الشاعر محمود يونس منصور
/قراءات في دفتر البحر /
شعر
-1-
/قراءات في دفتر البحر /
موافقة اتحاد الكتاب العرب
تاريخ 24/6 / 2024
-2-
** يا غزالا**
يا غزالا مر ّ بالقرب وباح
جعل الوصل دموعا وجراح
سلب اللبّ وأدمى مقلتي
واستهان الوصل فيه واستراح
زعم الشوق بقلبي طفرة
تسكن القلب اذا عاد الصباح
-3-
وتموج في خيالي لحظة
ثمّ أغفو إن شدا الليل وباح
هل ترى مجرى دموعي حينها
لو سألت الدمع كم أبلى وشاح
صارت الأحلام عيشي بعدما
كنت للعيش فؤادا وجناح
كيف أسكنتم فؤادي ودّكم
وجعلتم فيه للنعمى سلاح
-4-
واعتبرتم أجلي لمّا بدا
وكتبتم وصلكم فيه النجاح
فشربت العشق فيه سبعة
وجعلت العمر للباقي كفــاح
طالت الأيام فينا هجرة
وبكينا العهد نرجوه السماح
كلّ ما في العيش أضحى لعبة
تسرق العمر وتغريه انزياح
-5-
فإذا ما الصبح أضحى يرتجي
صدّه الليل وأدمته الرياح
-6-
إشراقة وجهــك
وتراتيــل الحـبّ
ورائــحة القهــوة
كي تحملنــي ..
-7-
إلى أوج النشــوة
كــي أصــل إلى عوالـــم روحــي
..وهــي تسرح
في جنبــات الحـــبّ
متوّجــة بشتّــى أفانين ..
الزهر والرياحيــن
**
-8-
أنتظــر لقـــاء روحيــنــا
لننتقــل مــع العصــافيــر ..
من غــصــن إلى غــصــن
تعـلّـمـهــا لــغــة الــهجــاء
وأحــرف الأسمـــاء
وأنــاشــيــد البــقــاء
-9-
لنخــلــد في أحـــضـان الطبيعــة
كخــلــود الــنجــمة
في قــبــة الســـماء
وهي تــرمــق إلى هــذه الأنفــس
الغــريــرة
وهي تتراقــص كــل حـيـن
تــحاول أن تـمخــر عـبــاب الــوجــود
وتخـتـزن الزمـن والمســـافــات
-10-
وتتــراقـص كـلـهــب
ســرعــان مــا ينطــفئ
**
أنــتـظـر رحــيلا خـالــدا
خــلـف تـلـك الــنـجـوم
بـعــيـدا عــن وســوســة الشيـطــان
وهــوجــاء الأنــفس
وظــلام تـلـك الــقــلوب البــاردة
-11-
وهـــي تــحــيك كــلّ لحــظــة
أفانيــن مــن
الــغــدر والـمــكــر
وتغتــال الأزهــا ر
وتقــطــع الأشــجـار
لــتــصــنع لــهـا مـن
تـلـك الأغـصــان المــيـتة
مــكامــن عــشــق
-12-
ومــلـجــأ أمــان
**
أنــتــظــر ..
أن تــحــمـلـنـي هذه الأشــواق
بــعـــيدا
حــيـث لا لــغــة ..
إلا لغــة العــيــون
-13-
إلا غــنــاء الـطـبـيـعــة الـســاحــر
فــالــريــح وهــي تــنـوء
بــحــمل الغــــيــوم
تنـــشــد حــيــنـا
وتــعـصـف أخــرى
ثــمّ تــنــام
مخلّـفـة ورائــها ..
-14-
خطــوطــا مـن الــمــطر
وألـــوان قــوس قــزح
وهــي تــداعــب الـشــمــس
بـقـطــع مـتـنـاثـرة مـن الـغـيـم
وتــســقــي الأرض
بــوابــل مــن الــمــطر
فـتـهــدأ مــن روعــهــا
وتـــسبـح فــي بــحــر
-15-
حــدوده الأرض
وجــبـهــته الــريــح
يــعـانــق الــســـماء
***
انـتــظــر ســكون الــريــح
عــنـد مــا تــبــدأ لــحــظـة
الهــجــوع
مــن عــاصــفـة ..
–16–
أو نــوّ
إلــى ريــح صــر صــر
ثــمّ تـعــود وتـنـهــار قــواهــا
لتــغـدو نـــســـيـما لـطــيــفا
تــدغــدغ وجــوه
هـــذه المخــلـوقــات الشــريــرة
بــبـراعــة
فــتـجـلي حــرّ الـهـجـيـر
-17-
وتــترك للــســمع مــداه
إلى صـــدى خــافــت
يــدفــع فــيــهــا
إلــى خــصـب جــديــد
**
-18-
وهــدوء الــبــحـر
بــعــد ثــورة هــوجــاء
تــقــتــلع الســفـن
وتـضــرب بالــصــخــر ..
أجــســاد الـســمـك
وتفــتـت حـصـى الــشـطّ
وتــبـدد الــرمــال..
