تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تركي الفيصل الابن الضال لأفضل ملوك العرب

تركي الفيصل الابن الضال لأفضل ملوك العرب 2024.

يترحم السعوديون على الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز الذي يصفونه بأنه “أفضل الملوك العرب”، فيما يقول نشطاء إنه لو كان حياً لتبرأ من ابنه تركي الذي بعث برسالة مؤخراً للاسرائيليين يقول لهم فيها إنه “يرحب بهم في منزله بالرياض”.
المفارقة التي يتحدث عنها السعوديون هي أن الملك الراحل فيصل قرر في العام 1973 قطع النفط عن الغرب لأنه –أي الغرب- يدعم اسرائيل في حربها ضد العرب، فكان أول من استخدم هذا السلاح الموجع في الحرب ضد اسرائيل، ليتشرف العرب بانتصار لم يكونوا يحلمون به، وهو الانتصار الذي لا زال المصريون والسوريون يحتفلون به سنوياً.
أما ابنه الأمير تركي الفيصل ففاجأ السعوديين قبل أيام بمقال في جريدة “هارتس” الاسرائيلية يقول لهم فيه: “أهلا بكم في السعودية”، في الوقت الذي كانت فيه صواريخ وحمم الاحتلال الاسرائيلي تتساقط على قطاع غزة.

شاهد الفيديو.. لتعرف الفرق بين الأب والابن:

