قضى كريس بيك 20 عاما في العمل خلف خطوط العدو كأحد عناصر القوات الخاصة البحرية الامريكية. ولكن العسكري الذي حاز على عدة أوسمة ونياشين كان دائما يخفي سرا شخصيا في اعماقه، فهو، ومنذ طفولته، كان يشعر بأنه انثى تعيش في جسم رجل.
كان العالم الذي اختاره كريس بيك لنفسه في سلك القوات الخاصة عالما رجوليا خشنا وعنيفا. فقد شارك في عمليات سرية في مناطق متعددة من العالم من المحيط الهادئ الى الشرق الاوسط، وحارب جنبا الى جنب مع القوات الخاصة البريطانية في شط العرب بالبصرة ابان الغزو الانكلوأمريكي للعراق عام 2024.
ولكن في فبراير / شباط الماضي، وبعد عام واحد فقط على تقاعده من القوات المسلحة، استبدل كريس بيك صورته في موقع (لينكد إن) للتواصل المهني بصورة حسناء فارعة الطول ذات شعر بني ترتدي بلوزة بيضاء وهي تبتسم ومن خلفها العلم الامريكي. وكتب كريس “قررت التخلي عن كل الاقنعة والاعلان للعالم عن هويتي الحقيقية كامرأة.”
لقد استحال كريس الى كريستين.
وبينما كانت كريستين تنتظر ردود فعل رفاقها السابقين في القوات الخاصة، كانت تعلم ان الطريق الذي اختارته لا رجعة فيه.
فعناصر القوات الخاصة البحرية الامريكي (او الـ SEALS) يكلفون عادة باخطر واصعب المهمات. وكانت احدى الوحدات التي خدمت فيها كريستين بيك – وهي الوحدة المعروفة بمجموعة التطوير القتالي الخاصة التابعة للبحرية – هي الوحدة التي نفذت عملية اغتيال اسامة بن لادن في باكستان في مايو / أيار 2024.
وتقتضي العقيدة القتالية التي تسير بموجبها هذه القوات ان يلتزم افرادها التزاما لا يحيدون عنه بمبادئ الولاء والثقة والاستقامة. وتخشى كريستين من ان يتهمها رفاقها السابقون بخيانة هذه المبادئ باعترافها بأنها غيرت جنسها.
ولكن، وبينما استصعب البعض قبول القرار الذي اتخذته كريستين، كانت ردود الفعل ايجابية على العموم، إذ قالت لبي بي سي “قال الكثيرون منهم، يا كريس، انا لا افهم المعاناة التي تمرين بها ولكني اعرف الانجازات التي حققتها”
وقال احدهم “لقد شاركت في القتال في الميدان لعشرين عاما وكان اداؤك بطوليا. انا لا افهم ما تعانيه ابدا ولكني اؤيدك 100 بالمئة واتمنى ان اتعلم المزيد عن حالتك وان التقي بك في اجتماعنا القادم.”
وبما انها عرفت ان الخبر لابد ان يتسرب الى خارج مجتمع القوات الخاصة الضيق، قررت كريستين ان تروي قصتها قبل ان يقوم آخرون بذلك.
ولذا اشتركت مع آن سبيكهارد، وهي استاذة في الطب النفسي في جامعة جورجتاون في العاصمة الامريكية واشنطن، في تأليف كتاب عنوانه “الأميرة المقاتلة: سفر عنصر في القوات الخاصة البحرية اعلن عن تغيير جنسه”.
يروي الكتاب قصة الطفولة التي قضتها كريستين في كنف اسرة متدينة محافظة، ومحاولاتها كبت هويتها الجنسية بشراء الملابس الانثوية سرا ثم التخلص منها، وزيجتيها الفاشلتين.
وتقول كريستين “كنت أحاول ان احيا ثلاث حيوات في وقت واحد، فقد كانت لي حياة سرية مع هويتي الانثوية، واخرى مع القوات الخاصة ثم كانت هناك حياتي الاسرية وما يمكن ان اسر به لزوجتي واطفالي ووالدي واصدقائي.”
“لم يكن بوسع الآخرين رؤية الا قصاصات عني، ولكن على العموم لم يتعرف على حقيقتي احد على الاطلاق.”
وكان للنشاط المتزايد للعمليات التي تقوم بها القوات الخاصة عقب هجمات سبتمبر 2001 اضافة الى حياة عاطفية وصفتها “بالمسحوقة” اثر كبير على وضع كريستين النفسي والعقلي، اذ اصيبت بمتلازمة الاضطراب ما بعد الصدمة (Post-traumatic Stress Disorder).
وتقول إنها حاولت معالجة التأثير النفسي “لكل الموت والالم الذي شهدته” عن طريق “البيرة والدراجات النارية ومزيدا من البيرة”.
ولكنها تقول إن اعترافها بهويتها الجنيسة الحقيقية كان له “تأثير دراماتيكي كبير” على اعراض اضطراب ما بعد الصدمة التي كانت تعاني منها، وتضيف “لا اشعر بنفس درجة الغضب كما كنت في السابق، كما اني اتمكن الآن من الخلود للنوم بيسر لأني اشعر بالسعادة.”
“وقال لي الكثير من معارفي: كريستين، للمرة الاولى في حياتي اراك تبتسمين.”
لكن هل يفعل هذا بعض الرجال والشباب المتشبهون بالنساء مثل مافعلت كريستن
ويعودون الى عالم الرجولة الذي اصبح شبه خالي
لله في خلقـه شـــــــــــــؤون..!
بل هي كل الموضوع
حالات كهذه قد لاتستغرب فقد حدثت حتى في قديم الزمان
ولكن ان نرى رجالا يتشبهون بالنسان وهم في الاصل رجال
او ان نرى نساء يتشبهون بالرجال وهم في الاصل نساء
ذاك هو الغباء