عقدة العداء للإسلام 2024.

"فقط أرني ما أتى به محمد وجاء جديدا، عندها ستجد فقط ما هو شرير ولا إنساني، كأمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف". لم يجد بابا الفاتيكان الحالي (بينديكتس السادس عشر) إلا هذه الجمل ليستشهد بها في محاضرة علمية، ألقاها في جامعة ريجنسبورج الألمانية، أمام نخبة من المثقفين والأكاديميين، وهذا أمر جد عادي، لأن الكنيسة مجبولة على مثل هذا السلوك، الذي يعبر عن انفصام عميق في شخصيتها المتقلبة الأطوار، فهي تبدي غير ما تخفي، وتعلن عكس ما تُكنّ! وهذا ما يظهر بوضوح في أغلب مقاطع المحاضرة التي ألقاها البابا، وهي تعقد مقارنة ضمنية بين الإسلام والمسيحية، لا تنكشف للقارئ إلا من خلال القراءة العميقة، ليخلص من ذلك، بشكل أو بآخر، إلى إثبات أفضلية المسيحية على الإسلام، وهذا ما يستجلى منذ البداية من تهجمه على الإسلام، وقدحه الظاهر في جملة من الأمور التي تعتبر مسلمات وبديهيات في العقيدة الإسلامية.

ولئن كان واضحا بالمنطق العقلي المنظور، والدليل الواقعي الملموس لدى الكنيسة، أن الدين الإسلامي يشمل كل تلك السلوكات والمعاملات والأخلاق والقيم التي من شأنها أن تخلق عالما سمحا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) البقرة//208، تنتفي فيه الفوارق الطبقية، وتتلاشى فيه العنصرية العرقية أو الدينية أو غيرهما، إلى درجة أن قوانين الشريعة الإسلامية تسمح لرعايا الدول الأجنبية المعادية للإسلام بحق المواطنة على تراب الدولة الإسلامية، ولئن كان الأمر كذلك، فإن الكنيسة طالما تجاهلت هذا الوجه السمح للإسلام، وصنفته في لائحة الأديان أو الثقافات المنبوذة، ليس لأنه يستحق النبذ، ولكن لأنه يملك الحقيقة التي تخشى منها الكنيسة، هذه الحقيقة التي سعت بكل ما ملكته من قوة وجبروت ونفود إلى طمسها (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) المائدة/41، والترويج لها بالأسلوب الذي يلائم مصالحها الأيديولوجية والسياسية والمادية، وقد انبثقت عن سلوك النبذ هذا عقدة العداء الشرس لكل ما تشتم منه رائحة الإسلام، وقد اختلفت أشكال هذا العداء، بين مادي من حروب ومواجهات واستعمارات، ومعنوي أو رمزي من تحريف للمعطيات وتشويه للحقائق وإفشاء للأكاذيب وإحداث للأراجيف.

إن العداء المادي يمس المجتمع في أرواحه ومرافقه ومعماره، ويترتب عن ذلك شرخ نفسي بليغ، لكنه ومع ذلك فقد تتبدد تلك الآثار مع مرور الأيام، لأنه بدوران التاريخ يتحول ذلك المجتمع إلى طور آخر من الحياة، ويلج مرحلة تاريخية تختلف عن التي سبقتها، فيصبح الحديث عن العداء المادي، إما من باب التذكير أو من باب البكاء على الأطلال، غير أنه في علاقة الإسلام بالمسيحية يتخذ الأمر مسارا مغايرا، يبدو فيه الصراع بين الطرفين مستمرا إلى ما لا نهاية، يتلبس بمختلف التسميات والمصطلحات (حروب صليبية، استعمار، صراع الغرب والشرق، مواجهة الإرهاب، صراع الإسلام والغرب…).حتى أنك تشعر بأن المستقبل يعد بمواجهة عظمى بينهما!

