الساعة الثالثة صباحاً انطلق جرس تليفوني المحمول المرعب ليوقظني من أحلى نوم، خير اللهم اجعله خير.. طبعاً ما فيش أرقام بتظهر على شاشة الموبيل بتاعي لأني هاصلح الموبايل ولا أشتري عيش ولا أعمل إيه!؟ مش عارف. المهم:
– آلو..
+ أيوة أنا فهمي.
– خير يا عم فهمي؟
+ مش خير أبداً.
– ليه بس؟
+ تعالى حالاً، عايزك.. الموضوع مهم وخطير.
المهم لبست هدومي ورحت لعم فهمي، وعم فهمي ده صديق الأسرة من زمان، وهو صديق لوالدي ورفيقه في الجهاد في طوابير العيش، المهم وصلت عند عم فهمي لقيت البيت مقلوب رأساً على عقب، عبارة عن مقلب زبالة وأولاده وبناته ملفوفين بملايات سرير، وطبعاً مراتة مش موجودة لأنهم انفصلوا من زمان، لأنها حزب وطني وعم فهمي يساري -مش موضوعنا- المهم إيه الموضوع يا عم فهمي؟ قاللي لقيت الباب بيرزع ولما وصلت علشان افتح الباب لقيتهم كسروه، وناس كتير داخلة عرفت إنهم مباحث من لبس واحد فيهم، وانتشروا في البيت يقلبوة ويكسروا فيه، ودخلوا على بناتي وهما نايمين، فلما سألت واحد فيهم قلت له إنت معاك إذن بالتفتيش؟ فضحك أوي وقاللي إنت مش عايش في الدنيا ولا إيه؟ قانون الإرهاب الجديد يسمح لنا إننا نفتش ونسجل ونسمع المكالمات بدون رقيب، إحنا نعمل اللي عايزينه وإنت مواطن محترم ولازم تنفذ القانون وإنت ساكت. المهم بنتي وفاء صحيت من النوم ووفاء في آخر سنة ليسانس حقوق؛ يعني فاهمة الحياة والقانون، بتكلم الضابط بتقول له إنتوا بتعملوا إيه هنا؟ وبعديين إحنا مش إرهابيين؟ فسألها الضابط:
– إنتي وفاء.. صح؟
+ فقالت له: آه أنا وفاء.. إنت عرفت إزاي؟
– ما إحنا عارفين كل حاجة.
+ عارفين إيه؟ مش فاهمة.
– إنتي عارفة قلتي إيه لإبراهيم خطيبك في التليفون إمبارح؟
+ وإنت مالك أنا قلت لخطيبي إيه؟
– لأ مالي ونص.. أنا ليا أربع شهور باسمع كل كلمة وحرف.
+ إزاي يعني؟ وبتسمع بصفتك إيه؟ وبعدين دي حريتي الشخصية.
– أنا باتكلم بالقانون.. أنا من حقي أسمع أي مكالمة، وأي كلام يتقال بنحاسب عليه.
+ هو إنت بتختار أي رقم بتسمعه؟ ولا المفروض عندك ضمير؟ ترضى حد يسمع مكالماتك مع مراتك مثلاً؟
– ده قانون يا شاطرة وماشي ع الكل، واللي يخاف ما يتكلمش.
+ ممكن أفهم إنتوا هنا بتعملوا إيه؟
– إنتي السبب.. افتكري قلتي لخطيبك إيه؟
+ كلام عادي.. بنتناقش في مستقبلنا بس، ده ممنوع؟
– لأ طبعاً، بس لما قال لك استأذن بابا نخرج يوم الجمعة سوا إنتي قلتي إيه؟
+ بجد مش فاكرة، بس ده دخله إيه في الموضوع؟
– انتي قولتي له أوعى تعمل كده، دا بابا كان يخليها حرب ويضربنا بالقنابل. وهو سألك إنتوا عندكم قنابل؟ إنتي قلتي له آه طبعاً وألغام ونووي كمان، كله إلا موضوع الخروج. حصل ولا لأ؟ تقدري تنكري؟
+ ممكن أكون قلت كده، بس ده إيه دخله بالموضوع؟
– نعم!؟ قنابل وألغام ونووي وتقولي لي إيه دخله بالموضوع؟
+ أنا باهزر مع خطيبي.
– نعم!؟ بتهزري بالقنابل؟
+ الكلام واضح إنه تهريج، لو حضرتك كلفت نفسك وعملت تحريات كنت عرفت إننا بنهزر.
– التحريات دي كانت زمان أيام الطوارئ، دلوقتي نفتش أسهل، وعموماً هيبان.
واتجه إلى المخبرين، لقيتوا حاجة؟
= لا يا باشا.. فتشنا كل حتة ما عدا الهدوم اللي لابسينها.
– طيب ممكن تلبسوا ميلايات سرير وتخلونا نفتش هدومكم براحتنا.
فصمت عم فهمي قليلاً، فسألته:
– المهم لقوا حاجة؟
+ لأ طبعاً.
– طيب وطبعاً اعتذروا ومشيوا؟
+ لأ طبعاً.. ياريت عملوا كده، ما كنتش صحيتك من النوم.
– أُمال إية اللي حصل؟
+ أخدوها بتهمة البلاغ الكاذب.
وهنا لا أدري ما الذي جعلني ألقي بالمحمول من الشباك، ويغشى عليّ.
