معنى الشبهة 2024.


معنى الشبهة
الشبهة سميت شبهة لأنها تشبه الحق ولان أصحاب الشبهات يأتون بأدلة من الكتاب والسنة يستدلون بها على شبهتهم ويجادلون عنها بادلتهم المتشابهة فيتبعونهم الكثير على ذلك والعياذ بالله
يقول تعالى
( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا ألوا الألباب )

جاء في شرح الآية ما يلي:
يخبر تعالى عن عظمته وكمال قيوميته انه هو الذي تفرد بإنزال هذا الكتاب العظيم الذي لم يوجد ولن يوجد له نظير أو مقارب في هدايته وبلاغته وإعجازه وإصلاحه للخلق وان هذا الكتاب يحتوي على المحكم الواضح المعاني البين الذي لا يشتبه بغيره ومنه آيات متشابهات تحتمل بعض المعاني ولا يتعين منها واحد من الاحتمالين بمجردهما حتى تضم إلى المحكم .
فالذين في قلوبهم وزيغ وانحراف لسوء قصدهم
يتبعون المتشابه منه فيستدلون به على مقالاتهم الباطلة وآرائهم الزائفة طلبا للفتنة وتحريفا لكتابه وتأويلا على مشاربهم ومذاهبهم ليضلوا ويضلوا.
وأما أهل العلم الراسخون فيه الذين وصل العلم واليقين إلى أفئدتهم فأثمر لهم العلم والمعارف فيعلمون أن القران كله من عند الله وانه كله حق محكمه ومتشابهه وان الحق لا يتناقض ولا يختلف.

فلعلمهم أن المحكمات معناها في غاية الصراحة والبيان يردون إليها المشتبه الذي تحصل فيه الحيرة لناقص العلم وناقص المعرفة فيردون المتشابه إلى المحكم فيعود كله محكما ويقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر للأمور النافعة والعلوم الصائبةإلا

أولوا الألباب
أي أهل العقول الرزينة.
ففي هذا دليل على أن هذا من علامة أولي الألباب وان إتباع المتشابه من أوصاف أهل الآراء السقيمة والعقول الواهية والقصود السيئة.

ومن أمثلة الآيات المحكمة قطعية الدلالة قطعية الثبوت
أي تحتمل تأويل واحد لا غير قوله تعالى:

(فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)
وقوله تعالى:

(قل هو الله احد .. )

وغير ذلك من الآيات المحكمة.

ومن أمثلة الآيات المتشابهة

قوله تعالى:

(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاث قروء)
فلفظ القرء في اللغة العربية مشترك بين معنيين يطلق لغة على الطهر ويطلق لغة على الحيض والنص دل على أن المطلقات يتربصن ثلاث قروء فيحتمل أن يراد ثلاثة أطهار ويحتمل أن يراد ثلاث حيضات فهو ليس قطعي الدلالة
أي يحتمل أكثر من معنى..
إلى غير ذلك من الآيات المتشابهة
والواجب على طالب الحق أن يرد المتشابه إلى المحكم
وقد بين الشاطبي رحمه الله في الاعتصام
(أن هذه القاعدة مطردة ليس في الكتاب الكريم وحده بل وفي السنة النبوية والسيرة المحمدية حيث أن هناك أحاديث وحوادث أعيان قيلت أو حصلت في مناسبات معينة إذا أخذت وحدها دون مبيناتها كان ذلك من قبيل إتباع المتشابه وترك المحكم وكذلك اخذ العام دون مخصصه أو المطلق دون مقيده أو التشبث بنص من طائفة من النصوص جميعها يتناول قضية واحدة وإهمال غيره مما هو مرتبط به ذلك كله من إتباع المتشابه وترك المحكم وهو من النقول على الله بغير علم وتقويل الشرع ما لم يقل به…)
ومن أمثلة هذا:
اخذ العام دون مخصصه
قوله تعالى
(حرمت عليكم الميتة والدم..)
فهذه الآية عامة في تحريم الدم والميتة ولكن قد ورد من السنة ما يخصص هذه الآية الكريمة في قوله صلى الله عليه وسلم أحلت لكم ميتتان ودمان الكبد والطحال والسمك والجراد.

