تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ضوء أخضر لجيش كوريا الشمالية لضرب أميركا نووياً

ضوء أخضر لجيش كوريا الشمالية لضرب أميركا نووياً 2024.

أعلن جيش كوريا الشمالية انه حصل على موافقة نهائية لشن ضربات ”لا هوادة فيها” على الولايات المتحدة تشمل امكانية استخدام الاسلحة النووية ”المتطورة”.

وقال رئيس اركان الجيش في البيان الذي نشرته وكالة الانباء الكورية الشمالية انه يبلغ واشنطن رسمياً ان التهديدات الاميركية يمكن ان ”تسحق الكثير بوسائل ضاربة نووية متطورة اصغر واخف ومتنوعة” وان ”العملية التي لا رحمة فيها لقوات (نا) المسلحة الثورية تمت دراستها بصورة نهائية والمصادقة عليها”.

شكلت العقوبات الأخيرة من الأمم المتحدة شرارة الإطلاق، لسيل من التهديدات الكورية الشمالية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية، ووصلت هذه التهديدات إلى تشغيل مجمعها النووى الرئيسى الذى كان متوقفا.

وتحاول بى بى سى تحديد مدى خطورة التهديدات التى تمثلها كويا الشمالية على أمريكا وجيرانها الدول الآسيوية.

كثيرا ما تستخدم كوريا الشمالية خطابا عدائيا تجاه من تعتبرهم معادين، ففى عام 1994 هددت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بتحويل عاصمتها سول إلى بحر من اللهب الأمر، الذى خلق حالة من الرعب لدى الكوريين الجنوبيين.

وبعد أن قام جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكى السابق عام 2024 بتصنيفها بأنها إحدى دول "محور الشر"، ردت بيونج يانج بأنها "ستمحو المعتدين بلا رحمة".

وفى يونيو الماضى هددت كوريا الشمالية بأن مدفعيتها تستهدف سبعة مجموعات من وسائل الإعلام فى كوريا الجنوبية، وهددتها بحرب بلا رحمة.

كما أنها اعتادت على نمط من التهديدات المتصاعدة ضد كوريا الجنوبية كلما تولى فيها رئيس جديد الحكم.
وفيما لا يرى الكثير من المحللين فى هذه الخطابات تهديدا حقيقيا، إلا أن آخرين يحذرون من مغبة الإفراط فى التوقعات المتفائلة والفهم الجيد لكوريا الشمالية، لأن لديها عددا من الجبهات الخطيرة.

وقال جون ديلورى الأستاذ بجامعة يونسى فى كوريا الجنوبية لبى بى سى: "إذا تتبعت وسائل الإعلام فى كوريا الشمالية فإنك ستلحظ استمرارية فى توجيه اللغة العدائية تجاه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وأحيانا اليابان، ومن الصعب أن تحدد ما الذى يمكن أن تأخذه منها على محمل الجد، ولكن عندما تتابع المناسبات عندما يحدث شىء ما مثلما حدث من هجوم بالمدفعية على جزيرة تابعة لكوريا الجنوبية فى 2024، فإنك ستجد تحذيرات واضحة".

ويهدد الشمال باستمرار بأن التدريبات العسكرية التى أجريت فى المنطقة ستستجلب رد فعل انتقاميا، حيث يعترف ديلورى بأن عدم القدرة على قراءة نوايا بيونج يانج وعدم التقدير الجيد لقدراتها جعلا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عالقين فى مستنقع كوريا الشمالية.

جاءت التهديدات الشمالية الأخيرة بشن هجوم نووى محتمل ردا على التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وليس على العقوبات الامريكية ذاتها.

وتقول أندريا برجر، من المعهد الملكى المتحد للخدمات بلندن: "فى أى وقت تهدد دولة بشن بحرب نووية وقائية، يكون هذا مدعاة للقلق، وكوريا الشمالية ليست استثناء، مع تغير نبرة خطابها الأخير من التلويح للولايات المتحدة بصواريخها البالستية، إلى التهديد بقدرتها على ضرب أهداف حيوية فى قلب أمريكا بصواريخها البالستية".

