القاهرة – من محمود متولي: نجحت جهود الاطباء في العالم أخيرا في استخلاص ما يسمى بخلايا الأصل من دم الحبل السري بعد ولادة الجنين مباشرة والذي يعد انجازا علميا مذهلا يفتح الطريق امام علاج العديد من الأمراض المستعصية، كالسرطان ونقص المناعة والزهايمر، بدلا من الطرق التقليدية الأخرى في العلاج.
الخبير الطبي المصري في مجال العقم وأطفال الأنابيب الدكتور مدحت عبدالهادي تحدث عن تفاصيل هذا الانجاز وبداية ظهوره ومزاياه قائلا: ان دم الحبل السري يجب ألا يتم التعامل معه على أنه من النفايات التي يجب التخلص منها.
وقال في تصريحات لصحيفة «الراي»: «الحبل السري مصدر ثمين وغني بالخلايا الذكية والنادرة ويتم جمعها بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية وهذه الخلايا قادرة على تقسيم وتجديد نفسها لفترات طويلة الى خلايا بديلة لأجزاء الجسم المتضررة».
واوضح عبدالهادي «أن الخلايا السلالية لدم الحبل السري صغيرة وأكثر مرونة وتستطيع أن تتكيف مع بيئة الجسم الجديدة بسهولة وأقل عرضة للتلوث مقارنة بالخلايا السلالية للنخاع العظمي التي تعد عملية نزعها مؤلمة وباهظة جدا».
واشار الى «أن الاطباء الذين يقومون بزرع الخلايا السلالية لا يستطيعون ضمان الحد الأدنى أو الكمية القصوى منها التي قد يحتاجون اليها للمعالجة الفعالة، الا أن القاعدة الطبية العامة تشير الى استعمال 20 مليون خلية لكل كيلو غرام واحد».
ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أنه كلما كانت الخلايا السلالية التي تستخدم للمريض اكثر عددا كانت النتائج الايجابية اسرع وأكثر فعالية.
وبيّن الخبير الطبي المصري «أن التجارب العلمية اثبتت أن دم الحبل السري اظهر نتائج ايجابية عالية في علاج الامراض الخطرة والمستعصية مثل (سرطانات الدم والرئة والثدي ونقص المناعة والزهايمر)، حيث ثبت أن خلايا الاصل تعد البديل الطبيعي والأرخص لزراعة النخاع دون احتمال أن يلفظها أو يرفضها الجسم لأنها مأخوذة من جسم المريض نفسه، مشيرا الى أن هذه الطريقة توفر على المريض تدخل الاطباء جراحيا لاستخراج هذه الخلايا من نخاع العظام أو العلاج بواسطة الكيماويات والاشـــــعة النـــــووية».
وحول كيفية الحصول على دم الحبل السري قال: «يقوم الطبيب بعد قطع الحبل السري بتنظيفه بمحلول مطهر ثم تغرس بعد ذلك ابرة تنتهي بكيس بلاستيكي لجمع الدم من الحبل السري المقطوع وتترك لتملأ الكيس البلاستيكي عن طريق الجاذبية حتى يتوقف انتقال الدم».
واضاف «بعد ذلك تثبت المعلومات المطلوبة على الكيس بعد أن يتم اغلاقه باحكام وتضع معظم بنوك دم الحبل السري بطاقة تعريفية لكل عينة وتستغرق هذه العملية من 2 الى 4 دقائق ثم تجرى بعد ذلك الفحوصات اللازمة للتأكد من خلو دم الحبل السري من الفيروسات والاعتلالات الجينية، ثم يحفظ الدم في ثلاجات وفي ظروف ودرجات حرارة خاصة تصل الى 196 درجة مئوية تحت الصفر، وفي النيتروجين السائل وذلك خلال 24 ساعة فقط من الحصول على هذا الدم ويمكن حفظ هذا الدم لفترة 20 سنة حيث ثبتت قدرة هذه الخلايا على مقاومة التجميد لسنين طويلة». ولفت عبدالهادي الى أنه «تم زرع دم الحبل السري للمرة الأولى في فرنسا في العام 1988 ومنذ ذلك الحين اجريت اكثر من 3500 حالة في العالم منها 31 عملية في ماليزيا وخلال العام 1997 تأسست في ألمانيا أول شركة لحفظ ماء الحبل السري للجنين بموافقة والديه بغية استخدامه لاحقا في علاجه شخصيا من الأمراض المستعصية وتعتبر شركة (فيتا 34) الالمانية أول شركة من نوعها في أوروبا تعمل في مجال تحضير وتخزين وتوزيع دم الحبل السري بالرغم من ان عددا من الشركات الأميركية سبقتها في هذا المضمار».
واضاف: «ان هناك نحو 30 بنكا على مستوى العالم تجمع فيها خلايا الاصل، أما في الشرق الاوسط فلا يوجد سوى بنك واحد في دبي أنشئ اوائل العام الجاري ومن المنتظر انشاء بنك في مصر مع نهاية العام 2024 وذلك بالتعاون مع بنك ماليزيا لخلايا الاصل الذي يعد الاكبر على مســـــتوى الشـــــرق الأوســــط».
تقبل مروري ياسر
تحياتي "
يعطيك الف عافيه
مشكور ماقصرت
تحياتي لك ودمت بتقدم ملحوظ
تحياتي لك
فيصل 99999