اخذ المطلق دون مقيده

كقوله تعالى:

(والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما..)
قيدت بتحديد رسول الله صلى الله عليه وسلم حد القطع إلى الرسغ وغير ذلك من الأمثلة…
فالواجب على طالب العلم وطالب الحق والنجاة أن يستدل بمحكم الآيات ويرد المتشابه من القران إلى المحكم وان يجمع بين العام والمخصص له والمطلق والمقيد له حتى يصل إلى بر الأمان

فالله سبحانه وتعالى ذم من اتبع المتشابه من القران وترك المحكم والبين فكيف بمن ترك قول الله ورسوله بقول فلان أوعلان كما حصل مع اغلب أهل زماننا إلى من رحم الله تعالى وهذا عينه ما وقع فيه الأمم التي من قبلنا لما اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله
أي علمائهم وعبادهم
فالآن الناس لا يتبعون إلا قول فلان وفلان وان عارضته بقول الله أو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل لان قول الله ورسوله خالف قول العالم الفلاني والعياذ بالله

فمن رجع إلى أقوال العلماء الذين لم نعهد منهم إلا كل خير يجد أن دعوتهم إلى الوقوف مع الدليل وضرب قول العالم ان خالف قول الله ورسوله عرض الحائط

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في أعلام الموقعين2 .

يقول شارح كتاب التوحيد الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ :

"قال الإمام الشافعي رحمه الله :

(أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد )


فقول الإمام أحمد رحمه الله :

( عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ..الخ )
إنكار منه لذلك وأنه يؤول إلى زيغ القلوب الذي يكون به المرء كافراً . وقد عمت البلوى بهذا المنكر
خصوصاً ممن ينتسب إلى العلم ،نصبوا الحبائل في الصد عن الأخذ بالكتاب والسنة ، وصدوا عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيم أمره ونهيه .
فمن ذلك قولهم :
لا يستدل بالكتاب السنة إلاالمجتهد

والاجتهاد قد انقطع ويقول هذا الذي قلدته أعلم منك بالحديث وبناسخه ومنسوخه، ونحو ذلك من الأقوال التي غايتها ترك متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى ، والاعتماد على قول من يجوز عليه الخطأ وغيره من الأئمة يخالفه ويمنع قوله بدليل فما من إمام إلا والذي معه بعض العلم لا كله .

فالواجب على كل مكلف ، إذا بلغه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله وفهم معنى ذلك :

أن ينتهي إليه ويعمل به ،وإن خالفه من خالفه

كما قال تعالى :
﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَاتَذَكَّرُونَ ﴾
(الأعراف :3)
وقال تعالى :
(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّاأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةًوَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾
( العنكبوت :51)

وقد تقدم حكاية الإجماع على ذلك ، وبيان أن المقلد ليس من أهل العلم ، وقد حكى أيضاً أبو عمر بن عبد البر وغيرهالإجماع على ذلك ."

ويقول الشيخ عبد الرحمن في نفس الموضح :-
"فيجب على من نصح نفسه إذا قرأ كتب العلماء ونظر فيها وعرف أقوالهم أن يعرضها على ما في الكتاب والسنة
فإن كل مجتهد من العلماء ومن تبعه وانتسب إلى مذهبه لابد أن يذكر دليله

والحق في المسألة واحد

والأئمة مثابون على اجتهادهم ، فالمنصف يجعل النظر في كلامهم وتأمله طريقاً إلى معرفة المسائل واستحضارها ذهنياً وتمييزاً للصواب من الخطأ بالأدلة التي يذكرها المستدلون ، ويعرف بذلك من هو أسعد بالدليل من العلماءفيتبعه ، والأدلة على هذا الأصل في كتاب الله أكثر من أن تحصر ، وفي السنة كذلك ."

وقال أيضاً :

" ولا ريب أن هذا من غربة الإسلام . كما قال شيخنا رحمه الله في المسائل ،فتغيرت الأحوال فآلت إلى هذه الغاية .

فصارت عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال . ويسمونها ولاية ، وعبادة الأحبار هي العلم والفقه . ثم تغير الحا ل إلى أن عبد من ليس من الصالحين ، وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين .




