ناصر بن سالم بن عديم بن صالح بن محمد
المعروف بالبهلاني نسبة إلى بهلا إحدى عواصم عُمان الداخلية
شاعر وعالم وعمل بالقضاء
وكان مولده في سنة 1273ويقال أيضاً في سنة 1276 للهجرة
ويقال أنه ولد في نزوى إن صح أيام عمل والده قاضياً بها.
انتقل إلى مدينة زنجبار سنة 1295 وهو إذ ذاك في أخر العقد الثاني
من عمره أو في أول الثالث
ماذا تريد من الدنيا تعنيها اما ترى كيف تفنيها عواديها
غدارة ما وفت عهدا وان وعدت خانت وان سالمت فالحرب توريها
ما خالصتك وان لانت ملامسها ولا اطمأن الى صدق مصافيها
سحر ومكر وأحزان نضارتها فاحذر اذا خالست مكرا وتمويها
وانفر فديتك عنها انها فتن وان دعتك وان زانت دعاويها
كذابة في دعاويها منافقة والشاهدات على قولي معانيها
تريك حسنا وتحت الحسن مهلكة يا عشقيها اما بانت مساويها
نسعى اليها على علم بسيرتها ونستقر وان ساءت مساعيها
أم عقوق وبئس الأم تحضننا على غذاء سموم من أفاعيها
بئس القرار ولا ننفك نألفها ما اعجب النفس تهوى من يعاديها
تنافس الناس فيها وهي ساحرة بهم وهمهم ان يهلكوا فيها
يجنون منها على مقدار شهوتهم وما جنوه ذعاف من مجانيها
من الذي لم ترعه من طوارقها وأي نفس من البلوى تفاديها
كل البرية موتور بما فتكت لا ثار يؤخذ لا أنصار تكفيها
تروعهم روعة للحسن مدهشة وهي الحبائل تبديها وتخفيها
ما أغفل الناس فيها عن معائبها وانما راقهم منها ملاهيها
وللبصائر حكم في تقلبها بأن عيشتها فيها سترديها
غول تغول أشكالا حقيقتها مكرا ولا يرعوي عنها مدانيها
نجري الى غاية فيها فتصرعنا لابد من صرع جار مجاريها
وان دارا الى حد نصاحبها من أحزم الأمر انا لا نصافيها
أني نصافي التي آباءنا طحنت والآن تطحننا الانياب في فيها
انستقر على لهو بلا ثقة ولا أمان ولا نفس تعافيها
ما سالمت من نأى عنها وحاربها ولا تسالم قطعا من يداجيها
لا ترحم الطفل تردى عنه والده ولا الثكالى ولو سالت مآقيها
لم تهدء الدور من نوح وصارخة ولا المقابر من مستودع فيها
نمر بالطرق والايتام تملأها ولا نفكر فيمن كان يؤويها
ونرسل الطرف والأبواب مغلقة والدور فارغة والدهر يبليها
أين الذين غنوا فيها مقرهم أظنهم في طباق الأرض تطويها
أين الذين عهدنا أين مكثهم أين القرون لمن تبقى مغانيها
أين الحميم الذي كنا نخالطه أين الأحبة نبكيها ونرثيها
أين الملوك ومن كانت تطوف بها أو من ينازعها أو من يداريها
أين الاباعد أين الجار ما فعلت بهم بنات الليالي في تقاضيها
لو أمكن القوم نطق كان نطقهم ريب المنون جرت فينا عواديها
عظامهم نحخرت بل حال حائلها تربا لدى الريح تذروها عوافيها
لا شبر في الارض الامن رفاتهم فخل رجلك رفقا في مواطيها
نبني القصور وذاك الطين من جسد بال ونحرث أرضا مزقوا فيها
عواتق الناس لا ترتاح آونة من النعوش ولا يرتاح ناعيها
ما بين غارة صبح تحت ممسية يراقب الناس اذ نادى مناديها
تغدو وتمسي على الأرواح حاصدة لا ينتهي الحصد أو تفنى بواقيها
ونحن في اثرهم ننحو مصيرهم وجوعة اللحد تدعونا ونقربها
سميري وهل للمستهان سميرُ تنامُ وبرق الأبرقين سهيرُ
تمزقُ أحشاءَ الرباب نصاله وقلبي بهاتيك النصال فطيرُ