ملحوظة:
– آلو..
+ أيوة أنا فهمي.
– خير يا عم فهمي؟
+ مش خير أبداً.
– ليه بس؟
+ تعالى حالاً، عايزك.. الموضوع مهم وخطير.
المهم لبست هدومي ورحت لعم فهمي، وعم فهمي ده صديق الأسرة من زمان، وهو صديق لوالدي ورفيقه في الجهاد في طوابير العيش، المهم وصلت عند عم فهمي لقيت البيت مقلوب رأساً على عقب، عبارة عن مقلب زبالة وأولاده وبناته ملفوفين بملايات سرير، وطبعاً مراتة مش موجودة لأنهم انفصلوا من زمان، لأنها حزب وطني وعم فهمي يساري -مش موضوعنا- المهم إيه الموضوع يا عم فهمي؟ قاللي لقيت الباب بيرزع ولما وصلت علشان افتح الباب لقيتهم كسروه، وناس كتير داخلة عرفت إنهم مباحث من لبس واحد فيهم، وانتشروا في البيت يقلبوة ويكسروا فيه، ودخلوا على بناتي وهما نايمين، فلما سألت واحد فيهم قلت له إنت معاك إذن بالتفتيش؟ فضحك أوي وقاللي إنت مش عايش في الدنيا ولا إيه؟ قانون الإرهاب الجديد يسمح لنا إننا نفتش ونسجل ونسمع المكالمات بدون رقيب، إحنا نعمل اللي عايزينه وإنت مواطن محترم ولازم تنفذ القانون وإنت ساكت. المهم بنتي وفاء صحيت من النوم ووفاء في آخر سنة ليسانس حقوق؛ يعني فاهمة الحياة والقانون، بتكلم الضابط بتقول له إنتوا بتعملوا إيه هنا؟ وبعديين إحنا مش إرهابيين؟ فسألها الضابط:
– إنتي وفاء.. صح؟
+ فقالت له: آه أنا وفاء.. إنت عرفت إزاي؟
– ما إحنا عارفين كل حاجة.
+ عارفين إيه؟ مش فاهمة.
– إنتي عارفة قلتي إيه لإبراهيم خطيبك في التليفون إمبارح؟
+ وإنت مالك أنا قلت لخطيبي إيه؟
– لأ مالي ونص.. أنا ليا أربع شهور باسمع كل كلمة وحرف.
+ إزاي يعني؟ وبتسمع بصفتك إيه؟ وبعدين دي حريتي الشخصية.
– أنا باتكلم بالقانون.. أنا من حقي أسمع أي مكالمة، وأي كلام يتقال بنحاسب عليه.
+ هو إنت بتختار أي رقم بتسمعه؟ ولا المفروض عندك ضمير؟ ترضى حد يسمع مكالماتك مع مراتك مثلاً؟
– ده قانون يا شاطرة وماشي ع الكل، واللي يخاف ما يتكلمش.
+ ممكن أفهم إنتوا هنا بتعملوا إيه؟
– إنتي السبب.. افتكري قلتي لخطيبك إيه؟
+ كلام عادي.. بنتناقش في مستقبلنا بس، ده ممنوع؟
– لأ طبعاً، بس لما قال لك استأذن بابا نخرج يوم الجمعة سوا إنتي قلتي إيه؟
+ بجد مش فاكرة، بس ده دخله إيه في الموضوع؟
– انتي قولتي له أوعى تعمل كده، دا بابا كان يخليها حرب ويضربنا بالقنابل. وهو سألك إنتوا عندكم قنابل؟ إنتي قلتي له آه طبعاً وألغام ونووي كمان، كله إلا موضوع الخروج. حصل ولا لأ؟ تقدري تنكري؟
+ ممكن أكون قلت كده، بس ده إيه دخله بالموضوع؟
– نعم!؟ قنابل وألغام ونووي وتقولي لي إيه دخله بالموضوع؟
+ أنا باهزر مع خطيبي.
– نعم!؟ بتهزري بالقنابل؟
+ الكلام واضح إنه تهريج، لو حضرتك كلفت نفسك وعملت تحريات كنت عرفت إننا بنهزر.
– التحريات دي كانت زمان أيام الطوارئ، دلوقتي نفتش أسهل، وعموماً هيبان.
واتجه إلى المخبرين، لقيتوا حاجة؟
= لا يا باشا.. فتشنا كل حتة ما عدا الهدوم اللي لابسينها.
– طيب ممكن تلبسوا ميلايات سرير وتخلونا نفتش هدومكم براحتنا.
فصمت عم فهمي قليلاً، فسألته:
– المهم لقوا حاجة؟
+ لأ طبعاً.
– طيب وطبعاً اعتذروا ومشيوا؟
+ لأ طبعاً.. ياريت عملوا كده، ما كنتش صحيتك من النوم.
– أُمال إية اللي حصل؟
+ أخدوها بتهمة البلاغ الكاذب.
وهنا لا أدري ما الذي جعلني ألقي بالمحمول من الشباك، ويغشى عليّ.
ملحوظة:
هذه قصة من الخيال، ولكنها تجسد خوف المواطن من قانون الإرهاب الجديد الذى يخالف مواد الدستور 41و44 و45 التي كفلت الخصوصية للمواطن المصري، فضلاً عن حماية الحريات العامة. وهل سنرى قصص مماثلة بعد اعتماد هذا القانون