سفاح الليل
"قصة غير حقيقية"
"اذا كنت تريد أن تعرف معنى السعادة, ف انظر بعين امرأة تحب"
كذلك هى "مها" امرأة بشوشة, تبتسم للجميع,حتى أطفال الشوارع الذين دائما ما تتفاجأ بهم أمامها أو بجانبها,تبتسم لهم وتعطيهم ما يريدون,فهى تتعاطف مع هؤلاء الأطفال بشدة,وتحلم بمجمع كبير يضمهم جميعا,مجمع يختلف عن الاصلاحية,فهى تحلم بمجمع تربوى يعلمهم ويهذبهم,لا يخرجهم أطفال أكثر اجراما وأكثر عنفا
دائما ما تتسائل:"لماذا الرجل المقتدر الذى يصرف بالمئات يوميا أو المرأة التى تصرف الاف على مكياجها يبخلون بجنيه لطفل أو طفلة يدقون على زجاج سياراتهم؟؟
كانت "مها" تمشى فى شوارع وسط البلد,تشاهد المحلات كعادتها عندما تشعر بالروتين والملل,فرأت رجل شكله غريب و مخيف بعض الشئ,فخشت أن يكون "سفاح الليل" ,المجرم الذى ذاع صيته الفترة الأخيرة ولم يتم القاء القبض عليه بعد.
فأخذت تاكسى وذهبت للمنزل على الفور,وعند صعودها لشقتها أغلقت الباب بحرص كالمعتاد, فزوجها "أكمل" كثيرا ما يتغيب عن المنزل لعدة أيام احيانا تمتد لأسبوع, بسبب ظروف عمله.
تحب مها زوجها كثيرا فهو رأها فى أحد الأفراح,وتقدم لخطبتها,ووافقت سريعا فقد تال اعجابها من المقابلة الأولى.
فهو زوج هادئ,طيب,كثيرا ما يقضى نصف يومه فى حجرة مكتبه,مغلقا على ذاته حتى اسمتها مها "بالقوقعة",احيانا تغضب لأنه يتركها ويغلق على نفسه الحجرة, واحيانا يكون ذلك الأمر مصدر راحة لها,ان عاد مبكرا قبل أن تنهى الغذاء,أو يتركها تشاهد ما تريد فى التلفزيون,ويدخل قوقعته,كما أنه يحرم عليها دخولها أو تنظيفها,لأنه يرتب كل شئ بها بنظام دقيق,فهو متكفل بتنظيفها و ترتيبها.
دائما ما تصلى مها وتحمد الله على حياتها,وعلى زوجها,فهو رغم مرور عدة أعوام على زواجهما مازال كما هو لم يتغير كما تسمع عن بعض الرجال أنهم يتغيرون تغير جذرى بعد الزواج, ومازال يناديها دائما "نور عينى".
كم تحب تلك الكلمة منه,حتى عندما رزقهم الله بطفلة سماها "نورا" حتى يكونا هما الأثنان نور حياته وعينيه.
عاد "أكمل" من السفر و قد أعدت له مها مفاجأة,قصت شعرها كنوع من النيولوك والتغير,لكنها صدمت به ولأول مرة يغضب غضب شديد متسائلا:
"كيف لها ان تفعل ذلك دون استشارته؟,و أنه يحب شعرها الطويل"
كانت كلاماته لطيفة,لكن غضبه شديد مما أثار دهشتها, وبعد هدوء الوضع, أخبرته أنها كانت تنوى تغير لونه لكنها عدلت عن الفكرة لوقت لاحق ,فرفض ايضا تلك الرغبة وأخبرها بحبه للون الأسود, فأخبرته عن خوفها من سفاح الليل المشهور بقتله للنساء أصحاب البشرة البيضاء والشعر الأسود, فكان رده عليها بأنهم كثيرات ولن يجدها وسطهم.
تقبلت مها الأمر الواقع فطالما هو يريد ذلك فلا يوجد مشكلة.
دعاهما أحد الأصدقاء لحفلة فى منزله,وكان وقتا لطيفا وتعرفت مها واكمل على رجلا فى الحفل يدعى "سامح" وهو مهندس الديكور لشقة صاحب الحفل,فكان سامح لطيف وودود,يشعرك الحديث معه بمعرفتك به منذ زمن طويلا حتى أن أكمل أخذ يؤكد لمها أنه قابله من قبل.
لكن بعد الحفل بأسبوع جاءهم خبر اليم عن مقتل "بثينة"احدى الأصدقاء التى كانت معهم فى الحفل,قتلها سفاح الليل,فهى كضحايا السفاح دائما امرأة بيضاء ذات شعر أسود,وجدتها الشرطة فى احدى المناطق النائية وكغيرها من الضحايا علامات السكين تملأ جسدها,فدائما ما يهدف السفاح لتشويه ضحيته وخاصة وجها.
وتوالت التحقيقات ولم تتمكن الشرطة من التوصل حتى لمشتبه به,فهو قاتل ذكى ولايقوم بجرائمه عبثا,بل هو مريض نفسى يقتل انتقاما من المرأة.
أصبحت مها أكثر خوفا من الخروج بعد الحادث,و بدأت تتفاجأ برسائل ومكالمات من أرقام غريبة,تشكك بحب زوجها لهاوكانت لا تلتفت لتلك الأقوال,حتى جاءتها رسالة صريحة بأن زوجها تزوجها لأنها نسخة ثانية من حبيبته وخطيبته السابقة "نورا" التى تم قتلها قبل فرحهما بأسبوعين.
