تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » شهر الله المحرم

شهر الله المحرم 2024.

ما أشبه الليلة بالبارحة ..
هذه الأيام تمر بسرعة و كأنها لحظات ، فقد استقبلنا بداية العام الفائت ، و ما هي إلا فترة من الزمن و إذ بنا نستقبل بداية عام جديد ،
فعلينا أن نبادر بالأعمال الصالحة ، و أن نحرص على ملئ صحائف أعمالنا بما يُرضي الله ، و بما يُسعدنا يوم نلقاه .
شهر الله المحرّم
شهر الحرام مبارك ميمون *** و الصوم فيه مضاعف مسنون
و ثــواب صائمه لوجه إلهه *** في الخلــــد عند مليكه مخزون
إنّ شهر الله المحرّم شهرٌ عظيم مبارك ، و هو أول شهور السنة الهجرية ، و أحد الأشهر الحُرمِ التي قال الله فيها :

{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } . التوبة 36

و قوله تعالى : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } أي: في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد و أبلغ في الإثم من غيرها .
وعن ابن عباس في قوله تعالى : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن ،
و جعل الذنب فيهن أعظم و العمل الصالح و الأجر أعظم .
و قال قتادة في قوله : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها .
فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم :
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر محرم ،
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " . رواه مسلم 1163

قوله : ( شهر الله ) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم ، قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرَّم .
و لكن قد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان ،
فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله .
صيام عاشوراء :
أولًا : يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

" … وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ " . رواه مسلم

و هذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة و الله ذو الفضل العظيم .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم عاشوراء ، و معنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه و الرغبة فيه .

ثانيًا : و أما سبب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء وحث الناس على صومه فهو ما رواه البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ مَا هَذَا ؟

قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى .

قَالَ : " فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَ أَمَرَ بِصِيَامِهِ " .

قوله : ( هذا يوم صالح ) في رواية مسلم " هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه " .

قوله : ( فصامه موسى ) زاد مسلم في روايته " شكراً لله تعالى فنحن نصومه " .

قوله : ( وأمر بصيامه ) وفي رواية للبخاري أيضا : " فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا " .

ثالثاً : تكفير الذنوب الحاصل بصيام يوم عاشوراء المراد به الصغائر ، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة .

قال النووي رحمه الله : " يُكَفِّرُ ( صيام يوم عرفة ) كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ ، وَ تَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ " .
نسأل الله أن يوفقنا لأن تكون كل أيامنا في طاعته و السعي لمرضاته و أن يجعله عام خير و بركة و عز للمسلمين


جزاك الله خيرا
واعاننا على صيام تاسوعاء وعاشوراء

شكرا لك
موضوع قيم

بارك الله فيك
وجزاك خيرا
وخيرا جزاكما أخواي الفاضلان
السلام عليكم
أخي الكريم
جزاك الله عنا خيرا
عن نفسي استفدت منك بفضل الله وكرمه
ولك عندي همسة من أخيك فهلا قبلتها ؟
حديث فضل صيام عاشوراء
نعم هو في الصحيح كما تفضلت
لكن ألست تتفق معي في كون تحري النص بلفظه عند نقل الحديث هو واجبنا ؟
من هذا الباب أقول أني على قدر ما استطعت بفضل الله قرأت أن الرواية المذكورة هي جزء من حديث ونص الرواية والله أعلم هي :
(وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ )
لاحظ أن الفرق يكاد يكون في حرف
لكن ألم نتفق على تحري النص بلفظه ؟
لو أخطأت انا فمن فضلك بين لي كي أتعلم
ولو كانت زلة من قلمك الذي سال بالخير (فجل من لا يسهو) ولنعدل النص في الموضوع الأصلي ولو شئت بعدها بتعديل مشاركتي فلا بأس
وجزاك الله عنا كل خير ونفع بك الإسلام والمسلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.