نادَيتُ سُكّانَ القُبورِ فَأُسكِتوا
نادَيتُ سُكّانَ القُبورِ فَأُسكِتوا وَأَجابَني عَن صَمتِهِم تُربُ الحَصى
قالَت أَتَدري ما فَعَلتُ بِساكِني مَزَّقتُ لَحمَهُمُ وَخَرَّقتُ الكِسا
وَحَشَوتُ أَعيُنَهُم تُراباً بَعدَما كانَت تَأَذّى بِاليَسيرِ مِنَ القَذا
أَمّا العِظامُ فَإِنَّني مَزَّقتُها حَتّى تَبايَنَتِ المَفاصِلُ وَالشوا
قَطّعتُ ذا زادٍ مِن هَذا كَذا فَتَرَكتُها رمَماً يَطوفُ بِها البَلا
نادَيتُ سُكّانَ القُبورِ فَأُسكِتوا وَأَجابَني عَن صَمتِهِم تُربُ الحَصى
قالَت أَتَدري ما فَعَلتُ بِساكِني مَزَّقتُ لَحمَهُمُ وَخَرَّقتُ الكِسا
وَحَشَوتُ أَعيُنَهُم تُراباً بَعدَما كانَت تَأَذّى بِاليَسيرِ مِنَ القَذا
أَمّا العِظامُ فَإِنَّني مَزَّقتُها حَتّى تَبايَنَتِ المَفاصِلُ وَالشوا
قَطّعتُ ذا زادٍ مِن هَذا كَذا فَتَرَكتُها رمَماً يَطوفُ بِها البَلا
لَعَمرُكَ إِنَّني لَأُحِبُّ داراً
لَعَمرُكَ إِنَّني لَأُحِبُّ داراً تَحلُّ بِها سَكينَةُ وَالرَبابُ
أُحِبُّهُما وَأَبذُلُ جُلَّ مالي وَلَيسَ بِلائِمي فيها عِتابُ
وَلَستُ لَهُم وَإِن عَتِبوا مُطيعاً حَياتي أَو يُغَيِّبني التُرابُ
عَلَيكَ بِظِلفِ نَفسِكَ عَن هَواها
عَلَيكَ بِظِلفِ نَفسِكَ عَن هَواها فَما شَيءٌ أَلَذّ مِنَ الصَلاحِ
تَأَهَّب لِلمَنِيَّةِ حينَ تَغدو كَأَنَّكَ لا تَعيشُ إِلى الرَواحِ
فَكَم مِن رائِحٍ فينا صَحيحٍ نَعَتهُ نُعاتُهُ قَبلَ الصَباحِ
وَبادِر بِالإِنابَةِ قَبلَ مَوتٍ عَلى ما فيكَ مِن عِظَمِ الجُناحِ
وَلَيسَ أَخو الرَزانَةِ مَن تَجافى وَلَكِن مَن تَشَمَّرَ لِلفَلاحِ
عَلَيكَ بِظِلفِ نَفسِكَ عَن هَواها فَما شَيءٌ أَلَذّ مِنَ الصَلاحِ
تَأَهَّب لِلمَنِيَّةِ حينَ تَغدو كَأَنَّكَ لا تَعيشُ إِلى الرَواحِ
فَكَم مِن رائِحٍ فينا صَحيحٍ نَعَتهُ نُعاتُهُ قَبلَ الصَباحِ
وَبادِر بِالإِنابَةِ قَبلَ مَوتٍ عَلى ما فيكَ مِن عِظَمِ الجُناحِ
وَلَيسَ أَخو الرَزانَةِ مَن تَجافى وَلَكِن مَن تَشَمَّرَ لِلفَلاحِ
وَدُنياكَ الَّتي غَرَّتكَ مِنها
وَدُنياكَ الَّتي غَرَّتكَ مِنها زَخارِفُها تَصيرُ إِلى اِنجِذاذِ
تَزَحزَح عَن مَهالِكِها بِجُهدٍ فَما أَصغى إِلَيها ذو نَفاذِ
لَقَد مُزِجَت حَلاوَتُها بِسُمٍّ فَما كَالحَذرِ مِنها مِن مَلاذِ
عَجِبتُ لِمُعجَبٍ بِنَعيمِ دُنيا وَمَغبونٍ بِأَيّامٍ لِذاذِ
وَمُؤثِرٍ المُقامَ بِأَرضِ قَفرٍ عَلى بَلَدٍ خَصيبٍ ذي رَذاذِ
وَدُنياكَ الَّتي غَرَّتكَ مِنها زَخارِفُها تَصيرُ إِلى اِنجِذاذِ
تَزَحزَح عَن مَهالِكِها بِجُهدٍ فَما أَصغى إِلَيها ذو نَفاذِ
لَقَد مُزِجَت حَلاوَتُها بِسُمٍّ فَما كَالحَذرِ مِنها مِن مَلاذِ
عَجِبتُ لِمُعجَبٍ بِنَعيمِ دُنيا وَمَغبونٍ بِأَيّامٍ لِذاذِ
وَمُؤثِرٍ المُقامَ بِأَرضِ قَفرٍ عَلى بَلَدٍ خَصيبٍ ذي رَذاذِ
أَيَعتَزُّ الفَتى بِالمالِ زَهوا
أَيَعتَزُّ الفَتى بِالمالِ زَهواً وَما فيها يَفوتُ عَنِ اِعتِزازِ
وَيَطلُبُ دَولَةَ الدُنيا جُنوناً وَدَولَتُها مُخالِفَة المَخازي
وَنَحنُ وَكُلُّ مَن فيها كَسفرٍ دَنا مِنّا الرَحيلُ عَلى الوَفازِ
جَهِلناها كَأَن لَم نَختَبِرها عَلى طولِ التَهاني وَالتَعازي
وَلَم نَعلَم بِأَن لا لَبثَ فيها وَلا تَعريجَ غَيرَ الإِجتِيازِ