لو بلغت ذنوبك عنان السماء؟ 2024.

لو بلغت ذنوبك عنانالسماء؟عن أنس بن مالك رضي الله عنهقال: سمعت رسولالله – صلى الله عليه وسلم – يقول: قالالله تبارك وتعالى: (يا ابنآدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدملو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنيغفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنكلو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابهامغفرة) .

تخريج الحديثرواه الترمذيمن بين أصحاب الكتب الستة، وصححه ابن القيم، وحسنه الشيخالألباني.

غريب الحديثعنانالسماء: وهو السحاب وقيل ما انتهى إليه البصر منها.

قراب الأرض: ملؤها أو ما يقارب ملأها.

إنك ما دعوتنيورجوتني: أي ما دمت تدعوني وترجوني.

ولا أبالي: أي إنه لا تعظم علي مغفرة ذنوبك وإن كانت كبيرةوكثيرة.

منزلة الحديثهذا الحديث من أرجى الأحاديث في السنة، ففيه بيان سعة عفو الله تعالىومغفرته لذنوب عباده، وهو يدل على عظمشأن التوحيد، والأجر الذي أعده اللهللموحدين، كما أن فيه الحث والترغيب على الاستغفار والتوبة والإنابة إلى اللهسبحانهوتعالى.

أسباب المغفرةوقد تضمن هذا الحديثأهم ثلاثة أسباب تحصل بهامغفرة الله وعفوه عن عبده مهما كثرت ذنوبه وعظمت، وهذه الأسباب هي:

1- الدعاء مع الرجاءفقد أمر اللهعباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة فقال سبحانه: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عنعبادتيسيدخلون جهنم داخرين }(غافر60)، وقال – صلىالله عليه وسلم -: (الدعاء هو العباده وقرأ هذه الآية) رواه أحمد،ولكن هذا الدعاء سبب مقتض للإجابة عند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه،فقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض الشروطوالآداب أو لوجود بعضالموانع.ومن أعظم شروط الدعاءحضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى،قال – صلى الله عليهوسلم – في الحديث الذيرواهالترمذي : (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة،واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه) ، ولهذاأُمِر العبد أن يعزمفي المسألةوألا يقول فيدعائهاللهم اغفر لي إن شئت، ونُهِي أن يستعجل ويترك الدعاءلاستبطاء الإجابة، وجُعِل ذلكمن موانع الإجابة حتىلا يقطع العبد حبل الرجاء ولو طالت المدة، فإنه سبحانه يحب الملحين فيالدعاء،وما دام العبديلح فيالدعاء ويطمع في الإجابة مع عدم قطع الرجاء، فإن الله يستجيب له ويبلغه مطلوبه ولوبعد حين،ومن أدمن قرعالبابيوشك أن يفتح له.

2- الاستغفار مهما عظمتالذنوبالسبب الثاني منأسباب المغفرة المذكورة في الحديث، هو الاستغفار مهما عظمت ذنوب الإنسان، حتى لوبلغت منكثرتها عنان السماء وهو السحاب أو ما انتهى إليه البصرمنها.

وقد ورد ذكر الاستغفار في القرآن كثيراً فتارة يأمر الله به كقولهسبحانه: {واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}(المزمل20)،وتارة يمدح أهله كقوله تعالى:{والمستغفرينبالأسحار}(آل عمران 17)،وتارة يذكر جزاء فاعله كقولهتعالى:{ومن يعمل سوءا أويظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما [/

COLOR]}(النساء110) .

والاستغفار الذي يوجب المغفرة هو الاستغفار مع عدم الإصرار على المعصيةوالذنب، وهو الذي مدح الله تعالى أهلهووعدهم بالمغفرة في قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهمذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلاالله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون}(آل عمران135)،وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليهوسلم – قال: (أذنب عبد ذنبا فقالاللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنبويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنبويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنبفقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفرالذنبويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك) والمعنى أي ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك، قالبعض الصالحين: "من لم يكن ثمرةاستغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره"، وكان بعضهم يقول: "استغفارنا هذايحتاج إلى استغفاركثير".، ولوأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثميثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرةهذا [

COLOR="Red"]قال – صلىالله عليه وسلم

– كمافي الصحيح: (سيد الاستغفار أن تقولاللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا علىعهدك ووعدك مااستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لايغفر الذنوب إلا انتقال ومنقالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالهامن الليل وهوموقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) .

ومن صيغ الاستغفار العظيمةما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذيأنالنبي – صلى الله عليه وسلم – قال:

(من قالأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر منالزحف) .

3- التوحيد الخالصالسبب الثالث من أسباب المغفرة تحقيق التوحيد،وهو من أهم الأسباب وأعظمها، فمنفقدَه فقَدَ المغفرة، ومن جاء بهفقَدْ أتى بأعظم أسباب المغفرة،قال تعالى: {إن اللهلا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقدافترىإثما عظيما} (النساء48)،والتوحيد في الحقيقة ليس مجرد كلمة تنطق باللسان من غيرفقه لمعناها، أو عملبمقتضاها، إذاً لكان المنافقون أسعد الناس بها، فقدكانوا يرددونها بألسنتهم صباح مساء ويشهدون الجمع والجماعات،ولكنه فيالحقيقة استسلام وانقياد، وطاعة لله ولرسوله، وتعلق القلب بالله سبحانه محبةوتعظيما، وإجلالا ومهابة،وخشية ورجاء وتوكلا، كل ذلك من مقتضيات التوحيدولوازمه، وهو الذي ينفع صاحبه يوم الدين.والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

[/grade][/font][/size]

هتاف
جزاك الله عنا كل خير
تقبلي مروري بكل احترام
جزاك الله الف خير وجعلها الله في موازين حسناتك واثابك الله بها الجنه يا رب