في هذا الموضوع مقارنة سريعة بين زواج الأمس واليوم، حيث ستسلط المستشارة الأسرية أسماء حفظي الضوء على أبرز الفروقات التي باتت سبباً في العديد من الإشكاليات وقلة البركة في البيوت…
سباق التجهيزات
بداية تقول المستشارة أسماء: "إن أبرز الأسباب التي أوجدت فجوة كبيرة بين زواج الأمس وزواج اليوم الذي أصبح أكثر تعقيداً وأكثر جلباً للصراعات والمشاكل الاجتماعية، سواء التي تسبقه، أو تليه، هي التكاليف الباهظة والأمور التي لم ينزل الله بها من سلطان، وفرضتها القيود الاجتماعية الحديثة، ففي الزمن الجميل كان على الزوج أن يعد منزل الزوجية بما يتناسب مع معيشة كريمة آدمية للطرفين، أما الآن فيجب أن ينقل العروسة إلى مكان أفضل وأشبه بالجنة، والتي لم تعشها من قبل، بل يجب أن يكون بمثابة نقلة جديدة في حياتها، وإن لم يتحقق يكون نصيبها سيئاً في نظر الناس.
وفى الماضي كان المنزل لا يحتوي على أجهزة كثيرة، حيث تقوم الزوجة بأغلب الأعمال المنزلية بيديها؛ لأنها تحب ذلك ولا تعتبره عبئاً أو شيئاً ينتقص من قدرها وكرامتها، بل هو لب دورها الذي تعرفه وتتقبله، فهي تربت على ذلك في بيت والديها، وكانت تقوم بكل ذلك بحب وود ومشاركة في الأسرة، أما الآن نجد أن المنزل تحول إلى مكان أشبه بوكالة "ناسا"، فهناك الغسالة الأوتوماتك، والثلاجة، وغسالة الأطباق، ناهيك عن الميكروويف، والمكنسة الكهربائية، وربما المقلاة الكهربائية".
وتضيف: "في الواقع أنا لا أقلل من أهمية تلك الأجهزة، ولكنها لم تصنع لنستغني عن أدورانا، بل لتساعدنا وتخفف الأعباء علينا وقت الضرورة، ولا أقول أن المرأة خلقت خادمة في بيت أهلها، ومن ثم في بيت الزوجية، لكن عليها دور هام يجب أن تتقبله، وتقوم به على أكمل وجه دون أن تشعر بالكلل كما هو حال الزوج الذي يخرج إلى العمل لكسب الرزق".
وتتابع حفظي: "في الماضي كانت العروس تشتري ملبساً يكفيها وماكياجاً ومستحضرات تكفي لملء خزانتها الخاصة، وكانت تقوم بشراء الملابس وفقاً للمناسبات التي تمر بها كالحمل والولادة وما شابه، أما الآن نجد الخزانة الخاصة بها لا تكفي للملابس سواء الشتوية أو الصيفية، كذلك يجب أن تحتوي على كافة الألوان المتواجدة في الموسم، إضافة إلى ماكياج ومستحضرات تكفي لفتح محلات أدوات تجميل، وتقوم بتخزين ما تبقى حتى يتلف، أو تقدمه كهدايا إذا كانت ذكية".
التأثير السلبي على الحياة الزوجية
وعن تأثير ذلك على الحياة الزوجية تقول: "هذا بدوره يؤثر سلباً على جميع أطراف العلاقة، وعلى الحياة الزوجية نفسها، فتجد الزوجة تتوه هي أو زوجها في كل ذلك إلى أن تمل وتصبح زاهدة، ولا تفضل استخدام تلك الأدوات، إضافة إلى العبء المادي الهائل على الأهل قبل الزواج، وعلى الزوجين بعد الزواج؛ لأنه أصبح أسلوب حياة، ثم نأتي بعد ذلك نشتكي سوء الحال وكثرة الضغوط".
وأخيراً تدعو أسماء إلى التفكير في الحياة الزوجية كعش تسكنه المودة والرحمة كما السابق، وليس كمشروع تضخ فيه الأموال من أجل الوجاهة الاجتماعية، فالزواج أسرة تبنى لا متحف ولا ساحة استعراض، والاهتمام لابد أن ينصب على اختيار الشريك المناسب، وتقبل الأدوار الحقيقية، ومعرفة الهدف الحقيقي للزواج، والتهيئة له نفسياً ومعنوياً واجتماعياً وليس مادياً فقط قبل المضي قدماً في تلك الرحلة.
شيماء إبراهيم
على الموضوع الرائع
نورتيني حبيبتي