سقوط الخﻼفة اﻹسﻼمﯿة
27 رجب 1342هـ ـ 3 مارس 1924م
إنه الحدث اﻷهم واﻷخطر في أوائل القرن العشرﯾن، والمصاب الجلل الذي أصاب أمة اﻹسﻼم في العصر الحدﯾث، ولم ﯾكن هذا السقوط مفاجأة، أو نتاج موقف أو هزﯾمة طارئة، بل محصلة جهود متضافرة ممتدة لعشرات السنﯿن اشترك فﯿها أطراف متباﯾنة، منهم عدو حاقد، وطاعن حاسد، وعمﯿل خائن، وشعوبي جاهل، ومفتون متغرب، ومسلم أحمق ساذج، وفي النهاﯾة سقطت الخﻼفة العثمانﯿة التي ظلت تؤرق مضاجع صلﯿبي أوروبا ﻷكثر من ستة قرون.
«ﯾرجع أصل العثمانﯿﯿن إلى القبائل التركمانﯿة، وﯾعتبر اﻷمﯿر »عثمان بن أرطغرل ،مؤسس الدولة العثمانﯿة سنة 699هـ، في منطقة اﻷناضول أو آسﯿا الصغرى وقد مرت الدولة العثمانﯿة بسبعة مراحل انتقلت بها من حال إلى حال كما ﯾلي:
يتبع ..
ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻬﻮض واﻟﻔﺘﺢ: ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 816 ﻫـ ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ 918 ﻫـ : وﻓﯿﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﻮة اﻻﻛﺘﺴﺎح اﻟﺘﯿﻤﻮري، وأﺧﺬت ﻓﻲ اﻟﻨﻬﻮض ﻣﻦ ﻧﻔﻖ اﻟﺘﺸﺮذم، واﺳﺘﻌﺎدت ﻋﺎﻓﯿﺘﻬﺎ، واﺗﺤﺪ اﻷﻧﺎﺿﻮل ﻣﺮة أﺧﺮى، وﺑﺪأت ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻷوروﺑﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻣﺮاد اﻟﺜﺎﻧﻲ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﺘﺢ اﻷﻋﻈﻢ ﻟﻠﻘﺴﻄﻨﻄﯿﻨﯿﺔ ﺳﻨﺔ 857ﻫـ، ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻟﻘﺐ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻔﺎﺗﺢ، وﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﻈﯿﻤﺔ، وﻛﺎن ﺳﻘﻮط اﻟﻘﺴﻄﻨﻄﯿﻨﯿﺔ ﯾﻤﺜﻞ ﺧﺎﺗﻤﺔ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ.
ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ وأوج اﻟﻘﻮة: ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 918 ﻫـ ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ 974 ﻫـ: وﻓﯿﻬﺎ ﺗﻨﺎوب ﻋﻠﯿﻬﺎ اﺛﻨﺎن ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺴﻼﻃﯿﻦ »ﺳﻠﯿﻢ اﻷول« ووﻟﺪﻩ »ﺳﻠﯿﻤﺎن اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ«، وﺑﻠﻐﺖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ أوج ﻗﻮﺗﻬﺎ، واﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ، واﺗﺴﻌﺖ ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻟﺤﺠﺎز واﻟﯿﻤﻦ واﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ، وﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻷوروﺑﯿﺔ وﺻﻠﺖ ﺣﺘﻰ ﺑﻮﻟﻨﺪا واﻟﺒﻠﻘﺎن ﻛﻠﻪ ﺗﻘﺮﯾﺒًﺎ، ووﺻﻠﺖ اﻟﺠﯿﻮش اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ إﻟﻰ أﺳﻮار ﻓﯿﻨﯿﺎ، وﺳﯿﻄﺮت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﺑﺼﻮرة ﺷﺒﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺎر واﻟﻤﻀﺎﯾﻖ، وﻟﻜﻦ ﺷﻬﺪ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﺑﺪاﯾﺔ دﺧﻮل اﻟﯿﻬﻮد واﺳﺘﻮﻃﺎﻧﻬﻢ ﺑﺄﻗﺎﻟﯿﻢ اﻟﺨﻼﻓﺔ، وﺑﺪاﯾﺔ ﻋﺼﺮ اﻻﻣﺘﯿﺎزات اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ، وﻛﻼ اﻷﻣﺮﯾﻦ ﺳﯿﻜﻮن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯿﺮ ﻛﺒﯿﺮ ﻓﻲ إﺿﻌﺎف اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ.
ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻄﻮﯾﻠﺔ: ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 974ﻫـ ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ 1171 ﻫـ: وﻓﯿﻬﺎ ﺗﻨﺎوب ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻠﻄﺎﻧًﺎ، أوﻟﻬﻢ ﺳﻠﯿﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ وآﺧﺮﻫﻢ ﻋﺜﻤﺎن اﻟﺜﺎﻟﺚ، وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻤﺔ اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻄﻮﯾﻠﺔ »ﻗﺮاﺑﺔ ﻗﺮﻧﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن« ﺳﯿﻄﺮة ﻗﺎدة اﻟﺠﻨﻮد اﻹﻧﻜﺸﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﯿﺪ اﻷﻣﻮر، واﻣﺘﺪاد أﯾﺪﯾﻬﻢ ،إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻔﺎء ﺑﺎﻟﻌﺰل واﻟﺘﻮﻟﯿﺔ وﺣﺘﻰ اﻟﻘﺘﻞ، وﻗﺪ ﻗﻮﯾﺖ ﺷﻮﻛﺘﻬﻢ وﻛﺜﺮت ﺛﻮراﺗﻬﻢ وﻓﺴﺪت أﺧﻼﻗﻬﻢ ﺑﺸﺪة، وأﺻﺒﺢ ﺑﺄﺳﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻋﺪوﻫﺎ، واﺗﺼﻔﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻧﺤﺴﺎر اﻟﻤﺪ اﻟﺠﻬﺎدي ﻓﻲ أوروﺑﺎ، وﻇﻬﻮر ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻣﺜﻞ روﺳﯿﺎ واﻟﻨﻤﺴﺎ اﻟﻠﺘﯿﻦ ﺣﻤﻠﺘﺎ ﻟﻮاء ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﺑﺼﻮرة ،ﺷﺒﻪ داﺋﻤﺔ، واﺗﺼﻔﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ أﯾﻀًﺎ ﺑﻜﺜﺮة اﻻﺗﻔﺎﻗﯿﺎت ﻣﻊ اﻟﺪول اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ واﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻗﯿﺪًا ﺛﻘﯿﻼً ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺜﺮت اﻟﺜﻮرات اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻣﻦ وﻻة اﻷﻗﺎﻟﯿﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﺷﻌﺮوا ﺑﻀﻌﻒ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﻠﯿﻬﻢ، ﻓﺜﺎروا ﺑﻐﯿﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﺑﻤﺎ ﺗﺤﺖ أﯾﺪﯾﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺛﻮرة أﺑﺎﻇﺔ ﺑﺎﺷﺎ ﺑﺎﻷﻧﺎﺿﻮل، وﺛﻮرة ﻓﺨﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﻠﺒﻨﺎن، وﻛﺎن اﻟﺬي ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء اﻟﺪوﻟﺔ ﺻﺎﻣﺪة ﻃﻮال ﻓﺘﺮة ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻊ ﻃﻮﻟﻬﺎ وﺿﻌﻔﻬﺎ، وﺟﻮد رﺟﺎل أﻛﻔﺎء أﻗﻮﯾﺎء ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺐ اﻟﺼﺪر اﻷﻋﻈﻢ »رﺋﯿﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ« أﻣﺜﺎل ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻘﻠﻲ، ﺳﻨﺎن ﺑﺎﺷﺎ، آل ﻛﻮﺑﺮﯾﻠﻲ .
يتبع ..
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﻜﻢ اﻻﺗﺤﺎد واﻟﺘﺮﻗﻲ: ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 1328ﻫـ ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ 1340 ﻫـ : وﻫﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﻓﯿﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺠﻬﻮدات أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم واﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﺣﯿﺰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ، ﻓﻔﻲ ﺧﻼل اﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ ﺧﺴﺮت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﻛﻞ وﻻﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﻘﺎن واﻟﻌﺮاق واﻟﺸﺎم وإﻓﺮﯾﻘﯿﺎ ودﺧﻠﺖ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﻼ داع، ﺧﺴﺮت ﻓﯿﻬﺎ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮد، واﻧﺪﻟﻌﺖ اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ أﻣﯿﺮ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﺨﺪوع اﻟﺸﺮﯾﻒ ﺣﺴﯿﻦ، واﺣﺘﻠﺖ إﻧﺠﻠﺘﺮا ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺗﻤﻬﯿﺪًا ﻟﺘﻘﺪﯾﻤﻬﺎ ﻏﻨﯿﻤﺔ ﺑﺎردة ﻟﻠﯿﻬﻮد.
مرحلة حكم اﻻتحاد والترقي: من سنة 1328هـ حتى سنة 1340 هـ : وهي المرحلة التي بدأت فﯿها كل مجهودات أعداء اﻹسﻼم والدولة العثمانﯿة تدخل حﯿز التنفﯿذ، ففي خﻼل اثنتي عشرة سنة فقط خسرت الدولة العثمانﯿة كل وﻻﯾاتها في البلقان والعراق والشام وإفرﯾقﯿا ودخلت الحرب العالمﯿة اﻷولى بﻼ داع، خسرت فﯿها مئات اﻵﻻف من الجنود، واندلعت الثورة العربﯿة بزعامة أمﯿر مكة المخدوع الشرﯾف حسﯿن، واحتلت إنجلترا فلسطﯿن تمهﯿدًا لتقدﯾمها غنﯿمة باردة للﯿهود.
وﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻌﺮض اﻟﺴﺮﯾﻊ ﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﺑﻤﺮاﺣﻠﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﯾﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن أﺳﺒﺎب ﺳﻘﻮط ﻫﺬﻩ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺮﯾﻘﺔ ﯾﻨﻘﺴﻢ ﻷﺳﺒﺎب داﺧﻠﯿﺔ وأﺧﺮى ﺧﺎرﺟﯿﺔ.
