أشكر الأخ الكريم ابن بطوطة على هذه المداخلة والإضافة القيمة ..
وأقول :
الحديث الذي ذكره عند النسائي فهو صحيح ايضا ولا غبار عليه ..
ولكن
إليك أخي ابن بطوطة هذا الحديث من صحيح مسلم ::
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه :
قال لي عبدالله بن عمر : أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة ؟
قال قلت : نعم . سمعته يقول :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة " .
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 853
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إذن : عندنا روايتان صحيحتان فأيهما نتبع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وإلى الجميع هذا البيان المختصر ::
بالنسبة لساعة الجمعة وتحديد هذه الساعة في وقت معين ،
اختلف العلماء فيها على أقوال كثيرة ، قد ذكر ابن حجر منها أربعين رأياً في " فتح الباري " .
ومن هذه الأقوال ما ذهب إليه بعض العلماء إلى أن هذه الساعة لم تحدد .
وقد قال القرطبي :
… كما خبأ ليلة القدر في رمضان وكما خبأ ساعة يوم الجمعة وساعات الليل المستجاب فيها الدعاء ليقوموا بالليل في الظلمات لمناجاة عالم الخفيات … . " تفسير القرطبي " 3 / 212 .
وقال الحافظ :
… وقال ابن المنير في الحاشية : إذاً علم أن فائدة الإبهام لهذه الساعة ولليلة القدر بعث الداعي على الإكثار من الصلاة والدعاء ،
ولو بين لاتكل الناس على ذلك وتركوا ما عداها فالعجب بعد ذلك ممن يجتهد في طلب تحديدها . " فتح الباري " 2 / 422 .
وأرجح الأقوال في تحديدها عند محققي العلماء قولان – وأحدهما أرجح من الآخر – :
الأول : أنها تكون بعد صعود الإمام إلى المنبر وجلوسه حتى ينصرف من الصلاة .
والقول الثاني : من بعد العصر إلى مغيب الشمس .
قال ابن القيم رحمه الله :
وأرجح هذه الأقوال : قولان تضمنتهما الأحاديث الثابتة ، وأحدهما أرجح من الآخر :
الأول : أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة .
وحجة هذا القول : ما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي بردة بن أبي موسى أن عبد الله ابن عمر قال له : أسمعت أباك يحدث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في شأن ساعة الجمعة شيئاً ؟ قال : نعم، سمعته يقول : سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول : هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة " . وروى ابن ماجة والترمذي من حديث عمرو بن عوف المزني عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : " إن في الجمعة ساعة لا يسأل اللهَ العبدُ فيها شيئاً إلا آتاه الله إياه ، قالوا : يا رسول الله أية ساعة هي؟ قال : حين تقام الصلاة إلى الإنصراف منها .
والقول الثاني : أنها بعد العصر .
وهذا أرجح القولين وهو قول عبد الله بن سلام وأبي هريرة والإمام أحمد وخلق .
وحجة هذا القول : ما رواه أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد وأبي هريرة أن النبي قال :
" إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه ، وهي بعد العصر " ،
وروى أبو داود والنسائي عن جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال :
(( يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر )).
ويقول الشيخ مشهور سلمان ::
ولا يبعد أن يقال:
إن ساعة الجمعة دوارة بين هذين، تارة في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة، وتارة تكون من جلوس الإمام حتى تنقضي الصلاة، وفي هذه ذكرى،
والمحروم من حرم هذه المواسم، وحرم بركتها وفضلها وخيرها،
فكم من إنسان أصابته السعادة في الدنيا قبل الآخرة، بسبب التقصد بالدعاء في وقت فاضل،
وكم من إنسان حرم السعادة بسبب غفلته عن هذه المواسم،
نسأل الله أن يجعلنا من السعداء وأن يجنبنا الشقاء، وأن يجعلنا من المقبولين عنده إن شاء الله
إذن:
لنكثر الدعاء في كل ساعة من ساعات يوم الجمعة لعلنا نوافق تلك الساعة .
والله تعالى أعلم