تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وفر في الماء من أجل غد أفضل لك ولأبنائك

وفر في الماء من أجل غد أفضل لك ولأبنائك 2024.

03/01/2010

وفر في الماء من أجل غد أفضل لك ولأبنائك

سناء ناجح عليوي

كيمياء تطبيقية

سكن الليل وآوى كل شخص من ساكني العمارة إلى فراشه، حتى الأطفال المشاغبون ناموا، أطفأت الأجهزة الكهربائية،

والأنوار…

وكان كل فرد على وشك أن يغط في سبات عميق، لكن صوتا بدد السكون ، بصراخ خافت خجول

كانت تلك قطرة، تصارع من أجل البقاء، كانت تصرخ وهي تحاول التشبث بجدران الصنبور، قبل أن تهوي من عل لتتحطم عند حافة الحوض، وتنزلق بعدها في أنابيب أخرى بلا تحقيق أدنى فائدة.

وقد تتساءل حينها متثائبا ما هذا؟ وربما تجيب نفسك بنفسك

آه….

أنه صنبور المياه يحتاج إلى إصلاح.

نعم يحتاج إلى إصلاح، ارجع بذاكراتك للوراء، من منذ متى والصنبور يقطر، وأنت تقول

غدا…. بعد غد، لماذا لا تحاول أن تكون فاعلا وايجابيا بادر بالعمل

قد تسألني ماذا أفعل؟ هل أتصل بالمصلح ليصلح الصنبور الآن؟ وقد تتهمني بالجنون، وأنا أقول ليس هذا أبدا.

أنا فقط أريدك أن تقوم بتجربة صغيرة، امسح عن عينيك غبار النعاس، وقم من فضلك من فراشك الوثير

لن يكلفك الأمر شيئا.

فقط أحضر إناء عميقا واتركه في الحوض للصباح، وسجل كمية المياه المتجمعة في الإناء لليلة واحدة، وسجل ماذا يمكن أن تفعل بهذه الكمية، تنظيف أرضية ، غسل أنية ، ري مزروعات الحديقة،

أرجوك سجل كل شيء.

بعد ذلك أضرب كمية المياه المتجمعة بعدد الأيام، ولنقل الليالي فقط التي مرت منذ بدء الحال، ستصدم نعم ستصدم ،من حجم المياه التي بددتها وأنت لا تكلف نفسك عناء الاهتمام، اضرب الكمية الناتجة بعدد البيوت المهملة من أمثال بيتك في عمارتكم فقط، سجل كل شي الأرقام … والاحتمالات الصحيحة التي كانت ستوجه لها هذه المياه المهدورة، وأرجوك لا تنس أن تسجل انطباعاتك.

إن لم تقتنع بهذا فعليك أن تقوم بشيء آخر، ليس إصلاح الصنبور طبعا، ادعوك لأن تأتي بحجر وتضعه تحت الحنفية القاطرة.

اتركه شهرا هناك، ثم سجل ماذا صار حال الحجر.

أنه لمن المعيب حقا أن يتأثر حجر بنقاط المياه التي تهدر عليه، ولا تتأثر أنت بضياع شيء هو سر حياتك.

اليوم تكلمنا عن ضياع قطرة، واكتشفنا عظم إجرامنا بحق أنفسنا، لست أبالغ تكلمنا عن قطرة فما بالكم لو تكلمنا عن لترات تهدر هنا وهناك؟

بالله عليكم فكروا لن أتعبكم وأتعب نفسي بالحسابات، فقط اطلب منكم التفكير بإجابة للسؤال السابق، وأريد أن أتركها لكم، أريد أن يحتفظ كل فرد بالإجابة لنفسه…. لأنها لن تنفعني مثلما من المفروض أن تنفعنا جميعا.

قد تزعجك تجربة كهذه، وقد لن يعنيك أمر القيام بها، لكن تذكر أنه من المحتمل أن تنزعج في المستقبل لأنك لم تقم بها، ولم تقنع نفسك بنتائجها.

ستشتاق حتما لتسمع صوت المياه تتدفق من الصنبور، في الوقت الذي لن تجدها هناك.

لن تسمع سوى صوت المحبس الصدئ، و قد يمر في ذ**** صدى قطرة استغاثتك في الأمس.

وفر من أجل مستقبل أفضل لك ولأبنائك.

حتى لا تخجل غدا عندما يسألك أبناؤك: كيف ضاعت المياه يا أبي؟

اخبرني بماذا ستجيب…

وللمرة الثانية أدعوك أن تحتفظ بالإجابة لنفسك.

رااق لي جمال متصفحك

ذائقة رائعة…

مُذهله بِـ حقَّ .. صحَّ لسانُكْ وَ بنانكْ

وَ طبتٍ بياضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.