أما العداء المعنوي أو الرمزي فيعتري المجتمع في معارفه وأفكاره وحقائقه ومعتقداته، فهو بذلك أشد وطأ من العداء المادي، حقا إن أثر العداء الأول يبدو جليا للعين، التي تشهد القتل والتنكيل والدمار والتخريب، ويحز بشكل عميق في النفس، التي تحذوها الجراحات والأورام، لكن ومع ذلك، فإن كل تلك الملمات والويلات التي تصيب البدن والنفس والمال، لا تعادل طمس حقيقة واحدة من حقائق العقيدة الإسلامية، التي تجد أصلها في كلام الله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) البقرة/105 (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) الإسراء/176، أو سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) النجم/3، وفي هذا الإطار يمكن إدراج خطاب البابا بنيديكتس، الذي يكشف عن عداء معنوي سافر للإسلام، حيث ينسب في أكثر من موضع من محاضرته سلوكا ما إلى الإسلام، وإن كانت الحقيقة غير ذلك، وهذا لعمري نابع من النظرة العدائية التي تطغى على علاقة الكنيسة بالإسلام، وهي نظرة تحاول أغلب المؤسسات المسيحية تعميمها بين أوساط أنصارها ومريديها في شتى أنحاء العالم، مطعمة إياها بنشر حقائق مغلوطة حول الإسلام، تسري في عقولهم الجاهلة سريان السم في الدم!

ثم إن هذا العداء بصنفيه؛ المادي والمعنوي، يُسعى من خلاله إلى التنقيص من شأن الدين الإسلامي، بأسلوب يوحي بأنه عقلاني، مادام أنه ينطلق من جملة من المعطيات التي يحسبها المسيحي العادي أمورا حقيقية، فيسلم بها دون تشكيك أو تردد، على هذا الأساس يمكن رد الرأي الشائع الذي يقول بأن الإساءات التي تمارس من فينة لأخرى، من لدن الغرب على الإسلام، إنما ناجمة عن جهل أولئك المسيئين بحقيقة وطبيعة هذا الدين، وهذا رأي يعبر إما عن استخفاف الغرب بنا واستحماره لنا، وإما عن سذاجة من يأخذ به وقلة إلمامه بعلاقة الغرب بالإسلام، لأن هذا الغرب الذي استعمرنا أمدا طويلا، واستحوذ على طاقاتنا البشرية والطبيعية، ومكاسبنا التراثية والثقافية، مكنته هذه التجربة التي كانت علينا وبالا، وكانت له فتحا، (مصائب قوم عند قوم فوائد)، من أن يتعلم الكثير عن الدين والثقافة الإسلامية، بل ويدرك طبيعة الهوية والشخصية الإسلامية، حتى أن مستشرقيه ومبشريه كانوا يدونون كل صغيرة وكبيرة عن الإسلام، ويأتي اليوم من يبرر ما قاله البابا، معتبرا إياه يجهل حقيقة الإسلام عقيدة وحضارة، وهم يعلمون أن البابا ليس شخصا عاديا، وإنما هو مثقف كبير، سبق له وأن درس علم اللاهوت وتاريخ العقيدة في جامعة بون وغيرها منذ سنة 1959، وهذا يعبر عن أنه يملك معرفة كافية عن الدين الإسلامي. وإلا فما هي الدلالات العميقة لهذه العبارات التي ضمنها بيانه الشخصي، الذي تلا الضجة العارمة التي أحدثتها محاضرته، وهو يقول فيه: "إنني أشعر بأسف عميق لردود الفعل في بعض البلدان لفقرات قليلة من خطابي بجامعة ريغينسبورغ، والتي اعتبرت مسيئة لمشاعر المسلمين. لقد كانت هذه في الواقع اقتباسا من نص يرجع للعصور الوسطى، ولا يعبر بأي صورة عن فكري الخاص". غير أن هذا الأسف الموسوم بالعميق، ليس عميقا إلا على المستوى الشكلي، وإلا فلماذا يظل البابا متمسكا بالمقارنة المجحفة التي عقدها في محاضرته بين الإسلام والمسيحية،

فماذا يمكن أن نعتبر هذه الازدواجية في الخطاب؛ تناقضا غير مقصود، أم انفصاما مرضيا، أم عداء مقننا ضد الإسلام؟

بوركت اخي

موضوع ذو قيمه وفائده كبيره

لا ادري ما ذا اقول بكل صراحه اشكرك على المجهود الراقي

تقبل مروري

أخي الحب الخالد
الشكر لك ولتشجيعك ومرورك دائما مميز بكل ماتكتب أو تعلق
أقبل مني كل أحترام

العداء لأمريكا: حقيقة أم إعلام؟؟؟؟ 2024.