تطايرَ مرفض الصحائف في الملا لهن انطواءٌ دائبٌ ونشورُ
يهلهل في الآفاق ريطا موردا طوال الحواشي مكثهن قصيرُ
بمنتحبات مرزمات يحثها حداءُ النعامى دمعهنُ غزيرُ
تنبه سميري نسأل البرق سقََيَهُ لربع عفته شمأل ودبورُ
ذكرت به عهداً حميداً قضيتهُ وذو الحزن بالتذكار ويكَ أسيرُ
عهوداً على عين الرقيب اختلستها ذوت روضة منها وجف غدير
متاعي رجع الطرف منها وكل ما يسرك من عيش الزمان قصير
وبي من تباريح الجوى ما شجا الهوى وذلك ما لا يدعيه ضمير
وفت لرسيس الحب بالصبر مهجتي وما كل من شف الغرام صبور
إلا فما بالي وغور مدامع ودمع التصابي لا يكاد يغور
أدهرى عميد الحب والعود ذابل فهلا واملود الشباب نضير
عذير غوايات الغرام من الصبا وما لغوايات المشيب عذير
وكل غرام قارن الشيب سوءة وكل غرير في المشيب غرور
أبعد تباشير المشيب غواية وللعقل منها زاجر ونذير
تناقلني عمران عمر قد انحنى يشيب وعمر للشباب كسير
تناهت حياتي غير نزر على شفا وذلك قدر لو نظرت يسير
صبابة عمر حشوها الغي والهوى وهذا مقام بالتقاة جدير
تقضى ثمين العمر في نشوة الهوى وحشو مزادي باطل وغرور
أألهو وقد نادى المنادي لمنتهى إليه وإن طال المطال أصبر
وصبحان من عقل وشيب تنفسا فذا مسفر هاد وذاك سفير
أأترك نفسي بعد ذا بيد الهوى تسام كما جر الحمار جرير
وأوقرها شراً وفيها استطاعة إلى الخير والناهي الرقيب غيور
وإني وإن سومت نفسي بمسرح مراعيه سم ناقع وشرور
يطور لي الشيطان أطوار كيده ونفسي له فيما يشاء نصير
فلست بمتروك سدى دون موقفي على الغي عقبى أشرفت ومصير
سيوقفني من رقدة اللهو ناعب يحط بمحتوم الردى ويطير
يقضي بي المحيا وجهلي مطيتي وقائدها دنياي وهي غدور
أمان وأوهام وزخرف باطل سراب بقيعان الفلاة يمور
محصلها بالكد والكدح راقب لفوت وتفريق إليه تحور
فليس سديداً جمع هم لجمعها ودائرة التفريق سوف تدور
سنتركها بالرغم وهي حبيبة ورب حبيب للنفوس مبير
ومن عجب ميل النفوس لعاجل يحول على اكداره ويبور
وإسراعها في الغي إسراع آمن وناقد أعمال العباد بصير
متى أقلعت عنا المنون وهل لنا بغير طريق الغابرين عبور
أم الأمل الملهى براءة غافل من الموت أم يوم المعاد يسير
أتمرح إن شاهدت نعشا لهالك إليك أكف الحاملين تشير
ستركب ذاك المركب الوعر ساعة إلى حيث سار الأولون تسير
نقى من غبار الأرض بيض ثيابنا وتلك رفات الهالكين تطير
لي الويل هلا أرعوي عن مهالكي أما في المنايا واعظ ونذير
أما في عويل النائحات مذكر أم النوح حولي والبكاء صفير
أم الغارة الشعواء من أم قشعم يشن أصيل هولها وبكور
على كل نفس غير نفسي رزؤها ويمنعني منها حمى وستور
بلى سوف تغشاني متى حان حينها فيعجز عنها ناصر وعشير
وتفجأني يوما وزادي خطيئة واثم وحوب في الكتاب كبير
أرى الخطب صعبا والنفوس شحيحة على زخرف فإن مداه قصير
وتلك ثمار الجهل والجهل مرتع وخيم وداء للنفوس عقور
ولو حاولت نفس عن الشر نزعة تنازعها طبع هناك خؤور
فزجت بها الآمال في غمراتها إلى إن دهاها منكر ونكير
فثبطها تسويفها وهو قارض لرمة اجال النفوس هصور
ودأب النفوس السوء من حيث طبعها إذا لم يصنها للبصائر نور
بها ترتمي في الخسر آفات طبعها خلائق توحيها الجبلة بور
