شعر عبد الله باسودان
الله ما أقساك يا مدينةَ
الضياع والجريمةْ
يا من قضيت العمر تشنقينَ
كل طفلة يتيمةْ
يا جنة الفراغ والظلامِ
يا أواهم الصموتِ
يا ترنيمة المحنْ
يا ألف وعد في الشفاهِ
يرتمي بمزبل الزمنْ
يكسّر اليقين ينشئ الظنونْ
يسوّر المحارْ
أهزوجة سوداءُ
من فم البوارْ
أحلامنا هي الجدارْ
وخصبنا هو البوارْ
يا وعدنا يا جردنا
يا يأسنا يا ألف ألف انتظارْ
***
الله ما أقساك يا مدينة الضياع
والجريمة
يا من قضيت العمر تحرسينْ
الليل والغراب في نفوسنا
تحطم النهار في بوادر الظلامْ
تعفن الربيعْ
***
الله ما أقساك يا مدينةَ
الضياع والصقيعْ
يا جنة الفراغ واللصوصِ
والعناكب اللئيمةْ
يا ألف وعد في القلوبِ
في الحناجر السقيمةْ
***
أهواك لكن
أنت نغمةٌ
بمحجري أليمةْ
أهواك لكن
أنت جنة المساءْ
ومحنتي العظيمةْ
يا مرقب الخرابِ
يا بحيرة من الألمْ
أحس في قرارك الدفينِ
ألف .. ألف عنكبوتْ
يمتص من دمائنا
الربيع والبذار والمطرْ
يشرش الوجوهْ
يمزق الجباه بالحجرْ
يا وعدنا
يا عارنا
يا صبرنا الذي انتحرْ
فعلا أنها كلمات رائعة
ومعانيها أجدها ترتقي
للعذوبة وهذا ما اعتدناه
منك بحضورك وتجلي موهبتك
ما أقول إلا صح الله لسانك
حاولت أن اختزله في هذه الكلمات . قبل ستين سنة
كنا نعاني من نكبة واحدة هي نكبة فلسطين الأن توالت علينا النكبات
في سوريا، اليمن، ليبيا، مصر العراق والحبل على الجرار كما يقول المثل.
والشعوب العربية كعضو في الجسد الواحد إذا اشتكى منها عضو تداعت له
باقي الأعضاء بالحمى والسهر كما يقول الحديث الشريف.
ولكن الأمل في الله كبير، وكلما أظلم الليل كلما قرب طلوع الفجر.
محبتي يا غالي