تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الموهبة والإبداع

الموهبة والإبداع 2024.

الموهبة والإبداع – تربية خاصة

إعداد: موفق الخطيب ، مارس 2024

(بتصريف من كتاب "الموهبة والتفوق والإبداع" للدكتور فتحي جروان، رئيس المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين و أستاذ التربية الخاصة المشارك بجامعة عمان العربية للدراسات العليا)

مقدمة :

حالنا حال شعوب الأرض, تتوزع فينا الخصائص والسمات بدرجات متباينة, والخصائص العقلية واحدة منها. ففينا ذوو القدرات العقلية العالية والمتوسطة والضعيفة. إذن, فينا من هم موهوبون ومتفوقون ومبدعون. لكن, هل تم اكتشافهم؟ وهل هم بحاجة إلى تربية خاصة؟ هل هم بحاجة إلى الإرشاد؟ ماذا فعلت الجهات المختصة لأجلهم؟

والفروق الفردية بين بني البشر في خصائصهم وقدراتهم حقيقة لا جدال فيها منذ وُجد الإنسان على هذا الكوكب. ومن الطبيعي أن يُظهر الناسُ اهتماماً خاصاً بالأفراد الذين تميزوا بقدراتهم أو مواهبهم بصورة استثنائية في أحد ميادين النشاط الإنساني التي يقدّرها المجتمع. وفي حالات كثيرة، كان ذلك الاهتمام وبالاً على أولئك الأفراد لخروجهم على كل ما هو مألوف.

في هذه الحلقات, سنحاول عرض ما أمكن في سلسلة من المقالات المتخصصة حول هذه الفئة وبخاصة في مدارسنا وجامعاتنا، لعلنا نتبصر بواقعها، ونسعى لأجل تقديم ما يمكن لأجل طلابنا وطالباتنا.

منذ قرون عديدة, ظهر الاهتمام بالموهوبين والمتفوقين, فبعض الأمم كالصينيين، كانت منذ خمسة قرون تختارهم بناء على خصائص محددة لشغل الوظائف الرسمية. وإن كثيراً مما نشهده على مستوى القرارات والقضايا الكبرى في بعض الدول هو من صنع ذوي القدرات العقلية العليا.

وفي القرن الماضي, برز الاهتمام الأكبر بهذه الفئة في كثير من الدول، وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استعانت الدولة بالعلماء لوضع معايير لاختيار الطيارين وقاذفي الصواريخ وبخاصة خلال الحروب العالمية, ويزداد الاهتمام يوماً بعد يوم بالموهوبين الذين يمثلون أعظم الثورات الوطنية وبهم ترقى الأمم.

أما على المستوى العربي, فهناك بعض الجهود في هذه الاتجاه في بعض دول الخليج واليمن ومصر والأردن وليبيا. لكننا في فلسطين, نعمل ببطء يكاد يكون في مرحلة العدم.

لقد كان لحركة القياس العقلي والحرب الباردة وسباق التسلح والانفجار السكاني والثورة التقنية والمعرفية ونشوء الجمعيات وانعقاد المؤتمرات العلمية وجهود بعض المختصين أثر كبير في رفع مستوى الاهتمام بالموهوبين والمتفوقين والمبدعين.

ولقد ظهرت مفاهيم مغلوطة حول الموهوبين تمثلت في أنهم يعانون من اضطرابات عقلية وانفعالية أو أنهم يعانون من تدني التحصيل الدراسي أو أنهم يتميزون بأحادية الموهبة أو أن موهبتهم تتلاشى عندما يكبرون. لكن الجهود البحثية أكدت عدم صحة مثل هذه المفاهيم.

إن الطالب الموهوب قد لا يسهل اكتشافه في كثير من المدارس العربية، وتستوي في ذلك الحكومية والأهلية منها. وليس الأداء المدرسي أو تحصيل الطالب فقط هو مقياس الحكم في هذا الموضوع. إن عدداً من الاختبارات والفحوص يجب يخضع لها الطالب حتى نتعرف على موهبته. كما أنه ليس ضرورياً أن يكون الطلاب الموهوبون في مادة معينة، أو في نشاط معين، موهوبين في جميع المواد وجميع الأنشطة. ولكن الموهبة وإن تكن في جزئية دراسية معينة يجب تبنيها وتنميتها. ومن المؤكد أن كثيراً من الطلاب المعاقين تعليمياً أو جسدياً لديهم موهبة في مادة معينة أو نشاط معين. لكن التقاليد والعادات في كثير من مجتمعاتنا تحكم عليهم بأنهم متقوقعون، ويعتبرهم المجتمع ناقصي الأهلية التعليمية وناقصي الذكاء، وهذا ظلم وسوء تقدير يحكم به المجتمع على شريحة من الموهوبين الذين قد يستفيد منهم مجتمعنا. ولسنا في حاجة إلى تعداد الموهوبين من مفكرينا العرب الأجلاء الذين أصيبوا بإعاقات معينة في أجزاء من جسمهم، لو استسلموا لحكم المجتمع عليهم بأحكام قاسية، ولانزووا في غياهب الظلمات.

ومن جهة أخرى، فقد ارتبط مفهوم الإبداع تاريخياً بالأعمال الخارقة التي تقترن بالغموض وتستعصي على التفسير حتى من قبل أولئك الذين أتوا بها. ولا تزال المفاهيم المغلوطة التي ارتبطت بالظاهرة الإبداعية منذ أفلاطون وأرسطو تلقي بظلالها على ميدان دراسة الإبداع. منها مثلاً القول بوجود علاقة بين الإبداع والعصاب وبين الإبداع وقوى خارقة خارج حدود سيطرة الفرد. والتفكير الإبداعي نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً. ويتميز التفكير الإبداعي بالشمولية والتعقيد لأنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة.

ولا بد من القول أن معظم الدول العربية قطعت شوطاً بعيداً في مجال تعميم التعليم ونشره وحققت تقدماً واضحاً من الناحية الكمية، وأن العقد الماضي شهد اهتماماً واسعاً بالتطوير النوعي لهذا التعليم، واجتاحت مؤسساتِنا التربوية جملةٌ من الشعارات والمبادئ، ووضعت الخطط المختلفة لتطوير التعليم. ورغم النجاحات المحدودة، إلا أن واقع التربية العربية كان ولا زال يعاني من مجموعة من الأزمات والمعضلات، حيث ما زالت الممارسات الصفية جماعية التوجه لا تأخذ بالاعتبار حاجات الطلبة الذين يندرجون تحت مظلة التربية الخاصة كالموهوبين وذوي صعوبات التعلم والمعوقين. كما أن المدارس ما زالت أشبه ما تكون بالبنوك، فهي تُودِع المعلومات في عقول الطلبة وتسترجعها بأوراق الامتحانات.

يعطيك العافية أخي عازف

مبدع كالعادة

تقبل مروري

الله يعافيك

منووووور الموضووووووووع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.