تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التقوى . في القرآن المجيد .

التقوى . في القرآن المجيد . 2024.

التقوى …
في القرآن المجيد …

يُروى عن بعض طلبةِ العلم أنه قال لشيخِهِ: أوصني، قال: أوصيك بما أوصى اللهُ تعالى الأولين والآخرين، وهو قوله:
{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ }النساء131.
فالتقوى كنز عزيز، إذا ظفر به المرء، وجد فيه خيراً كثيراً، ورزقاً كريماً. فهي الخصلة التي تجمع خيري الدنيا والآخرة.
والمتأمل مواقعها في القرآن الكريم يجد كم رتب عليها من خير، وكم وعد عليها من ثواب، وكم أضيف إليها من سعادة.

ولفظ (التقوى) من حيث اللغة يدل على دفع شيءٍ عن شيءٍ بغيره. تقول: وَقَيْتُهُ أَقِيِهِ وَقْيَاً.
والوقاية: حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره.
واتق الله: تَوَقَّهُ، أي: اجعل بينك وبينه كالوقاية.

ولفظ (التقوى) توارد في القرآن الكريم في مائتين وثمانية وخمسين موضعاً، جاء في مائة واثنين وثمانين موضعاً بصيغة الفعل،
من ذلك قوله تعالى: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة} (البقرة:24)، وجاء بصيغة الاسم في ستة وسبعين موضعاً،
من ذلك قوله سبحانه: { فإن خير الزاد التقوى} (البقرة:197).

ولفظ (التقوى) ورد في القرآن الكريم علن خمسة معان، هي:

1- بمعنى التوحيد والإيمان:
من ذلك قوله سبحانه: {وألزمهم كلمة التقوى} (الفتح:26)،
قال الطبري: هي لا إله إلا الله محمد رسول الله. وقال مجاهد: {كلمة التقوى} الإخلاص.
ونحو هذا، قوله سبحانه: {أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى} (الحجرات:3)، أي: أخلص قلوبهم لتوحيده.

2- بمعنى الإخلاص:
من ذلك قوله تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} (الحج:32)،
أي: من يقدر شعائر الله التي شرعها حق قدرها، ويؤديها حق الأداء، فإن ذلك دليل على الإخلاص، وسلامة القصد.

3- بمعنى العبادة والطاعة:
من ذلك قوله عز وجل: {إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون} (الشعراء:106)،
قال الشوكاني: ألا يخافون عقاب الله سبحانه، فيصرفون عن أنفسهم عقوبة الله بطاعته.
ومن هذا القبيل، قوله سبحانه: {أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون} (النحل:2).

4- بمعنى الخشية:
من ذلك قوله تعالى: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } (النساء:131)،
قال الطبري: احذروا الله أن تعصوه وتخالفوا أمره ونهيه. ونحو ذلك، قوله سبحانه: {وإياي فاتقون} (البقرة:41)،
أي: فاخشوني.

5- بمعنى ترك المعصية:
من ذلك قوله عز من قائل: {وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله} (البقرة:189)،
أي: البر من اتقى الله فخافه وتجنب محارمه، وأطاعه بأداء فرائضه التي أمره بها.
ونحو هذا قوله تعالى: {واتقونِ يا أولي الألباب} (البقرة:197)،
قال الطبري:
خافوا عقابي باجتناب محارمي التي حرمتها عليكم، تنجوا بذلك مما تخافون من غضبي عليكم وعقابي،
وتدركوا ما تطلبون من الفوز بجناتي.

وأكثر ما ورد لفظ (التقوى) في القرآن الكريم على هذا المعنى.

6- بمعنى (التوبة):
وقد ذكر الرازي هذا المعنى ،
ومثَّل له بقوله تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم} (الأعراف:96)،
أي: تابوا. ولم نجد غير الرازي من المفسرين من ذكر هذا المعنى للفظ (التقوى).

قال بعض أهل العلم: حقيقة (التقوى) تنزيه القلب والجوارح عن الذنوب، ألا ترى إلى قوله تعالى:
{ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} (النور:52)، ذكر (الطاعة) و(الخشية) ثم ذكر (التقوى)،
فعُلم بهذا أن حقيقة (التقوى) بمعنى غير (الطاعة) و(الخشية)، وهي الابتعاد عن المعاصي.

بقي أن نقول:
إن ما ذُكِرَ من معاني لفظ (التقوى) في القرآن، وما سقناه من آيات تدل على هذا المعنى أو ذاك،
لا يمنع أن يكون للفظ (التقوى) معنى آخر، فتعيين المفسر لمعنى ما أمر عائد لما يرجحه من دليل،
وقد يرجح غيره معنى آخر لدليل يراه، ولا حرج في ذلك، ما دام اللفظ يحتمل هذه المعاني.
ويبقى في المحصلة أن معاني لفظ (التقوى) في القرآن تندرج في تلك المعاني الستة التي ذكرتها.

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك كل خير

اللهم اجعلنا من عبادك المتقين
اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل واملأ قلوبنا بخشيتك وحبك وحب كل شيء يقربنا الى حبك
اللهم آمين

تسلم اخي الفاضل على طرحك القيم

بارك الله فيك

وجعله الله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الــــطيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك كل خير

وانتم ..
شكر الله لك المرور العطر ..
نوّرت الصفحة والمقال ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.