحديث الضعيف لسنا متعبّدين به على الصحيح من أقوال أهل العلم، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم:
{ولا تقف ما ليس لك به علم} فنحن نأخذ ديننا بتثبّت. والعلماء الذين فصلوا بين الحديث الضعيف
في فضائل الأعمال وبينه في الأحكام والعقائد، يقول الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- في كتابه "الفوائد المجموعة":
إنه شرع، ومن ادعى التفصيل فعليه البرهان.
والأمر كما يقول الشوكاني -رحمه الله تعالى-
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((من حدّث عنّي بحديث يرى أنّه كذب، فهو أحد الكاذبين)).
فالحديث الضعيف لا يحتاج إليه، وفي كتاب الله وفي الصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ما يغني عن الضعيف. ثم إن هؤلاء الذين يقولون: يعمل به -خصوصًا من العصريين- تجده لا يعرف الحديث الضعيف،
ولا يدرى لماذا ضعّف؟ أضعّف لأن في سنده سيء الحفظ؟ أم لأن في سنده كذابًا؟ أم لأن في سنده صدوقاً يخطئ كثيرًا…إلخ؟ فتجده يأخذ الأحاديث الضعيفة ويقول: يعمل به في فضائل الأعمال، والذين أجازوا العمل بالضعيف اشترطوا شروطاً:
o لا بد أن يكون مندرجًا تحت أصل، كأن يأتي حديث في فضل ركعتي الضحى ويكون ضعيفًا، وقد وردت أحاديث كثيرة
في فضلها وقد ورد القرآن بالترغيب في الصلاة من حيث هي. وأيضًا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: أسألك مرافقتك في الجنّة، قال: ((أو غير ذلك))؟ قلت: هو ذاك، قال: ((فأعنّي على نفسك بكثرة السّجود)).
o ألا يشتد ضعفه، أي: لا يكون في سنده من قيل فيه: ضعيف جدًا، أو قيل فيه: إنه كذاب، أو قيل فيه: إنه متروك،
وهذا الشرط لا يعرفه إلا المحدثون.
o أن يعمل به في خاصة نفسه.

والله أعلم

شكرا لك على الإضافة أخي

و كما قلت فهذه مسألة خلافية

جزاك الله خيرا على المرور

نورت صفحتي

جزاك الله كل خير

وشكرا لاخي ابو نضال على اضافته التى تثري الموضوع

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد الهمامي
جزاك الله كل خير

وشكرا لاخي ابو نضال على اضافته التى تثري الموضوع