حول الفراشات
تنتمي الفراشة الى رتبة من الحشرات تسمى حرشفية الأجنحة وتشتمل هذه الرتبة على العث، فراش الليل، وتشكل مع رتبتي غشائية الأجنحة (الزنابير) وغمدية الأجنحة ( الخنافس) أحد أكبر الرتب الحشرية الثلاث ولكل رتبة من هذه الرتب الثلاث ما يربو على 100000 نوع غير ان عدد أنواع الفراشات قد لا يزيد على 15000 نوع وتشكل أنواع العث بقية أنواع الرتبة. للفراشات والعث صفة مشتركة وهي أن جميعها لها أربعة أجنحة وطيفية مغطاة بحراشيف رفيعة دقيقة وملتحقة بغشاء الأجنحة
الشفاف التحاق القرميد بسقف البيت أما الاسم العلمي للرتبة Lepidroptera فمشتق من كلمتين اغريقيتين تعنيان الخرشوف والأجنحة.
ولا نواجه عادة مشكلة في التمييز بين هذه الرتبة والمجموعات الحشرية الأخرى غير أن التمييز بين الفراشات والعث أقل سهولة،ومع ذلك فأنواع الرتبة التي تطير في ساعات النهار وتطوى أجنحتها على ظهرها عند الحلول والاستراحة ولها قرن استشعار يشبه الهراوة، فمن المرجح أنها من أنواع الفراشات، يجري تصنيف جميع الحيوانات والنباتات تصنيفا علميا أسسه العالم السويدي المشهور كاول فون ليني في لقرن الثامن عشر بعد الميلاد. وتقسم الفراشات الى فصائل كالفصيلة الخطافية الذيل (Papilionidae) وفصيلة الحورائيات (Nymphalidae) ولكل نوع من أنواع الفصيلة الواحدة خصائص لا توجد لدى أنواع الفصائل الأخر
بعد اتمام عملية التناسل تقني الفراشة الأنثى ما يبقى من حياتها في وضع البيض ويتراوح عددها بين 100 و 300 في مدة تقرب من شهر واحد. وتضع بعض الأنواع بيضها مجموعات. إلا أن أكثرها تضع بيضها بيضة بيضة وقد لا تضع أكثر من بيضة واحدة في كل نباتة من النباتات التي تقتات الفراشة بها. والفراشة الأنثى حريصة جدا على الا تضع بيضها إلا على النبات المناسب وبعد التأكد من أنه ذو أوراق جديدة مناسبة.
يمكن رؤية فراشة الحمضيات Papilio demoleus وهي تفتش أوراق شجر البرتقال والليمون بدقة وتضع في كل مرة بيضة على الأوراق الطرية ذات العصير. وان وضع هذا النوع بيضة واحدة في كل مكان إلا أننا قد نعثر على عدد من البيض على ورقة خضراء واحدة وذلك لأن أكثر من فراشة اختارت هذه الورقة ورأتها مناسبة لوضع البيض.
وتختلف يرقانة الفراشات شكلا ولونا أكثر عن البيض بحيث لا يمكن بسهولة التمييز بشكل عام بين الاختلافات فمثلا لا توجد طريقة يمكن بها التمييز بين يرقانة الفراشة عن يرقانة العث بالتأكيد سوى أن اليرقانة التي يغطي جسمها فرو ولها شعر يمكن فصله هي يرقانة العث لا يرقانة الفراش.
ويؤثر هطول الأمطار على انتشار الفراشات أيضا فتتناسل بعض الأنواع الاستوائية طوال العام فمنها التي تقتات بالعشب والتي لاتطيق أوقات القحط في شمال عمان فمن غير صدفة ان أكثر الأنواع التي يعود اصلها الى افريقيا الاستوائية والتي عثر عليها في عمان تعد من تلك الأنواع المكيفة
لأشجار المناطق الزراعية أمثال parrhaslus Chilades و Hypolimnas missipus وليس بصدفة كذلك أن الأنواع التي تعود الى أصل شمالي معتدل أمثال Artogeia krueperi و Pseudophilotes vicrama لا تتواجد إلا في مرتفعات جبال مسندم وشمال عمان. مع ذلك فنوع ثان من أصل شمالي قد عود نفسه على السكن في المزارع وهو Popilio machaon وذلك لأن الواحات العمانية تحتوي على نباتات بقدر هذا النوع على الاقتيات بها. ويبدو أن Ypthima bolanica لا يتواجد الا في الأودية الصخرية بين المرتفعات المتوسطة على سفوح الجبل الأخضر الشرقية وعلى الجبل الأسود وهي من الأماكن التي لا تستلفت نظرنا ولا اهتمامنا اسكفاتا خاصا. والجدير بالذكر أن مناخ جبال ظفار أشد رطوبة من غيرها من انحاء السلطنة وذلك لتأثير غيوم موسم الخريف في الجنوب ولا شك في أن كثيرا من الأنواع العائد أصلها الى المناطق الافريقية الاستوائية والمقتصر موطنها حاليا على ظفار لولا جفاف جو شمال عمان لانتشرت في جميع الأنحاء العمانية. هذا ونسبة كبيرة من الفراشات في عمان تعد من الأنواع المهاجرة إلا أنها لا تقوم مثل الطيور برحلات موسمية منتظمة وذات اتجاه معروف بل يبدو أن جميع المناطق المناسبة للتناسل غير أننا قد نشاهد في هذه الهجرات في بعض الأحيان أعدادا هائلة من الفراشات وتجدر بنا الاشارة الى أن هذه النسبة الكبيرة من الأنواع المهاجرة في عمان قد تعود الى أن الأحوال الجوية في البلاد قاسية.
