عنوان كتاب لصاحبه "خالد محمد خالد" ، يتحدث فيه عن أهم الأحداث التي ميزت حياة" الرسول" صلى الله عليه و سلم و انا هنا أحاول تسليط الضوء عليها و لكن بصفة مختصرة لتعم الفائدة .
يستهل الكاتب مؤلفه بمقدمة رائعة ، اذ يقول :
ثلاثة و ستون عاما ، عاشها صاحبها العظيم في جلال يبهر الألباب ، ومن يوم مولده الى يوم مماته ، و حياته الطاهرة تتشكل في احسن تقويم ، و تتألق بخصال فطرها على الكمال خلاقها الأعلى ، لتكون للأحياء قدوة ، و للحياة نورا.
و لنتعرف على أيامه العشرة يوما بعد يوم .
يوم التحكيم: "و ما كان الله ليعذبهم و انت فيهم"
كان هذا اليوم قبل الرسالة بخمسة أعوام ، انه اليوم الوحيد بين الأيام العشرة ، نختاره من سنوات ما قبل الوحي ، سنوات التهيؤ و الإعداد.
فقبل بزوغ الإسلام بسنوات خمس ، و" الرسول" صلى الله عليه و سلم في الخامسة و الثلاثين من عمره المبارك ، لم يأته الوحي بعد ، و روحه تغذ السير في بحثها عن الحق و عن الحقيقة . اجمعت قريش أمرها لبناء الكعبة أقدس ما ورثوا وعرفوا..كانت الكعبة يومذاك رضما من الحجارة المرصوصة بغير ملاط يمسكها و يزينها ، بل و بغير سقف مرفوع.
و نهضت قريش بالعمل ، جامعة له ما يحتاج من حجارة و ملاط و أخشاب . ولكي يكون شرف القربى و ثوابها من نصيب القبائل جميعا قسموا أركانها على القبائل ، حيث تشترك في كل جانب منها أكثر من قبيلة ، و نهضوا يبنون ، حتى أفضى البناء الى موضع الركن ، حيث يقوم "الحجر الأسود" رامزا في جلال مهيب لكدح "ابراهيم "و "اسماعيل "عليهما السلام في سبيل الله و الدين .
فمن من الناس أو من القبائل سيذهب بشرف رفع الحجر و وضعه في مكانه و متكئه..؟؟
ذلك شرف ليس في وسع قبيلة ما أن تدعه يفلت منها الى قبيلة اخرى سواها ، و لو اقتضى الأمر انتضاء السيوف و ملاقاة الحتوف.
و لقد طال بينهم اللجاج و الخلاف ، ثم احتدم الخصام و تسعرت المغايظ ، و غشاهم نذير حرب أهلية طاحنة ، حين جاء "بنو عبد الدار" بجفنة مملوءة دما ، ثم القوا هم و "بنو عدي" ايديهم فيها ، متعاهدين معا على الموت في سبيل ألا يفوتهم ذلك الشرف العظيم و القربى الجليلة .
بقيت قريش في ذلك التوتر المنذر بالسوء خمسة ايام .. و في اليوم السادس ، و قد غص المسجد الحرام بجموعهم المتربصة و المتحفزة ، اشار عليهم واحد من شيوخهم أن يحكموا بينهم أول داخل عليهم و تواثقوا جميعا على قبول هذه المشورة.
و جلسوا يغشاهم القلق .. وعيونهم شاخصة نحو الباب تترقب..
ها هو ذا يبزغ فجأة ، في لحظة من أكثر لحظات الحياة امتلاء بالتهلل و البشرى . و لا يكاد القوم يبصرونه حتى ترتفع أصواتهم بكلمات ، كأنهم و إياها على موعد.
هذا الأمين ، رضينا ..
هذا ، "محمد"..
و يتقدم "محمد" عليه افضل الصلاة و أزكى السلام ..يتقدم ليعرف : ما الخبر ؟ حتى اذا تبينه ، حنى راسه في خشوع شاكرا لربه الذي اصطفاه اياه لهذه المهمة الجليلة.. و لم يبحث عن الحل ، فقد كان الهامه و كانت بديهته مهياين دائما للعمل القويم الناجز حين تعمى السبل عن الآخرين. و بسط نحوهم يديه قائلا : هلم الي ثوبا..
و أسرعوا اليه بثوب بسطه" الرسول" ، ثم و ضع الحجر في وسطه و نادى الجموع المتحفزة آمرا اياها أن تاخذ كل قبيلة بطرف من الثوب حتى اذا فعلوا ، طلب اليهم أن يرفعوه جميعا الى أعلى ، و حين بلغوا مكانه المرموق أخد "الرسول" الحجر بكلتا يديه و ثبته في مقامه.و واصلت قريش عملية البناء.
كان هذا اليوم، يوم الإرهاص العظيم.. و اليوم الذي بدأت السماء فيه _ وربما لأول مرة_ تضع مصطفاها و مختارها داخل دائرة الضوء الواسعة الرحيبة ، و تقدمه داخل دوره المنتظر بأسلوب رامز ، ريثما تقدمه في الغد القريب جهارا نهارا..
