حلول لتحسين سلامة الدواء
على الرغم من وجود مجال واسع من المخاوف فيما يتعلق بسلامة الدواء، يوجد عدد من الحلول العملية التي يمكن واقعياً تنفيذها في أي حال.
التواصل بشكل أفضل. أولاً وقبل كل شيء، يمكن أن يحد التواصل المتزايد مع المرضى من أخطاء الدواء بشكل كبير جداً. إن العامل الأساسي هنا هو أن النقاش يجب أن يكون مشتركاً بين الجانبين. لا يجب أن يكتفي المرضى بالاستماع للقائمين على الرعاية الصحية؛ يجب عليهم المشاركة في رعايتهم الصحية، وتوجيه الأسئلة بشأن الوصفات الطبية التي تعطى لهم وتحمل المسئولية في التأكد من معرفة مقدمي الرعاية الصحية بتاريخهم الصحي. يجب أن يمضي مقدمي الرعاية الصحية بضع دقائق أكثر مع المرضى لتعريفهم بالأدوية والاستماع إلى أسئلتهم عن الاستخدام السليم أو الأعراض الجانبية. أنظر الشكل التالي لبعض الموضوعات المقترحة فيما يتعلق بتعليم المرضى.
حفظ السجلات. من الضروري أيضاً حفظ سجل عن الأدوية التي يتناولها المريض والتأكد من عقد مناقشة عن جميع الأقراص أو المكملات الغذائية التي يتناولها – من الفيتامينات والعلاجات العشبية إلى الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية والأدوية الموصوفة التي يتناولها باستمرار. تشير إحصائيات معهد الطب (Institute of Medicine) إلى أنه في أي أسبوع، يتناول أكثر من أربعة من كل خمسة أمريكيين دواء واحد على الأقل (سواء كان دواء بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية أو فيتامينات أو معادن أو مكملات عشبية)، ويتناول الثلث تقريباً خمسة أدوية مختلفة على الأقل. لتجنب هذه المواقف، عندما يتطلب أحد الأدوية رقابة إضافية أو يمكن أن يمنع استخدامه مع أدوية أخرى، من الضروري جداً معرفة الأدوية التي يتناولها المريض في بيته.
كما ذكرنا سابقاً، تحدث أخطاء الدواء بشكل أكبر في المراحل الانتقالية. إن إعداد قائمة كاملة ودقيقة بكل الأدوية التي يتناولها المريض في الوقت الحالي؛ ومقارنتها عند تحرير الوصفات الطبية بالوصفات الطبية المقدمة عند الدخول إلى المستشفى و/أو الإحالة و/أو التخريج من المستشفى؛ والتواصل بشكل وافي بخصوص الأدوية الحالية مع مقدم الرعاية الصحية التالي والمريض أيضاً، هي عوامل ضرورية للحد من الأخطاء الطبية في وصف الدواء والجرعات.
إشراك الصيدلاني. من الطرق الأخرى للحد من أخطاء الدواء إشراك الصيدلاني بشكل أكبر في الرعاية الصحية للمريض. توصلت دراسة حديثة مذكورة في دستور الأدوية الأمريكي إلى أن مرضى الجراحة يواجهون مخاطر متزايدة من أخطاء الدواء الضارة بسبب غياب الرقابة الشاملة للأدوية. وما هي النتيجة التي خرج بها ذلك التقرير؟ تعيين صيادلة في الوحدات المختصة بالجراحة. حتى في الوحدات غير الجراحية، يمكن أن يمثل الصيدلاني دعماً بالغ الأهمية في تقديم المعلومات الضرورية عن الدواء، ومراقبة استجابة المرضى للدواء، وتقديم الإرشاد للمرضى بشأن الأدوية التي يتعاطونها، أو التوصية بتغيير الدواء لتحقيق أفضل نتائج.
إعادة الفحص. يجب تصميم الأنظمة الدوائية بشكل يكشف الخطأ قبل أن يصل للمريض. إن الأدوية شديدة الخطورة – الأدوية التي يحتمل أن تسبب ضرراً كبيراً للمريض إذا تم تناولها عن طريق الخطأ – يمكن أن يفيد فيها إعادة الفحص بشكل مستقل. إعادة الفحص بشكل مستقل تعني أن يقوم شخص أخر بمراجعة العملية كلها بشكل مستقل، بما في ذلك سحب الدواء وإعطائه للمريض. أظهرت الدراسات في معهد ممارسات الدواء الآمن(Institute for Safe Medication Practices) أن إعادة التأكد بشكل مستقل تكشف 95 في المائة من الأخطاء تقريباً.
إن الرسالة الأخيرة لكل القائمين بالرعاية الصحية هي تلك الرسالة: إن دعم التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى والصيادلة أمر ضروري جداً للحد من احتمالية وقوع أخطاء الدواء. إن التواصل فيما بين هؤلاء القائمين على الرعاية الصحية المسؤولين عن وصف الدواء وتقديمه وإعداده وصرفه، أو مراقبة الدواء، أمر ضروري جداً لحسن استخدام العلاج. يجب أن يقوم القادة بتشجيع فريق العمل وفتح باب التواصل. إن فهم قيمة التواصل فيما يتعلق باستخدام الأدوية وتوفير بيئة تدعم التواصل بشكل ممتاز يمكن أن يحد من حالات وقوع أخطاء الدواء والضرر الذي يلحق بالمرضى نتيجة تلك الأخطاء.
بارك الله فيكي ورعاكي
عوفيتي
بارك الله فيك