وأماطاعة الأمراء ومتابعتهم فيما يخالف ما شرعه الله ورسوله : فقد عمت بها البلوىقديماً وحديثاً في أكثر الولاة بعد الخلفاء الراشدين وهلم جرا .

وقد قال تعالى :

﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْوَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّاللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾
(القصص :50 )
وعن زياد بن حدير :
قال : قال لي عمر رضي الله عنه :

" هل تعرف ما يهدم الإسلام ؟ قلت : لا ، قال : يهدمه زلة العالم ، وجدل المنافق بالقرآن ، وحكم الأئمة المضلين ."

أ . هـ (فتح المجيد ص 956 )

وقال سفيان بن عيينة :
" اضطجع ربيعة مقنعاً رأسه وبكى فقال: مايبكيك ، قال : رياء ظاهر ، وشهوة خفية
والناس عند علمائهم كالصبيان عند أمهاتهم ،ما نهو هم عنه انتهوا ، وما أمروهم به ائتمروا ."
قال عبد الله بن المعتمر :

" لا فرق بين بهيمة تنقاد ، وإنسان يقلد ."

وقال ابن مسعود رضي الله عنه :
" لايقلدن أحدكم رجلاً ، إن آمن آمن ، وإن كفر كفرفإنه لا أسوة في البشر ."
وقال أيضاً :

" أغد عالماً ، أو متعلماً ولا تغد إمعة فيما بين ذلك " أ . هـ (2).

ولذا فمن المعلوم أنه إذا وقع الخلاف بين المسلمين

سواء كان انتسابهم إلى الإسلام حقاًوصدقاً أو ادعاءً والله أعلم بالسرائر –

في أن هذا الشيء بدعة أو غير بدعة أو مكروهأو غير مكروه أو محرم أو غير محرم أو غير ذلك .


فقد اتفق المسلمون :




سلفهم وخلفهم من عصر الصحابة إلى عصرنا هذا أن الواجب عند الاختلاف في أي أمر من أمور الدين هوالرد إلى كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،والناطق بذلك الكتاب العزيز

قال تعالى :


﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾


(النساء :59)

ومعنى الرد إلى الله سبحانه وتعالى الرد إلى كتابه .

ومعنى الرد إلى رسوله صلى الله عليه وسلم الرد إلى سنته بعد وفاته.


وهذا مما لا خلاف فيه بين جميع المسلمين.


فإذا قال شخص هذا حلال وقال الآخر هذا

فليس أحدهما أولى بالحق من الآخر وإن كان أكثر منه علماً أوأكبر منه سناً أو أقدم منه عصراً

لأن كل واحد منهما فرد من أفراد عباد الله ،ومتعبداً بما في الشريعة المطهرة مما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،ومطلوب منه ما طلب الله من غيره من العباد ، وكثرة علمه وبلوغه درجة الاجتهاد أومجاوزته لها لا يسقط عنه شيئاً من الشرائع التي شرعها الله لعباده ، ولا يخرجه منجملة المكلفين من العباد) أ. هـ

(من مقدمة شرح الصدور بتحريم رفع القبورللشوكاني ،بتصرف

[/من رسالة أسباب نجاة السول من السيف المسلول –مجموعةالتوحيد ص 145

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى

اجمع المسلمون على انه من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول احد.

فإذا كان تقديم قول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن ينزل بسببه حجارة من السماء فكيف بمن يقدم قول فلان أو علان

فالواجب على من أراد الحق أن لا يأخذ بأي كلام من شخص كيفما كان هذا الشخص إذا خالف قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى تجد يوم القيامة للسؤال جوابا

فإذا سالك ربك لماذا فعلت كذا وكذا قلت يارب وجدت قولك فان كنت اخطات فاغفر لي قلة فهمي وقصر عقلي.

فكيف بك إن تركت كلام رب الأرباب لكلام فلان ما تكون حجتك وجوابك؟؟


فاتقوا الله عباد الله وتمسكوا بالقران ولو وجدت نفسك وحدك فان اغلب من هلك من قبلنا كان بسبب إتباع العلماء والتقليد الأعمى وإتباع الكثرة والعياذ بالله فاخلص لربك وأصدقه يصدقك وتصل إلى بر الأمان والنجاة.