العداء لأمريكا: حقيقة أم إعلام؟

ميشيل كيلو : القدس العربي 03/11/2009
ليس هناك من هو أكثر عداء لامريكا من حكومات العالم العربي. هذا ما تؤكده الظواهر والمظاهر، وما يظهر فوق الطاولة، أما تحتها، فالأمور مختلفة إلى أبعد حد: هنا، امريكا هي الجهة الرئيسية الصانعة للنظامين الدولي والإقليمي، فلا بد من خطب ودها وإقامة علاقات ممتازة معها، سواء كانت مبنية على مصالح مشتركة، أم على الانضواء في مناطق نفوذها، وتاليا في سياساتها العامة واستراتيجياتها، وإلا وجد من يتفاهمون معها أنفسهم في ورطة، وتصرفوا وكأن نظامهم خارج على الشرعية الدولية، أو يفتقر إلى دعمها، أو كأنه نظام ناقص تكتمل مقوماته بحصوله على غطاء منها، يجعلها راضية عنه، ويجعله يحس بالأمان.

والمشكلة مع امريكا معقدة، فهي، في حالة أولى، تتفق مع الذين تتعامل معهم على دور معين، يؤدونه بعد وصولهم إلى الحكم. في هذه الحالة، نجدها تراقب ما يفعلونه، وتتدخل لتغييره إن كان لا يتفق مع خططها، فإن رفضوا ما تطلبه، دخل نظامهم في منطقة رمادية سياسيا، ووجدوا أنفسهم في أمام خطر جدي، سببه أن امريكا لا تترك مصيرها بيد أحد، ولا تمنح ثقة غير محدودة أو مشروطة لأحد، وتفتش دوما عن بديل لما هو قائم، حتى عندما تضع يدها في يده. في حالة ثانية، تراقب امريكا سياسات بلد ما، دون أن تتخلى عن ‘حقها ‘ في توجيهها، وهي تحدد موقفها النهائي منها، إن رفضت تبني طرق في العمل تتفق مع مصالحها وأهدافها. عند هذا، تحدث أزمة علاقة، تليها معظم الأحيان أزمة حكم في البلد المعني، الذي يدخل عندئذ في منطقة رمادية سياسيا، غالبا ما تكون خطيرة بالنسبة له.

في الحالة الأولى، تقيس امريكا سياسات الحكومات بالدور الذي اتفقت معها عليه، وفي الثانية بالدور الذي تتوقعه منها، أو تريدها أن تلعبه. وفي الحالتين، تكون سياساتها ومصالحها هي معيار علاقاتها، والسقف الذي يجب على الطرف المقابل إلزام نفسه به والعمل تحته، كي لا يفقد ثقتها وتوجه إليه تهم ثقيلة كدعم الإرهاب، أو التراخي في محاربته، أو تهديد الأمن القومي الامريكي… والغريب، أن الحكومات، عند العرب وفي العالم، تعطي امريكا حق التدخل المفتوح في شؤونها، فترى مندوبيها يبحثون مع هيئات رسمية عربية تفاصيل علاقاتها مع دول عربية أخرى، دون أن تعترض على ‘حشريتها’، مع أن سلوكها يمثل تدخلا سافرا في أمورها. كما تحدد امريكا الطرق التي يجب أن تعتمدها بعض البلدان في التجارة الدولية، على سبيل المثال، وتلك المطلوبة لاختيار مخاتير بعض البلدات والقرى، وهي لا تتورع عن تقريع من يخالفونها بصورة علنية، وتعترض على بعض المسؤولين في دول أخرى، وتطلب من حكوماتهم استبدالهم بمن ترضى عنهم، بينما تصدر تقارير حول حقوق الإنسان في كل قطر ومصر، توزع فيها التهم ذات اليمين وذات الشمال، دون أن يتجرأ أحد على الاعتراض جديا على انتهاكاتها هي للحقوق، التي تستخدمها ذريعة للتدخل في شؤون غيرها…
يقع خلاف امريكا مع الآخرين، عندما تتناقض مصالحها الاستراتيجية في بلد ما مع سياساته ومصالحه، في هذه الحالة: امريكا هي التي تثير الخلافات مع حكامه، لأنها هي التي تنكر حقهم في أن تكون لهم سياسات لا تتفق وسياساتها، ومصالح تتعارض مع مصالحها، حتى داخل بلدانهم/ هذا التعارض في المصالح والسياسات هو أرضية الخلاف والتعارض، وأحيانا الصراع ضد من يملكون، مثلها، استراتيجيات إقليمية أو كونية شاملة تتخطى حدودهم، تنافس أو تناقض استراتيجيتها/ عندئذ، يعبر الخلاف عن نفسه في الاعتراض على الدور الذي ترفضه واشنطن، دون أن تكون الحكومات صاحبة الدور قد اتفقت معها على دور محدد بالضرورة، كما تعبر عن نفسها، من جانب آخر، في التزام حكومة ما بدور معين، تعتقد امريكا أن هذه قد تخلت عنه.
يوجد حالات نادرة توافق أو تطابق بين استراتيجيات امريكا وبين مصالح الدول الوطنية، التي يغلب عليها طابع المحلية، إلى هذا، تتردد الدول الصغيرة كثيرا في فتح النار على امريكا، خوفا من الاصطدام بها كقطب دولي مسيطر هنا، موجه هناك، ولأن الدول الصغيرة تؤثر التدرج في الدفاع عن مواقفها ومصالحها، إيمانا منها بأن امريكا لا تمزح ولا تتحلى بالصبر، في كل ما يتصل بمصالحها وسياساتها، وأن إقامة ميزان قوى في غير صالحها أمر صعب ويتطلب خططا واستعدادات تشمل بلداننا عديدة، غالبا ما يكون بينها تفاوت في المواقف والأفعال والمصالح، كما هو حال دول امريكا اللاتينية، التي تحاول فنزويلا اليوم حشدها وراءها، في مواجهة واشنطن.

