بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه وبارك وسلم كما تحبه وترضاه يا رب آمين.
ومن معجزات سيدنا محمد : صلي يارب عليه وعلى آله وبارك وسلم–
ـــ بركته : صلى الله عليه وسلم – في تور أم سُليم : فأكل منه زهاء ثلاثمائة :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : قَالَ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَدَخَلَ بِأَهْلِهِ – قَالَ – فَصَنَعَتْ أُمِّي ــ أُمُّ سُلَيْمٍ ــ حَيْسًا ، فَجَعَلَتْهُ فِى تَوْرٍ ، فَقَالَتْ : يَا أَنَسُ اذْهَبْ بِهَذَا ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقُلْ : بَعَثَتْ بِهَذَا إِلَيْكَ أُمِّي ، وَهْىَ تُقْرِئُكَ السَّلاَمَ ، وَتَقُولُ : إِنَّ هَذَا لَكَ مِنَّا ، قَلِيلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ – قَالَ – فَذَهَبْتُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم – فَقُلْتُ : إِنَّ أُمِّي ، تُقْرِئُكَ السَّلاَمَ ، وَتَقُولُ : إِنَّ هَذَا لَكَ مِنَّا ـ قَلِيلٌ ـ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : « ضَعْهُ – ثُمَّ قَالَ – اذْهَبْ : فَادْعُ لِى فُلاَنًا وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا وَمَنْ لَقِيتَ » ، وَسَمَّى رِجَالاً – قَالَ – فَدَعَوْتُ مَنْ سَمَّى ، وَمَنْ لَقِيتُ ، قَالَ : قُلْتُ لأَنَسٍ عَدَدَ كَمْ كَانُوا ؟؟ قَالَ : زُهَاءَ ثَلاَثِمِائَةٍ ، وَقَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : « يَا أَنَسُ هَاتِ التَّوْرَ » ، قَالَ : فَدَخَلُوا : حَتَّى امْتَلأَتِ الصُّفَّةُ وَالْحُجْرَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « لِيَتَحَلَّقْ عَشَرَةٌ عَشَرَةٌ ، وَلْيَأْكُلْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِمَّا يَلِيهِ » ، قَالَ : فَأَكَلُوا ، حَتَّى شَبِعُوا – قَالَ – فَخَرَجَتْ طَائِفَةٌ ، وَدَخَلَتْ طَائِفَةٌ ، حَتَّى أَكَلُوا كُلُّهُمْ ، فَقَالَ لِى : « يَا أَنَسُ ارْفَعْ » ، قَالَ فَرَفَعْتُ ، فَمَا أَدْرِى حِينَ وَضَعْتُ ، كَانَ أَكْثَرَ أَمْ حِينَ رَفَعْتُ – قَالَ – وَجَلَسَ طَوَائِفُ مِنْهُمْ ، يَتَحَدَّثُونَ فِى بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَرَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – جَالِسٌ وَزَوْجَتُهُ مُوَلِّيَةٌ وَجْهَهَا إِلَى الْحَائِطِ ، فَثَقُلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَسَلَّمَ عَلَى نِسَائِهِ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَلَمَّا رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَدْ رَجَعَ : ظَنُّوا أَنَّهُمْ ، قَدْ ثَقُلُوا عَلَيْهِ – قَالَ – فَابْتَدَرُوا الْبَابَ ، فَخَرَجُوا كُلُّهُمْ ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – حَتَّى أَرْخَى السِّتْرَ ، وَدَخَلَ ، وَأَنَا جَالِسٌ فِى الْحُجْرَةِ ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا ، حَتَّى خَرَجَ عَلَىَّ ، وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ * : فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَقَرَأَهُنَّ عَلَى النَّاسِ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ … ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، قَالَ الْجَعْدُ ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : أَنَا أَحْدَثُ النَّاسِ عَهْدًا ، بِهَذِهِ الآيَاتِ ، وَحُجِبْنَ نِسَاءُ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم ، ( رواه مسلم ).
__________
معانى بعض الكلمات :
[ ( التور ) : إناء صغير من نحاس أو حجارة ، ( الحيس ) : الخليط من التمر والسمن والأقط ].
* [ ألآية : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً } الأحزاب 53 ].