ثــمّ تعــود إلى الــســكيـنــة
تـعـكــس صــفــاء الســمـاء
وبــوح الأنــجـم
واحمرار الــشـفق
وتــعــانــق الــبــحر
مــع ســـمـاء
كــانت مــنـذ لــحـظـات ..
-20-
واجــمــة
عــاصـــبـة الــرأس
هــدوء الريــح
لــتـعــلـن عــن مــوعــد جــديــد
**
أنــتـظــر ..
حــوريــة الــبـحر
-21-
في ممــلــكة الـمــا ء
تــهــزّ زعــا نــفـها ..
لــتــخـبر عــن قــراصــنة الأعــماق
حــيـن يــلــتـهم الــحــوت ..
كــلّ القــوا قــع
عــنــدمــا لا يــلقــى ..
ســمـكا
-22-
أو يـصــطـاد قــرشــا
فــي تــلـك الـشــطوط
وهــي تـتــوجـع مـن قــساوة
الشــمس
..وهــي تــشـقق جـلـدهـا
فـتـعــود إلى الــبــحــر
-23-
أو مــن هــمجــيـة إنســان
..غــلــبه الــطــمع
إلــى قـتــل كــلّ الأعــداد
المــتــوفــرة
ليــصــنــع مـعــطـفــا
يـقــيــه غـضـب الـــســماء
**
-24-
أو الــى أحــاديــث الــصــيـاديــن
وهــم يـغــوصــون الأعمــاق
بـحــثــا عــن لــؤ لــؤ
وأصــداف..
غابــت عنـــها الأنــفــس الـنـبيــلة..
فـبـحـثـت عــنــهــا
تــحــت المـــاء
***
-25-
-26-
*** طيفــاً تــراءى ***
جاءت تسائل عن أوزان أشعاري
كالبدر تشرق في قلبي وأوتاري
تخالها نجمة في الكون عالقة
وقد أباحت برغم الصمت أسراري
ما عدت أشرحه في عينها ظهرت
تبسّم الورد في بستان أزهاري
-27-
وحسنها عصفت أنسامه فغدت
هذي الجوانح قد تفترّ بالنار
وأبرقت سببا ما عدتّ أعرفه
تأتي على قدري في كلّ أطواري
أحضرت ذاكرتي حينا لأنشدها
شعرا00 بما سنحت حبّات أفكاري
فقلت مبتسما ما تحفظين هُنا
أليس عندك من شعر لثرثار
-28-
فأطلقت آه قالت على عجل
ما عدت أذكر ما تعنيه يا جاري
وأطرقت خجلاً من فرط صبوتها
الا توافق بعض الصمت اشهاري
قد خانها الدمع حين احتار في وله
إليك أشكو تباريح الهوى الساري
فعدتُ أجمع بعضاً من دفاترها
وأرسم الشوق في ميناء إصراري
-29-
وأنشد الشعر علّي ألتقيـها بـه
لعلّـها رجعت يومـاً إلـى داري
تراقص القلب لما إن أتت فصبـا
يحلـق الأفـق في شوق وإكبـار
ورحت من صحوة جالت بذاكرتي
أسـابق الريـح في أحلام طيـاري
تراقص القلب لما إن أتت فصبـا
يحلـق الأفـق في شوق وإكبـار
-30-
ويلثـم العطر ممزوجـاً بطلتـها
تخالـها الشمس إن تبـدو لسمـار
ورحت من صحوة جالت بذاكرتي
أسـابق الريـح في أحلام طيـاري
فعدت أجمع بعضاً من دفاترها
وأرسم الشوق في ميناء إصراري
وأنشد الشعر علي ألتقيـها بـه
لعلـها رجعت يومـاً إلـى داري
-31-
أراقص النجم حينا ثم أقطفـها
وأزرع الأفق في شوق لمشواري
وأنشر العطر في حبات نرجسة
لعلها نهلت في الخد من ثـاري
وأسكر القلب لا أرنو لصحوته
لأنه الحلم في ميعـاد إفطـاري
قد عدتها زمناً في القلب حاضرة
وغيب الشوق ما تلقاه أنظـاري
-32-
ورحت من همسة صارت ترددها
ما بال عينك قد فاضت بمدرار
فاستوقفتني وقالت وهي حاضرة
القلب يشكو ودمع العين أخباري
لا أستطيع وداعاً أنت حاضره
رفقاً بقلبي إذا ما صاغ أعذاري
ما عدت أنظرها في لحظة أترى
قد كان طيفاً تراءى بين أفكاري
-33-
34
**لا تهربي**
لا تــهربــي ..
فالــباب مفتــوح
وقلــبي مغـلق
والعــين
لــو تــدريــن
أي بــوح تـســأل
هـي وقـفــة ..
لا نســتطــيع لــها انتــظــار
أو لحــظــة
نخشــى الــتـداني ..
صمــتــهــا ..وضــح النــهار
وضجيــجـهــا ..
رغــم انخفــاض الصــوت
بــركـــان
**
لا تــهربــي..
