تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بعض من الغموض،و الكثير من خيال مجنون .!!!!

بعض من الغموض،و الكثير من خيال مجنون .!!!! 2024.

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

للواقع لذة و جمال ملموس …
لكن ترى هل يماثل الخيال …أو حتى قد يقارن به…لا أظن

و لا تزل بداخلي تلك الطفلة التي تعشق أكليلة و دمنى و ألف ليلة و ليلة

ذاك العالم الجميل الخيالي…الساحر
أجمل ما فيه أن في الغالب الخير ينتصر…
و هذا قد يفتقده الواقع
و أبطاله من خيال…..و أحداثها خيال
و هذا يجعل الإبحار لا يحده حد و لا يرده خط

و لذلك فعلم الميثولوجي (علم الأساطير)يشدني كثيرا….
وأجده مكانا رحب ليركض فيه خيالي كفرس بري بلا سياج…أو قيود

أطلت عليكم بتلك المقدمة
أترككم مع الموضوع….اتمنى عدم الرد حتى أنتهي من إضافة الأجزاء

و كان يا ما كان…………….

ياسمين >>>>
>>>
>>
>
ستضيف و تنقل بعضا من الخيال المجنون

و بعضا من غموض لذيذ

من الأساطير اليونانية

الأساطير (أو ميثولوجيا) هي حكايات خرافية نشأت منذ فجر التاريخ ويلعب فيها دور الأبطال صور خيالية كالآلهة و الأبطال الأسطوريون و الأحداث الاجسام وغير ذلك حيث تقوم بتوضيح وشرح الظواهر المختلفة للطبيعة والمجتمعات.

الاسطورة الاولى

يحكى أنّ شاباً اسمه "نارسيس"؛ كان يرى دائماً انعكاس صورة وجهه على الماء .. ويتأمّل جماله الذي أُعجِب به ـ وظنّ أنها امرأة فاتنة ..

حتى أحبّها كثيراً وحاول يوماً أن يمسّها بيده .. فتعكّرت صفحة الماء وذهبت صورته؛
فحزن كثيراً ومات ..
ثم تلاشى ونبتت مكانه زهرة النرجس.!!

ومن هنا ظهرت تسمية "النرجسيّة"؛ دلالة على حُب الذات والإعجاب بها

اعتاد شاب جميل الوجه والمظهر اسمه نرجس أن يذهب كل يوم لينظر ويتمتع بحسن صورته على صفحة مياه البحيرة. وكان يستغرق في تأمل صورته بافتتان إلي درجة أن سقط ذات يوم في البحيرة و.. غرق!
وفي المكان الذي سقط فيه ذلك الشاب نبتت زهرة نعرفها نحن باسم "النرجس"..
وعندما مات الشاب جاءت حوريات الغابات إلي ضفاف تلك البحيرة العذبة المياه فوجدتها قد تحولت إلي مستودع لدموع مالحة..

فسألت الحوريات هذه البحيرة: لِمَِ تبكين؟!
فردت البحيرة: أبكي على نرجس.
عندئذ قالت الحوريات للبحيرة: لا غرابة فنحن أيضاً كنا نتملى من جمال هذا الشاب في الغابة.. فأنت لم تكوني الوحيدة التي تتمتع بجماله عن قرب.
فسألتهن البحيرة: هل كان نرجس جميلاً؟!
فردت الحوريات في دهشة: من المفترض أنكِ تعرفين جمال نرجس أكثر منا، فقد كان ينظر إليكِ ليتمتع هو بجماله يومياً.
فسكتت البحيرة لفترة ثم قالت: إني أبكي على نرجس، غير أني لم أنتبه قط إلي أنه كان جميلاً. أنا أبكي على نرجس لأنه في كل مرة تقولون أنتم أنه كان ينحني فوق ضفتي ليتمتع هو بجماله، كنت أرى أنا في عينيه طيف جمالي


الأسطورة الثانية

كانت الثمار الحمراء لشجرة التوت بيضاء كالثلج. وقصة تغير لونها قصة غريبة ومحزنة، ذلك أن موت عاشقين شابين كان وراء ذلك. فقد أحب الشاب بيراموس العذراء الصغيرة ثيسبي وتاق الاثنان إلى الزواج. ولكن الأهل أبوا عليهما ذلك ومنعوهما من اللقاء، فاكتفى العاشقان بتبادل الهمسات ليلاً عبر شق في الجدار الفاصل بين منزليهما.