اها متغيرات اخلاقية ام سياسية؟
منورة بسمة
تقبلى مرورى

بعث الأمير السعودي تركي الفيصل برسالة واضحة للاسرائيليين يرحب بهم فيها ويقول لهم: “أهلا بكم في منزلي”، وذلك عبر مقال هو الأول من نوعه نشره في جريدة “هآرتس” الاسرائيلية، وذلك على الرغم من أن السعودية لا تقيم أية علاقات علنية مع اسرائيل.
ويأتي مقال الفيصل في الوقت الذي تشن فيه اسرائيل حرباً شاملة على قطاع غزة، وعلى الفلسطينيين في كل مكان داخل الضفة الغربية ايضاً.
وتابع الفيصل في مقاله الذي كتبه بمناسبة “المؤتمر الإسرائيلي للسلام” الذي يبدأ أعماله قريبا وتنظمه صحيفة “هآرتس”: “الآن هو الوقت المناسب لفرض السلام الذي يتمناه جميع الناس، أهل النيات الحسنة، أكثر من أي وقت مضى”.
وكان تركي الفيصل قد عقد العديد من اللقاءات مع مسؤولين اسرائيليين في الولايات المتحدة مؤخراً، ووجه بانتقادات واسعة في المملكة، إلا أن حكومة الرياض لم تصدر أي بيان أو موقف رسمي يتبرأ مما يفعله الأمير تركي الفيصل، وهو شقيق وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل.
وتاليا نص المقال:
في بعض الأحيان وفي أحلك اللحظات، ما يدعو إلى الاهتمام هو ألا يقتصر الشجعان من الرجال والنساء ممن لديهم سعة في الأفق على التمسك بفكرة السلام، بل أيضاً محاولة تصور ما قد يبدو عليه هذا السلام.
ويتجلى ذلك في أوضح صوره في الشرق الأوسط، فهناك شعبان: الفلسطيني والإسرائيلي، كل منهما يسعى إلى تحقيق حلمه في إقامة دولة له. إن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يجسد هذا الحلم، ويلبّي طموحات الشعبين الوطنية. مثل هذا الحل كان في صميم الرؤية التي وضعتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة في قرار التقسيم عام 1947م، الذي فشل المجتمع الدولي في تنفيذه في ذلك الحين، كما تلاه أيضاً فشل في عدد من عمليات السلام الرامية إلى جلب السلام إلى حيز الوجود منذ ذلك الحين.
والنتيجة هي مأساة إنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي الظالم، وأيضاً للإسرائيليين المحاصرين في وضع سيزيد مع مرور الوقت من عزلتهم الدولية. فمع توقف جهود وزير الخارجية كيري في الوقت الراهن، وخيبة الأمل المتزايدة نتيجة الإخفاق في دبلوماسية الولايات المتحدة مؤخراً، فإن الوقت، الآن، هو الوقت المناسب لفرض السلام الذي يتمناه جميع الناس، أهل النيات الحسنة، أكثر من أي وقت مضى.
إن مبادرة السلام العربية، التي كان خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية أول من اقترحها، والتي أقرتها جامعة الدول العربية في عام 2024م، لا تزال توفر إطاراً للسلام، وصيغة للتوصل إلى حل عادل وشامل للصراع الإسرائيلي، ليس مع الفلسطينيين فقط، بل مع العالم العربي كله أيضاً، وبقناعة تامة بأنه لا يمكن للحل العسكري أن يمنح دول المنطقة السلام والأمن اللذين ينشدونهما جميعاً.
وتعترف مبادرة السلام العربية أن جميع الدول العربية ستقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل بمجرد انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب يونيو/ حزيران 1967م، وقبولها بدولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية. ويجب، بطبيعة الحال، أن يتم الاتفاق على مسألة الحدود الفعلية، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في المفاوضات، وفقاً للمبادئ الدولية. وفي لبنان، يمكن تسليم الأراضي التي تحتلها إسرائيل للأمم المتحدة إلى حين وجود حكومة لبنانية قادرة لاستعادتها؛ وفي سوريا، كذلك، يمكن وضع هضبة الجولان المحتلة تحت إدارة الأمم المتحدة إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة يمكن أن تتسلمها. فمع حسن النيات، وبدعم من الولايات المتحدة، وجامعة الدول العربية، لا شيء مستحيل.
