– العلم والخبرة : الطبيب المخلص أبداً لا يرتوي من العلوم الطبية ينهل منها ما يؤهله لممارسة مهنته بكل قدرة وثقة فالحكمة ضالّة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها .
– الإتقان في العمل : إن إتقان الطبيب صنعته يدخل ضمن عموم الدعوة النبوية الكريمة : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ).
– النصح للمريض : لابد للطبيب أن يبذل النصح وأن يقصد بعمله نفع الخلق والإحسان إليهم ، وذلك بأن يصف الدواء الأنسب وألا يصف دواءً دون ضرورة أو يطلب تحليلاً أو فحوصات لا ينتفع المريض بها .
– حفظ أسرار المرضى وستر عوراتهم : حيث يقول الرسول عليه الصلاة والسلام المستشار مؤتمن ) ، إلا أن يخل هذا الكتمان بمصلحة المريض بالذات أو بمصلحة المجتمع . وله النظر إلى العورة عند الحاجة وبقدر الحاجة عملاً بالقاعدة الفقهية (( الضرورات تبيح المحظورات )) . وتقدر الضرورة بقدرها ، حيث أن الشرع أباح للطبيب النظر لما في ذلك من مصلحة للمريضة والقاعدة في ذلك دفع أعظم الضررين ، إلا أنه لم يترك ذلك دون قيود ودون حدود ، إذ على الطبيب أن ينظر إلى موضع العلّة ولا يتعداها إن لم يكن هناك حاجة ، وأن ينظر بقدر الحاجة ، ويفضل عند الفحص أن يكون هناك أحد من ذوي المريضة أو على الأقل ممرضة لئلا يكون للشيطان منفذ ، قال صلى الله عليه وسلم (( لا يخلوّن أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم )) . ويبقى علم الطبيب وخشيته من الله هما الرادع عن السقوط في مهاوي النفس قال تعالى (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) . إن دور الطبيبة المسلمة هام وضروري وهو لا يقل بل قد يرجح على دور الطبيب خاصة في الناحية النسائية ، فإذا توفرت للمريضة طبيبة مختصة تثق في مهارتها فلا يجوز لها أن تغادرها إلى الطبيب إن علمت أنهما متساويان في المهارة .
– حسن المعاملة والتلطف بالمرضى : على الطبيب أن يلتزم حسن المعاملة والتلطف بالمرضى والرفق بهم ومراعاة حالتهم النفسية ومخاطبة وضعهم الثقافي والإجتماعي فقد " أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم " .
– تخفيف آلام المريض المعنوية : على الطبيب أن يعمل على تخفيف آلام المريض المعنوية فمن أدب الطبيب الدعاء لمريضه كقوله ( عافاك الله ) أو غير ذلك حتى تبقى نفسه هادئة مطمئنة بالإلتجاء إلى الله والتوكل عليه ، وأن يكون لبقاً في تعريف المريض بمرضه ورفع معنوياته والتنفيس عنه عملا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قال (( إذا دخاتم على مريض فنفسّوا له في الأجل فإن ذلك لا يرد شيئاً وهو يطيّب نفس المريض )) .
– عليه أن يعلم الحرام والحلال فيما يختص بمهنته ، فلا يصف دواء محرماً إلا إذا أنحصر الشفاء فيه لقوله سبحانه (( وقد بين لكم ماحرّم عليكم إلا ما اضطررتم إليه )) . ومن ذلك مثلاً أن يمتنع عن إنهاء حياة مريضه الميؤوس من شفائه بأية وسيلة كانت لقوله تعالى (( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما )) . وأن يخشى الله في فتاويه لمرضاه ، فلا يفتي مثلاً بالإفطار في رمضان لمريض لا يتأثر مرضه بالصيام لا بل قد يستفيد منه .
– أن يلتزم بحدود علمه : فيجب عليه أن يعتقد أن طبه قضاء ولا قدراً ، وأنه يفعل إمتثالاً لأمر الشرع ، وأن الله تعالى هو الذي أنزل الداء وهو الذي أنزل الدواء ، وما على الطبيب إلا أن يكتشف الدواء المناسب للداء . فقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام (( إن الله عز وجل لم ينزّل داءً إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله )). ومن منطلق التزامه بحدود علمه أن يحول المشكلات الصعبة التي تخرج عن نطاق تخصصه إلى أهل التخصص لأن في ذلك فائدة المريض وهي الغاية التي يرجوها الطبيب المخلص .
– إن هذه النقاط غيض من فيض وعناوين من بحوث لا يتسع المقام لمناقشتها ، إنما نرجو أن تكون تذكرة (( وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ))
تقبل مروري البسيط
ومرورك ينور موضوعاتي
وقبلت مرورك البسيط
تحياتي لك
واشكرك على نصائحك الدائمه ليا