تدارك وصايا الحق والصبر إنما يفوز محق بالفلاح صبور
وخذ بكتاب الله حسبك إنه دليل مبين للطريق خفير
فما ضل من كان القرآن دليله ُوما خاب من سيرَ القرآن يسير
تمسك به في حالة السخط والرضا وطهر به الآفات فهو طهور
وحارب به الشيطان والنفس تنتصر فكافيك منه عاصم ونصير
دعيت لأمر ليس بالسهل فاجتهد وسدد وقارب والطريق منير
وأسس على تقوى من الله توبة نصوحا على قطب الكمال تدور
وزن صالح الأعمال بالخوف والرجا هما جنة للصالحات وسور
وبالعدل والإحسان قم واستقم كما أمرت وبادر فالمعاش قصير
وراقب وصايا الله سرا وجهرة ففي كل نفس غفلة وفتور
وجرد على الاخلاص جدك في التقى ففوقك بالشرك الخفي خبير
وثابر على المعروف كيف استطعته ودع منكرات الأمر فهي ثبور
ومل حيث مال الحق والصدق واستبق مليا إلى الخيرات حيث تصير
واخلص مع الجد اليقين فإنه به تنضر الأعمال وهي بزور
وبالرتبة القصوى من الورع التبس فللورع الدين الحنيف يحور
وكن في طريق الاستقامة حاذرا كمين الاعادي فالشجاع حذور
يجوز طريق الاستقامة حازم على حرب قطاع الطريق قدير
مراصدها شتى وفي كل مرصد لخصمك حربٌ بالبوار تغور
فلا تخش ارهاقا وساور ليوثها بعزم يفض الخطب وهو حسير
ورافق دليل العلم يهدك انه طريق يحار العقل فيه وعير
وفعلك حد المستطاع من التقى على غير علم ضيعة وغرور
فما زكت الطاعات إلا لمبصر على نور علم في الطريق يسير
أتدخر الأعمال جهلا بوجهها وأنت إلى علم هناك فقير
فيا طالب الله ائته من طريقه وإلا فبالحرمان أنت جدير
فلست إذا لم تهتد الدرب واصلا قبيلك في جهل السلوك دبير
وما العلم إلا ما أردت به التقى وإلا فخطأ ما حملت كبير
فكم حامل علما في الجهل لو درى سلامته مما إليه يصير
وما أنت بالعلم الغزير بمفلح ومالك جد في التقاة غزير
وحسبك علما نافعا فرد حكمة بها السر حي والجوارح نور
تعلم لوجه الله وأعمل لوجهه وثق منه بالموعود فهو جدير
تعرض لتوفيق الإله بحبه ودع ما سواه فالجميع قشور
هو الشأن بالتوفيق تزكو ثماره ومتجره والله ليس يبور
كأي رأينا عالما ضل سعيه وضل به جم هناك غفير
معارفه بحر ويصرف وجهه إلى الباطل الخذلان وهو بصير
وأفلح بالتوفيق قوم نصيبهم من العلم في رأي العيون حقير
وتلك حظوظ للإرادة فسمها وحكمة من يختارنا ويخير
تحزبت الأحزاب بعد محمد فكل إلى نهج رآه يصير
وقرت على الحق المبين عصابة قليل وقل الأكرمين كثير
هم الوارثون المصطفى خير أمة لمدحهم آي الكتاب تشير
أولئك قوم لا يزال ظهورهم على الحق ما دام السماء تدور
على هضبات الاستقامة خيموا إذا اعوج أقوام وضل نفير
تنافر عنهم رفض وخوارج وحشوية حشو البلاد تمور
رأوا طرقا غير الهدى فتنافروا إليها وبئست ضلة ونفور
لهم نصب من بدعة وزخارف بها عكفوا ما للعقول شعور
تدعمهم أهواؤهم في هلاكهم كما دع في ذل الأسار أسير
لأقوالهم صد وفيهم شقاشق لهن ولا جدوى هناك هدير
دليلهم يهوي بهم في مضلة وهم خلفه عمش العيون وعور
فيا أسفا للعلم يطمسه الهوى ويا أسفا للقوم كيف أبيروا
أرى القوم ضلوا والدليل بحيرة وللحق نور والصراط منير
سروا يخبطون الليل عميا تلفهم شمائل من أهوائهم ودبور
