المرأة المتميزة الفريدة ليس لها في عصرنا الحاضر مثيل بل لم تعرفها البشرية اليوم إلا النادر من النساء اليوم ومع ذلك تظل المرأة المتميزة في أذهان الرجال أملاً بعيداً جداً يبدو كالسراب يشعرون من المحال أن يوجد اليوم كتلك المرأة في سنين خلت فيتمنون لو عاشوا في تلك السنين فينالون الحسنيين لكن الواقع غير الحلم وذلك النوع من النساء مضى مع من مضوا من الرجال في تلك الفترة كانت المرأة امرأة وأنثى والرجل رجل وليس دمية.
في سنين خلت كانت المرأة عونا للرجل وسنداً له وتعينه على الطاعة والبر والرجل رجل يؤمن بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"
ولكن أنثى اليوم أين هي؟
أنثى اليوم تائهة بين قنوات مسمومة كل ذلك تقليد ومحاكاة لفضائيات تعج بكثير من السلبيات لتلك المسكينة.
أنثى اليوم استراحة للعيون الجائعة كما نشاهدها في الأسواق لابسة ما تزعم أنه من الحجاب عباءة قد زخرفت وعيون قد تجملت وروائح قد انتشرت لتملأ الأرجاء بشذا عبيرها.
أنثى اليوم تحملت غير مسؤوليتها وأوكلت لها من المهام ما كان سبباً في شقائها وعونا لها على التبرج. كما نشاهده في كثير من مواضع الاستقبال وكان بالإمكان وضع من هم في حاجة من شباب اليوم المحطم الذي يشكو من ضيق ذات اليد.
أنثى اليوم لم تعد مؤتمنة من قبل مجتمعها لأنها صارت كتاباً مفتوحاً لكل حدث يخصها أو يخص حياتها الأسرية. صار حديثها مللاً. بكل ما يحتوي عليه من موضات وسرد قصص نسجتها على عقلها وفكرها بل ربما خدعتها تلك الأقنعة لتلك الجميلات في تلك القنوات بل ربما عايشت أحداث ذلك المسلسل بأحزانه وأفراحه.
إن هذه الأقنعة التي لبستها امرأة اليوم لم تكن وليدة اللحظة ولم تكن هي ذاتها المرأة التي زخرفتها ولكنه الضياع والتقليد وعدم فهم المسؤوليات من قبل الراعي وأزواج الدمى وعصر الدمى وعصر الاستغناء واستقلال كل برأيه.
المرأة والأب اليوم اسم على الورق للغالبية العظمى الذين أسندوا أمر التربية ليد لم تعرف للحنان طريقا لتلك الأفئدة الصغيرة وأن عرفت فهو تصنع وتملق زائف.
فمتى تعود الأنثى لتدرك أبعاد مسؤوليتها الضخمة ودورها الجسيم وتسعى بإيمان لانتشالها من العفن. تلك المرأة التي تحمي الشرف وتربي الأبناء وتحفظ للبيت استقراره وتؤتمن على السر وتقف بكل صلابة أمام العواصف التي تحيط بها. إن الأنثى المتميزة لا ترتاد الأسواق إلا لحاجة وإذا خطت سارت بوقار وحشمة فيحجم الذي في قلبه مرض ويرتد بصره وهو حسير.
إن الأنثى المتميزة عضو فعّال في المجتمع فليست مجرد استراحة للعيون الجائعة الأنثى المتميزة لا تخاف زوجها ولا أخاها وأباها أو أمها فهؤلاء يمكن الإفلات من رقابتهم ولو إلى حين ولكنها تخاف الله وتعرف أنه يراقب كل سكنة من سكناتها ولا يخفى عليه جل شأنه سر.
الأنثى المتميزة يكبر أبناؤها وهم لا يرون منها إلا الحنان والتضحية فهي لم تسند شؤون بيتها ولا تربية أبنائها لتلك الأقنعة المستعارة فهي نعم الأم والزوجة ونعم الأخت ونعم الابنة.