………………………………………….. ……………
ــــ تكثير الطعام ببركته :صلى الله عليه وسلم:
حديث عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ ، كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ ، وَأَنَّ النَّبِيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ ، فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ ، وَإِنْ أَرْبَعٌ فَخَامِسٌ أَوْ سَادِسٌ ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ : جَاءَ بِثَلاَثَةٍ ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ، بِعَشَرَةٍ ، قَالَ : فَهُوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي ، وَامْرَأَتِي ، وَخَادِمٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ ، تَعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ لَبِثَ ، حَيْثُ صُلِّيَتِ الْعِشَاءُ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَلَبِثَ ، حَتَّى تَعَشَّى النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ، فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ ، قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : وَمَا حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ ؟؟ ، أَوْ قَالَتْ : ضَيْفِكَ ؟؟ ، قَالَ : أَوَ مَا عَشَّيْتِيهِمْ ؟؟؟ قَالَتْ : أَبَوْا حَتَّى تَجِي ، قَدْ عُرِضُوا ، فَأَبَوْا ، قَال : فَذَهَبْتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ ، فَقَالَ :يَا غُنْثَرُفَجَدَّعَ وَسَبَّ ، وَقَالَ : كُلُوا ، لاَ هَنِيئًا ، فَقَالَ : وَاللهِ لاَ أَطْعُمُه أَبَدًا، وَايْمُ اللهِ : مَا كُنّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ ، إِلاَّ رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا ، قَالَ : يَعْنِي ، حَتَّى شَبِعُوا ، وَصَارَتْ أَكْثَرَ ، مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ ، فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ أَوْ أَكْثَرُ مِنْهَا ، فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ : يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ ، مَا هذَا ؟؟ قَالَتْ : لاَ ، وَقُرَّةِ عَيْنِي ــ لَهِيَ الآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ ــ بِثَلاَثِ مَرَّاتٍ ، فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْر ٍ، وَقَالَ : إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، يَعْنِي يَمِينَهُ ، ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً ، ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ، فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ ، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ ، فَمَضى الأَجَلُ ، فَفَرَّقَنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً ، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ ، اللهُ أَعْلَمُ ، كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ ، فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ ، أَوْ كَمَا قَالَ ، ( متفق عليه ).
__________
معانى بعض الكلمات :
[( الصفة ) هي مكان مقتطع من المسجد ، ومظلل عليه ، كان يأوي إليه الغرباء والفقراء من الصحابة رضي الله عنهم ، ويبيتون فيه ، وكانوا يقلون ويكثرون ويسمون أصحاب الصفة ، ( فليذهب بثالث ) يأخذ معه واحدا من أهل الصفة فيصبحون ثلاثة ، ( وإن أربع ) أي عنده طعام أربع ، ( عرضوا ) عرض عليهم الطعام ، ( يا غنثر ) يا ثقيل أو يا جاهل ، ( فجدع وسب ) أي ولده ، ظنا منه أنه قصر في حق الأضياف ، وجدع : دعا عليه بالجدع ، وهو قطع الأنف أو الأذن أو الشفة ، ( وأيم الله ) يمين الله ، ( ربا ) زاد الطعام وكثر ، ( يا أخت بني فراس ) يا من هي ، من بني فراس ، واسمها زينب بنت دهمان ، ( وقرة عيني ) يعبر بها عن المسرة ، ورؤية ما يحبه الإنسان ، ( عقد ) عهد مهادنة ، ( فمضى الأجل ) أي وجاؤوا إلى المدينة ، ( ففرقنا ) عند مسلم ، ( أو كما قال ) عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه ، والشك من أبي عثمان أحد الرواة ].
………………………………………….. ………..
ــ جريان الماء ، في عين تبوك ، ببركته : صلى الله عليه وسلم :
حَدَّثَنَا مَالِكٌ – وَهُوَ ابْنُ أَنَسٍ – عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ الْمَكِّىِّ ، أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ ، فَكَانَ يَجْمَعُ الصَّلاَةَ ، فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا : أَخَّرَ الصَّلاَةَ ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ، ثُمَّ دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ــ عَيْنَ تَبُوكَ ــ وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا ، حَتَّى يُضْحِىَ النَّهَارُ ، فَمَنْ جَاءَهَا مِنْكُمْ ، فَلاَ يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِىَ » ، فَجِئْنَاهَا ، وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلاَنِ ، وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ ـ تَبِضُّ ـ بِشَىْءٍ مِنْ مَاءٍ – قَالَ – فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « هَلْ مَسَسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا »؟؟ ، قَالاَ : نَعَمْ ، فَسَبَّهُمَا النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – وَقَالَ لَهُمَا : مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ – قَالَ – ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ ، مِنَ الْعَيْنِ قَلِيلاً قَلِيلاً ، حَتَّى اجْتَمَعَ فِى شَىْءٍ – قَالَ – وَغَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فِيهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا ، فَجَرَتِ الْعَيْنُ : بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ أَوْ قَالَ غَزِيرٍ – شَكَّ أَبُو عَلِىٍّ أَيُّهُمَا قَالَ – حَتَّى اسْتَقَى النَّاسُ ، ثُمَّ قَالَ : « يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ ، أَنْ تَرَى مَا هَا هُنَا ، قَدْ مُلِئَ جِنَانًا» ، ( رواه مسلم ).
………………………………………….. ………………
__________
معانى بعض الكلمات :
[( تبض ) هكذا ضبطناه ، هنا تبض ، ونقل القاضي اتفاق الرواة هنا على أنه بالضاد المعجمة ، ومعناه تسيل ، ( الشراك ) هو سير النعل ، ومعناه ماء قليل جدا ، ( منهمر ) أي كثير الصب والدفع ، ( جنانا ) أي بساتين وعمرانا ، وهو جمع جنة وهو أيضا من المعجزات ].
[( شفير البئر ) حده وطرفه ، ( مج ) لفظ ما في فمه من الماء ، ( صدرت ) رجعت ، ( ركائبنا ) وفي نسخة ( ركابنا ) وهي الإبل التي تحمل القوم المسافرين ].
المصادر