على أن امريكا ليست قدر البشرية، ومن الممكن مقاومتها وإحباط خططها، بيد أن المعارك التي نراها في معظم حالات الاشتباك معها غالبا ما تكون إعلامية أكثر منها حقيقية، وغالبا ما يكون العداء لها لفظيا، ذلك أن الخوف من إمكاناتها، التي تترجمها خطط طويلة الأمد كثيرة التشعب قوية التأثير، تقبل التطبيق نظريا في كل مكان بفضل انتشار عالمي يجعل واشنطن قادرة على حشد قدر من القوة متفوق على خصومها لمحليين، الذين يؤثرون أن لا يختلفوا معها إلا لكي يحسنوا شروط علاقاتهم منها، فهم لا يرغبون أصلا في خوض معارك كسر عظم ضدها، خشية الإطاحة بهم، إن بلغت المواجهة معها حد اللاعودة.

بسبب انتشارها العالمي ومصالحها الكونية، التي تتعارض غالبا مع مصالح القوى والدول المحلية، تبادر امريكا إلى سياسة تربص بكل ما ومن ليس أمريكيا، وهي تخضع الآخرين، أصدقاء وخصوما، لاختبارات لا تتوقف، لأنها استراتيجياتها لا تقوم على شيء يسمونه الثقة أو الاسترخاء، فتراها تحتاط دوما لما قد يقع، وتتخذ ترتيبات لقطع الطريق على المفاجآت غير السارة، التي كثيرا ما باغتتها رغم احتياطاتها وترتيباتها. ليس لدى امريكا صديق دائم أو عدو دائم، بل لها مصالح تتابعها بتصميم محارب عازم على إزاحة كل من يعترض طريقه، يفسر هذا رغبتها في تكييف الآخرين مع سياساتها ومصالحها، وسبب رفضها التكيف مع سياساتهم ومصالحهم، فإن حدث وقبلت ما كانت ترفضه، وجب أن يكون القبول وقتيا وعابرا، بالنسبة لامريكا، يجب أن تكون هزيمة الآخرين استراتيجية، وأن يكون تراجعها هي تكتيكيا، عارضا وقابلا للإلغاء، ومن يراقب التاريخ، سيجد أنها لم تتراجع استراتيجيا أمام أي طرف آخر، وأن تراجعاتها التكتيكية كانت نادرة وعابرة، ثمة خط سير تتبعه السياسة الأمريكية من غير الجائز أن يتوقف، فإن حدث وتوقف لسبب ما، وجب الحفاظ عليه وتغيير شروط تحققه، بكنس العقبات التي أوجبته، خلال فترة يجب أن تكون قصيرة قدر الإمكان، فلا يظنن أحد أن امريكا تقبل الهزيمة، أو تسلم بنتائجها، وإن اعترفت أحيانا بتعثر برامجها وخططها، وتظاهرت أنها بدلت خياراتها وغيرت مواقفها، أو تراجعت عنها، ومن يراقب ما حدث في الوطن العربي بعد إعلان قيام الشرق الأوسط الجديد، سيفهم طريقتها في العمل، وسيدرك أنها قد تفشل في نقطة معينة، لكنها تتدارك فشلها بشق طرق جديدة لخططها، تعتمد في شقها أساليب وأماكن جديدة، وأن نهجها العام يبقى ثابتا وموجها نحو اختراق خصمها من نقاط ضعفه، علما بأن قيام الشرق الأوسط الجديد لم يتم بعد، لسبب بسيط هو أننا ما زلنا في طور الفوضى الخلاقة، التي قالت هي نفسها إنها السبيل إلى قيامه. عاش وطننا العربي فوضى رهيبة خلال العقد الأخير، رغم ما يقوله السذج عن فشل سياسات واشنطن العربية؟
ليس العراك مع امريكا سهلا، إنه أمر فائق الصعوبة، لا تقدر عليه مجتمعات ضعيفة وحكومات عاجزة، كمجتمعاتنا وحكوماتنا، وعلى من يريد خوضه بجدية، وتحويله من عراك كلامي إلى صراع جدي، البدء بالتصدي لما تستغله امريكا ضده: مشكلاته الحقيقية ونقاط ضعفه كمجتمع وعجزه كحكومة، وإلا خسر معركته ووجد نفسه ذات يوم بين المهزومين بالضربة القاضية!
‘ كاتب وسياسي من سورية