حتى جاء يوم برح بهما فيه الشوق واتفقا على اللقاء ليلاً قرب مقام مقدس لأفروديت خارج المدينة تحت شجرة توت وارفة تنوء بثمارها البيضاء. وصلت الفتاة أولاً ولبثت تنتظر مجيء حبيبها. وفي هذه الأثناء خرجت لبوة من الدغل القريب والدم يضرج فكَّيها بعد أن أكلت فريستها، فهربت ثيسبي تاركة عباءتها التي انقضت عليها اللبوة ومزقتها إرباً ثم ولَّت تاركة عليها آثار الدماء. حضر بيراموس ورأى عباءة ثيسبي فاعتقد بأن الوحش قد افترس حبيبته، فما كان منه إلا أن جلس تحت شجرة التوت وأغمد سيفه في جنبه، وسال دمه على حبيبات التوت ولوَّنها بالأحمر القاني. بعد أن اطمأنت ثيسبي لانصراف اللبوة، عادت إلى المكان لتجد حبيبها يلفظ اسمها قبل أن يموت وعرفت ما حدث، فالتقطت سيفه وأغمدته في قلبها وسقطت إلى جانبه. وبقيت ثمار التوت الحمراء ذكرى أبدية لهذين العاشقين.

مدخل حنيني للأسطورة الثالثة

….أعترف أني أعشق الياسمين من قبل أن أعرف أسطورته…
أعترف أن أسطورته و هي مجرد أسطورة لكنها زادت شغفي به جنونا

إليكم الأسطورة الثالثة

أسطورة البياض والياسمين

و افترقا فتركت له الكوكب لتهيم بحزنها بين الكواكب؛
كان يتبعها من كوكب لآخر حتى وصلت الأرض فـ بكت ؛ومكان كل دمعة تنبت زهرة بيضاء
حتى امتلأت الأرض بالزهور ومن ثم غادرت المكان؛وصل بعدها حبيبها فرأى المكان مُزهر علم أن حبيبته كانت هنا؛عانق زهورها وكلما قبض على زهرة انحنت له فـ لونها .. ويقبض على أخرى تنحني له فـ يلونها..

وأبت إحداها أن تنحني فكانت "الياسمين" بيضاء حتى الآن

أسطورة جميلة تخبرنا أن من ينحني يسهل تغييره..تشكيله..تلوينه
ومن بقي شامخاً لا ينحني سيعانقه البياض دوماً و أبدا

كل أسطورة …واقع تلبس بالخيال
به بعضا من غموض و الكثير من وقائع حدثت بين الأرض و السماء

كما تلك الأسطورة القادمة عن سميراميس

الأسطورة الرابعة سميراميس

أسطورة(سميراميس)

كانت تشتهر بان لها قوة خارقة كبطلة عراقية إذ تكاد أن تكون الرديف الأنثوي للبطل الذكوري (جلجامش). كانت تمتلك عيون ساطعة رغم كثافة رموشها و نظراتها الودودة، لكن يشع منها وهج عبقرية القائد الذي يستطيع أن يأمر جيشا و يؤسس امبراطورية. أن شخصيتها الخلابة المهيمنة جعلتها تكتسب شهرة ذائعة الصيت حتى أن (مارجريت) ملكة الدانمارك والسويد والنرويج (1353-1412) و كذلك (كاثرين الثانية) قيصره روسيا ( 1729-1796) صنفتا كليهما على انهما ((سميرا ميس)) أوربا.