آمل حقاً أن ينتظم الإسرائيليون في الخط الذي قبله وفد جامعة الدول العربية في واشنطن في إبريل من العام الماضي، الذي أعلن بوضوح أن مبادرة السلام العربية ليست جامدة، بل يمكن تعديلها لتأخذ في الحسبان ما تم الاتفاق عليه بحرية بين الإسرائيليين والفلسطينيين في مفاوضاتهم.
ما زلت، مثلي مثل الآخرين في المنطقة نشعر بالأسى، كما أني حزين أيضاً، لم لا توجد هناك استجابة على الإطلاق للمبادرة العربية من قبل أي حكومة إسرائيلية، على الرغم من موافقة العالم العربي المستمرة عليها في كل قمة تعقدها جامعة الدول العربية على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، وفي كل قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي. وقد ذهب وفد عربي إلى إسرائيل لنقل تلك المبادرة مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي. وهناك من بين العرب من يقول، وفي عدة مناسبات: إنه لا جدوى من تلك المبادرة، بل ينبغي نبذها والتخلي عنها. لكننا متمسكون بها، ومصرّون على التمسك بها؛ فهي لا تزال مطروحة على الطاولة قطعاً.
دعونا نحلم للحظة واحدة كيف ستكون عليه هذه الأرض المضطربة، وكيف ستبدو بعد الاتفاق بين هذين الشعبين. . . اسمحوا لي أن أحلم أيضاً. . .
تخيل لو يكون بمقدوري أن أسافر على متن طائرة من الرياض، وأطير مباشرة إلى القدس، وأستقل حافلة أو سيارة أجرة، وأذهب إلى قبة الصخرة أو المسجد الأقصى، وأؤدي صلاة الجمعة، ثم أقوم بزيارة حائط المبكى وكنيسة القيامة. وإذا ما سنحت لي الفرصة في اليوم التالي، فبإمكاني أن أزور قبر إبراهيم في الخليل، وقبور الأنبياء الآخرين عليهم السلام جميعاً. ثم أتابع طريقي، وأزور بيت لحم، مسقط رأس السيد المسيح، وأن يكون بمقدوري أن أواصل طريقي لزيارة متحف “ياد فاشيم” كما زرت متحف المحرقة في واشنطن، عندما كنت سفيراً هناك.
ويا له من سرور أن أتمكن من توجيه الدعوة، ليس للفلسطينيين فقط، بل للإسرائيليين الذين قد ألتقي بهم أيضا، للمجيء وزيارتي في الرياض، حيث بمقدورهم زيارة موطن أجدادي في الدرعية، الذي عانى على يدي إبراهيم باشا ذات المصير الذي عانت منه القدس على يد نبوخذ نصر والرومان.
ولك أن تتخيل أيضا كيف ستتطور التجارة والطب والعلوم والفنون والثقافة بين شعبينا. . .
أخشى أن يكون البديل هو استمرار الصراع، بناء على الحقائق على الأرض، ولا سيما المشروع الاستيطاني المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا ما يدفعنا، بصورة أقرب وأقرب، إلى اليوم الذي لن تعد فيه القضية مرهونة بمسألة تحقيق حل الدولتين، بل بالصراع وسفك الدماء، وهل سيستمر الوضع حينها على ذلك الحال ليكون هو القاعدة. هل هذا حقا ما تريده إسرائيل؟ الاستيلاء على الأراضي من قبل المستوطنين لتصبح حصريا “للإسرائيليين فقط”، والطرق السريعة على أراضي الضفة الغربية الفلسطينية تقف حائلاً أمام بقاء أمة فلسطينية متصلة جغرافياً وقابلة للحياة. وبينما تتشدق حكومة إسرائيل بحل الدولتين، إلا أنها تنتهج سياسة تفضي في المحصلة النهائية إلى دولة واحدة، وليس إلى “حل” دولة واحدة، ويستحيل، والأمر كذلك أن يقال عنها أي شيء آخر سوى أنها بامتياز “وصفة لكارثة”، في ظل انعدام المساواة في الحقوق السياسية والاقتصادية والإنسانية في فضاء تلك الدولة الواحدة.
آمل أن ينضم مؤتمر إسرائيل للسلام إلى الجهود الرامية لتصور رؤية السلام الذي سيكون ممكناً في ظل وجود مبادرة السلام العربية كحجر أساس لهذا السلام. إنني أتطلع إلى اليوم الذي أتمكن فيه من حضور مثل هذا المؤتمر، بل وأتطلع حقا إلى العمل مع أولئك الإسرائيليين الذين سيأتون قادمين إلى الرياض للمشاركة في مؤتمرات حول كيفية العمل معاً لمعالجة عدد من المشكلات الملحة الأخرى التي تشكل تحدياً لنا في المنطقة وحلّها.