استغربت مها كثيرا,و اخذت صامته تفكر فى الرسالة وتقلب الذكريات,تذكرت كيف نداها بنور لأول مرة بالخطأ, وبرر الأمر بأنه دلع أى نور عينى,و غضبه الشديد من قص شعرها, ورفضه لتغير لونه ,وابنتهم نورا,وحجرته التى يغلقها على ذاته.
فنهضت و هى تشعر بالاحتراق وتتجه نحو الحجرة,تقلب فى محتويات الأدراج والكتب, فوجدت صورة لفتاة تشبهها تماما لكن ليست صورتها, وهدايا وكروت مكتوب عليها امضاء بأسم نورا.
انهارت من البكاء,فهى امراة موهومة تحب رجل يحيا على ذكرى لامرأة تشبهها, أخذت تصرخ بالاهات كلما تذكرت كلاماته لها,فهو لم يحبها قط,هو يحب الصورة التى أراد الله أن تتشابه مع نورا حبيبته.
عاد أكمل من الخارج, وجدها تجلس فى الحجرة وبيدها الصورة, حاول أن يبرئ نفسه ويقنعها بأن نورا الماضى لكن هى الحاضر والمستقبل,لكنها رفضت كلاماته,فكيف لها أن تصدقه مرة أخرى؟
فشبح نورا سيظل بينهما,فهى لن تصدق أبدا أنها بقلبه ولن تصفح عنه أبدا, أخبرته أنها راحلة,وتريد منه ارسال ورقة الطلاق على منزل أسرتها, وتضيف ساخرة:
"بيت أهلى أنا مش نورا"
رحلت مها لمنزل أسرتها و حاول أكمل كثيرا التصالح معها دون جدوى, وكانت نفسيتها تسوء يوما عن الأخر,فاخذتها احدى صديقاتها معها فى نزهة و هى نفسها صاحبة الحفل الأخير الذى حضرته مع زوجها أكمل,وكان معهم فى تلك النزهة سامح الذى حضر بصحبة زوج صديقتها,فهو رجلا لطيف لاحظ حزنها فحاول بحديثه المرح أن يجعلها تبتسم, حتى جاء أكمل ببناء على موعد متفق بينه وبين صديقتها من أجل الصلح,لكن ظلت مها متمسكة برأيها طالبة للطلاق.
قائلة له:"نعم أحبك لكن طالما ماضيك مازال حيا داخلك
فأنا لست حاضرك ولا مستقبلك"
لم يجد أكمل غير احترام رغبتها,فقد ظلمها معه وكفى,وبالفعل طلقها.
أرادت مها أن تتعرف على هوية من أخبرها بماضى زوجها,الذى تجهله هى,لكن جميع الأرقام مغلقة فتناست الأمر وقررت أن تحيا لابنتها فقط.
استيقظت مها ذات يوم على خبر القاء القبض على سفاح الليل الذى روع أمن و أمان المواطنين,وكانت المفاجاءة أن السفاح ما هو الا "سامح"و المفاجاءة الأكبر أنه يرتدى وجه مستعار يخفى به التشوه الذى يملأ وجهه,كان سامح أو "رءوف" الأسم الحقيقى له هو و أكمل صديقان, وكل منهما أحب نورا,لكن سامح كان أقرب لها فارتبطا سريعا وجهزوا شقة الزوجية , وذات مرة تركها وحدها فى الشقة وذهب ليجلب بعض الأشياء ,وعند عودته وجد حريق هائل فى الشقة فدخل لانقاذها فتشوه وجهه,بينما هى كانت تركت الشقة قبل أن يعود وقبل اشتعال الحريق,ورغم تضحيته بحياته من أجلها,لم تقف بجانبه بل تركته, وصديقه أكمل أيضا تركه من أجلها.
فادعى الانتحار,كتب جواب واصفا انتحاره,و أنه انتحر بمادة الغطاس حتى يتحلل جسده بالكامل,هكذا خدع سامح الجميع من أجل الانتقام,وبالفعل قتلها قبل زواجها من أكمل, ومن بعدها توالت جرائمه,فكلما رأى امرأة بيضاء اللون وبشعر أسود ,تذكر نورا ومافعلته به,وكيف كانت قاسية وابعدته عنها بعنف واحتقار.
اشفقت مها على حاله واستنكرت فعلة زوجها السابق أكمل,فهو رجل هش أمام امرأة كنورا,لا قلب لها,كيف وثق بها بعد ما تخلت عن رجل ضحى بحياته من أجلها؟
وكيف له أن يتخلى عن صديقه فى محنته؟
فهى خدعت به,فحمدت الله على انفصالها عنه, وحرصت على زيارة سامح فى المصحة النفسية التى تم ايداعه بها,حتى تخفف عنه,فحقا هى ونورا شكل واحد لكن لكل منهما روح مختلفة.
كلامك صحيح عزيزتي
والأهم أنه فيها حكمة ثمينة
يسعدني أنك استمتعتي بها
الورد لعيونك
والله قصة محزنة جدا
يعطيك الف الف عافية يا صموتة
حقا استمتعت بهده القصة الرائعة
يبعد عنك الحزن حبيبتي
ربي يعافيك
منوررررة