ولكن الكثير من الخبراء يعتقدون أن التهديدات القادمة من كوريا الشمالية تعبير عن رغبتها فى إبرام معاهدة سلام مع الولايات المتحدة.

وتقول برجر "يبدو أن كوريا الشمالية تعتقد أنها لن تأخذ على محمل الجد فى محادثات السلام إلا إذا دخلتها وفى حوزتها قوة عسكرية كبيرة، وهذا يتماشى كثيرا مع النظام التاريخى لبيونج يانج الذى يعتمد على العسكرية فى المقام الأول".

ولكن أمريكا غالبا ما تكون فى موقع الصدارة، وهو ما يقوله ديلورى: "هناك حالات تحاول فيها التهديدات جذب انتباه البيت الأبيض، الذى يحاول تجاهل كوريا الشمالية، ورسالة بيونج يانج تقول أنتم لا تريدون الحديث معنا، ولكننا لن نذهب بعيدا، فسوف نجعلكم تتفقون معنا".

وينظر إلى سلسلة التهديدات الأخيرة من قادة الشمال الكورى على أنها خدعة خاصة أن القادة هؤلاء يعلمون أن الهجوم النووى سيكون انتحاريا وغير عملى، كما أن المنظومة الصاورخية لكوريا الشمالية ما زالت بدائية.

كما أن الكثيرين يشيرون إلى أنه لم يثبت من قبل نجاح كوريا الشمالية فى تنفيذ أى معاهدة بشكل صحيح، حيث هددت من قبل بخرق اتفاق الهدنة، وتم رصد مساع من أجل هذا.

ولكن رد الفعل الغاضب من الشمال جاء بتحريك القوات التقليدية للاشتباك على الحدود مع كوريا الجنوبية سواء على البر أو البحر، وهو ما حدث من قبل.

كما أنها أعلنت عن إعادة تشغيل مفاعلها النووى الرئيسى فى يونغبيون بما يمكن أن يفتح موردا جديدا للتزود بالبلوتونيوم لبرنامج تسلحها، وعندما تصل المسائل إلى تخصيب اليورانيوم فإنه لا أحد يعلم بالضبط ماهى الخطط السرية الموجودة فى جعبتها، كما أنه ليس هناك دليل واضح على أن التفجير الأخير لكوريا الشمالية كان تفجيرا معتمدا على اليورانيوم.
ومع ذلك فإن الخبراء يقولون إن الإمكانيات الموجودة فى يونغبيون يمكن أن يتم استخدامها لإنتاج أسلحة تعتمد على اليورانيوم.

أظهرت الاختبارات التى أجرتها كوريا الجنوبية على أجزاء لصاروخ أطلق فى شهر ديسمبر أن كوريا الشمالية ستمتلك صواريخ يصل مداها لأكثر من 10 آلاف كيلو متر، مما يضع الولايات المتحدة داخل نطاق يمكن توجيه الضربات إليه.

ومع ذلك، هناك أدلة قليلة على أن كوريا الشمالية قد توصلت إلى تطوير نظام توجيه يضمن توجيه الضربات الدقيقة، أو إلى التكنولوجيا التى تمكنها من التوصل مجددا إلى صواريخ باليستية عابرة للقارات.

وبالتالى يمكن القول بأن قدرة بيونج يانج على تنفيذ ضربة نووية ضد الولايات المتحدة ليست مؤكدة بشكل كبير، حيث لا يعتقد المحللون أنها تمكنت حتى الآن من تصنيع جهاز نووى صغير بالحجم الذى يمكنها من وضعه على رأس صواريخ حربية.

