كتب غنيمة الفهد
كاتبة وباحثة في التراث الكويتي
بدأت الخبة الثانية بعد خبة انفلونزا الخنازير، وقبلها انفلونزا الطيور من دواجن ودجاج وغير ذلك. وقد حظيت الدجاجة بكم من الامثال في التراث الكويتي، وكانت تختم الحزاوي بهذه المقولة: «خلصت وملصت وجت الدجاجة وعنفصت»، حتى بدأت هذه الدجاجة تضاهي في دلالها وجمالها أكبر وأجمل ممثلات الاغراء.
وقيل أيضاً في الدجاجة وعدم تمسكها بالريجيم «الدجاجة تموت وعينها بالسبوس».
وعن خجلها ورقتها قيل أيضاً «حيا مرخى تخاف من الديك وتستحي من الفرخا».
وكانت المناداة الجميلة للدجاجة اثناء موعد غذائها من ربة البيت بقولها «تيعه تيعة».
والآن جاء دور الماعز (الصخلة) هذه المخلوقة الجميلة، لعبت دوراً كبيراً في التراث الكويتي. وذهابها اليومي لمدرستها الخاصة. لان يدفع، لهذه المدرسة رسوما عن طريق الشاوي الذي يأخذها بعيداً في المراعي مع زميلاتها الصخلات، ولقد احب قدماء الكويتيين هذه الصخلة واعتمدوا اعتمادا كليا على حليبها وزبدتها فوجود الصميل من أجل خض زبدة الماعز. تغذى قدماء الكويتيين على بيض الدجاج، وقيلت قطاوي عديدة حول هذا البيض، نص شاخ ونص ذهب (الشاخ تعني الفضة) اي بياض البيضة، والذهب هو صفارها عاشوا على بيض الدجاج الغني بالبروتين والفوسفور ، وشربوا حليب الماعز الغني بالكالسيوم وعملوا منه الزبدة (فيتامين A) والجرثي اي اللبنة.
الدجاجة والصخلة من أجود واخلص الحيوانات في البيت الكويتي، لذا سميت بعض الصخلات والماعز بأسماء كويتية خالصة نسائية، مثل: رقية ــ لولوة ــ سبيكة ــ موضي..
وقد لعب التيس (الفحل) دوراً بالفريج فيأتي من قبل الشاوي لتلقيح الصخلة، ويسمى هذا التلقيح «يقرع»!
ما أردت قوله ان مرض الماعز وانفلونزا الماعز مرض قديم يسميه الكويتيون «بورمح» وكنا ونحن اطفال نسمع عن هذا المرض.
اما التيس الصغير فمصيره الى مجبوس لذيذ عندما يكون عمره 3 أشهر، ولا أنسى لذة هذا التيس ومجبوسه ومرق القرع والبطاط اللذيذ مع المعبوج، ولبن الماعز والزبدة اللذيذة وفي العشاء خبز خمير وبيض دجاج.
لا تظلموا الطير ولا الحيوان انهما زملاء لنا واصدقاؤنا، تربيا معنا في بيت واحد وتغذينا بخيراتهما، ولتذهب الانفلونزا الى الجحيم.
جريدة القبس الكويتية
15/03/2010