أتَلْهو وَتَلْعَبُ أيْنَ الخَجَل = فَوَلّى الشبابُ وحانَ الأجَلْ
غناءً وجِنْساً حَسِبْتَ الحَياة = فـَتـلْـكَ حـياةُ الـذي مـا عَقَلْ
دقائقُ عُمْرِك َمَحْسوبة ٌ = حصاها عليكَ العزيزُ الأجَـلّْ
أتَقْضيهِ تَرْكُضُ في ملعَبٍ = وراءَ الكُرات ِلـكأس ِالـبَـطلْ
فتلْكَ بُطولَة ُأجيالِنا = بهـذا الزّمـانِ فـخـابَ الأمَـلْ
وكانَتْ بطولَةُ أمْجادنا = كـفـاحاً سـلاحاً وسـيـفاً يُسلْ
فعزًّ الجهادُ بهذا الزمان = وأضحى مكان الجهادِ الغزلْ
ملاعِبُنا اليومَ أعْدادُها = تفوقُ الـمـساجدَ أيْنَ الوَجَلْ
وإنْ جاءَ وَقتُ الصلاةِ تَرى = يَـهُـبُ إليْـهـا الـقَـلـيـلُ الأقـلّ
وتسمَعُ جاهِلَهمْ مُفْتياً = يَـصـِحّ الـتَـخَـلّـفُ عُذْرٌ شَغَلْ
إذا عَمَلٌ قَد لها عابداً = فـلا بـارَك الله ذاك الـعَـمَـلْ
أتُؤثرُ دنيا وتشقى بها= = على طاعة الله بئسَ البدلْ
زماني حضارَتُهُ قَدْ زَهَتْ = وأمـا الـعـبـادَة ُ فـيـهـا خـَلَـلْ
ترى صَنَمَ اليومِ مَعْبودَهُمْ = كـمـا كـانَ يُـعْـبـدُ قـَبْـلُ هُــبَـلْ
وأنواعُ أصنامِنا عِدّةٌ = وشِرْك الـعـقـيـدَة أعْتى الشَلَلْ
فمنها الأميرُ وتعظيمُهُ = ومَـوْضَـة ُمَـنْ يَعْشقون الحُلَلْ
ومنها الدراهِمُ مَعْبودَةٌ = ومنها الهـوى فـأسـاسُ الزَلَلْ
فما نَفْعُ آلات ِهذا الزمان = وإنْ حَلَّقَتْ أوْ تـَشُـقُّ الـجَـبَـلْ
فشاهدْ أخي تكْنُلوجية ً = فـَتَـسْـعى لـمـالٍ بـشـتّى الحِيَلْ
وآلاتُ حَرْبٍ لِيَسْتعمروا = وإذلال شَـعْـب ٍبـأدْنـى الـعِـلَـلْ
وأوّلُ أهدافِهِمْ دينُنا = فَـحـربٌ عـليـه ومـا مـِنْ كَـلَلْ
يقولونَ إنْ عادَ إسلامُهُمْ = فَـشَـرٌ ومَـوْتٌ عـلـيـنــا نَـزَلْ
أوَحْيُ السماءِ أشَرٌ بِهِ = كــلامٌ وربـي لـَعـيـنُ الـدَجَـلْ
من الله اُنـْزِلَ دستورهُ = أنورُ السماء عليه جَدَلْْ؟
فلو كان اُنزلَ من غيرهِ = وجدْتَ اختلافا به أو خـَطـَلْ
تربّى الصِّحاب على نهجهِ = فكانوا النجومَ وكانوا الاُوَلْ
بحسن السِّماتِ وأخلاقهمْ = نماذجُ يُضْـرَبُ فيها المَثلْ
فكنا الأسودَ بمنهاجهِ = فلما فقدناه ماذا حَصَلْ؟
لقدْ سادَ إسلامُنا حُقْبة ً = فـكـانَ الـشـِفـاءَ كما في العَسَلْ
وذاقوا سعادة إسلامِنا = وعاش الجميعُ زمانا عَدَلْ
فتاريخُ أمتنا ناصع ٌ = ونـورٌ وعـِـْلـمٌ وغَـيْـثٌ هـَطَـلْ
فهلْ مِنْ غيور لإ حْيائهِ = هلـُمّوا الى الجدِ وانـْفوا الكسلْ
حذارِ اليهودَ وأشباههمْ = وأهلَ الصليب وشرَّ النـِّحَل
أديروا الظهورَ لدستورهمْ = فقد جَرَّبْتموه ُ ولكنْ خَذَلْ
اذا الكفر مَـنـّاكَ في نُصْحِهِ = هو الذئبُ ينصحُ ذاك الحَمَلْ
ومن حارب الدين أو حكمَهُ = مع الكفر هذا ومنهمْ نـَهـَلْ
ومن هبَّ للدين مُسْتهـْدياً = بـِهَدْيِ الحبيبِ قريباً ينلْ
لماذا المخافة ُ من حُكمهِ ؟= أتهوى الظلامَ ؟ فهذا خبَلْ
أتكْرهُ للحقِ أنْ يَعْتلي ؟ = وترْضى الظلوم على ما فعلْ؟
أتـُبْقي العصاة على غيِّهمْ ؟ = وتـُخـْلِي سبيلَ الذي قد قـَـتـَلْ؟
فشرعُ الإله حياة ٌ لنا = وانْ غاب عنا فـَخـَطـْبٌ جَـلـَلْ
وفيه الفلاحُ بتحكيمهِ = ومنْ زاغ عنه سيلقى الفشَلْ
فكل نظام بدا غيرَه ُ = نظاماً سقيما ً وفيه دَخَلْ
فلا بُدَّ للدين ِمِنْ عَوْدَةٍ = سَـيَـظْـهَـرُ فـوق جـمـيـع المِلَلَْ
سيظهر رَغْمَ أنوف ِالبُغاة = وكُـلِّ الـلـئـامِ وكُــلِّ الـدِوَلْ
سَتُفْتَحُ روما كبُشْرى لنا = كلامُ الـرّسول ِ بِصِدْقِِ فَصََلْ
فإياكَ واليَأس َيا مسلمٌ = وصـابـر رويـداً لـمـاذا الـعـجَلْ؟
إذا النورُ لاحَ فلا ظُلْمة ٌ = تـَظـَلُّ ولا الـظُّـلْـمُ دومـا ًيـَظَـلْ
فما أحسنَ الدّينَ في حُكْمهِ = يـكـونُ الأمـانُ إذا الـدّينُ حَـلْ
فهذا العذابُ وذلٌ معاً = وجـَدْنـاهُ لَـمـا الـضـياءُ ارْتَحلْ
صدقت أخي الحبيب الأستاذ إبن بطوطة
وصدق شاعرنا الفلسطيني أبو صهيب
قصيدة رائعة .. جزاكما الله خيرا .