وقال المعهد الدولى للدراسات الإستراتيجية، إن الصاروخ الذى أطلقته كوريا الشمالية فى شهر ديسمبر أثبت أن لديها شيئا يمكن أن يضرب السواحل الأمريكية، لكن المعهد أضاف أن أى "صواريخ فعالة تحمل رؤوس نووية عابرة للقارات لا تزال فكرة مستبعدة على الأقل لعدة سنوات".

وأظهرت كوريا الشمالية أنها مصرة على الوصول إلى هذه التقنية، وبلغ حجم أحدث اختبار نووى أجرته تحت الأرض ضعف حجم الاختبار السابق الذى أجرته عام 2024، كما قالت كوريا الشمالية إن اختبارها النووى الذى أجرته فى فبراير قام بتفجير "رأس حربية نووية أخف وزنا وأقل حجما، ولكنها ذات شحنة تفجيرية كبيرة".

ولكن فى الوقت الذى تسعى فيه كوريا الشمالية لضرب الولايات المتحدة، يمكنها أيضا أن تستهدف المصالح الأمريكية فى المنطقة، فهناك أكثر من 28 ألف من الجنود الأمريكيين فى كوريا الجنوبية، و40 ألف آخرين فى اليابان، وهناك أيضا قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة فى جزيرة غوام القريبة من الفلبين.

وتلتزم الولايات المتحدة أيضا بالدفاع عن اليابان إذا تعرضت لهجوم، وذلك وفقا لشروط التحالف الأمنى بين الولايات المتحدة واليابان فى أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وتقول الولايات المتحدة إنها قادرة على صد أى هجوم عليها أو على حلفائها إذا ما أطلق أى صاروخ من جانب كوريا الشمالية.

وجدير بالذكر أن السفينة الحربية الأمريكية الوحيدة التى تحتجز من قبل قوة أجنبية توجد الآن فى بوينج ياند، فقد احتجزت كوريا الشمالية هذه السفينة التى يطلق عليها اسم USS Pueblo خلال مهمة استطلاع لها عام 1968 وهى فى المياه الدولية، ولم يكن أحد يتوقع أن بيونج يانج قد تقوم باحتجازها، كما لم يكن طاقم السفينة مستعدا لذلك.
وقد توفى أحد أفراد هذا الطاقم، وتم اقتياد 82 أمريكيا آخر إلى معسكرات اعتقال فى كوريا الشمالية، حيث تم احتجازهم لمدة 11 شهرا بتهمة التجسس، وقد تم الإفراج عنهم بعد أن قدمت الولايات المتحدة اعتذارا، وأكدت أن السفينة لم تكن فى مهمة تجسس، ثم تراجعت أمريكا بعد عن تلك التصريحات فى وقت لاحق.

جيران كوريا الشمالية

منذ انتهاء الحرب الكورية، أظهرت بيونج يانج مراراً قدرتها على ضرب جيرانها والمصالح الأجنبية الأخرى فى المنطقة، ويكون ذلك غالبا ردا على ما تراه استفزازاً لها.

ففى عام 1967، هاجمت وأغرقت سفينة لكوريا الجنوبية خلال قيامها بدورية فى البحر الأصفر، مما أسفر عن مقتل 39 من طاقمها.
وقد أعقب ذلك فترة من الهدوء النسبي، على الرغم من استمرار الحديث عن الحرب، ثم واصلت كوريا الجنوبية ما يعرف بـ "سياسة الشمس المشرقة" والتى تشير إلى محاولة لبناء علاقات وثيقة وتخفيف حدة التوتر، وذلك بين عامى 1998 و2008.
لكن فى مارس عام 2024، تعرضت سفينة تشيونان الكورية الجنوبية التى كانت تبحر بالقرب من المنطقة البحرية المتنازع عليها بين البلدين لتفجير أدى إلى انقسامها لنصفين ومقتل 46 من البحارة على متنها.

وقالت كوريا الجنوبية، إن التفسير المنطقى لذلك الحادث هو أن السفينة استهدفت بقذيفة من قبل القوات البحرية لكوريا الشمالية، لكن بيونج يانج نفت ذلك.

