الوسم: الزجاج

ْاْقف على جدار الزمن
أقراء مكنوناتهِ شاكي ترحالي بحثا"
عن وجُوُه تلملم شتاتي وتُسكتُ اُجاجي
أم أقف باكي لليالي الحارقة
التي أذابت جفني وحفرت أخاديد في وجنتى
مع بروده الشتاء وحيدا" وصوت الرياح
وهي تعصف بصريرها بكل أوراقي فتبعثرها
أمامي تشتت حبرها تمحي ألوانها وتمزجُ ألآمها
تتركها أمامي أجثو عليها
لـ تعيد قسوة الأيام على أقدامي التي أدماها السير
فوق ذكريات يعتصر لها القلب نزيفا"
وبعضها يسقيني الماء شوكا"
باحثا" بين طياتها عن من يسقي هذا الضماْ حنينا
اآآآآآآآه من جدار الزمان

عبّرت وعبرت بين تشققاتهِ
لعلي أجد من بينها قلبا" أفراغ به خلجات صمتي
فـ تصبح نافذتي لـ اْهرب منها إلى
شاطئ وقمري
إلى دفء رمالي وورودي
إلى مرساي وسفني وأشرعتي
لـ تبحر بي إلى
قلب حبيبتي
الذي احبتت بريق الشوق في عينيها
وصوت الأنين على شفتيها
فـ ليتنى أغلق عيني داخل عينيها
فارحل إلى أنفاسها واْغرق في بحور شوقها
لتعزف ترانيم العشق بداخلها
لـ تتبعثر شراينى بأوردتهِا
فاْنا اهوي الهوى بين يديها
واْرتشف الماء من وجنتيها
وأتنفس الهواء برئتيها
آآآآه من وجع حبي

تاهت حروفي على عتبات قلبها
وتوقفت عقارب ساعاتي بنبضها
فأصبحت أراقب الوقت بدقات قلبي لها
فكم تذكرت تلك ألحظات الرائعة
وهى ترقص حافية القدمين إمامي
على زجاج منثور
تتراقص هنا وهنا وتناظر بعيني
وشعرها مجنون مجنون تشبه تلك الغجريات
ترقص أكثر وأكثر
وأنا انثر الملح على الزجاج وتسيل دمائها وتلهت أنفاسها
ولا تبالي فقط هي تناظر بعيني
مثل الانثي الر ائعه والجميلة
وأنا اعزف على الناي
وأتلذذ بصراخ عواطفها
فتصرخ يكفى عذاب الناي

سأصمت الآن ليس خوفا" من البوح ولكن خوفا"
أن لايصل شوقي لها فتموت الذكريات
فا يغفو القمر بوسادتي
يتوشح الليل محرابي
ينفرد عزف الناي والأنين
أجد كياني بين تلك المشاعر وبين تلك
الهواجس
والسطور
ورسائل طعمها الم وفراق
لا اْدري؟
اهو حزن عميق بد اخلي أعمق من جذور الصحاري
أم هو جدار الصمت الذي يعزف ناي الحزين
الذي تبعثر كيانه فوق أمواجا" عبرت به إلى عالم
يصعب اختراقه عالم نبضهُ شجون
وصوته عزف منفرد ترانيم يعجز ترتيلها
بداخلي ربما تتسطر كرائحة البكاء فوق أوراقي
ودموع الشموع حيث تجمدت فوق الكفوف

فأوقدتها الرياح
وتركت
بقايا أثار الإقدام على رمال القبور
أم همس تعالا بداخلي أنين
أم خيالا" أعطيته كل الحرية في الإبحار بلا بوصله تتجه إلى حيثما تريد
إلى بحار بلا شواطئ فـ للشواطئ حدود
فانا عازفا" لايعرف لصوت عزفه حدود
فقد أتى به الزمان من سفر بعيد
وما زال يمضي
بسفرهِ
إلى جزر تحمل أحلامي وليتها تخمد أوهامي
إلى حبات المطر وهي تحكي كل ذكرياتي
تتساقط فوق وجنتي لـ تعيدني لليالي الهوى
تداعب مسمعي بانشوده المطر
حيث احمل محبوبتى وأداعب طفولتها
وتختبئ بداخلي خوفا من صوت الرعد
فـ احمي ارتجاف قلبها
ليت الحياة تحتضني فتبعثر ألمي دون عوده
تخترق كل مسامات جلدي فتسقيها شوقا
وحزن أشبه معي كظلي أم كحبه خالا" في جسدي
فمازال للبوح بوح لا اعلم إلى متى
وتراتيل عجزت عن ترجمانها
واالشوق في شرياني
يضئ عتمتا أصابت مغلتي
لـ ارئ عيني بروقا" تشحن
كل أضلعي
فـ تتركها براكين ثائره تناثرت حممها
كـ ثلوجا" تذوب من لهيب عشقي لها
آآآآآآآآه حبيبتي
أخطئت حروفي الأسطر
فكتبت الحُب حب..
هاهي الحروف تغذي هزل جسدي
فقد أعراه حبك
فأين أنتي هل تواريتي خلف الغمام
أم تلاشيتي كـالضباب
وتركتيني وحيدا اجواب أطياف السماء
أنادي بحروفك للشروق أبعثر كياني للغروب
لربما تعودي فـ تحملي كل هذا الألم والشوق لك
وتحملي الدماء التي تجمدت بعروقي
تنتظر أن تسير قدميك فوق أوردتي
لتدفئيها وترقصي وانتى حافية القدمين
على مشاعري واحساسى

