أطراف المعادلة أصبحت كاملة من وجهة نظر جهيمان بمطلع قرن هجريّ جديد، وبصهر يسمّى "محمد بن عبدالله"، و "بفساد" و "بعد" عن الصراط المستقيم. لم ينقص المعادلة إلا بيت الله الحرام ليلوذ إليه "المهدي المنتظر"، وهذا ما تمّ بعد صلاة الفجر في غرّة محرّم من العام 1400 هـ، الموافق 20 نوفمبر1979. دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الفجر يحملون نعوشاً للصلاة عليها صلاة الجنازة بعد صلاة الفجر، وما أن انفضّت صلاة الفجر، قام جهيمان وصهره أمام المصلين في المسجد الحرام ليعلن للناس نبأ المهدي المنتظر وفراره من "أعداء الله" واعتصامه في المسجد الحرام. قدّم جهيمان صهره محمد بن عبدالله القحطاني على أنه المهدي المنتظر، ومجدد هذا الدين، وذلك في اليوم الأول من بداية القرن الهجري الجديد.
قام جهيمان وأتباعه بمبايعة "المهدي المنتظر" محمد بن عبد الله القحطاني، وطلب من جموع المصلين مبايعته، وأوصد أبواب المسجد الحرام، ووجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام. يروي بعض شهود العيان إنهم كانوا قناصة ماهرين لدرجة إنهم يقنصون العسكر السعوديين من أعلى المنارة وكانت أحياء مكة ترى الأدخنة من جهة الحرم بكل وضوح نتيجة للمبادلة بالنار داخل الحرم ويروي آخرون بقاءهم في المسجد الحرام 3 أيام والتي من بعدها أخلى جهيمان سبيلهم لمرافقتهم النساء والأطفال وبقى كمّ لابأس به من المحتجزين في داخل المسجد. ويذكر أن الجيش السعودي استخدم المياه والكهرباء لشل حركاتهم واستطاعت بعدها القوات دخول الحرم المكي وتخليصه.سقط على الكثير منهم ومن بينهم محمد القحطاني
تحرير المسجد و القبض على جهيمان
أعوان جهيمان بعد القبض عليهم
أول قوات حاولت تخليص الحرم المكي الشريف كانت قوات الأمن الداخلي وفشلت في ذلك ، و سقط أكثر من 60 جندي. فتم طلب الإمدادات من قبل قوات الحرس الوطني والتي تدخلت بالمدرعات والمدافع الرشاشة وكذلك تسميم جهيمان بالغاز السام بائت بالفشل.ويذكر أيضاً أنه تم الأستعانة بالقوات الفرنسية بعد أن عجزت قوات الحرس الوطني عن التقدم، وتم قصف جماعة جهيمان المتحصنين في المآذن ، وبعد ذلك تم قصفهم في سطوح المسجد الحرام ليختبؤ بعد ذلك في الدور الأرضي. وبعدها تم اقتحام المسجد الحرام ، وقد هربت جماعة جهيمان وتحصنوا في بئر زمزم.
وتمت محاكمتهم في المحكمة المستعجلة.وصدر حكم المحكمة بقطع رؤوس 61 من أفراد الجماعة، وكان جهيمان من ضمن قائمة المحكومين بالإعدام.ذكرت بعض الروايات أن السلطات في الحرم المكي منعت المصلين من الصلاة فيه لمدة 15 يوم.
في حفظ الله ورعايته