رد الشبهة المثارة حول زواجه عليه الصلاة والسلام من زينب 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيانا نجد بعض الأحداث التي تخص الإسلام وأهله والتي تفوح بفوائد كثيرة . أحيانا تلك الأحداث العظيمة لا تروق للنفوس المريضة اللئيمة فينسجون بكفرهم الضحل شبهات حول الإسلام قمة في التفاهة والسزاجة وقد ظنوا بهذا أنهم حازوا السلاح الذي سيهدم الإسلام .
ولكن هيهات هيهات .
وكان من ذلك ما يلي :

شبهة حول زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد بن حارثة :::

فقد كان التبني منتشرا في المجتمعات العربية قبل الإسلام وتغلغل في نفوس الناس واستمر كذلك في صدر الإسلام ولم يكن التبني قد حرم .

وقد تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة رضي الله عنه حتى صار الناس ينادونه بزيد بن محمد ( صلى الله عليه وسلم )
فلما جاء التشريع بتحريم التبني صاحب هذا تمهيدا حكيما لتتقبل النفوس الأمر حيث دعا ربنا المؤمنين إلى نسبة من تبنوهم لآبائهم الحقيقيين فإن لم يعرفوا آباءهم فهم إخوانهم في الدين ومواليهم
فقال تعالى : ( ادْعُوهُمْ لآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد ( أنت أخونا ومولانا )
وربما وجد زيد في نفسه حزنا أو ما شابه لفوات شرف نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم بعد تحريم التبني فعوضه الله تعالى بأن خلد اسمه في القرآن فصار اسمه من كلام الله الذي يتلى إلى أن يشاء الله
فيمكن أن أقول لمن كنت تبنيته أنه مولى لي ,
ومن ناحية أخرى حرم رسول الله على الشخص أن ينتسب لغير أبيه الحقيقي وهو يعلم ذلك
فعن أبي ذر، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من ادعى لغير أبيه وهو يعلم فقد كفر، ومن ادعى قوماً ليس هو منهم فليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حارت عليه".
صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد .

قال النووي: " فيه تأويلان : أحدهما أنّه في حقّ المستحلّ. والثّاني : أنّه كفر النّعمة والإحسان وحقّ اللّه تعالى , وحقّ أبيه , وليس المراد الكفر الّذي يخرجه من ملّة الإسلام. وهذا كما قال e ((يكفرن)) 102, ثمّ فسّره e بكفرانهنّ الإحسان وكفران العشير".
وَمَعْنَى ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ أَيِ انْتَسَبَ إِلَيْهِ وَاتَّخَذَهُ أَبًا وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يعلم تقييد لابد مِنْهُ فَإِنَّ الْإِثْمَ إِنَّمَا يَكُونُ فِي حَقِّ الْعَالِمِ بِالشَّيْءِ
قال الحافظ ابن حجر: "وقد ورد الكفر في الشرع بمعنى جحد النعم، وترك شكر المنعم، والقيام بحقه". 104

إذاً الجهل بدلالة لفظ الكفر في الشرع أوقع الغلاة في تكفير المسلمين لإتيانهم بعض المعاصي التي وسم الله فاعلها بالكفر، أي الكفر الأصغر ، وجمع النصوص إلى بعضها كفيل برفع شبهة المكفِّرين لكل من أطلق عليه الشرع كلمة الكفر ، إذ المفهوم الخاطئ لهذا الإطلاق يجعل نصوص الشرع متعارضة متناقضة، والحق أن النصوص الشرعية يصدق بعضها بعضاً ، والواجب جمع النصوص بعضها إلى بعض، وإعمالها جميعاً بمزيد من التبصر في دلالات ألفاظها ومآلات عباراتها.

