إسطنبول – فرانس برس، دبي – قناة العربية
انتخب أغلبية أعضاء ائتلاف المعارضة السورية، اليوم السبت، في إسطنبول السجين السياسي السابق أحمد عاصي الجربا رئيساً للائتلاف.
والجربا من الحسكة كما أنه من شيوخ عشيرة شمر السورية، وسجن الجربا، الحاصل على شهادة في العلوم السياسية، لعامين أثناء ربيع دمشق مع رياض سيف وناشطين آخرين.
يذكر أن الجربا عضو الأمانة العامة لائتلاف المعارضة السورية، كما رشح لعضوية المكتب التنفيذي. وجدير بالذكر أن ابن عم عاصي الجربا هو قائد لواء الجزيرة الذي يسيطر على معبر اليعربية وعلى آبار النفط.
وكان ائتلاف المعارضة السورية قد اختتم فجر السبت، اليوم الثاني من اجتماعاته المتواصلة في إسطنبول من دون أن يتوصل إلى انتخاب رئيس جديد له خلفاً لأحمد معاذ الخطيب الذي استقال في مارس/آذار الماضي.
وفي ختام الجولة الأولى من التصويت مساء الجمعة انحصرت المنافسة على رئاسة "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" بين أحمد عاصي الجربا الذي يمثل جناح المعارض ميشيل كيلو، والأمين العام الحالي للائتلاف مصطفى الصباغ.
أحمد عاصي الجربا في لقاء سابق مع قناة العربية
وفاز كل من سهير الأتاسي ومحمد فاروق طيفور وسالم المسلط بمنصب نائب رئيس الائتلاف، أما منصب الأمين فكان من نصيب بدر جاموس. وسيتم اليوم استكمال انتخاب باقي أعضاء الهيئة السياسية للائتلاف المكونة من 14 شخصاً إلى جانب الرئيس ونائبيه والأمين العام.
مكونات الائتلاف
وعلق عضو المجلس الوطني والائتلاف الوطني السوري منذر ماخوس على الانتخابات مؤكداً في حديثه لقناة "العربية" أن "الإرهاصات التي رافقتها منذ عدة أسابيع تعكس حالة كبيرة من الاستقطاب والتجاذب داخل مكونات الائتلاف"، مضيفاً أن "هذا ليس مؤشرا إيجابيا".
واعتبر أن الأشخاص الذين تم انتخابهم اليوم "لهم بصماتهم الخاصة، خاصةً الرئيس أحمد عاصي الجربا. إلا أن ماخوس اعتبر أنه "من حيث المبدأ لن يتم تغيير كبير في الائتلاف حيث إن هناك وثائق ملزمة تحدد موقفه من أي مشاريع تسوية سياسية مطروحة"، مشيراً الى مؤتمر "جنيف 2".
وأوضح أن موضوع تشكيل حكومة معارضة، التي كلف غسان هيتو فيها منذ أشهر ثم أجل الموضوع بسبب احتمال وجود تسوية سياسية وحكومة انتقالية تشمل النظام والمعارضة جنباً الى جنب.
واعتبر أن تعثر مؤتمر "جنيف 2" الذي توقع ألا يعقد قبل عدة أشهر، يعيد الأهمية لموضوع تشكيل حكومة معارضة.
وختم ماخوس حديثه معتبراً أن اجتماعات المعارضة السورية "أخذت وقتا طويلا على حساب الثورة. وأنه آن الأوان أن ننتهي"، مذكراً أن مدن سوريا وشعبها تعيش حالات مأساوية. ومؤملاً أن يكون الائتلاف بشكله الجديد على قدر المسؤولية في هذا السياق.
إنهاء الخلافات الداخلية
ومن جهته أوضح عضو الائتلاف والداعم الأول للمرشح الفائز، ميشال كيلو، أن أحمد الجربا كان "مرشح القائمة الديموقراطية" وليس مرشحه هو شخصياً، كاشفاً أن القوى الإسلامية كانت حليفته في هذه المعركة.
وأكد في حديثه لقناة "العربية الحدث" أن ترشيحه لشخص معين لرئاسة الائتلاف لا يعني أن باقي المرشحين ليسوا أهلاً لهذا المنصب، مضيفاً: "نحن لم نخض معركة كسر العظم مع أحد. بل خضنا معركة نزيهة واضحة وصريحة".
وشرح أن القائمة الديموقراطية تبنت في معركتها نقطتين محوريتين هما: أولا استعادة القرار الوطني السوري وتعزيزه، وثانياً التوافق بين جميع التيارات من أجل أن يكون هذا القرار الوطني معبراً عن كافة التيارات.
وأكد كيلو أنه بعد إعلان النتيجة فإن القوى الرابحة مدت يدها الى الجميع، مضيفاً أنها ستدفع بالائتلاف الى أن يصبح مؤسسة وطنية وأن لا يبقى تجمعاً لتيارات معارضة مختلفة فيما بينها. وفي هذا السياق قال كيلو: "لن نخوض معارك ضد أحد ولن ندخل بخلافات داخل الائتلاف بل سنعمل باتجاه التوافق العام بين كل السوريين".
وختم مؤكداً: "نحن جادون في إقامة أجواء مصالحة وطنية في كل مكان وإنهاء الخلافات وتوحيد جهودنا في مواجهة النظام وليس في مواجهة بعضنا البعض. سنضع حداً نهائياً لخلافاتنا الداخلية".