يتيهون سكعا في المجاهل ما بهم بمواطئ أخفاف المطي بصير
يقولون ما لا يعلمون وربما على علمه بالشيء ضل خبير
ولو كان عين الحق منشود جهدهم لما حال سد أو طوته ستور
نعم أبصروه حيث غرهم الهوى فصدهم عنه هوى وغرور
أقاموا لهم من زخرف القول ظهرة ذو للبطل فيما استظهروه ظهور
وفي زخرف القول إزدهاء لمن غوى والهنة عن لب الصواب قشور
وفي البدع الخضر ابتهاج لأنفس تدور بها الأهواء حيث تدور
نشاوى من الدعوى التي يعصرونها وليس لبرهان هناك عصير
وما روقوه من رحيق مفوه فذلك سم في الإناء خثير
يدرون أنواء الكلام وما بها وراء ولا يطفي بهن هجير
وما كل طول في الكلام بطائل ولا كل مقصور الكلام قصير
وما كل منطوق بليغ هداية ولا كل زحار المياه نمير
وما كل موهوم الظنون حقائق ولا كل مفهوم التعقل نور
وما كل مرئي البصائر حجة ولا كل عقل بالصواب بصير
وما كل معلوم بحق ولا الذي تقيل علما بالأحق جدير
ولكن نور الله وهب لحكمة يصير مع التوفيق حيث يصير
وهدى الله حظ والحظوظ مقاسم إلى مقتضى العلم القديم تحور
وليس اختيار الله في فيض نوره بمكتسب أو تقتضيه أمور
وفي ظاهر الأقدار أسرار حكمة طواهن من علم الغيوب ضمير
ارتنى هدى زيد وفي العلم قلة وضلة عمرو والعلوم بحور
وذاك دليل ان لله أنفسا عليها من اللطف الخفي ستور
ظواهراها بله وتحوي بواطنا لدى علمها جنس الوجود حقير
عليها خدور من غبار غباوة ولكنها تحت الخدور بدور
تجردن من لبس الخيالات وانطوى عليهن ريش من هدى وشكير
سرين رياح الله تحدو ركابها اليه وأنوار اليقين خفير
يغادرن فيه منزلا بعد منزل يكاد بها الشوق الملح يطير
تدثرن خيل الله حتى بلغنه وواحدها في العالمين دثور
وردن مياه النهر غرثى صوادئا وليس لها حتى اللقاء صدور
اوانس في مرج الرجاء رواتع وللخوف في احشائهن زفير
غسلن به احكام سهم واشعر ودرن مع القرآن حيث يدور
نحرن عقيب الدار بازل ناكث وأمس بصفين لهن هرير
فلو قدرتها هاشم حق قدرها هشمن ابن صخر للحروب صخور
ولكن وهى رأى وخامت عزيمة فحكم خصم واستبيح نصير
بني هاشم عمدا ثللتم عروشكم وفي عبد شمس نجدة وظهور
على غير ذنب غير إنكار قسطهم وللجور من نفس المحق نكير
قتلتم جنودا حكموا الله لا سوى وقالوا علي لا سواه أمير
فيها لدماء في حروراء غودرت تمور وأطباق السماء تمور
وانفس صديقين أزهقها الردى وشقت عن التقوى لهن نحور
مخردلة الأشلاء للطير في الفلا وهن بجنات النعيم طيور
على جنبات النهروان عقائر كما وفيت بالمشعرين نذور
أبيد خيار المسلمين بضحوة كما نحرت للميسرين جزور
يعجون بالتحكيم لله وحده وهامهم تحت العجاج تطير
فيا أمة المختار هل فيك غيرة فان محب الله فيه غيور
ويا ظهرة الإيمان هل فيك منعة وهيهات عزت منعة وظهير
ويا لرجال الله أين محمد وناصره بالنهروان عقير
ولو وقعة كانت بعين محمد لما قر عينا أو يزول ثبير
فمن لصدور الخيل فوق صدورهم ولله في تلك الصدور بحور
تطل دماء المؤمنين على الهدى وخيل ابن صخر في البلاد تغير
ويعصى ابن عباس إذا لم شعثها ويسمع فيها أشعت وجرير
على أن علت فوق الرماح مصاحف ونادوا إلى حكم الكتاب نصير
مكيدة عمرو حيث رثت حباله وكادت بحور القاسطين تغور