انتشار الأسطورة

حسب الأسطورة أن اسم (((سميرا ميس))) يعني (الحمامة)، واطلق عليها هذا الاسم لأن الحمائم احتضنتها عند مولدها ورعتها وأشرفت على غذائها..
وتحكي الأسطورة انه انسابت سيول عارمة ذات يوم على منابع نهر الفرات ففاض النهر، وتدفقت مياهه، وخرجت الأسماك تستلقي على الشاطئ، وكانت بين تلك الأسماك سمكتان كبيرتان حيث سبحت السمكتان إلى وسط النهر وبدأتا بدفع بيضة كبيرة طافية على السطح إلى ضفة الفرات، وإذ بحمامة بيضاء كبيرة تهبط من السماء وتحتضن البيضة بعيدا عن مجرى النهر.
ورقدت الحمامة على «البيضة» حتى فقست، ومن داخل البيضة خرجت طفلة رائعة الجمال من حولها أسراب من الحمام ترف بعضها عليها بأجنحتها لترد عنها حر النهار وبرد الليل.
ثم بدأت الحمائم تبحث عن غذاء للطفلة، فاهتدت إلى مكان يضع فيه الرعاة ما يصنعون من جبن، وحليب، فتأخذ الحمائم منها بمقدار ما تحمل مناقيرها، لتقدمه للطفلة التي عاشت مع حمائمها سعيدة لا تعرف أبداً طعم الشقاء.

وقد تنبه الرعاة إلى جبنهم المنقور وحليبهم المنقوص، فقرروا ترك أحدهم ليراقب المكان وشهد الراعي الحمائم وهي تحط حول الجبن وتلتقط قطعه الصغيرة، وتملأ مناقيرها بالحليب وتطير به إلى مكان ليس ببعيد، فأخبر الراعي رفاقه فتبعوا الحمائم حتى وصلوا إلى حيث صبية ذات جمال رائع، فأخذوها إلى خيامهم، واتفقوا على أن يبيعوها في سوق «نينوى» العظيم.
وفي صبيحة ذات يوم حملوا الفتاة وقد اطلقوا عليها اسم «((سميرا ميس))»، إلى سوق نينوى. واتفق أن كان ذلك اليوم يوم موسم للزواج الذي يقام كل عام، حيث تجتمع في السوق الكبير جموع الشبان والشابات قادمة من كل نواحي المملكة، لينتقي كل شاب عروساً شابة، أو ينتقي صبية يحملها إلى داره فيربيها إلى أن تبلغ سن الزواج فيتزوجها أو يقدمها عروساً لأحد أبنائه. كانت ساحة سوق «نينوى» تغص بالشيوخ «الكهول والشبان». دخل الرعاة بالصبية الصغيرة الحسناء إلى حيث يعرضونها للبيع. جلس الرعاة مع الصبية في أول الصف، فشاهدهم «سيما» ناظر مرابط خيول الملك، وكان عقيماً لا ولد له فهفا قلبه إلى «((سميرا ميس))» ورغب في تبنيها.
ودعا «يما» الرعاة وساومهم على ثمنها، وعندما تمت الصفقة، عاد بها إلى منزله. ما أن رأت زوجته هذه الصبية ذات الجمال الرائع حتى فرحت فرحاً غامراً واعتنت بها عنايتها بابنتها، وظلت ترعاها حتى كبرت واستدارت وبرزت أنوثتها كأجمل ما تكون النساء!
و في يوم ما كان اونس مستشار للملك، يتفقد الجمهور المحتشد بأمر من الملك وإذا بعينه تقع على ((سميرا ميس)) وهي الآن في عمر مناسب للزواج، فيصعق مذهولا من جمالها وبراءتها. قام فاخذها معه إلى نينوى و تزوجها هناك، و صار لهما طفلين ربما توأمين هما (هيفاتة) و(هيداسغة). يبدوا انهما كانوا سعداء، إما (سميرا ميس) فكانت فائقة الذكاء حيث كانت تقدم لزوجها النصح والمشورة في الأمور الخطيرة فأصبح ناجحا في كل مساعيه. أثناء ذلك كان ملك نينوى ينضم حملة عسكرية ضد الجارة باكتريا، فأعد جيشا ضخما لهذا الغرض لانه كان يدرك صعوبة الاستيلاء عليها. بعد الهجوم الأول استطاع أن يسيطر على البلد برمته ما عدا العاصمة باكترا التي صمدت. شعر الملك بالحاجة إلى أونس و لذا ارسل في طلبه، لكن أونس لا يريد مفارقة زوجته الحبيبة فسألها أن كانت ترغب في مرافقته، ففعلت.

