فتاة جميلة تتمتع بقوامٍ رشيق… وعينين خضراوين… ونظرات مغرية… ومقاييس “توب موديل” عالمية.
إنها بالفعل إحدى أهم عارضات أزياء “تل أبيب” وصلت شهرتها الى أوروبا… فتاة الموضة والموساد ماذا تريد من الشبان والشابات؟ ولماذا تنتحل أسماء فتيات لبنانيات وتنسب نفسها الى جامعات لبنانية؟.
نيتا ألشميستر إسم العارضة الاسرائيلية التي تحرص على تزيين عنقها بسلسلة ذهب تحمل إسمها، خدمت في صفوف الجيش الاسرائيلي كمجندة كما تنص القوانين العسكرية في اسرائيل. وقبل التحاقها بالجيش تطوعت في وحدة “الجدناع” التي تعرف بـ”كتائب الشباب”، وهذه الوحدة تضم فتياناً وفتيات من سن الـ”15″ عاماً الى سن الـ”18″ والدخول الى كتائب الشباب يعتبر كمرحلة تأهيلية قبل الانخراط في صفوف الجيش، لتنمية الروح العسكرية، فيتم تدريبهم على أنواع الأسلحة كافة.
و”الجدناع” تضم كتائب عدة منها: كتيبة الطلبة، وكتيبة المزارعين ونيتا ألشميستر كانت ضمن كتيبة الطلبة حيث ألتقطت لها صور وهي على مقاعد الدارسة إضافةً للعديد من الصور مع مجموعةً من أصدقائها المنتمين الى وحدة “الجدناع” والجدير ذكره ان وزيرة خارجية اسرائيل السابقة “ليفني” شقراء الموساد خدمت لصالح الجهاز أربع سنوات وعملت كمرشدة في وحدة “كتائب الشباب”. يقول الكاتب اليهودي عاموس أيلون: “الحياة العسكرية للفتية والفتيات في إسرائيل تبدأ بسنوات مبكرة، يخضعوا فيها لإختبارات قاسية للقدرة على الاحتمال في مناخات وظروف صعبة جداً أثناء تدريبات “الجدناع”.
ان: «مشاركة المرأة الاسرائيلية في الأعمال العسكرية تعود الى المدة التي سبقت نشأة الدولة العبرية عام 1948، حيث شاركت وبفاعلية في نطاق العصابات الصهيونية المسلحة وكان من مهامها المشاركة في الإذاعات السرية، وحصار القدس، وتهريب الأسلحة والدعاية والتجنيد… والنساء يخضعن للتدريب القاسي الذي ينقسم الى قسمين: نظري وعملي إبتداءً من دراسة التكتيك العسكري والإنضباط وأعمال الإسعاف والقتال وإتقان إستعمال السلاح الفردي والاتصال السلكي واللاسلكي، وتختلف فترة التدريب حسب كفاءة المجندة العلمية، فاللواتي أنهين مرحلة المدرسة الثانوية يتلقين تدريباً كاملاً ولمدة سنتين، أما اللواتي لم يصلن الى المستوى الثانوي فتعقد لهنّ دورات تدريبية خاصة يتعلمن فيها الدفاع عن النفس وإستعمال الأسلحة وفكها وتركيبها ويرسلن للعمل في المستوطنات، وبعضهن يلتحقن بوحدة خاصة في الشرطة الاسرائيلية» إستعرضنا بعضاً من مراحل التدريب العسكري في ما يتعلق بخدمة النساء لنؤكد ان كل الفتيات الاسرائيليات مدربات على فنون القتال وجاهزات، حتى بعد انتهائهن من الخدمة الالزامية، يبقين جنديات إحتياط والاحتياط يشمل المجندات والمجندين معاً، بمعنى ان الاحتياط يُستدعى في “إسرائيل” متى دعت الحاجة، او عند الاستعداد للحرب، إنطلاقاً من هنا ربما سرحت العارضة الاسرائيلية من الجيش الاسرائيلي وأنهت خدمتها العسكرية، إلا أنها مازالت ضمن الاحتياط، وقد يستدعيها جيش الاحتلال في أي وقت للإلتحاق بمركزها العسكري.
حسابات الفيس بوك لـ”نيتا ألشميستر”
سمراء الموساد ماذا تفعل في لبنان ؟فرح… نادين… لاميتا… ملاك… جيسيكا… نهال… تتيانا… راما… ريهام… آلاء… أميرة… كارلا… إليسا… دينا… ديالا… كلها حسابات للعارضة الاسرائيلية بأسماء مستعارة تتضمن صورها، ونعتقد أنه هناك المزيد من الحسابات بأسماء أخرى.
