تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المرأة الدمية

المرأة الدمية 2024.

لست زينة تزين بها ذراعك عند موسم المناسبات. لست هيكلا عظميا يتضور جوعا فوق منصات العرض التي تتطلب حضور كيان أشلاء القماش أكثر من كياني. لست تلك الأمة التي ترضى برضا (سي سيد)الشرقي المتحجر القادم من زمن لا يرى فيه ذاته سوى إن شوه ملامحي، سوى إن محاني، واستعرض رجولته المتعطشة لكبرياء حال بينه وبين إثباته ضياع الأرض والكرامة المصلوبة كحقي بان استنشق حريتي. لست من أغير لون شعري عند كل موعد مع خوفي من أن تميل شخصيتك المريضة لرخيصة تناسب ضعفك. لست أيها الغربي جسدا يزيد من أرباح أكاذيبك. لست قصة تغيرها كل ليلة بعد أن تصحو من تأثير ذهاب عقلك. لست عارا تخافون انتهاء صمته. لست خطيئة لأخفي فكري وراء ضعفك. أنا ملكي. املك أكثر مما تملك. لست مضطرة لان تكسوني مساحيق التخفي لأزين نظرك. الأرض ارضي كما هي أرضك. والشمس مرشدي كما هي من المفترض أن تكون مرشدك. لست أيها الجاهل سبب خطيئتك. كما أن لي ذنبي، لك ذنبك. لست بنظري شيئا ما دمت لا تحترم وجودي كفرد يوازي قوتك وثقتك. لن انتظر من أفكارك المتعفنة حتى تقر باحترام حقي بان أكون حرة حتى أحرر هذه الأمة التي قد ساهمت في دمارها حين حولتني صورة بدون منطق. كم أنت مريض يا من أصدرت القرارات بمنعي من حقي في أن أضع قطعة من القماش فوق شعري، ووقفت متفرجا على موت الأرواح من شدة الجوع والأمراض والحروب. ما كان سيضير انحدارك في روث التخلف إن لم تر شعري وجسدا شبه عار يجوب الشوارع والمعاهد والمقاهي. من أنت أيها الرجل لتفرغني من ذاتي. ما أنت أيها العالم لتمنعني من اتبع ديني وعقلي. ما أنت لتحرمني من حرية لن تفهم معناها يوما ما دمت سجينا لجهلك. من أنت لتحولني دمية في دون عرضك. من أنت حين رضيت بان تحصر خياراتي بين الموت وبيع نفسي في سوق سوداء كسواد فكر حقير كفكرك. من أنت حين استخدمت قوتك لضرب زوجتك بدل أن تدافع عنها. من أنت حين حرمتها أطفالها. من أنت حين خنت عهدا قطعته بان تمضي ما تبقى من أيام حياتك معها. من أنت حين جعلت امرأة أخرى تشاركها حياتها معك. لكنني لن أفرط بحرية سماوية أهدتني الحياة التي لطالما أردت. لن أكون ضعيفة كما تريد. لن ابكي إن لم تكن السراب الذي حلمت. سأظل قوية كما لو لم تكن وجدت. لن احتاج لك. تلك الثقافة الرجعية التي زرعتها فينا عقول الجدات الساعيات للحفاظ على الهدنة مع ذاك المتسلط المخيف الذي لن تشعري باكتمال حياتك إلا به. كل هذا بات من الأساطير القديمة، تماما ككرامتكم ورجولتكم ونخوتكم أيها الرجال العرب. فاحترم وجودك واحترمني إن أردتني أن أكملك. وإلا فأنت خارج اهتماماتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.