هناك بعد أن تابعت ((سميرا ميس)) سير المعارك و درستها بعناية و ضعت العديد من الملاحظات عن الطريقة التي يدار بها الحصار. فبما إلى القتال كان يجري في السهل فقط وان كل من المدافعين والمهاجمين لم يعروا القلعة أهمية، طلبت (سميرا ميس) إرسال مجموعة من الجنود المدربين على القتال في الجبال، إلى المرتفع الشاهق الذي كان يحمي الموقع. ففعلوا ذلك ملتفين حول خاصرة العدو المدافع وهكذا وجد الأعداء انفسهم محاصرين و لا خيار لهم سوى الاستسلام.

في ثنايا هذه الأحداث صار الملك (نينوس) شديد الإعجاب ب(سميرا ميس) لما أبدته من شجاعة ومهارة لحسم المعركة. منذ اللحظة إخذ الملك يتمعن في وجهها الساحر و جمالها المدهش، فأدرك أن قلبه غير قادر على مقاومة سحرها، و لذا طلب منها أن تكون زوجته وملكته. ثم عرض على أونس أن يأخذ ابنته بدلا عنها، ألا أن أونس رفض ذلك. مما حدا بالملك أن يهدده بقلع عينيه ، وتحت وطأة الخوف واليأس استسلم أونس لمطلب الملك، عير انه أنهى حياته بعد فترة وجيزة من زواجها من الملك. هكذا افلح نينوس بالزواج من (سميرا ميس) و صار لهم طفلا أسمياه (نيناس). بعد موت الملك اعتلت العرش كملكة لنينوى عاصمة بلاد النهرين
حسب الأسطورة الرائجة، قد دام حكمها 42 عاما، لكن الواقع أنها كانت تحكم سوية مع زوجها الملك، فقط السنوات الخمس الأخيرة حكمت بمفردها بعد وفاة زوجها. و قد بدأت حكمها ببناء ضريح فخم في نينوى تمجيدا لزوجها الملك(نينوس). وتنسب أليها أسطورة الشعبية بانها هي التي بنت مدينة(بابل)، حيث شرعت بعزيمة لا تنثني بحملة واسعة النطاق ببناء مدينة لنفسها ليس بعيدا عن نينوى، هذه المدينة الجديدة هي (بابل). و قد استخدمت لهذا الغرض اكثر من مليوني عامل طبقا لما يقوله المؤرخ الإغريقي (ديودروس)، جالبة إياهم من كل أرجاء الامبراطورية المترامية الأطراف لإنجاز هذه المهمة الضخمة. إن محيط السور وحده كان حوالي 66 كيلومترا طولا، إما عرضه فقد كان بإمكان 6 عربات تجرها خيول بالمرور فوقه وهي تسير جنبا إلى جنب، وارتفاعه حوالي100 متر. تم تشييد 250 برج لحماية المدينة، وأقيم كذلك جسر بطول 900 متر على نهر الفرات الذي كان يمر وسط المدينة. و قد أقيمت عند نهاية كل جسر قلعة محصنة كانت الملكة تستخدمها كدار استراحة، هذه القلاع كانت متصلة بعضها ببعض عبر ممرات سرية تحت النهر. وفي هذه لفترة نفسها بنيت الحدائق المعلقة الشهيرة ثم أخذت جيوش العراقيين في السنوات اللاحقة بالتوغل بعيدا في آسيا، وهناك أشادت الملكة متنزه فسيح مقابل جبل باجستان، و عدد آخر من النوافير المزخرفة عند ايكافاتانا. و قد فاقت شهرتها أي من النساء المقاتلات في تلك العصور. يقال إن (سميرا ميس) كانت مسؤولة عن نشئ العديد من مدن العالم القديم والتي أقيمت على نهري دجلة والفرات، وكذلك عن إقامة العديد من اجمل واروع الأضرحة الفريدة والمواقع النادرة الأخرى في كل آسيا. أما عسكريا فقد استولت على ميديا وأخضعت مصر والجزء الأكبر من الحبشة، و كذلك قامت بحملة لإخضاع الهند، فأنشأت جيشا جرارا لهذا الغرض و نجحت في عبور نهر السند، لكن جيشها جوبه بأعداد هائلة من الفيلة المدربة مما افزعوا الخيل والجند، وانسحب جيشها فارا و تعرضت هي نفسها لطعنة كادت تودي بحياتها، و تمكنت بعد جهد شاق من عبور النهر، و هنا أمرت بتدمير الجسر الذي أشادته كي لا يستطيع العدو من العبور عليه لملاحقتها.
الأصل التاريخي للأسطورة

