السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الورع خلق رفيع لا يدرك إلا بمجاهدة النفس
وترويضها عليه ،وهو من أخلاق المؤمنين المتقين
الورع لغة :التحرج والكف عما لا ينبغي
واصطلاحا:ترك ما يخاف ضرره في الاخرة
وقيل :هو الخروج من كل شبهة ومحاسبة النفس
في كل طرفة
ضوابط الورع :
●أن يكون في فعل الواجب وترك المحرم كما يكون
في فعل المستحب وترك المكروه ويكون أيضا في
ترك ما اصله مباح إما لشبهة عارضة أو لخوف
جلب مفسدة أو غير ذلك مما قد يعرض للمباح
أما المباح المحض فلا يصلح فيه الورع لأنه لا يخاف ضرره
●أن يكون الورع صادرا عن علم حاصل بالادلة
الشرعية أما الورع مصدره الجهل أو الاحتياط
الفاسد فقد يؤدي الى فساد عظيم
●الموازنة بين المصالح والمفاسد فما غلبت
مفسدته فـ الورع تركه
من صور الورع :
ورع الباطن :يكون بالاخلاص وتطهير القلب
من الرياء
الورع في المأكل والمشرب :يكون بتحري
الحلال والابتعاد عن الحرام او ما فيه
شبهة لم تتبين
الورع في البيع والشراء:وكمثال الورع عن بيع
سلعة فيها عيب وان كان غير ظاهر
وإظهار العيب للمشتري وان نزلت قيمتها
التورع في الفتوى :وذلك بترك الاقدام
عليها بدون علم او تثبت
الورع عن الخوض في اعراض الناس واموالهم
الورع في الكلام :قال بعض السلف :
"الورع في المنطق أشد منه في الذهب والفضة "
ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم
وصحابته اروع الامثلة في الورع
عن أنس رضي الله عنه قال:
وجد النبي صلى الله عليه وسلم تمرة في
الطريق فقال :"لولا أني أخاف ان تكون من الصدقة لأكلتها"
متفق عليه
قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه
مسك وعنبر من البحرين فقال عمر :
"وددت لو أني وجدت امرأة حسنة الوزن
تزن لي هذا الطيب حتى أقسمه بين المسلمين
فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد :أنا جيدة الوزن
فهلم أزن لك
فقال عمر :لا
قالت :لم ؟
قال :إني أخشى أن تأخذيه فتجعليه هكذا ،
ثم أدخل اصابعه في صدغيه وتمسحي به عنقك ،
فأصيب فضلا على المسلمين "
من ثمرات الورع وفوائده :
■يجلب محبة الله للعبد
■الورع خير الدين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فضل العلم خير من فضل العبادة
وخير دينكم الورع "
رواه الطبري
■فيه ترك للشبهات والبعد عنها
■به يطيب المطعم والمشرب
■فيه الإستبراء للدين والعرض
نسأل الله أن يرزقنا الاخلاص في الأقوال والأعمال
وأن يهدينا ﻷحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلاهو
وأن يوفقنا لما يحب ويرضى
تقبل الله منا ومنك
صالح الاعمال
مودتي
مروركم اسعدني