نجت إنكلترا من خسارة ثلث مساحتها الجغرافية وأكثر من خمسة ملايين نسمة من سكانها رفض الغالبية الأسكوتلندية للإنفصال… أبقى على وحدة الأراضي الأنجليزية، وبالتالي تجاوزت لندن مخاطر عديدة كان في طليعتها إنتقال عدوى الإستقلال إلى مناطق أخرى، وتفكك الدولة العظمى، إضافة إلى تفادي فقدان نفوذها وثقلها على المسرحين الأوروبي والدولي، وإحتفاظ إقتصادها بنفط اسكتلندا وخيراتها.
ببقاء أسكوتلندا حافظت لندن على الموانئ التي تعتبر موطن قدراتها الدفاعية وغواصاتها النووية، لكن العاصمة البريطانية التي بدأت تشعر بثمار الإنتصار على النزعة الأسكوتلندية الإستقلالية ستكون مضطرة لدفع أثمان من سيطرتها وإدارتها لسلطات أسكوتلندا… الوعود التي قدمتها الأحزاب الإنجليزية الكبرى الثلاث بمنح الأسكوتلنديين سلطات أوسع وأشمل في حال رفضهم الإنفصال ستكون مطروحة للتنفيذ في وقت قريب، وستمثل مقدمة للنقاش في إعطاء حكومات المقاطعات مثل إيرلندا وسنمستر وويلز صلاحيات وسلطات جديدة عملاً بمبدأ المساواة بين الجميع.
تجاوز لندن لهذه المرحلة العصيبة من تاريخها ليس نهاية المطاف بالنسبة إلى نصف الشعب الأسكوتلندي. إذ أن التقارير تشير إلى أن هؤلاء ظهروا بعد إعلان النتائج وكأنهم في مأتم عقب هزيمته. فقد كان يكفي الإستماع إلى أليكس سالموند زعيم الحركة الانفصالية ورئيس وزراء إسكتلندا لتبين حجم الصدمة وأبعادها عل الرجل الذي أراد وحلفاءه تغيير مجرى التاريخ. حقيقة الأمر أن النزعة الإنفصالية وإن كانت صناديق الإستفتاء أسقطتها، إلا أن العارفين في المجتمع الأسكوتلندي يقولون إن "خسارة المعركة لا تعني نهاية الحلم… حلم ضارب في تاريخ البلد تأسيساً على سلسلة من الحروب والمعارك الدموية بين البلدين، اللذين يظللهما التاج البريطاني منذ العام 1603 ويحكمهما برلمان واحد منذ العام 1707.
كنت أتوقع الإنفصال كما تنبأ الكثير من
المحللين السياسيين..
شكرا لك حبيبتي علی نقل الخبر..