شكرا عزيزتي سارة المشاكسة على المقالة

الواحد مش عارف إيش بده يقول غير هذا حال الضعفاء

تقبلي مروري يا عسل

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

مشكوره خيتي سيل الحب…………..
على مرورك الكريم
فعلا لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
تحياتي لئلك

السلام عليكم

أختي سارة

شكرا لك على هذا المقال … ماذا أقول ؟؟؟

أين نحن يا عرب ….

قَرْعُ طناجِرِكُمْ في بابي
أرهَقَني وَأَطارَ صَوابي..
(افعَلْ هذا يا أوباما..
اترُكْ هذا يا أوباما..
أَمطِرْنا بَرْداً وسَلاما
يا أوباما.
وَفِّرْ لِلعُريانِ حِزاما!
يا أوباما.
خَصِّصْ لِلطّاسَةِ حَمّاما!
يا أوباما.
فَصِّلْ لِلنّملَةِ (بيجاما)!
يا أوباما..)
قَرقَعَةٌ تَعلِكُ أَحلاماً
وَتَقِيءُ صَداها أوهاما.
وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْلي
لا يَخبو حتّى يتنامى.
وَأنا رَجُلٌ عِندي شُغْلٌ
أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتِكُمْ
أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ
فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً
كَي أَحظى بالعُذْرِ ختاما:
لَستُ بِخادِمِ مَن خَلَّفَكُمْ
لأُساطَ قُعوداً وَقِياما.
لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى
إنْ أَنَا لَمْ أَصِلِ الأَرحاما.
لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى
لأَِكونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما.
وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني
وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما!
فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ
أو ظَلُّوا أَبَداً أيتاما!
أنَا أُمثولَةُ (شَعْبٍ) يأبى
أن يَحكُمَهُ أحَدٌ غَصبْا..
و(نِظامٍ) يَحتَرِمُ الشَّعبا.
وَأَنا لَهُما لا غَيرِهِما
سأُقَطِّرُ قَلبي أَنغاما
حَتّى لَو نَزَلَتْ أَنغامي
فَوقَ مَسامِعِكُمْ.. أَلغاما!
فامتَثِلوا.. نُظُماً وَشُعوباً
وَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما.
أَمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوا
في هذي الدُّنيا أَنعاما
تَتَسوَّلُ أَمْنَاً وَطَعاما
فَأُصارِحُكُمْ.. أنّي رَجُلٌ
في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي
لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي
أَن أَرعى، يوماً، أغناما!

ويقول

أمس اتصلتُ بالأمل

قلتُ له: هل ممكن أن يخرجَ العطرُ لنا من الفسيخِوالبصل؟

قال: أجلْ

قلت: وهل يمكن أن تُشعَلَ نارٌبالبلل؟

قال: بَلى

قلت: وهل من حَنظلٍ يمكنُ تقطيرُالعسلْ؟

قال: نعمْ

قلت: وهل يمكن وضع الأرضِ في جيبِ زحلْ؟

قال: نعمْ.. بلى.. أجلْ فكل شيء محتملْ

قلت: إذنْ عَربُناسيشعرونَ بالخجلْ؟

قال: تعال ابصق على وجهي إذا هذا حَصَلْ

فهذا ما قال احمد مطر … فماذا سأقول …

شكرا أختي

أخوك ساري

فعلا اين نحن يا عرب……….
يسلمووووووووو كتير خي ساري لقد اسعدني مرورك
فانت انسان مليئ باالعروبه
تحياتي ودمت في حفظ الله ورعايته

عقدة العداء للإسلام 2024.

