جاء المفكر أبو العدنان بفرضية قوية مدعمة بقضبان حديد لا ينكسر بسهولة فقال : »ألم تلاحظوا أيها الناس أن جميع التلامذة الكرام لا يقرؤون مقدمات الكتب المدرسية ؟ «، ثم أضاف: »هذا يجعلني أفترض أن هناك دُغَلا يحوم في هذه المقدمات العجيبة « . فأخذ كتاب"القمر الجميل في الرياضيات" وبدأ بقرائة مقدمته علينا :
" أعزائنا تلاميذ و تلميذات ، نشكركم على حسن شرائكم لهذا الكتاب الجميل. ونشكر الآباء الذين يساهمون معنا في زيادة "محاصيلنا المالية" أو ما نسميه نحن وزارة وزارة التربية و التعليم بـ"السرقة الحلال" المقرونة بأموال طائلة تدخل علينا بالخير و البركة، و لايسعنا إلا أن ندعو معكم بالنجاح و التوفيق: ولكننا لن نفعل ذلك لأنه كلما كان هناك رسوب وُجد المال.
أََوَ لا تعيقون أعزائي التلاميذ، بأننا نخدم مصلحتنا الشخصية و ليس مصلحة الشعب ، لقد كان المقرر الدراسي يضم كتابا واحدا يضم كتابا واحدا لا غير ، لكن ومع تطور أدوات الحلاقة ارتأينا أن نضاعف من أنواع المقررات الدراسية حتى تخرج الكشاكش من جيوب المواطنين.
وها نحن ومع كل تواضع نقدم المقرر الدراسي الجديد و الذي سينطلق به العمل في هذه السنة الدراسية:
– بالنسبة لمادة الرياضيات:
Θ القمر الجميل في الرياضيات.
Θالظلام الحالك في الرياضيات.
Θالمعاناة في الرياضيات.
Θ الفقر و الشجاعة في الرياضيات.
– بالنسبة لمادة اللغة الفرنسية:
Θ Voltaire dans la cuisine.
Θ Le plus difficile manuel.
Θ La soufrance dans la langue française.
– بالنسبة لمادة اللغة العربية:
Θ الجاحظ ومـﯕـرمان.
Θ الطريق المنعرج في اللغة العربية.
Θ العذاب في اللغة العربية. {شعبة الآداب}
Θ جحيم اللغة العربية. {شعبة الآداب}
– بالنسبة لمادة الإجتماعيات :
Θ مسار قرية باك محمد.
Θ الموت أهون من الإجتماعيات.
– بالنسبة لمادة الفلسفة:
Θ المعقودة في الفلسفة.
Θ في جحيم الفلسفة.
Θ الهبال مع الفلسفة.
– بالنسبة لمادة الفزياء و الكيمياء :
Θ لنشرك الطعام مع الفيزياء و الكيمياء.
Θ لا حياة لمن تنادي مع الفيزياء .
Θ الموت للتلميذ مع الكيمياء .
وهذه هي أسماء الكتب الجديدة ، وشكرا.
وفي الأخير ندعو مع تلامذتنا الكرام بالرسوب المتكرر وندعو أن يقترن بهم النحس وأن تدور بهم التقاوس في كل مكان و زمان.
ودمتم في رعاية الله ، وبالتوفيق. "
و ما أدهش أبو العدنان وجود هذه المقدمة التي تطيح النصف في الحالة النفسية للتلميذ في كتاب " القمر الجميل في الرياضيات" وهو ألطف اسم يوجد في هذا المقرر الجديد، فإذا اطلعنا على مقدمة كتاب "الموت للتلميذ مع الكيمياء" ففالقراء ستصيبهم سكتة قلبية sur place لن يفيقوا منها أبداً.ولكننا نحن المفكرين سنحاول تدوين تلك المقدمات في هذا المقال و لكن مع قليل من عملية نزع فيخرات من المجمر لكي لا تَزْنُدَ القضية و نصبح في ما هي و ما لونها.