قلـــبــي ..يخاف الصـمــت
يــعـلــنها كبــرق
عــاصف الأنـــواء
فـي كــلّ انــبــهار
أحبــيـبــتي :
القلب يعــرف ســـرّ نا
والوقــت مــازال اعـتــبـار
وصــدى الهــوى ..
في القلــب خوف قــاتــل
يخفي مســامات الطريــق
نهوى التدانــي
وانشغـــال الصمت
في البــوح العتــيق
***
كــم كـان ســرا
أن ننــادي للــقاء
كـم كــان جـبـنــا
أن نســمّيه..اشتياقا
في طـــريق
من جنون
وارف الظلّ ..
تردّى
يقــتـل قـلـبينا
ويطغى..
لن نسمّيه ..
هــوا للقـلــب
ومينــاء الحيـــاة
كلّ مــا نحيـــاه ليس ســرا
أن نسمّيــه ..غــبــاء
فتعززت أسباب الوصول
جنحت فينــا القوافل
ثــم تــهنــا
منــذ أن كانــت ولادة
أتراهـا..
تعرف الأقــدار أنّــا
قــد كشـــفنا
ألاعيب القضــاء
ثمّ جئت ..
في طريق
موحـــش الأحلام
نفترش الهنــاء
ضاعــت فينــا الليـــالي
وزوى ذاك النشيـــد
وغدا العمـــر قصيـــرا
مقفــر العيـــش وحيــد
ســـوف لا تقــــوى لقــــاء
أيــها النبــــع البعـــيد
**
44
** نداء **
أما في الحي يا لونا صديق
يخالس طرفك المكحول حينا
يهلل في الصباح إذا تراءت
شموس الأرض لمّا تعبرين
تعالي نرسـم الأيام أهلا
وعهــد الله أنـّي لن أخون
تبدّى طيفك الزاكي كنجم
-45-
وهذا الــكون ليل يزدرينا
أما ترضي بوح الشوق عندي
فعندي بحر شوق يصطلينا
فإن ترضي لأمواجي اعتناقاً
وقلت : الموج أحلى ما أتينا
فبحر الشوق للأيام يعطي
شبابا زاد في عمري سنينا
-46-
وإنّي مذ رحلت يوم جئت
هجرت الشطّ أخشاه خؤوناً
بنيت على هواك كلّ عمري
وهمت بسرّه دنيا و دينــــا
هواك اليوم في شعري جنونا
وأدعى عندهم (مجنون لونا)
-47-
نصبت شباكها حيناً لأقضي
هوى في القلب يبدو مستكينا
فما لاقت خيوط العمر طيفا
ولا عرف الفؤاد بما تكونا
فتاة العمر 00كم أدعو لأحظى
بها في السرّ 00خوف الحاسدين
ووزّعت الهتاف بكلّ أرض
-48-
وناشدت النـــجوم العــاشقين
أما عبرت فتاتي ذات يوم
بهذا الأفق سرّا 00 تستبينا
ألم ترو النجوم لها الحكايا
وخلف الغيـــم تلقى الوالهينا
أما عرف الفضاء لهــا مثيل
أما غــارت شموسه إذ تبينــــا
-49-
وصوت الريح هل أنباك عنها
ألــم تسمــع بشـــدو الخــافقين
طوى العمر الليالي بعد خوف
فلــم تهـــدأ به أو تستكينا
وكانت خلف أشواقي تناجي
إليك إليك أعتصر السنيــــــن
فما حُسبت بها الأيام عمرا
-50-
ولا وصلت إلى برّ سفينــــا
وكنت فور لقياك حبيبي
فهيّا مُنيتي قولي أتينا
تعالي بددي أعوام خوفي
فأحلى ما ينادي القلب لونا
***
-51-
سهرت الليل أستجدي كتابي
وأسأله الحكايا والفنــــون
فما رسمت به الأخبار أمري
ولا عرف الزمان كذا جنونا
يطول بشرحــه الآفاق صبرا
ويمضي في متاهاتٍ حزينا
فلم تــرو الأساطير القدامى
-52-
حكايــا في مرابعهـــا دفينا
فصارت قصتي أوهام حتى
سألت العين صدقا هل ترينــا
فما عرفت سؤالي بل تعامت
وكان الدمع حقـّـــــا ما روينا
وما زلت بلقيانا 00 تناجي
أحقـــا كانت الدنيــــا لدينــــا
-53-
تُراها قصتي سكنت فؤادي
وصار الوعـد في صمت أمينا
سؤالك عن حبيبك ليس الاّ
سحابا عاد في صحوٍ هتونا
فإن خطرت بك الأحلام عنّي
وكان الســـرّ في قلبي دفينا
سراب سوف تلقي ما حلمت
بوعدٍ كان في عمــري أنينا
-54-
فقولي إن أتى : قد كان قلبي
ويبقى الله في البلوى معينا
وعودي كالربيع الزهر وردا
فهذا الكون ينقصه الحنينا
ولا تنسي شتــاء كنت فيــه
ثلوجا تمطر النعمى قرينا
-55-
سيمضي العمر أحلاما ويبقى
نشيد الحبّ أحلى ما بنينا
****