وقال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم ::
(وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً)

قال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين
(فإن الإنسان يجب عليه أن ينتسب إلى أهله أبيه جده جد أبيه..
وما أشبه ذلك ولا يحل له أن ينتسب إلى غير أبيه وهو يعلم أنه ليس بأبيه فمثلا إذا كان أبوه من القبيلة الفلانية ورأى أن هذه القبيلة فيها نقص عن القبيلة الأخرى فانتمى إلى قبيلة ثانية أعلى حسبا لأجل أن يزيل عن نفسه عيب قبيلته فإن هذا والعياذ بالله ملعون عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا وأما إذا انتمى الإنسان إلى جده وأبي جده وهو مشهور ومعروف دون أن ينتفي من أبيه فلا بأس بهذا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب مع أنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فعبد المطلب جده ولكنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك في غزوة حنين لأن عبد المطلب أشهر من أبيه عبد الله وهو عند قريش في المكانة العليا فلهذا قال أنا ابن عبد المطلب لكنه من المعلوم أنه محمد بن عبد الله ولم ينتف من أبيه وكذلك أيضا الناس ينتسبون إلى اسم القبيلة فيقول مثلا أحمد بن تيمية وما أشبه ذلك مما ينتسب إلى القبيلة لكن المهم الذي عليه الوعيد هو الذي ينتمي إلى غير أبيه لأنه غير راض بحسبه ونسبه فيريد أن يرفع نفسه ويدفع خسيسته بالانتماء إلى غير أبيه فهذا هو الذي عليه اللعنة والعياذ بالله يوجد والعياذ بالله من يفعل ذلك للدنيا ينتسبون إلى أعمامهم دون آبائهم للدنيا مثل ما يوجد الآن أناس لديهم جنسيتان ينتسب إلى عمه أو إلى خاله أو ما أشبه ذلك لينال بذلك شيئا من الدنيا هذا أيضا حرام عليه ولا يحل عليه ذلك والواجب على من كان كذلك أن يعدل تبعيته وجنسيته وكذلك بطاقته ولا يبقيها على ما هي عليه ومن اتقى الله جعل له من أمره يسرا ورزقه من حيث لا يحتسب والله الموفق )

واسمع هذا الجزء من الآية :
(فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِمًا)

فقد نفى الله سبحانه وتعالى الجناح (الإثم) عمن أخطأ في نسبة الابن إلى غير أبيه في الحقيقة، وذلك بعد الاجتهاد واستفراغ الوسع أو نسي فنسب الابن إلى غير أبيه بجريان لسانه بذلك، وأثبت الحرج والإثم لمن تعمد الباطل وهو دعوة الرجل لغير أبيه بعد علمه بتحريم ذلك .

ومن تلك القاعدة الكبيرة ننطلق على بركة الله وبإذنه

1 زيد يعتبر إذن من الموالي وهم عبيد تم عتقهم

2 طبقة الموالي كانت في مرتبة دون مرتبة السادة الأحرار الذين لم يكونوا عبيدا من قبل

3 قام النبي صلى الله عليه وسلم بتزويج زيد من السيدة زينب وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم ولعل بذلك يذوب هذا الفارق ما بين الطبقات عمليا ,

4 ظلت زينب رضي الله عنها مع زيد قرابة السنة أو يزيد قليلا

5 لم يكن هناك وفاق بينهما وقد شكى زيد ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ينصحه بعدم طلاقها وأن يتق الله .
فقد جاء في الحديث الذي صححه الألباني عند الترمذي عن أنس قال : نزلت هذه الآية { وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس } في شأن زينب بنت جحش جاء زيد يشكو فهم بطلاقها فاستأمر النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم { أمسك عليك زوجك واتق الله } .

6 لما طلق زيد السيدة زينب رضي الله عنهما وانقضت عدتها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هنا لعبت العقول الخبيثة والقلوب المريضة بنفوس أصحابها وقالوا قولة خبيثة مثلهم
قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهوى زينب فلما طلقها زيد تزوجها .
وحاشى لرسول الله أن يكون كذلك .

لكن كيف نرد تلك الكذبة ؟

أولا من وينب ؟
هي بنت عمة المصطفى صلى الله عليه وسلم ,
إذن كان يعرفها قبل زواجها من زيد صح ؟

طيب لو كان كما يقولون لماذا لم يتزوجها قبل زيد ؟

الإجابة في السؤال التالي :
من زوج زينب لزيد ؟
المفاجأة هي :
زوجها له المصطفى صلى الله عليه وسلم .
إذن فالعقل والقلب السليمان يقولان أنه من المستحيل أن يرغب في زواجها بعدما صار لها زوج هو من زوجها له .