الله اعلم
……..
وجه الناشط والاعلامي المعروف الدكتور عزام التميمي رسالة غاضبة الى الأمير السعودي تركي الفيصل الذي كتب قبل أسابيع مقالاً في جريدة عبرية يرحب بالاسرائيليين فيها ويقول لهم: (أهلاً بكم في منزلي بالرياض)، ثم بعد ذلك كتب يهاجم حركة حماس التي تواجه العدوان الاسرائيلي الوحشي الذي بدأ منذ السابع من تموز/ يوليو الحالي.
وقال عزام التميمي في المقال الذي نشرته العديد من المواقع الالكترونية على الانترنت: “لو علم أبوه بما يقترح ابنه لتبرأ منه، ونأى بنفسه عنه، واستغفر الله على ما خلف للأمة من ولد عاق لوالديه وللأمة بأسرها، فما كان أبوه رحمه الله ليقبل بأن تصبح جريمة سرقة بيت أمي في بئر السبع وأرض أبي في الخليل، وكذا بيوت وأراضي الملايين من أبناء فلسطين ،كل فلسطين، أمراً مشروعاً أو مقبولاً بحجة الرغبة في وقف نزيف الدم”.

وفيما يلي النص الكامل للمقال:

ما نزال نحلم بقيادات عربية مخلصة و صادقة و تخشى الله
حينما صدح الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله بما في ضمير الأمة، ودعى إلى الجهاد في سبيل الله لتحرير المسجد الأقصى، وتساءل “ماذا نخشى؟ هل نخشى الموت”، ودعى الله ألا يتوفاه إلا شهيداً في سبيله، لربما قال أحدهم حينها “نحلم بقيادات سعودية أكثر حذراً”.
كم هو مؤسف ومحزن أن يخرج علينا ولد من أولاد ذلك العملاق فيصل، الذي يصدق فيه قول الله تعالى “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً”، ليقول لنا “نحلم بقيادات فلسطينية أكثر حذراً” قاصداً قيادة حركة حماس التي اتهمها بما يتهمه به الصهاينة ومن يتواطأ، بل ويتماهي، معهم في محيط فلسطين العربي والإسلامي، محملاً إياهم جريرة سفك دماء الفلسطينيين، زاعماً في مقاله الأخير في الشرق الأوسط “إن معرفة أن أهل غزة سيتعرضون لسفك الدماء الوحشي والمعاناة، كان يجب أن يحد من غطرسة حماس” ومتهماً حركة حماس باللامبالاة، بحجة “أن تماهي حماس مع الموقفين التركي والقطري هو أيضاً سوء تقدير آخر” متهماً قيادات هذين البلدين بأنها “تبدي اهتماماً أكبر للكيفية التي يمكن أن تحرم بها مصر من دورها القيادي الشرعي بدلاً من منع نتنياهو من إنزال الموت والدمار على أهل غزة”.
إن المقال الذي يحمل اسم تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودي السابق والسفير السابق في لندن وواشنطن ليذكرنا بقول الله لنوح عليه السلام “إنه ليس من أهلك، إنه عمل غير صالح”. فأين هذا الولد من أبيه، الذي قضى نحبه لا لشيء إلا لموقفه الشجاع والرائد من قضية فلسطين والأقصى، والذي اتخذ أعداء الأمة الخارجيين والداخليين قراراً بتصفيته لأنه لم يكن زعيماً ” حذراً”، ولم يكن يقبل الدنية لنفسه ولا لأمته ولا لدينه، ولم يكن على الشاكلة التي خرج علينا ابنه بعد عقود يتمناها للشعب الفلسطيني، أي لم يكن زعيماً جباناً رعديداً، يخشى أن يقتل في سبيل الله.
إن الشفقة التي يبديها تركي الفيصل، والدموع التي يذرفها مقاله الأخير على أهل فلسطين من ضحايا العدوان الإسرائيلي، وحتى تنديده بجرائم الاحتلال في الضفة والقطاع في بداية المقال، يكشف زيفها وسوء طويتها تحميله الضحية المسؤولية عن الجرائم التي يندد بها، ويؤكد بما لا مجال معه للشك أن كل ما قيل ويقال عن تحالف سعودي مصري إسرائيلي بهدف القضاء على حركة حماس وتجريد قطاع غزة من كل وسائل الدفاع عن النفس، إنما هو صحيح، ويصف بصدق واقعاً مؤلماً ومحزناً ومؤسفاً. في الوقت الذي يلوم تركي الفيصل استمرار الصراع على رفض الإسرائيليين لمبادرة عمه التي باتت تعرف بالمبادرة العربية، والتي طالما سخر منها الصهاينة بل وضربوا بها عرض الحائط رغم أنها تعدهم بإضفاء شرعية دائمة وتاريخية على احتلالهم لفلسطين وعلى تشريدهم لأهلها وتنكيلهم بهم على مدى ما يقرب من سبعين عاماً، تراه يجدد الدعوة إلى قبول المبادرة كمخرج من الأزمة وكحل للمشكلة المستعصية.