إن كثيرين من عامة الناس يعتقدون أن الفراشة لا يزيد عمرها عل يوم واحد فدخلت هذه العقيدة الخاطئة حتى أغانينا الشعبية ولا شك أن بعض الفراشات تقتلها الحيوانات المفترسة قبل أن يبلغ عمرها يوما واحدا إلا أن الفراشة قد يدوم عمرها شهرا أو أكثر ونادرا ما يكون سبب موتها طول عمرها وذلك لكثرة المفترسات.
وشغل الفراشة الشاغل بعد خروجها من الخادرة هو التناسل
فالانتشار، وتحقق الفراشة هاتين الغايتين بواسطة الطيران وكثيرا ما يتعرف جنسا الفراشة بعضهما على بعض بواسطة ألوانهما وقد أشارت التجارب الاختبارية الى أن الذكر قد يفضل نماذج اصطناعية من الأنثى مكبرة وشديدة الألوان على الفراشة الأنثى الحقيقية نفسها. وبعد التعرف البصري كثيرا ما يقوم الجنسان بتصرفات معقدة تستهدف اثبات انتمائهما الى نفس النوع، واذا أخطأ أحدهما في أية مرحلة من مراحل هذه العمليات الخاصة فقد تنقطع العمليات أو يتم استئنافها من أولها. ويدخل الشم أيضا في عمليات التناسل هذه، فلذكر الفراشة قشور تحتوي على أنواع الرائحة وتلعب دورا في كل هذه العمليات فلفراشة الصخور السمراء. H. Parisatis و A.ubaldus فراشة السمر الزرقاء الصحراوية مثلا بقع مبينة من مثل هذه القشور على اجنحتهما الأمامية كما أن لفراشة الشخر (فراشة النمر السادة) Danaus chrysippus شعرا رفيعا داخل الجسم تخرجها عند قيامها بالعمليات التناسلية.. فمن الضروري الا تبذر القوة التناسلية في محاولات التناسل بين فراشتين لا تنتميان الى نوع واحد أكثر أنواع الفراشات تتناول نوعا من الأغذية في المرحلة بعد خروجها من الخادرة إلا أن ذلك يختلف كما ونوعا بين الأنواع المتعددة فأكثرها تفضل الزهور ولاسيما اللنتانة ورقيب الشمس والشوك والسرح لكن بعض الأنواع لا تعجبها الزهور ومنها نوعا (شاراكسس) هذا، وكثير من الأنواع الفراشات تحب الأماكن الرطبة بالقرب من المنابع أو على ضفاف الأنهر (فصيلة الكرنبيات) وبعض فصيلة رهيفات الجناح.
أنواع الفراشات :
صنف العلماء آلاف الأنواع من الفراشات إلى فصائل تبعا للتراكيب الجسدية المتنوعة التي يشيع وجودها في تلك الحشرات. وتشمل الفصائل الرئيسية منها الأنواع التسعة الآتية: 1- الواثبات 2- الزرقاوات والنحاسيات والمخططات 3- ذوات الأقدام الفُرْشِيّة 4- الكبريتيات والبيضاوات 5- ذوات العلامات المعدنية 6- الساطيرات وحور الغاب 7- الفراشات خطافية الذيل 8- فراشات الصّقلاب 9- الفراشات ذوات الخُطُم
الواثبات :
ويوجد ما يقرب من 3,500 صنف من الواثبات، تعيش أنواع مختلفة منها في كل أجزاء العالم، باستثناء المناطق القطبية. وأخذت الواثبات اسمها العام من الطريقة التي تثب بها مسرعة ومندفعة أثناءالطيران. وتتدرج ألوان الواثبات من البني البرتقالي إلى البُـنِّي القاتم. وفي حالات كثيرة تنتشر في هذه الألوان علامات صفراء وبيضاء، وهناك أنواع مدارية كثيرة تتميز بأحجامها الكبيرة وألوانها القزحية؛ أي التي تكتسب لون قوس قُزح بسبب الانعكاسات الضوئية. وتضم الواثبات تلك الأنواع الموجودة في الأراضي العشبية حيث تعيش يساريعها محتجبة في أعشاش تشبه نسيج العنكبوت. كما توجد أيضًا واثبات العالم الجديد العملاقة التي تنخر يساريعها في سوق نباتات الصحراء مثل الصبار الأمريكي ونبات اليُكَّة الزنبقي.