"فقط أرني ما أتى به محمد وجاء جديدا، عندها ستجد فقط ما هو شرير ولا إنساني، كأمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف". لم يجد بابا الفاتيكان الحالي (بينديكتس السادس عشر) إلا هذه الجمل ليستشهد بها في محاضرة علمية، ألقاها في جامعة ريجنسبورج الألمانية، أمام نخبة من المثقفين والأكاديميين، وهذا أمر جد عادي، لأن الكنيسة مجبولة على مثل هذا السلوك، الذي يعبر عن انفصام عميق في شخصيتها المتقلبة الأطوار، فهي تبدي غير ما تخفي، وتعلن عكس ما تُكنّ! وهذا ما يظهر بوضوح في أغلب مقاطع المحاضرة التي ألقاها البابا، وهي تعقد مقارنة ضمنية بين الإسلام والمسيحية، لا تنكشف للقارئ إلا من خلال القراءة العميقة، ليخلص من ذلك، بشكل أو بآخر، إلى إثبات أفضلية المسيحية على الإسلام، وهذا ما يستجلى منذ البداية من تهجمه على الإسلام، وقدحه الظاهر في جملة من الأمور التي تعتبر مسلمات وبديهيات في العقيدة الإسلامية.

ولئن كان واضحا بالمنطق العقلي المنظور، والدليل الواقعي الملموس لدى الكنيسة، أن الدين الإسلامي يشمل كل تلك السلوكات والمعاملات والأخلاق والقيم التي من شأنها أن تخلق عالما سمحا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) البقرة//208، تنتفي فيه الفوارق الطبقية، وتتلاشى فيه العنصرية العرقية أو الدينية أو غيرهما، إلى درجة أن قوانين الشريعة الإسلامية تسمح لرعايا الدول الأجنبية المعادية للإسلام بحق المواطنة على تراب الدولة الإسلامية، ولئن كان الأمر كذلك، فإن الكنيسة طالما تجاهلت هذا الوجه السمح للإسلام، وصنفته في لائحة الأديان أو الثقافات المنبوذة، ليس لأنه يستحق النبذ، ولكن لأنه يملك الحقيقة التي تخشى منها الكنيسة، هذه الحقيقة التي سعت بكل ما ملكته من قوة وجبروت ونفود إلى طمسها (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) المائدة/41، والترويج لها بالأسلوب الذي يلائم مصالحها الأيديولوجية والسياسية والمادية، وقد انبثقت عن سلوك النبذ هذا عقدة العداء الشرس لكل ما تشتم منه رائحة الإسلام، وقد اختلفت أشكال هذا العداء، بين مادي من حروب ومواجهات واستعمارات، ومعنوي أو رمزي من تحريف للمعطيات وتشويه للحقائق وإفشاء للأكاذيب وإحداث للأراجيف.

إن العداء المادي يمس المجتمع في أرواحه ومرافقه ومعماره، ويترتب عن ذلك شرخ نفسي بليغ، لكنه ومع ذلك فقد تتبدد تلك الآثار مع مرور الأيام، لأنه بدوران التاريخ يتحول ذلك المجتمع إلى طور آخر من الحياة، ويلج مرحلة تاريخية تختلف عن التي سبقتها، فيصبح الحديث عن العداء المادي، إما من باب التذكير أو من باب البكاء على الأطلال، غير أنه في علاقة الإسلام بالمسيحية يتخذ الأمر مسارا مغايرا، يبدو فيه الصراع بين الطرفين مستمرا إلى ما لا نهاية، يتلبس بمختلف التسميات والمصطلحات (حروب صليبية، استعمار، صراع الغرب والشرق، مواجهة الإرهاب، صراع الإسلام والغرب…).حتى أنك تشعر بأن المستقبل يعد بمواجهة عظمى بينهما!

