" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" الحجرات: 6
الكذب والبهتان من أكبر الذنوب، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذاباً، ولهذا يطبع المؤمن على كل خُلق ذميم سوى الكذب والخيانة.
كذلك لقد حذر الله عباده المؤمنين من التنابز بألقـاب السوء قـائلاً: " وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ " الحجرات: 11.
فالتنابز بألقاب السوء سلوك أهل الأهواء قديماً وحديثاً، وخلق لئيم، لمْ ينج من ذلك رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث تقاسم فيه المشركون ألقاب السوء فمنهم من وصفه بالجنون، ومنهم من قال هو شاعر، ومنهم من وصف ما جاء به بأساطير الأولين وهلم جرا.
فهذا شأن أهل الأهواء مع الرسل وأتباعهم من العلماء وأتباعهم، في كل وقت وحين، لهذا كان لاتباع الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من هذه الألقاب الحظ الوافر، والنصيب الكبير، فقد وُصِف اتباعه بالوهابية، والخامسية، والمجسمة وما شاكل ذلك من ألقاب السوء.
ومن ثم لم تكن "الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان" بدعاً من ذلكم الركب المبارك فلا عجب أن ينالها ما نالهم، وأن يصيبها ما أصابهم، وأن يكون لها حظ مما نال سلفها الصالح.
من ذلك ما أصاب هذه الرابطة من قناة العربية، من الكذب المهين والافتراء العظيم، الذي بثته في برنامجها المشؤوم المذموم الموسوم بـ"صناعة الموت" يوم الجمعة 4 محرم 1445هـ الموافق 10/12/2010م.
حيث بهتت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان بثلاثة أمور عظام جسام هي:
أنها الواجهة لجماعة السرورية بالسودان.
أنها راعية للارهاب.
أنها مسؤولة عن اغتيال الصحفي محمد طه رحمه الله.
وكل هذا كذب محض، وافتراء باطل، فالرابطة بريئة منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
بالنسبة للافتراء الأول:
نقول لا توجد جماعة بهذا الاسم ولا يعرف فكرً بهذا كذلك. وإنما هذا من ألقاب السوء الذي يطلقه البعض على من يريدون شينه ويريد الله زينه، وليس له مثيل إلاَّ ألقاب السوء التي يطلقها أهل الأهواء على اتباع الدعوة السلفية نحو: وهابية وخامسية ومجسمة، فاليهنا هؤلاء باقتدائهم بأولئك القوم.
أما الافتراء الثاني:
هو رميهم للرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بأنها الراعية للارهاب بالسودان يكذبه ميثاق الرابطة ونظامها الأساس المعلنان، وما قامت به من اصدار البيانات والفتاوى في النوازل، فهي ليست جماعة ولا حزباً، وإنما هي مرجعية شرعية يصدر عنها المسلمون أو مَنْ شاء منهم.
أما الافتراء الثالث:
وهو ثالثة الأثافي حيث أن محضر محاكمة قتلة محمد طه موجود وهوياتهم معروفه، يمكن الرجوع إليها.
ما كنت أتخيل أن يبلغ الحقد ينفر من المنتسبين إلى الإسلام هذه الدرجة من الكذب الفاضح على رابطة لا يعلمون عنها ولا عن مشايخها شيئاً وصدق من قال:
ولا يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
وأنت أخي المستمع المسلم: عليك أن تتقي الله، ولا تقبل وتسلم لكل ما يأتيك من وسائل الاعلام مع العلم أن بعضها أصبح أبواقاً للكفار، ويتصدر بعضها شيوعيون وموتورون.
لقد أمر الله عز وجل بالتثبت والتبين وتحكيم العقل والسؤال والتحري وقديماً قيل: وما آفة الأخبار إلاَّ رواتها.
خاصة فيما يتعلق بالحكم على الناس سيما العلماء وطلاب العلم الشرعي والهيئات والمنظمات الشرعية والخوض فيهم ليس مثل الخوض في غيرهم.
وأخيراً أحب أن أتوجه للعاملين في وسائل الإعلام المختلفة، وعلى رأسهم قناة العربية أن يتقوا الله في أنفسهم أولاً، وفي هذا الدين الذي ينتسبون إليه وفي العلماء ورثة الأنبياء.
وليعلموا أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك استار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" النور: 63.
وليعلموا أنه لن تزول قدما أحدهم عن الصراط حتى يسأل عن كل كلمة تفوه بها، أو سطرها بنانه، وكل كذب وافتراء صدر منه، فليعدوا لهذا اليوم عدته، ولهذه الأسئلة إجاباتها، وهو آت لا محالة وكل آت قريب، بل الدنيا كلها قريب.
وليتذكروا كذلك وعيد الرب سبحانه وتعالى واعلانه حربه لمن عادى له ولياً من أوليائه، والعلماء هم الأولياء كما قال الإمامان الكبيران أبو حنيفة والشافعي رحمهما الله: إنْ لم يكن العلماء هم الأولياء فليس لله ولي "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب" البخاري.
فهل تقوى أخي على حرب الله؟ فمن حاربه الله قصمه.
واحذروا دعوة المظلوم- جنود الليل:
اتهزأ بالدعــــــــــاء وتزدريه وما تدري بما صنع الدعـــــاء
جنـــــــــــود الليل لا تخطيء ولكن لها أجل وللأجل انقضاء
فنحن نشكو من رمانا بهذه التهم أولاً إلى الله عز وجل، إلى الحكم العدل، ونشكو المسؤولون عن هذه القناة
إليه كذلك إلاَّ إذا تابوا عن هذا الجرم بنفي ذلك على الملأ كما نشروه على الملأ، فلا تحسبوه هيناً فهو عند الله عظيم.
والله أسأل أن يردنا إليه جميعاً رداً جميلاً، وأن يؤلف بين قلوب المسلمين، ويهديهم سبل السلام، وصلى الله وسلم على خاتم الرسل الكرام، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم باحسان.
الشيخ/الأمين الحاج محمد
رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان
الثامن من المحرم1431هـ، الموافق 14/12/2010م
بالدخول الي صفحة صناعة الموت
الموضوع الخاص بالسرورية بالسودان
واذا كنت منصف سوف تعرف اختلاق الكذب عندئذ
ام روني