"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
خالد خليل- سبق: يدخل شهر نوفمبر الجاري إلى العالم بالعديد من الأحداث والفعاليات الغريبة، ومنها "يوم الموتى" الذي يعتبره المكسيكيون أفضل احتفالاتهم؛ لأنه يجلب لهم السعادة والمال والزوار من أمريكا الجنوبية والعالم.
ووفقاً لموقع "ويكبيديا" العالمي يُعتبر "يوم الموتى" عيداً رسمياً في المكسيك، ويوافق يوميْ الأول والثاني من شهر نوفمبر؛ حيث يتذكر المكسيكيون أسلافهم وأقاربهم الذين فارقوا الحياة، وتجلب هذه العادة مئات الآلاف من الزوار والمكسيكيين أنفسهم من خارج البلاد؛ ليحضروا الطقوس والاحتفال باليوم.
ترجع جذور "يوم الموتى" إلى حضارات أمريكا الوسطى والجنوبية؛ وبخاصة حضارات الأزتيك، الناهوا، والمايا، وبيرو تشاس؛ حيث الطقوس بالاحتفال بحياة الأسلاف بالاحتفاظ بجماجم الموتى، وإبرازها في يوم الأموات؛ لتمثل الموت نفسه، وكذلك الولادة؛ وذلك قبل قرابة 3 آلاف عام. وفي الحقبة قبل الإسبانية، ارتبطت تلك الطقوس بالموت والبعث؛ ولذا فإن تلك الاحتفاليات تم توجيهها إلى الأطفال وإلى حياة أقارب المتوفين.
عودة الروح
ومع وصول الغزاة الإسبان في القرن الخامس عشر، تم إدراج عناصر من التقاليد المسيحية المتعلقة بالاحتفاليات الكاثوليكية لعيد القديسين وكل النفوس؛ مؤدياً إلى توافقها مع الثقافة المكسيكية الشعبية.
اعتقد المحتفلون أن أرواح الأطفال الموتى ترجع إلى الأرض في اليوم الأول من شهر نوفمبر، وفي اليوم الثاني يكون الدور على أرواح البالغين؛ حيث تهبط الأرواح إلى الأرض، وخلال السنة يستعد الناس للاحتفال بهذا اليوم؛ من خلال جمع القرابين التي سوف تُقدم خلال المهرجان.
ومع اقتراب يوم الاحتفال يبدأ الناس بتنظيف قبور العائلة والأحبة وتزينيها بمختلف أنواع الزينة الملونة؛ فيما تقوم بعض العائلات الغنية بوضع الشمعدان المزين في المنزل، وفي يوم الاحتفال تذهب جموع المحتفلين إلى المقابر للاحتفال والغناء وتقديم القرابين، التي هي عبارة عن الأطعمة المفضلة للمتوفيين وكذلك الشراب المفضل.
القرابين
وبعد الانتهاء من الزيارة، يأكل المحتفلون الأطعمة التي قدموها كقرابين؛ لاعتقادهم أن أرواح الموتى قد التهمت القيمة الروحية للطعام، وما تبقى هو عبارة عن طعام قد فقد قيمته الغذائية.
وبهذا يتم تذكر الموتى في جو من المرح؛ بدلاً من الشعور بالخوف من احتمالية وصول الأرواح الشريرة؛ حيث تُكَرّم أسرة المتوفى ذكراه في جو من الاسترخاء؛ حيث الاستماع إلى الموسيقى، وتناول الطعام كعناصر للتمتع والاحترام.
البعض يقوم بكتابة قصائد قصيرة مهداة للمتوفيين، وتقوم العديد من الصحف اليومية بنشر هذه القصائد التي عادة ما تكون قد كُتبت من قِبَل مشاهير، مصحوبة برسوم كاريكاتورية عن الهياكل العظمية والأرواح، وتعتبر الجماجم من أهم شعارات المهرجان.
جماجم السكر
هي الجماجم التي تقدم في تلك الأيام؛ حيث يكتب على جباهها اسم المتوفى -وأحياناً أسماء لبعض الأشخاص الأحياء- بطريقة لا تخلو من المزاح المقبول، والذي لا يهدف إلى الإساءة إلى الشخص المذكور؛ ولكن دون تملقه أيضاً، كما أن خبز المتوفى هو خبز محلي اعتيد خَبْزه على شكل جمجمة مزيّنة بأشكال مصنوعة من الخبز على هيئة عظام، مع رشّه بالسكر.
يعطيك العافية صمتي
مودتي لك صموتي