الزرقاوات والنحاسيات والمخططات :
يوجد من هذه المجموعة نحو 4,000 نوع في جميع أنحاء العالم. وهي تعيش في كل البيئات تقريبا، وبما أنها فراشات صغيرة الجسم فإن أسماءها تعبر عن أشكالها. فالزرقاوات لها ألوان زرقاء لامعة، أو ألوان بنفسجية، والنحاسيات ذوات ألوان حمراء برتقالية زاهية، وأغلب أنواع خيطيات الشعر لها ذيل شَعْري الشكل على كلا الجناحين الخلفيين. ويمتلك عدد من الزرقاوات والنحاسيات مثل هذه الذيول أيضًا.
وتقوم يساريع بعض أنواع الزرقاوات والنحاسيات وخيطيات الشعر بإنتاج سائل حلو المذاق يُسمى العسل النّديّ. وتقوم أنواع معينة من النمل بامتصاص العسل الندي من تلك اليساريع، وفي الوقت نفسه توفر لها الحماية من الأعداء.
ذوات الأقدام الفُرْشِيّة :
يوجد من هذه المجموعة ما يقرب من 3,500 نوع تعيش في كل مكان بالعالم فيما عدا القمم الثلجية القطبية والصحاري شديدة الجفاف. ولهذه الحشرات أرجل أمامية قصيرة تُسمى الأقدام الفُرشية تحتوي على أعضاء تساعد الحشرات في تحديد موضع الغذاء. ولمعظم ذوات الأقدام الفرشية ألوان براقة توجد على السطح العلوي للجناح، وألوان داكنة على سطحه السفلي. وعندما تضم فراشة من ذوات الأقدام الفرشية أجنحتها، فإن السطح القاتم يساعد تلك الحشرة على التكيف مع لون البيئة المحيطة بها. وتضم ذوات الأقدام الفرشية حشرات صغيرة كالأهلّة وأخرى كبيرة كالمبرقشات. وينتمي لهذه الفصيلة بعض من الفراشات المعروفة جدا مثل نائب الملك و الأدميرال الأحمر وجمال كامبرويل والباشا ذو الذيلين
فصيلة تحتوي على ما يقرب من 1,000 نوع تقريبا منتشرة في جميع أنحاء العالم، وبخاصة في قارة أمريكا الجنوبية. وقد اشتق اسمها من العلامات المعدنية الموجودة على أجنحة معظم الأنواع. وذوات العلامات المعدنية المدارية فراشات ذات تراكيب وأشكال لونية تفوق الخيال. وتتفاوت ألوان ذوات العلامات التي تعيش في أمريكا الشمالية بما فيها الفراشة ذات العلامات المعدنية؛ والفراشة ذات العلامات المعدنية الصغيرة، من اللون الأحمر البني الفاقع إلى البني الغامق.
الساطيرات وحور الغاب :
خطافية الذيل :
ومعظم الفراشات خطافية الذيل سوداء أو بنية أو صفراء، ويوجد على أجنحتها الخلفية بُقع حمراء أو زرقاء. أما مجموعة أبوللو أو الشعريات فذات أجنحة بيضاء أو قشدية اللون، وتتخللها بقع حمراء أو سوداء، وليس لها ذيول.
فراشات الصُّقْلاب :
تشمل فراشات الصُّقلاب الفراشة الملكية الشهيرة التي تعيش في أمريكا الشمالية. وهي واحدة من أعظم الرحالة في الطبيعة، حيث انتقلت عبر المحيط الهادئ في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلى أن وصلت قارة أستراليا، حيث تسمى الجوّال. وتتغذى يساريعها بعصارة نباتات الصقلاب السامة للحيوانات الأخرى. وتحذر ألوان اليساريع والحشرة الكاملة، البرتقالية والسوداء الجميلة، الحيوانات المفترسة لأنها ذا ت طعم غير مستساغ.
الفراشات ذوات الخطْم :
فصيلة صغيرة تضم 17 نوعاً يعيش معظمها في المناطق المدارية. وسُميت كذلك نسبة لأجزاء فمها الطويلة الشبيهة بالمنقار