أبا حسن ذرها حكومة فاسق جراحات بدر في حشاه تفور
أبا حسن اقدم فأنت على هدى وأنت بغايات الغوي بصير
أبا حسن لا تعطين دنية وأنت بسلطان القدير قدير
أبا حسن لاتنس أحدا وخندقا وماجر عير قبلها ونفير
أبا حسن أين السوابق غودرت وأنت أخوه والغدير غدير
أبا حسن إن تعطها اليوم لم تزل يحل عراها فاجر ومبير
أبا حسن طلقتها لطليقها وأنت بقيد الأشعري أسير
أتحبس خيل الله عن خيل خصمه وسبعون ألفا فوقهن هصور
أثرها رعالا تنسف الشام نسفة بثارات عمار لهن زفير
وصك ثغور القاسطين بقيلق له مدد من ربه وظهير
فلم يبق الا غلوة أو تحسهم ويبكي ابن صخر قبة وسرير
فما لك والتحكيم والحكم ظاهر وأنت علي والشآم تمور
أفي الدين شك أم هوادة عاجز تجوزتها أم ذو الفقار كسير
يبيت قرير الجفن بالجفن لاصقا وجفن حسام ابن اللعين سهير
فلا جبرت حداه ان ظل مغمدا وهندي هند منجد ومغير
ولا جبرت حداه يوم سللته له في رقاب المؤمنين صرير
أتغمده عن عبد شمس وحزبها ويلفح حزب الله منه سعير
فمالك والأبرار تنثر هامهم كأنك زراع وهن بذور
ذروتهم عصفا وتبكى عليهم بلى فابك خطب بالبكاء جدير
فما هي إلا جدعة الأنف ما شفت غليلا وجرح لا يزال يغور
ستحصد هذا الزرع مهما تقصدت عراقك لا يلوى عليك ضمير
تنازعها سل السيوف فتلتوى وتخطب فيها والقلوب صخور
قتلت نفير الله والريح فيهم وأصبحت فذا والنفير نفور
نشدت دوي النحل لما فقدتهم ويعسوب ذاك النحل عنه خبير
أرقت دماء المؤمنين بريئة لهن بزيزاء الحرار خرير
عليا أمير المؤمنين بقية كأن دماء المؤمنين خمور
سمعناك تنفى شركهم ونفاقهم فأنت على أي الذنوب نكير
وما الناس إلا مؤمن أو منافق ومنهم جحود بالإله كفور
وقد قلت ما فيهم نفاق ولا بهم جحود وهذا الحكم منك شهير
فهل أوجب الإيمان سفك دمائهم وأنت بأحكام الدماء بصير
تركتهم جزر السباع عليهم لفائف من إيمانهم وستور
مصاحفهم مصبوغة بدمائهم عليهن من كتب السهام سطور
وكنت حفيا يا ابن عم محمد بحفظ دماء مالهن خطير
وكنت حفيا ان يكونوا بقية لنصرك حيث الدائرات تدور
تناسيت يوم الدار إذ جد ملكها فللعاص فيها دولة وظهور
ويوم جبال الناكثين تدكدكت وطلحة والعود الطليح عقير
وحربا تؤز الشام ازا قراعها له في جموع القاسطين سعير
تعوذ منها القاسطون بخدعة بجدعة تلك الأنف فاز قصير
مواطن أهوال تبوأت فلجها إلى أن دهتها فلتة وفتور
تفانت ضحايا النهر في غمراتها وأنت شهيد والعدو وتير
تنادي أعيروني الجماجم كرة فقد قدموها والوطيس سعير
أما والذي لا حكم من فوق حكمه على خلقه ورد به وصدور
لقد ما أعاروك الجماجم خشعا عليهن من قرع الصفاح فطور
فقصعتها إذ حكمت حكم ربها فما بقيت عارية ومعير
فيا أسفا من سيف آل محمد على المؤمنين الصالحين شهير
نباعن رؤوس الشام في الحق وانثنى إلى ثفنات العابدين يجور
أحيدرة الكرار إن خياركم وقراءكم تحت السيوف شطور
أحيدرة الكرار تابعت أشعثا وأشعث شيطان ألد كفور
أعشرون ألفا قلبهم قلب مؤمن بأوجههم نور اليقين ينور
بهاليل أفنوا في العبادة أنفسا لهم اثر في الصالحات اثير
أسود لدى الهيجا رهابين في الدجى أناجيلهم وسط الصدور سطور
وفي القوم حرقوص وزيد وفيهم أويس ومن بدر هناك بدور