من الواضح أن معظم هذه الإنجازات قد نسبتها خطأ الأسطورة الى (سميراميس)، فليس هي التي بنيت بابل ، ثم أن الملك العراقي( نبوخذنصر) هو الذي أشاد هذه الحدائق تلبية لرغبة زوجته الميدية.

يبدو إن اسم ((سميراميس)) هو التحرف الإغريقي للاسم العراقي (سمورامات) وهي ملكة حقيقية مقدسة، وهي أم الملك الآشوري (اداد – نيناري الثالث) الذي حكم بين ( 810- 783 قبل الميلاد) و زوجة الملك شمشي – اداد الخامس ، حكم بين ( 823 – 811 قبل الميلاد)، و هو بدوره ابن شلمنصر الثالث و قد حكم بين ( 859 – 824 قبل الميلاد) ، و قد تميز حكمها بالغلاظة خاصة بين 810- 805 قبل الميلاد.

من المؤكد ان هذه الحكاية الاسطورية مقتبسة من شخصية حقيقية هي الملكة العراقية(سمورات). بعد ذلك بقرون طويلة حرف الاغريق هذا الاسم الى (((سميراميس))). وهي اصلها من منطقة بابل، وتزوجت من ملك (نينوى)(شمسو حدد الخامس) ( 823-811 ق.م). بعد ان توفى زوجها لم يكن يبلغ ابنها ولي العهد (حدد نيراني) (811-783ق م) سن الرشد، فاستلمت زوجته(سمير امات) المملكة والحكم
وأصبحت وصية على عرش ولدها لمدة 5 سنوات حتى بلغ سن الرشد. صحيح أنها استلمت الحكم رسميا لفترة خمسة سنوات، إلا أنها كانت تشارك بالحكم منذ أيام زوجها وكذلك مع ابنها. إن شخصيتها القوية وذكائها الحاد وجمالها الأخاذ جعلها تفرض سطوتها طيلة وتمسك بتلابيب دولة بلاد النهرين طيلة عشرات السنين. و قد عثر على نقش حجري تذكاري في مدينة (آشور) وأخر في (كالح) تصور فيه على أنها الملكة التي حكمت خلفا لزوجها المتوفى. لم تكتف هذه المرأة العظيمة بالسلطة السياسية وإدارة شؤون البلاد بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعي. فهي رغم أنها تشارك سكان آشور بالحضارة العراقية المشتركة، ألا أن اصلها الجنوبي منحها بعض الخصوصيات المذهبية والثقافية حيث تمكنت أن تشيع مثل هذه المؤثرات البابلية على طريقة الحكم وعلى الكهنوت الآشوري وعلى عموم الحياة في نينوى. فأضفت نوعا من الرقة والروحانية الجنوبية على المذهب الآشوري الذي كان يتسم اكثر بنوعا من تقديس الفحولة المتمثل بالأله آشور وكذلك الميل إلى منطق القوة الحرب. بل حتى أنها نجحت بإبراز أدوار آلهة كانت ثانوية عند الآشوريين مثل اله الحكمة(نبو). لقد ملكت ( سمورامات) كالملوك العظام، حيث أقامت مسلة لتخلد ذكرها في ساحة المسلات في معبد آشور، وقد سجل على هذه المسلة العبارة التالية: ((مسلة سمورامات ملكة سيد القصر – شمس حدد ملك الكون ملك آشور والد حدد نيراني ملك الكون ملك آشور وكنة شلما نصر ملك الجهات الأربعة..))