واللافت ان بعضاً من الحسابات تدعي فيها انتماءها الى مناطق لبنانية مختلفة، أما صورها أغلبها تبرز جمالها كعارضة فاتنة محترفة في مهنتها. وفي حسابها المفترض أنه الحقيقي بإسمها وتُدون عنوانها أنها من «تل أبيب» نشرت صورها مع زميلاتها في الجيش، أثناء خدمتهن سوية. ومن الملاحظ ان بروفايلاتها الوهمية تستقطب أعداداً كبيرة من الشبان الذين تبادر لإضافتهم بمجرد طلب صداقتها، وأقل عدد في أي حساب من حساباتها مئة او مئتا صديق وصديقة، أي ان عدد أصدقائها يتعدى المئات، وتوجد نسبة من التعليقات لا بأس بها على معظم صورها، هي تعليقات “إباحية” تتضمن الكثير من الكلام البذيء الذي يخدش الحياء، يكتب بلغة الأنترنت “المحكية” تارةً، وبالعربية تارةً أخرى إذ ان أكثرية الأصدقاء هم من العرب واللبنانيين!! ومن بينهم نواب ووزراء!! كما تتميز بتجاهلها للتعليقات “المستفزة”، فلا تكلف نفسها عناء الرد، ولا تدون على جدار صفحاتها أي كلام، او فكرة، كما اعتاد المنتمون الى عالم الفيس بوك ان يدونوا خواطرهم ويعبروا عن آرائهم ومواقفهم، والعامل المشترك بين الحسابات المتعددة، الصور المثيرة والتركيز على الأشخاص الذين يتبوأون مراكز ومناصب هامةإضافةً، لذوي الاختصاصات والمهن وطلاب جامعات من مختلف الدول العربية.
* الانتساب للجامعات اللبنانية .
تدعي المجندة الاسرائيلية إنتسابها لجامعات عدة في لبنان وفق حساباتها على الفيس بوك ومن هذه الجامعات: الجامعة اللبنانية “معهد العلوم الاجتماعية” – الجامعة اللبنانية الاميركية والجامعة اللبنانية الدولية، وبناء على إدعاءاتها زرنا الجامعات المعنية بهدف معرفة الحقيقة والتأكد ان كانت هذه الأسماء منتسبةً لديهم، فكانت النتيجة ان لا وجود لأية أسماء في سجلات الجامعات وفروعها كما ذكرت،بإستثناء إحدى الجامعات التي لم تفيدنا بالرد! وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان من ينتحل أسماء فتيات لبنانيات، هدفه أولاً إلحاق الضرر والأذى بسمعة الفتاة اللبنانية، فقد يُصادف وجود فتاة تحمل إسم ملاك زين، او تاتيانا نجيم، وثانياً: لإثارة الشبهات حول الجامعات التي ادعت أنها طالبة من طالباتها كونها فتاة إسرائيلية وصورها في البزة العسكرية دليلاً قاطعاً على إنتمائها قلباً وقالباً لجيش اسرائيل.
* سمراء الموساد ماذا تفعل في لبنان ؟
سنرجح فرضية ان “جميلة الموساد” بريئة من “ذنب” هذه البروفايلات، وأن لها معجبين ومعجبات يستخدمون صورها بصفتها عارضة جذابة تعمل في مجال الموضة والأزياء إذاً السؤال المطروح: من له مصلحة باستخدام هذه الصور وإنشاء حسابات وهمية بأسماء لبنانيات وهو يدرك ان هذه الحسناء مجندة من مجندات الجيش الاسرائيلي؟؟ وما الهدف من ذلك؟؟ للإيقاع بالشباب اللبناني واستدراجه؟؟ أم ان هناك غايات ومآرب أخرى؟؟ وهل بمقدورنا إبعاد الشبهات عن جهاز الموساد ولبنان بلد معاد “لإسرائيل”؟؟ “لا يمكن التغاضي عما تقوم به أجهزة الموساد من أنشطة ظاهرة وخفية للتخريب الاجتماعي والافساد الأخلاقي وترويج المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض وصولاً الى عبادة الشيطان علماً ان هذه الأنشطة تشكل جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات السياسة الخارجية الاسرائيلية، ومعلوم ان الجاسوسية الاسرائيلية لا توفر صديقاً ولا حليفاً، ولا تميز بين دول أبرمت معها اتفاقيات سلام أم لم تبرم هذه الاتفاقيات”.
• من يروج لعارضة إسرائيلية في لبنان؟؟
أهي بمحض المصادفة ان يختار أشخاص “فبركة” هذه الحسابات (هذا ان كنا نستبعد فرضية ضلوع جهاز الموساد) – فلماذا لم يقع اختيارهم على عارضة من العارضات العالميات تحمل جنسية غير الجنسية الاسرائيلية “ليجتاحوا” بصورها صفحات الأنترنت؟؟ .
بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية
تحياتي وتقديري