سلّمت شعرها للمصففة ، وأرخت رأسها بهدوء تام دون أي مقاومة ..

نزلت دمعة حارة على خدّها ، سرعان ما مسحتها لكيلا يفسد المكياج ، لم يكن هذا ماتريد حتمًا ، لكن عليها أن تقبله .. فليس هناك من يدافع عن مطالبها !

منذ أن كانت صغيرة حتى كبرت وهي ترسمُ لوحةً بحياتها لبيتٍ نشأ على عادات وتقاليد المجتمع الذي تعيش فيه.

*******

” هل الكل مثل بابا ؟ لماذا لا أراه إلا ملوحًا بالعقال و العصاة ؟

لماذا لا أراه يتبسم ؟ رغم ذلك أثق أنه يحبني كثيرًا لأني أحبه كذلك .. “

وضعت القلم على الطَّاولة ، وأشاحت ببصرها نحو النافذة حيث الظلام الدامس قد حلّ على المدينة والنجوم تتلألأ .

كانت قد أخذت علقة ساخنة بعد أن خرجت إلى الشارع القريب تلعب مع أقرانها .. تحسست جسدها النحيل وهي تتأوه.

*******

– أميرة ! أين الشاي؟

أسرعت بوضعه على الصينية وقد حرق جزءً من أطراف أصابعها ، وقدمته له دون أن تسمع كلمة شكر ، فقد أشار لها بأن تضعه على الطاولة أمامه حيث يجلس.

صوت والدها الجهوري لازال يتردد في أذنها ، لم يتغير رغم مرور الأيام.

*******

بدت أميرة آيةٌ من الجمال وحسن الأخلاق ، وبدت كأي فتاةٍ ترسم لفارس أحلامها المنتظر ،

يواظب على الصلاة ، ملتزم ، طالب علم .. وبالطبعِ وسيم ، حسنًا ستتخلى عن هذا الحلم قليلاً حتى يأتي الفارس المنتظر ممتطيًا جواده ليأخذها بعيدًا

ضحكت وهي ترى نفسها على حصان مع رجل غريب .. قطع حبل أفكارها والدها وهو يقول لها :

عرسكِ الشهر القادم ، تقدم لكِ ابن عمك ، فجهزي حالك.

صمتت لوهلة ، و وجهت نظرها لأمها التي كانت تقف خلف الوالد تخفي دموعًا وضعفًا ، فما بيدها حيلة ، فأبوها هو سيد البيت الأول ، لا تكسر كلمته.

عرفت أن الأمر قد انتهى .. فتناثرت أحلامها كما يتناثر الزجاج ! .

وأيضًا هذه خاطرة بعنوان ( كوني متشائمة .. ولكن لوحدك ! )

كوني متشائمة .. ولكن لوحدك!

حدثتني صديقتي البارحة عن امتحانها ، ومدى خيبة الأمل التي أصابت صاحباتها في ذلك الامتحان.

حاولتْ هيَ زرع قليلاً من تفاؤل وأملٍ في قلوبهن ، وأصبحت تتحدثُ إليهنّ بأسلوبٍ رقيق عن أنَّها مُجرد درجات ..

لتتفاجأ بمن يخبرهنّ أن يبتعد عنها ، لتوصفها بأنها ” ذات ايمان قوي! “.

…

نعم أولئك هم المتشاؤمون ، ولكن لم يقف الأمر عندهم ، بل لازالوا يريدون من يفقد الأمل معهم!!

ليكونوا كالغرقى في بحرٍ واسع ، يتخبطون بالماء البارد!

حتى غرقوا بأفكارهم المتشائمة!

…

كوني متشائمة .. لكن رجاءً ، لوحدك!

ضعي لأنفسك أسوا الاحتمالات لتوطني نفسك على تقبلها ، لكن رجاء اعطي غيرك بذرة أمل وإن لم تزرعيها.

وكوني متفائلة .. لكن رجاءً ، مع الجميع!