سَيُدْرِكُ مَنْ يَقْرَؤونَ القَصيدَةَ مَاذا بقلبي يَجُولْ …
حُرُوفٌ أصَابعُهَا تَتَشَابَكُ فـي رَقْصَةٍ مِنْ مَعَانٍ
وأقْلامُ مَنْ يَكْتُبُونَ بَدَتْ كَالمَزَاميرِ
والحَرْفُ جَارُ أخيهِ تَرَاقَصُ مِثلَ الخُيُولْ …
هُو الحَرْفُ …
مِرْآةُ حُسْنٍ وقُبْحٍ لِمَنْ يَكْتُبُونَ بـِزُورٍ وحَقٍّ
فَحَرْفٌ كَفُورٌ
وحَرْفٌ رَسُولْ !
وحَرْفٌ أبَا بَكْرِ يَبْدو
وحَرْفٌ يُنَافِقُ كَابْنِ سَلُولْ …
وحَرْفٌ تَحَصَّنَ بالصَّمْتِ حينَ الكَلامِ
وحَرْفٌ يَقُولْ …
وحَرْفٌ عَزيزٌ
وحَرْفٌ ذَلولْ …
وحَرْفٌ عَلَى النَّاسِ يُغْدِقُ حَقًّا
وحَرْفٌ تَسَوَّلَ عِنْدَ القُصُورِ بقَرْعِ الطُّبُولْ …
هُوَ الحَرْفُ طُهْرٌ …
وعُهْرٌ …
فمِنْهُ أذانُ الشُّرُوقِ
ومنْهُ يَكُونُ الأفُولْ … !
مَدِينَتُنَا تَسْتَسيغُ الحَياةَ بشَيءٍ مِنَ الجُوعِ
فَهْيَ تُصَرِّفُ حَالَ البُطُونِ بأكْلِ قَليلٍ مِنَ الجَائعينَ
لتَحْظَى بجُوعٍ أقَلّ ْ … !
مَدِينَتُنَا تَقْتَفي السَّلَفَ الفَاسِدينَ
فَتَخْلِطُ بَيْنَ التَّحَرُّشِ بالمُحْصَنَاتِ
وبَيْن فُنُونِ الغَزَلْ … !
مَدِينَتُنَا قَدْ قَضَتْ عُمْرَهَا فـي المَتَاهَةِ
ما بَيْنَ مَجْدِ صُرُوحٍ بَنَتْهَا الجُدُودُ ،
وبَيْنَ بُيُوتٍ مِنَ القَشِّ لَيْسَتْ تَقي
السَّاكِنينَ بفَصْلِ الشِّتَاءِ البَلَلْ … !
مَدِينَتُنَا بُؤْرَةُ المُعْجزَاتِ …
تَرَاهَا مَعَ الفَجْرِ تَسْعَى لجَمْعِ الفُتَاتِ مِنَ الأرْضِ
وهْيَ تُعَاني الشَّلَلْ … !
مَدِينَتُنَا آيَةٌ فـي البَلاغَةِ …
رَغْمَ تَخَلُّفِهَا عَنْ دُخُولِ المَدَارسِ
تُتْقِنُ رَصَّ الرِّضَا فـي جُمَلْ … !
الحِقْدُ يَخْصِمُ مِنْ ضِيَائِكَ
فَاحْتَرِسْ أنْ تَنْطَفِئْ … !
الحِقْدُ لا يَسْتَعْمِلُ القَلْبَ الكَبيرَ
وإنَّمَا يَسْتَهْلِكُهْ … !
والقَلْبُ شَالٌ مِنْ حَريرٍ نَاعِمٍ
بالحِقْدِ حَتْمًا يَهْتَرِئْ … !
الحِقْدُ قُضْبَانٌ لِرُوحِكْ …
كَالمِلْحِ يُلْقَى فـي جُرُوحِكْ …
الحِقْدُ فَخٌّ لَوْ وَقَعْتَ بـِهِ
تَصيرُ فَرَاشَةً سَكَنَتْ بـِبَيْتِ العَنْكَبُوتْ …
الحِقْدُ للأرْواحِ مِثـْلُ الشَّحْمِ للأجْسَامِ
لَوْ زَادَتْ تُمِيتْ … !
هَلْ أبْصَرَتْ عَيْنَاكَ رُوحًا تَشْتَكِي السِّمْنَةْ ؟!
الحِقْدُ كَالوَرَمِ الخَبيثِ
وفـي خَلايَاكَ المَريضَةِ يَخْتَبـِئْ … !
قَتَلْتُ أُخَيَّ ؟
نَعَمْ …
بَعْدَ أنْ كَادَ يَقْطَعُ كُلَّ جُذُوعِ النَّخِيلْ ؟
أخِي ذَاكَ بَدَّدَ أثـْدَاءَ أمِّي – التي أرْضَعَتْكَ
وكُنْتَ تَحِنُّ لقَهْوَتِهَا ¬- فـي نَوادي القِمَارِ …
فَكَيْفَ أُلامُ بـِحَجْري عَليهِ وفيهِ جَميعُ العَتَهْ !؟
أخِي ذَاكَ يَقْطَعُ زَيْتُونَ بَيْدَرِ أهلي
لإنْشَاءِ مَلعَبِ ( جُولْفٍ ) ليُلهي بـِهِ صُحْبَتَهْ … !
أخِي ذَاكَ عَادَ إلى البَيْتِ بَعْدَ عُقُودِ اغْتِرَابٍ
بـِحَالَةِ سُكْرٍ مُبينٍ
ثـَريًّا جَديدًا رَمَى لأمَتَهْ !
فَمَدَّ يَدَيهِ إلى ثـَدْيِ أُمِّي – وأُمِّكَ –
فـي شَهْوَةٍ ثُمَّ حِينَ اسْتَغَاثـَتْ
تَجَرَّأ صَفْعًا ورَكْلاً عَلَيْهَا …
وحِينَ اسْتَفَاقَ رَأيْنَاهُ يَلْعَنُ أمِّي – وأُمَّكَ –
إذْ أفْسَدَتْ لَيْلَتَهْ … !
وأنْتَ …
تَلُومُ عَليَّ لأنِّيَ لَمْ أحْتَرمْ شَهْوَتَهْ … !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
(٭) تعليقًا على ما كتبه الشاعر الكبير محمود درويش « أنتَ منذ الآنَ غيرُكْ » ، بعد ما سُمِّيَ « انقلاب » حماس فـي قطاع غزة !