ومن بيعة الرضوان فيهم بقية بأيديهم منها ندى وعبير
اكلتهم في النهر فطرة صائم فكيف أبا السبطين ساغ فطور
فيا فتنة في الدين ثار دخانها وذاك إلى يوم النشور يثور
نجونا بحمد الله منها على هدى فنحن على سير النبي نسير
بصائرنا من ربنا مستمدة إذا اشتبهت للمارقين أمور
وثقنا بأن الدين عروة أمرنا وماشذ عنه فتنة وغرور
همم الملوك أجلها اعظامها بالحلم ساد من النفوس عصامها
والحلم أس والكمال بنية رفعت على أركانه أعلامها
والحلم أرواح وكل زكية ولع الكرام بصنعها أجسامها
وصنائع الأحلام أنفس مفخرا من كل مفخرة يسود كرامها
كنقيبة الملك الحليم فانه للكائنات ملاكها وقوامها
ملك مقدسة هيولياته من أن يضاف لفطرة أعظامها
ملك جلالته وعزة شأنه بمسابح القمرين جل مقامها
ملك به الدنيا زهت وتهللت بجمال طلعة ملكه أيامها
ملك عزائمه تخر لها الملو ك وفوق هام المشتري أقدامها
أسد فرائسه الخضارم في الوغى جرار كل كتيبة قمقامها
طلاع كل ثنية هزازها قماع كل عظيمة مصدامها
حتف على الأضداد لفتة رأيه لمن السيوف ودونهن حمامها
غلاب ما دون القضاء يحفه مدد السماء وحارسوه كرامها
تخشى البوادر من جلالة قهره نوب الصروف فما يشب ضرامها
من للحوادث أن تكون جنوده وتكون في كبد العداة سهامها
لولا كفالة عزمه بسياسة ال دنيا كفاه عن الوغى اقدامها
لكن له سن الكمال فواضلا حتى على حد الظبى أنعامها
ولعت أياديه باقراء السيو ف دما وذاك على الكرام ذمامها
حقا اذا قرمت الى لجم العدا أن لا يظل مؤخرا اكرامها
ومطهمات كالرياح قواصف قحل الى دهم الحروب هيامها
جرد مكتبة الصدور عوابس الفت مقارعة الحديد عظامها
صامت مرابطة الجهاد ببابه لله ظل جهادها وصيامها
ولطالما صلت على لباتها زمر الحديد سهامها وحسامها
تصبو الى الأهوال صبوة عاشق عجبا بشمطاء الحروب غرامها
أزدية بدرية وهبية لورود ماء النهروان أوامها
تنفض بالآجال كالشهب الثوا قب دارعات بالدما أجسامها
علمت مقارعة الكماة وأحرزت علم المعارك جيداً افهامها
جرداء غضبى لا يقر قرارها أو يستباح من العداة حرامها
يسطيرها لمع النجوم تخاله لمع الصوارم حين ثار قتامها
ثبتت لها في كل دهر خطة رسمته في جبهاته أيامها
عاشت ملوك بني الامام تعلها بدم الكماة فما يحل فطامها
كانوا البدور فكن أفلاكا لهم والعدل منهم في العباد لجامها
ابلت فوفاها الذمام وهكذا ترعى الذمام من الملوك كرامها
ولكم وفي عهدا وراعي حرمة وأزاح معضلة يهول ظلامها
وأتاح فاضلة وأغنى مقترا وأمر نفسا شأنها اعدامها
ولكم تجاوز عن جديدة مذنب لولا تجاوزه لحل اثامها
ملك جبلته على الحلم انطوت إن الملوك تزينها أحلامها
يؤتى بأثقال الجبال جرائما فيزول بالعفو العظيم لزامها
وبتلك يمتلك الرقاب مليكها وبتلك يقتاد الصعاب همامها
وقضية المجد الأثيل منوطة بجمال مصطنعاته أحكامها
أصل لجامعة الكمال كماله كالشمس روح للوجود قيامها
ما زال يهتف بالمعالي همه حتى تضاعف في يديه زمامها
قطب لعمر الجد عنه تضاءلت همم القروم وعصرت أوهامها
أو ما ترى سر الخلافة أشرقت بظهوره وتباشرت أعلامها
واهتز منبرها وهلل عرشها وتهللت فرحا به أيامها
وأغاث اسلام البسيطة بعد أن كادت يودع أهلها اسلامها