أوﻻً: اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ:
(1) ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺷﺮع اﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ، وﻣﻨﻬﺞ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ،اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ، ﻓﺘﺤﺖ اﻟﻘﺴﻄﻨﻄﯿﻨﯿﺔ، واﻟﺒﻠﻘﺎن وﺗﻮﺳﻌﺖ ﺣﺘﻰ ﺑﻮﻟﻨﺪا، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻗﻮﯾﺔ وﻣﺘﻘﺪة، ﻇﻠﺖ راﯾﺎت اﻟﺠﻬﺎد ﺧﻔﺎﻗﺔ، واﻟﻌﺰ واﻟﺘﻤﻜﯿﻦ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺷﺮﯾﻌﺔ اﻟﺠﻬﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام، وﻟﻤﺎ ﻓﺴﺪت اﻷﺧﻼق واﻧﺤﺮﻓﺖ اﻟﻨﻮاﯾﺎ، وﺣﺮص اﻟﻜﺒﯿﺮ واﻟﺼﻐﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﺟﻤﻊ اﻷﻣﻮال اﻧﻬﺎر اﻟﺼﺮح اﻟﻌﻈﯿﻢ.
(2) إﻫﻤﺎل اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻘﺮآن واﻟﺤﺪﯾﺚ واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ.
(3) ﺗﺮك اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﯿﻦ ﯾﺠﺎوزون ﻣﺪاﻫﻢ وﯾﺘﺪﺧﻠﻮن ﻓﻲ ﺷﺌﻮن اﻟﺤﻜﻢ.
(4) ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ أي ﺷﺨﺺ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻨﺎﻓﺲ اﻟﻤﺮﺷﺢ 813» ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ، وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب ﻇﻬﺮت ﻓﻜﺮة ﻗﺘﻞ اﻹﺧﻮة ﻃﯿﻠﺔ ﻗﺮﻧﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ﻫـ ـ 1003ﻫـ« ﺛﻢ اﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﺑﻌﺰل اﻹﺧﻮة ﻣﻊ اﻟﺤﺮﯾﻢ، وأﯾﻀًﺎ ﻧﻈﺎم ﺗﻌﯿﯿﻦ اﻟﻮﻻة اﻟﺬي ﯾﻤﻨﻊ ﻣﻦ أن ﯾﻤﻜﺚ أي واﻟﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﺻﻼﺣﻪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 3 ﺳﻨﻮات .
(5) ﺗﺮك اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻺﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ، واﻻﻛﺘﻔﺎء ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﻀﻮع ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ، وﻗﺪ ﻣﺜﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺸﻌﻮب ﻗﻨﺎﺑﻞ ﻣﻮﻗﻮﺗﺔ ﻣﻌﺪة ﻟﻼﻧﻔﺠﺎر ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ.
(6) اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻄﺮق اﻟﺼﻮﻓﯿﺔ، وﻣﺎ اﺳﺘﺘﺒﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﯿﻮع اﻟﺒﺪع واﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت واﻟﺨﺮاﻓﺎت، وﻓﺴﺎد اﻟﻌﻘﯿﺪة، ﺣﺘﻰ اﻋﺘﻘﺪ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺮ واﻟﺸﺠﺮ وﺣﺘﻰ ﻣﺪاﻓﻊ اﻟﻤﯿﺪان، ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻣﻊ ﻣﺪﻓﻊ ﻣﺮاد اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد، واﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﻨﺬر اﻟﻨﺎس إﻟﯿﻪ وﯾﻄﻮﻓﻮن ﺑﻪ، وﻗﺪ أﻟﻒ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﻟﻮﺳﻲ رﺳﺎﻟﺔ أﺳﻤﺎﻫﺎ »اﻟﻘﻮل اﻷﻧﻔﻊ ﻓﻲ اﻟﺮدع ﻋﻦ زﯾﺎرة اﻟﻤﺪﻓﻊ».
(7) ﻏﯿﺎب اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻘﺎدة اﻟﺮﺑﺎﻧﯿﯿﻦ ﻣﻤﺎ أدى ﻟﺠﻤﻮد اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ وﺳﺪ ﺑﺎب اﻻﺟﺘﻬﺎد واﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﻤﺬﻫﺒﻲ .
(8) اﻟﺘﺮف واﻻﻧﻐﻤﺎس ﻓﻲ اﻟﺸﻬﻮات واﻟﺰواج ﻣﻦ اﻷﺟﻨﺒﯿﺎت اﻟﻼﺗﻲ ﯾﻜﻮن وﻻؤﻫﻦ ﻟﺒﻼدﻫﻦ اﻷﺻﻠﯿﺔ، ورﺑﻤﺎ ﺗﺂﻣﺮوا ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻣﻦ اﻷﻓﻌﻰ اﻟﺮوﺳﯿﺔ اﻟﯿﻬﻮدﯾﺔ »روﻛﺴﻼن».