وفى نوفمبر من نفس العام، قصفت القوات الكورية الشمالية بالمدفعية جزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية، والتى أدت إلى مقتل اثنين من قوات مشاة البحرية التابعة لكوريا الجنوبية، واثنين آخرين من المدنيين، وقالت بيونج يانج إن الاشتباكات بدأت باستفزاز من القوات التابعة لكوريا الجنوبية التى كانت تجرى تدريبات عسكرية بالقرب من الجزيرة.
وتمتلك كوريا الشمالية جيشا تقليديا يضم أكثر من مليون جندي، لكن يعتقد أن أسلحته تعود إلى فترة الاتحاد السوفيتى وتعد أسلحة متخلفة، لكنها لا تزال تمتلك كمية هائلة من قطع المدفعية تنشرها بطول المنطقة المتنازع عليها والتى تعد منطقة منزوعة السلاح، كما تقع العاصمة الكورية الجنوبية سيول فى مرمى هذه الأسلحة.

ووفقا للمعهد الدولى للدراسات الإستراتيجية للتوازن العسكرى، فإن ما يقرب من 65 فى المئة من الوحدات العسكرية لكوريا الشمالية، وأكثر من 80 فى المئة من قدرتها العسكرية على إطلاق الصواريخ تنتشر فى نطاق 100 كيلو متر من هذه المنطقة منزوعة السلاح.

الله يستر مشكور عالخبر ماينفع نسوي صلح بينهم
قال وزير خارجية الفلبين اليوم الجمعة، إن بلاده مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، التى تعد دفاعاتها لمواجهة تهديدات من كوريا الشمالية بمهاجمتها، ملمحا إلى احتمال فتح المزيد من القواعد الفلبينية للجيش الأمريكى.

كانت القوات الأمريكية قد استخدمت من قبل قواعد عسكرية ومطارات مدنية فى الفلبين، لإصلاح وإعادة تزويد طائرات وسفن حربية بالوقود خلال حربى العراق وأفغانستان.

وللولايات المتحدة الأمريكية سفن فى سوبيك التى كان يتمركز بها فيما سبق الأسطول السابع الأمريكى، وطائرات فى قاعدة كلارك القريبة، وكانت قاعدة أمريكية فيما سبق بجزيرة لوزون الرئيسية.

وقال وزير الخارجية ألبرت ديل روزاريو، فى القاعدة العسكرية الرئيسية بمانيلا اليوم، "أعتقد أننا كحليفين بيننا معاهدة فإنه إذا وقع هجوم فعلينا أن نساعد أحدنا الآخر، وهذه هى طبيعة التحالف بموجب معاهدة".

ووقعت مانيلا معاهدة للدفاع المشترك مع واشنطن عام 1951، وهى إحدى الحلقات الرئيسية فى مجموعة التحالفات الأمنية بين الولايات المتحدة ودول بمنطقة أسيا، والمحيط الهادى منها اليابان وكوريا الشمالية وسنغافورة وتايلاند وأستراليا.

وبدأت الدولتان اليوم تدريبات عسكرية مشتركة مقررة تستمر أسبوعين تحمل اسم باليكاتان، أو "كتف فى كتف"، وتأتى وسط تصاعد التوتر فى شبه الجزيرة الكورية، وبحر الصين الجنوبى حيث تخوض الفلبين نزاعا على أراض ممتد منذ فترة طويلة مع الصين.

وقال الوزير "باليتاكان" وهى مجموعة تدريبات معقدة وشاملة إسهام مهم ليس فقط لإعداد القوات المسلحة للبلدين، للعمل معا، وإنما أيضا لبناء قدرة بلادنا للدفاع عن نفسها.

ويشارك نحو ثمانية آلاف جندى أمريكى وفلبينى، فى تدريبات هذا العام، كما تشارك أكثر من عشر دول من منطقة أسيا والمحيط الهادى فى التدريبات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.