تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الفلسطينيون يبتسمون لكن قلوبهم حزينة

الفلسطينيون يبتسمون لكن قلوبهم حزينة 2024.

على بعد أمتار من جدار الفصل العنصري شمال الأغوار في الضفة الغربية, وقفت الممثلة الإنجليزية كيت ستيتهام تتأمل الأفق المفتوح في محاولة بائسة لاستطلاع المدى المغبر الذي ينتهي عنده هذا البناء الذي شيدته السلطات الإسرائيلية قبل سنوات على أراضٍ فلسطينية ليقتطع مساحات شاسعة منها وتصبح جغرافيا جزءً غير متصل بالضفة الغربية.
وضمت ستيتهام الممثلة في المسرح الوطني لبريطانيا العظمي أصابع كفها الأيمن فيما يشبه تأدية التحية العسكرية, وضعتها أسفل جبينها لتحجب أشعة الشمس التي كانت طالعة للتو من خلف سلسلة الجبال الأردنية لتعرف بالضبط أين يبدأ جدار الفصل العنصري من ناحية الشرق حيث يسير مجرى نهر الأردن الذي يشكل الفاصل الطبيعي بين الأراضي الفلسطينية والأردنية.
وعندما لم يدرك بصرها بدايته من ناحية الشرق ونهايته من ناحية الغرب همست لرفيقتها كارولين أوريلي القادمة من مقاطعة برايتون البريطانية " إنه طويل لا ينتهي،إكارثة تحيط بالفلسطينيين".
وعبر مسرب ترابي ضيق تتخلله أشجار السدر الشوكية وتحيط به بساتين البرتقال والكريب فروت التابعة لمستوطنة قريبة يؤدي إلى وادٍ يحاذي الجدار، عادت ستيتهام أدراجها ضمن مجموعة مؤلفة من اثني عشر بريطانيا قدموا إلى الأراضي الفلسطينية، لتوثيق تفاصيل حياة السكان في التجمعات الزراعية والرعوية في منطقة غور الأردن التي تعتبر من أكثر المناطق الفلسطينية استهدافا بالاستيطان.
وفي كل خطوة وئيدة خطتها ستيتهام إلى الحافلة التي كانت تنتظر هذه المجموعة بعيدا عن مسار الجدار, كانت هذه الممثلة تدور بجسمها نصف دورة وتنظر للخلف لاستطلاع الجدار والتمحيص في تفاصيله.
كان منظر بساتين الفواكه ومزارع الموز والنخيل يأخذ الألباب, لكنه بالنسبة لهذه الممثلة الخضرة أمر مريع إذ زرعت هذه المزروعات في أراضٍ مسلوبة من أصحابها الشرعيين.
وخلال أيام زارت ستيتهام، أكثر من قرية فلسطينية واستطلعت عن قرب ماهية حياة سكانها عندما شاركت السكان الطعام والنوم والأحزان والأفراح والاجتماعات العادية.
عبر جلسات عديدة قضتها مع عائلات فلسطينية تعرضت لإجراء إسرائيلي ما, كانت ستيتهام(62عاما) حريصة على تدوين أدق تفاصيل الحديث الذي كانت ترد عليه بـ"يا إلهي" في اشارة منها إلى حجم المعاناة التي تعيشها هذه العائلات.
قضت ستيتهام إحدى لياليها في احدى القرى الفلسطينية الصغيرة الواقعة في منطقة غور الأردن، ووصفت حياة الفلسطينيين فيها أدق وصف من رفوف الناموس اللاسع حتى الغبار الذي يغلف كل شيء.
وقالت، "عشنا في بيت من غرفتين تسكنه عائلة مكونة من ثمانية أبناء ووالدين يغلفه الغبار من كل الجهات, لذلك تبقى النساء تعمل طيلة الوقت على غسل الأرض بالماء، لا يمكن ان تكون هناك خصوصية لاحد في هذه المنازل. الوضع مختلف جدا في بريطانيا".
وأكدت الانطباع بقوة رفيقتها أوريلي التي تعمل مدرسة في أحد المعاهد البريطانية والناشطة في منظمة العفو الدولية "أمنستي".
وخلال العام الجاري وصل إلى منطقة الأغوار العديد من الوفود البريطانية من مقاطعة برايتون التي يرتبط كثير من مؤسساتها بعلاقات تؤأمة مع مؤسسات في الأغوار وطوباس التي خسرت كل أراضيها تقريبا بسبب نظام "المناطق المغلقة العسكرية" الذي سنته الحكومة الإسرائيلية عشية حرب عام 1967.
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية وصل إلى الأراضي الفلسطينية آلاف المتضامنين الأجانب للتعبير عن مناصرتهم للقضية الفلسطينية, كان من أشهرهم الأمريكية راشيل كوري التي دهستها جرافة إسرائيلية في آذار من عام 2024 في رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت ستيتهام،" أتينا إلى هنا لأننا شعرنا بان الوضع في فلسطين سيء بسبب الاحتلال, وهو يشبه ما كان سائدا في جنوب أفريقيا إبان نظام الفصل العنصري هناك".
وأضافت، واذا كان الوضع في جنوب افريقيا وايرلندا قد حل, فإننا نأمل بحل الوضع هنا, وهذا لن يحدث الا إذا تلقى الفلسطينيون دعما من بقية العالم.
وإلى جانب ما تراه ستيتهام انحيازا سياسيا من دول غربية لإسرائيل, فإنها تعتقد أن انحياز أجهزة إعلام غربية ضد القضية الفلسطينية أمر لا يقل أهمية وخطورة.
وقالت: "اعتقد أن المشكلة الكبرى في بريطانيا أن الصحافة لا تعكس بالضبط ما يجري هنا لأن جزءً من الإعلام يتعرض لسيطرة اللوبي الصهيوني، ولسوء الحظ, فإن بعض وسائل الإعلام تنظر الى المشكلة من عين واحدة, وهناك اعتقاد واسع بأن كل مسلم أو عربي هو ارهابي محتمل".
وأضافت، أن الناس هنا يعيشون صراع البقاء والابتسامات هي شكل خارجي، تغطي حزنهم الداخلي، وقالت على الفلسطينيين البحث عن بصيص الأمل, لأن الصراع سينتهي عاجلا أم آجلا.
وفي قرية بردلة الواقعة شمال الأغوار، جالت ستيتهام برفقة تسع بريطانيات أخريات على الصفوف المدرسية في إحدى المدارس واستطلعت آراء التلاميذ حول ما يعانونه من الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت لمراسل "وفا" بينما كانت تتوسط عددا من التلاميذ الذين تحلقوا حولها، إنه أمر مهم أن تعرف الكثير من التفاصيل المؤلمة وتنقلها غلى حيث تعيش في بريطانيا لتجعل الناس هناك يعرفون بالضبط ما يحدث في فلسطين بسبب الاحتلال.
وأضافت أنها ستعود يوما ما لفلسطين، معربة عن أملها في أن تكون تخلصت من الاحتلال الإسرائيلي.
ـــــــــــ
0
كل الشكر لكى عزيزتى على هذه الكلمات ولكن حزننا لابد ان يأتى بدلا له فرح قريبا فحزننا على القدس الاشير
على أسرنا وشهدائنا على اطفالنا الذى يولدون على الموت اطفال فلسطين الذى يجملون البندقيه بدل الوردة
فتحياتى لكى ولكلماتك هذه فنصر ات لا محال له
كل الشكر لكى

ان شا الله اخى مشكور على مرورك العطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.