فيخرج علينا صاحب العقل المريض فيقول :
طيب لماذا قال له ربنا : (وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) ؟
أقول له :
لعل الله أخبر نبيه إثناء بقاء زينب مع زيد أنه مطلقها وأن النبي سيتزوجها .
معنى كلامك أن الله أمر النبي عليه الصلاة والسلام بالزواج من زينب ؟

الجواب نعم .

ما الدليل ؟

الدليل هو قوله تعالى : (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا )

إذن فمن الذي زوجها له ؟

إنه الله .
لذلك كانت زينب نفسها تتفاخر بهذا على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بقولها كما في صحيح البخاري
(زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَات.)

طيب ما الحكمة من زواجه صلى الله عليه وسلم منها ؟
يبينها ربنا في قوله : (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا)
ولعل ما نقله ابن كثير في تفسيره في بيان ما كان يخفيه النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه ما يعضد ما سبق وبيناه في هذا الشأن حيث نقل ابن كثير ما يلي :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعان قَالَ: سَأَلَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ مَا يَقُولُ الْحَسَنُ فِي قَوْلِهِ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ [وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ] } (5) ؟ فَذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ: لَا وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعْلَمَ نَبِيَّهُ أَنَّهَا سَتَكُونُ مِنْ أَزْوَاجِهِ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، فَلَمَّا أَتَاهُ زَيْدٌ لِيَشْكُوَهَا إِلَيْهِ قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ. فَقَالَ: قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنِّي مُزَوّجكها، وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ.
وَهَكَذَا رُوي عَنِ السُّدِّي أَنَّهُ قَالَ نَحْوَ ذَلِكَ.
والله أعلم بصحة تلك الرواية لكن حتى ولو لم تصح ففي ما قلبها الكفاية بإذن الله
إذن فكان زواجه عليه الصلاة والسلام من زينب ليكون إنهاءا عمليا للتبني وما ترتب عليه من آثار
ولأن التبني كان متجذرا في النفوس جاء إبطاله عمليا من القدوة صلى الله عليه وسلم
(والله أعلم )
وأختم بمفاجأة كبرى
تدرون من الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليخبر زينب بأن النبي صلى الله عليه وسلم يريد زواجها ؟
إنه زيد بن حارثة بنفسه
ففي الحديث الذي صححه الألباني عن أنس قال : (لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لزيد اذكرها علي قال زيد فانطلقت فقلت يا زينب أبشري أرسلني إليك رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكرك )
ولعل اختيار زيد مقصود لذاته ليقطع بذلك ألسنة المتقولين وما قد يزعمونه من أن طلاقها وقع بغير اختيار منه، وأنه قد بقي في نفسه من الرغبة فيها شيء، وفي هذا يقول ابن حجر: (هذا من أبلغ ما وقع في ذلك، وهو أن يكون الذي كان زوَّجها هو الخاطب، لئلا يظن أحد أن ذلك وقع قهرًا بغير رضاه، وفيه أيضا اختبار ما كان عنده منها هل بقي منه شيء أم لا؟)

فلنفخر بإسلامنا ولنتعلم كي نحصن أنفسنا ونذود عن ديننا بإذن الله

انشر في الخير

جزاك الله خيرا اخي احمد
شكرا على مرورك أختي الكريمة

جزاك الله خيرا
ونفع بك

شكرا أخي ابن بطوطة

السلام عليكم
كيف حضرتك أخي
لي طلب لو تكرمت
لقد طلبته سابقا لكن ربما لم يتسن تحقيقه
هناك لفتة طيبة ذكرها مؤلف الكتاب الذي نقلت عنه وهي أن زيد ربما لما حزن لفوات شرف انتسابه للنبي صلى الله عليه وسلم بعد تحريم التبني فلعل الله عوضه فجعل اسمه قرآنا يتلى
ليتك تضيف تلك اللفتة لو استصوبتها
ولك حرية اختيار الموضع الذي تضيفها فيه من الموضوع
وشكرا لك مقدما