ولو علم أبوه بما يقترح ابنه لتبرأ منه، ونأى بنفسه عنه، واستغفر الله على ما خلف للأمة من ولد عاق لوالديه وللأمة بأسرها، فما كان أبوه رحمه الله ليقبل بأن تصبح جريمة سرقة بيت أمي في بئر السبع وأرض أبي في الخليل، وكذا بيوت وأراضي الملايين من أبناء فلسطين ،كل فلسطين، أمراً مشروعاً أو مقبولاً بحجة الرغبة في وقف نزيف الدم.
يعيب تركي الفيصل على المقاومة، وعلى قيادة حماس بالذات، ما عابه المنافقون على الفئة المؤمنة بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لعله لم يقرأ قول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا، ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم، والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير. ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون. ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون”.
ثم يعيب تركي الفيصل على المقاومة في فلسطين أن صواريخها قاصرة عن تحقيق تفوق ميداني، ويقول “فالتفاوت الكبير بين عدد الإسرائيليين المقتولين جراء صواريخ حماس وعدد الفلسطينيين الذين يبادون من قبل قوة النيران الإسرائيلية المتفوقة والغاشمة كاف لإثبات ذلك”. ورغم أن الصواريخ تمكنت لأول مرة في تاريخ الصراع من فرض حصار جوي على الكيان الصهيوني ناهيك عن شل حركة الاقتصاد والصناعة والسياحة على مدى أيام الحرب، إلا أن أي قصور في وسائل الدفاع المشروع عن النفس لدى الفلسطينيين إنما هو مسؤولية تركي الفيصل وأمثاله من المسؤولين العرب الذين طالما حاصروا أهل فلسطين وحالوا بينهم وبين أن يطوروا وسائل دفاعهم، وحتى وسائل هجومهم، وانشغلوا مع أصدقائهم الأمريكان بمكافحة ما يسمى بالإرهاب إيثاراً للدعة والراحة وتفضيلاً لحياة الذل والهوان على موت عزيز كريم في سبيل الله. ولعل تركي الفيصل أيضاً لم يقرأ في حياته قول الله تعالى: “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن، ومن أوفى بعهده من الله، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم”.
ثم يعيب تركي الفيصل على حماس أنها لم تقبل بالمبادرة المصرية، وهي في الحقيقة مبادرة صهيونية، صاغها نتنياهو، وحملها صديقه مجرم الحرب طوني بلير، وأرسله بها إلى القاهرة، ليطلب من مواليه حكام مصر الجدد أن يعلنوها باسمهم، وما هي إلا خطة ظاهرها فيه الرحمة والرغبة في حقن الدماء وباطنها شر كله، يراد منها تصفية المقاومة ونزع سلاحها، وإلحاق الهزيمة بحركة حماس من خلال فرض الاستسلام المذل والمهين عليها. ولعل تركي الفيصل لم يسمع أبداً بقوله تعالى: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”، ولا بقوله تعالى: “فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم”.
نعم يعيب عليهم أنهم لم يقبلوا بالذل والهوان، الذي يريده لهم بحجة أن من أعلن المبادرة ينبغي ألا يحرموا من دورهم القيادي الشرعي. ويعلم الله، ويعلم القاصي والداني من البشر أن مصر في عهد الانقلابيين فقدت كل دور قيادي، وكل موقع ريادي، ولا شرعية لما يصدر عمن اغتصب السلطة فيها ممن انتخبهم الشعب ووثق بهم، كما يعلم القاصي والداني أن من يحكمون مصر اليوم لا يوالون إلا أعداء الله، ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة. وكيف تكون لهم شرعية وقد جاءوا على ظهور الدبابات فداسوا بها خيار الشعب وسحقوا أصواته، وفتكوا بالآلاف من المعتصمين السلميين في رابعة والنهضة وباقي ميادين مصر، وزجوا بخيرة أبناء مصر في السجون والمعتقلات. إذا كان تركي الفيصل يعتبر أمثال هؤلاء أصحاب شرعية، فإننا نبرأ إلى الله منهم ومنه، ونتقرب إلى الله بخالص الدعاء أن يخلصنا منهم، ورغم كل المعاناة ورغم كل الألم، فإننا ما نزال نحلم بقيادات عربية مخلصة حقاً ، وصادقة حقاً ، وتخشى الله سبحانه.

أسرار عربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.