أما العداء المعنوي أو الرمزي فيعتري المجتمع في معارفه وأفكاره وحقائقه ومعتقداته، فهو بذلك أشد وطأ من العداء المادي، حقا إن أثر العداء الأول يبدو جليا للعين، التي تشهد القتل والتنكيل والدمار والتخريب، ويحز بشكل عميق في النفس، التي تحذوها الجراحات والأورام، لكن ومع ذلك، فإن كل تلك الملمات والويلات التي تصيب البدن والنفس والمال، لا تعادل طمس حقيقة واحدة من حقائق العقيدة الإسلامية، التي تجد أصلها في كلام الله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) البقرة/105 (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) الإسراء/176، أو سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) النجم/3، وفي هذا الإطار يمكن إدراج خطاب البابا بنيديكتس، الذي يكشف عن عداء معنوي سافر للإسلام، حيث ينسب في أكثر من موضع من محاضرته سلوكا ما إلى الإسلام، وإن كانت الحقيقة غير ذلك، وهذا لعمري نابع من النظرة العدائية التي تطغى على علاقة الكنيسة بالإسلام، وهي نظرة تحاول أغلب المؤسسات المسيحية تعميمها بين أوساط أنصارها ومريديها في شتى أنحاء العالم، مطعمة إياها بنشر حقائق مغلوطة حول الإسلام، تسري في عقولهم الجاهلة سريان السم في الدم!

ثم إن هذا العداء بصنفيه؛ المادي والمعنوي، يُسعى من خلاله إلى التنقيص من شأن الدين الإسلامي، بأسلوب يوحي بأنه عقلاني، مادام أنه ينطلق من جملة من المعطيات التي يحسبها المسيحي العادي أمورا حقيقية، فيسلم بها دون تشكيك أو تردد، على هذا الأساس يمكن رد الرأي الشائع الذي يقول بأن الإساءات التي تمارس من فينة لأخرى، من لدن الغرب على الإسلام، إنما ناجمة عن جهل أولئك المسيئين بحقيقة وطبيعة هذا الدين، وهذا رأي يعبر إما عن استخفاف الغرب بنا واستحماره لنا، وإما عن سذاجة من يأخذ به وقلة إلمامه بعلاقة الغرب بالإسلام، لأن هذا الغرب الذي استعمرنا أمدا طويلا، واستحوذ على طاقاتنا البشرية والطبيعية، ومكاسبنا التراثية والثقافية، مكنته هذه التجربة التي كانت علينا وبالا، وكانت له فتحا، (مصائب قوم عند قوم فوائد)، من أن يتعلم الكثير عن الدين والثقافة الإسلامية، بل ويدرك طبيعة الهوية والشخصية الإسلامية، حتى أن مستشرقيه ومبشريه كانوا يدونون كل صغيرة وكبيرة عن الإسلام، ويأتي اليوم من يبرر ما قاله البابا، معتبرا إياه يجهل حقيقة الإسلام عقيدة وحضارة، وهم يعلمون أن البابا ليس شخصا عاديا، وإنما هو مثقف كبير، سبق له وأن درس علم اللاهوت وتاريخ العقيدة في جامعة بون وغيرها منذ سنة 1959، وهذا يعبر عن أنه يملك معرفة كافية عن الدين الإسلامي. وإلا فما هي الدلالات العميقة لهذه العبارات التي ضمنها بيانه الشخصي، الذي تلا الضجة العارمة التي أحدثتها محاضرته، وهو يقول فيه: "إنني أشعر بأسف عميق لردود الفعل في بعض البلدان لفقرات قليلة من خطابي بجامعة ريغينسبورغ، والتي اعتبرت مسيئة لمشاعر المسلمين. لقد كانت هذه في الواقع اقتباسا من نص يرجع للعصور الوسطى، ولا يعبر بأي صورة عن فكري الخاص". غير أن هذا الأسف الموسوم بالعميق، ليس عميقا إلا على المستوى الشكلي، وإلا فلماذا يظل البابا متمسكا بالمقارنة المجحفة التي عقدها في محاضرته بين الإسلام والمسيحية،

فماذا يمكن أن نعتبر هذه الازدواجية في الخطاب؛ تناقضا غير مقصود، أم انفصاما مرضيا، أم عداء مقننا ضد الإسلام؟

بوركت اخي

موضوع ذو قيمه وفائده كبيره

لا ادري ما ذا اقول بكل صراحه اشكرك على المجهود الراقي

تقبل مروري

أخي الحب الخالد
الشكر لك ولتشجيعك ومرورك دائما مميز بكل ماتكتب أو تعلق
أقبل مني كل أحترام