يعتقد أن( سمورامات)، قد حكمت بصورة مباشرة أو غير مباشرة طيلة 42 سنة، وقامت بمشاريع عمرانية واسعة واهمها بناء مدينة آشور بمعابدها وقصورها الضخمة و أحاطتها بالأسوار العالية. من الأعمال الجبارة التي قامت بها هذه الملكة بناء نفق مقبب من الحجر تحت مجرى نهر دجلة ليوصل طرفي المدينة. كذلك قامت بعد ذلك بفتوحات كثيرة استطاعت أن تسيطر على مصر وبلاد الشام وبلاد ميديا، ويعتقد أنها ربما قد بلغت الهند.
أن أسطورة(سميراميس) لهي دليل ساطع وفاجع على مدى تناسي العراقيين لتاريخهم. فهذه الأسطورة التي خلبت الباب البشرية، وفرضت حضورها في الأدب وفي التاريخ وفي الرسم وفي الموسيقى وفي السينما وفي المسرح وفي السحر وفي السياحة، أي في كل مجالات الحياة في العالم اجمع، إلا العراقيون أحفادها فقد تناسوها، فهم يتذكرونها اقل بكثير ممن يتذكرون (بلقيس) ملكة اليمن، على سبيل المثال؟؟؟!!!

لقد خلبت حكاية هذه الملكة العراقية، الباب الناس في العالم اجمع على مر القرون، منذ اكثر من ألفى عام. فهي تشتهر بالجمال والقوة والحكمة، وبقدرتها الفائقة على أدارة الدولة وقيادة الحروب والتوسع بالفتوحات وروح الإصلاح والتعمير. تنسب لها الأساطير بانها هي التي شيدت بابل بحدائقها المعلقة ، وأنشأت العديد من المدن وغزت مصر و جزءا كبيرا من آسيا والحبشة، وحاربت الميديين ، وأخيرا قادت هجوما غير ناجحا على الهند، كاد يؤدي بحياتها
أما في لعصور الحديثة فان صيتها لم يتوقها، حيث أنجزت عنها العديد من الكتب والروايات والأوبرات العالمية والمسرحيات، ولم تبخل عليها هوليود بأكبر أفلامها. ويحمل اسم (سميراميس) في جميع أنحاء العالم وفي جميع اللغات ما لا يحصى من المراكز السياحية والفنادق ودور التجميل والأنوثة والمتعة. يصفها الكاتب (ويفي ميليفل) في ثنايا روايته (ساركادون.. أسطورة الملكة العظيمة): (( كانت فائقة الجمال، لا شك في الأمر، ذلك الجمال الذي تعجز الكلمات عن وصفه، انه الجمال المنتصر، ليس بأقل من الجمال الذي يذعن له الآخرون رغما عن إرادتهم)).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.