وأمد ناموس الشرائع بالتي يرضي الاله من الجهاد قيامها
ملك تشرفت البسيطة باسمه وبذاته وصفاته حكامها
ملك يجير على الزمان طريده حتى الحوادث في حماه مضامها
غوث البلاد عظيمة بركاته نفاح كل جليلة قسامها
وافته سلطنة الوجود فزانها ولقد رعاها كفؤها وامامها
من معشر قادوا الزمان بأنفس ترياق كل عظيمة وسمامها
بلغوا السماء علا فما جرجيسها الا استقاد لهم ولا بهر امها
أسد عرينهم اللدان السمهر ية والسوابغ محكما الحامها
كغيول محنية تصفقها الصبا زرق كأثواب السماء جمامها
خلقوا على صهوات كل طمرة جرداء سابحة يعوم زمامها
هجروا الاسرة والدساكر رغبة عنها لمعركة يموج لهامها
وتفيؤا ظلل القواضب والقنا عوض الرياض تفتحت أكمامها
أعظم باملاك باردية المج رة طنبت بالمكرمات خيامها
نبر الخطوب مقاعس آثارهم عقد على جيد الزمان نظامها
شمخت عن الدنيا منازعهم فما تصيبهم لذاتها وحطامها
ذمر حقوق نزيلهم والمستعي ذ بهم حقوق لا يضاع ذمامها
أبقى ثويني في الوجود مفاخرا يجلي النجوم مسيرها ودوامها
فأتى ابنه الملك العظيم بخطة ال شرف التي جلت وعز مرامها
السيد السلطان نور الملة ال غرا وروح حياتها وقوامها
حمد الذي سطواته لو عارضت شم الجبال لنسفت اجرامها
معطاء كل رغبة وهابها بتار كل عظيمة صمصامها
رسمت مناقبه بنور جلاله بيد العلا وكماله اقلامها
وتقيل الحمد الذي عن حصره لسن المدائح في القيود كلامها
يا أيها الملك الذي أرجوعوا طفه وأعظم منيتي المامها
كم أم بابك عائذ بجلالة خير المعاذ معاذها ومقامها
عبد ببابك لم يغادر زلة الا وقد علقت به آثامها
عبد ببابك مستجير عائذ بجبال حلمك نفسه استعصامها
مستمسك بحبال عفوك آئبا ان ليس ينقض في يدي ابرامها
مولاي ان السيل قد بلغ الزبى وأتى على نفس الطريد زؤامها
مولاي قد حلم الأديم من البلا حتى على الطيبين ضاق حزامها
مولاي اشكله الزمان قد انقضت ولماسه الأعداء جف رؤامها
مولاي ان الدهر أوردني موا رد مالها صدر يؤد عرامها
مولاي لست على صدودك مقرنا أو ليس ذاك على النفوس حمامها
مولاي أن تأخذ فلست بظالم نفسي جنت فجناؤها ظلامها
مولاي أن تعدل فعدل حاكم لك حجة حق على قيامها
مولاي أن تكن الذنوب عظيمة فمقام حلمك دونه اعظامها
علمت ربي ولا عين ولا أثر ولا ظروف ولا شرط ولا صور
ما فات علمك موجود ولا عدم جار بعلمك ما تأتي وما تذر
وليس علمك موقوفا على حدث ما كان أو لم يكن يجري به قدر
والاستحالة والامكان حكمها وفق المشيئة أن شئت مقتصر
قدرت شيئا محالا ثم تجهله سبحان سبحان حق القدر ما قدروا
ما للطبيعة تنزو فوق مركزها ومالها في الذي تنزو له اثر
أليس نفس الهيولي لا يحركها إلا المعلل والمعول مقتسر
والحد والرسم والأشكال والصور والحل والعقد والإبرام والغير
والكل والجزء مما كان ممتنعا وغير ممتنع في اللوح مستطر
وكل ما كان موجودا ومنعدما فمن إرادته لا شك مؤتمر
أيجهل الله أمرا نحن نعلمه إن ليس تحصره من جنسه صور
من أمره اللم يكن واللا يكون وكن فكيف يجهل ما يستحصل البشر
من ذا أفاض علينا ما نحصله من العلوم وما تستدرك الفكر
هب القوى أدركت فالمدركات لها قيودها العلم والإدراك والنظر