يستهل الكاتب مؤلفه بمقدمة رائعة ، اذ يقول :
ثلاثة و ستون عاما ، عاشها صاحبها العظيم في جلال يبهر الألباب ، ومن يوم مولده الى يوم مماته ، و حياته الطاهرة تتشكل في احسن تقويم ، و تتألق بخصال فطرها على الكمال خلاقها الأعلى ، لتكون للأحياء قدوة ، و للحياة نورا.
و لنتعرف على أيامه العشرة يوما بعد يوم .
يوم التحكيم: "و ما كان الله ليعذبهم و انت فيهم"
كان هذا اليوم قبل الرسالة بخمسة أعوام ، انه اليوم الوحيد بين الأيام العشرة ، نختاره من سنوات ما قبل الوحي ، سنوات التهيؤ و الإعداد.
فقبل بزوغ الإسلام بسنوات خمس ، و" الرسول" صلى الله عليه و سلم في الخامسة و الثلاثين من عمره المبارك ، لم يأته الوحي بعد ، و روحه تغذ السير في بحثها عن الحق و عن الحقيقة . اجمعت قريش أمرها لبناء الكعبة أقدس ما ورثوا وعرفوا..كانت الكعبة يومذاك رضما من الحجارة المرصوصة بغير ملاط يمسكها و يزينها ، بل و بغير سقف مرفوع.
و نهضت قريش بالعمل ، جامعة له ما يحتاج من حجارة و ملاط و أخشاب . ولكي يكون شرف القربى و ثوابها من نصيب القبائل جميعا قسموا أركانها على القبائل ، حيث تشترك في كل جانب منها أكثر من قبيلة ، و نهضوا يبنون ، حتى أفضى البناء الى موضع الركن ، حيث يقوم "الحجر الأسود" رامزا في جلال مهيب لكدح "ابراهيم "و "اسماعيل "عليهما السلام في سبيل الله و الدين .
فمن من الناس أو من القبائل سيذهب بشرف رفع الحجر و وضعه في مكانه و متكئه..؟؟
ذلك شرف ليس في وسع قبيلة ما أن تدعه يفلت منها الى قبيلة اخرى سواها ، و لو اقتضى الأمر انتضاء السيوف و ملاقاة الحتوف.
و لقد طال بينهم اللجاج و الخلاف ، ثم احتدم الخصام و تسعرت المغايظ ، و غشاهم نذير حرب أهلية طاحنة ، حين جاء "بنو عبد الدار" بجفنة مملوءة دما ، ثم القوا هم و "بنو عدي" ايديهم فيها ، متعاهدين معا على الموت في سبيل ألا يفوتهم ذلك الشرف العظيم و القربى الجليلة .
بقيت قريش في ذلك التوتر المنذر بالسوء خمسة ايام .. و في اليوم السادس ، و قد غص المسجد الحرام بجموعهم المتربصة و المتحفزة ، اشار عليهم واحد من شيوخهم أن يحكموا بينهم أول داخل عليهم و تواثقوا جميعا على قبول هذه المشورة.
و جلسوا يغشاهم القلق .. وعيونهم شاخصة نحو الباب تترقب..
ها هو ذا يبزغ فجأة ، في لحظة من أكثر لحظات الحياة امتلاء بالتهلل و البشرى . و لا يكاد القوم يبصرونه حتى ترتفع أصواتهم بكلمات ، كأنهم و إياها على موعد.
هذا الأمين ، رضينا ..
هذا ، "محمد"..
و يتقدم "محمد" عليه افضل الصلاة و أزكى السلام ..يتقدم ليعرف : ما الخبر ؟ حتى اذا تبينه ، حنى راسه في خشوع شاكرا لربه الذي اصطفاه اياه لهذه المهمة الجليلة.. و لم يبحث عن الحل ، فقد كان الهامه و كانت بديهته مهياين دائما للعمل القويم الناجز حين تعمى السبل عن الآخرين. و بسط نحوهم يديه قائلا : هلم الي ثوبا..
و أسرعوا اليه بثوب بسطه" الرسول" ، ثم و ضع الحجر في وسطه و نادى الجموع المتحفزة آمرا اياها أن تاخذ كل قبيلة بطرف من الثوب حتى اذا فعلوا ، طلب اليهم أن يرفعوه جميعا الى أعلى ، و حين بلغوا مكانه المرموق أخد "الرسول" الحجر بكلتا يديه و ثبته في مقامه.و واصلت قريش عملية البناء.
كان هذا اليوم، يوم الإرهاص العظيم.. و اليوم الذي بدأت السماء فيه _ وربما لأول مرة_ تضع مصطفاها و مختارها داخل دائرة الضوء الواسعة الرحيبة ، و تقدمه داخل دوره المنتظر بأسلوب رامز ، ريثما تقدمه في الغد القريب جهارا نهارا..
يتبع..
مع يوم آخر من أيام الرسول صلى الله عليه و سلم