ومن أمد القوى حتى يحصل في من كان هيأها حتى بدا الأثر
وهل معارفنا إلا مواهبه والك سب في ضغطه التكوين منحصر
أنحن نعلم بالتعقيل منعدما وخالق العقل عنه الأمر مستتر
إن شاء شيئا فذاك الشيء يعلمه أو لم يشأ انطوى عن علمه الخبر
من أوجد الشيء من لا شيء يجهله كيف استقام له الإيجاد والأثر
والجهل بالصنع عجز لا تقوم به على كمالاتها الأكوان والفطر
إن كان يجهل شيئا قبل موقعه فإنه قبل ذاك الشيء مفتقر
ما الشأن في الذات قبل الخلق في أزل قد عزها العلم لا سمع ولا بصر
استغفر الله هذا الكون علة عل م الله أم كيف هذا العلم يعتبر
قد قف شعري من خطب خذيت له تكاد منه السما والأرض تنفطر
آها على فلتة جاء البصير بها قد خاصمته عليها الآي والسور
أقول للعقل والبرهان في يده هلا حكمت وأنت الفيصل الذمر
سلبته صفة ذاتية وجبت لذاته حيث لا كون ولا فطر
فحين أوجدها صنعا أضفت له علما يساوق ما يجري به القدر
هلا حكمت بأن الذات عالمة بنفي اضدادها من قبل ان ذكروا
هلا حكمت بان الذات فاعلة بالاختيار لما تأتي وما تذر
لو لم يكن علمه بالشيء يسبقه لكان بالطبع أو بالجبر يقتدر
لو كان يختار أمرا ليس يعلمه ان حل الوجود لما تأتي به الخير
يدبر الأمر مطويا على غرر ان كان يغرب عن ادراكه الغرر
ما كان أغناه عن تدبير صنعته إن كان يجهل قبل الصنع مالخبر
سبحان ربي تقديسا لعزته في علمه النفي والإثبات منحصر
بالذات للذات معلوماته انكشفت ما ثم واسطة في الذات تعتبر
وكونه النفي والإثبات حكمته يقضي بإدراكه المنفي لو نظروا
أأوجبت علمه آثار قدرته فيلزم الجهل لو لم يظهر الأثر
لو كان ذاك لمست ذاته علل إذ الصفات إلى الأحداث تفتقر
أو يلزم الدور فيها أو مرادفه أو ليس يعلم إلا حين يقتدر
هب أنه لم يشأ شيئا فاعدمه أكان ما شاء نفياً عنه يستتر
أم كان ما لم يشأه الحق منفعل الذاته قادر في نفسه قدر
أو كون ما كان معدوما تقدمه أم صده جل عنه العجز والخور
ما للعقول على أقوى بساطتها ضلت فلم تفنها الآيات والنذر
تحكمت في صفات الله جاعلة حقيقة الذات للعلات تأتمر
قضية أثمرت تعطيل منشئها ليت القضية ما كانت ولا الثمر
ليت التنور بالإسلام ينبذها إلى الذين برسل الله قد كفروا
كم في القرآن "ولو شئنا" تدل على إن الذي لم يشأ في العلم منحصر
لو شاء اذهاب ما أوحي لأذهبه أو شاء جمعهم بالحق لا بتدروا
أكان يجهل ما لو شاء أوجده قبل الوجود وعنه تنبئ السور
لو كان ما يلزم المشروط يجهله فعن حقيقة ماذا يصدق الخبر
ماذا دهى الزيغ من خطب الكليم لو إن العقول إلى الأنصاف تبتدر
انظر فسوف تراني كيف أبرزها ال علم الحقيقي إن لم يخطئ النظر
ترى التعلق بالحال التي فرضت على المحال بصدق الحال تعتبر
أكان يجهل دك الطور وهو على مرساه لم ينتقض من بينه حجر
أم لم يحط قبل تكليم الكليم له ان ليس يدركه عقل ولا بصر
المستحيل ومتروك الإرادة وال مخصوص بالفعل مما رجح القدر
معلومة حسب ما هيأتها وعلى ما اختارها ما لها في نفسها خير
وعلمه ذاته والذات سابقة والما سوى مطلقا للعلم محتظر
هذا هو الحق لا أبغي به بدلا بأي حال ولو عادتني العصر
أني لأنصر ذا حق يقوم به والمؤمن الحق للإيمان ينتصر