تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » من فضائل المدينة المنورة

من فضائل المدينة المنورة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسرتي الغالية
اليوم موعدنا مع فضائل مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمها من لم يسكنها فتشتاق نفسه لها ويتعلق قلبه بها وليزداد محبها حبا لها وليتشرف ساكنوها بالمقام فيها وليخاف على نفسه من أردها وأهلها بسوء
هذه بعض فضائلها منقولة من كتاب السيرة النبوية للصلابي مع ذكر مصادر الأحاديث حسبما تيسر بإذن الله

1- محبته صلى الله عليه وسلم لها ودعاؤه لها:
دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه قائلا: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشد»(صحيح البخاري) وعن مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَأَبْصَرَ دَرَجَاتِ الْمَدِينَةِ ( طرقها المرتفعة ) أَوْضَعَ نَاقَتَهُ ( حثها على السرعة ) وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ زَادَ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ حُمَيْدٍ حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا. ( صحيح البخاري )

2- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها بضعفي ما في مكة من البركة:
فعن أنس – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة»(صحيح البخاري)، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: «كَانَ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرِ جَاءُوا بِهِ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَإِذَا أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى ثَمَرِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِى مَدِينَتِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِى صَاعِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِى مُدِّنَا اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ وَإِنِّى عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ وَإِنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ وَإِنِّى أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ لِمَكَّةَ وَمِثْلِهِ مَعَهُ ». قَالَ ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ لَهُ فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الثَّمَرَ. ( صحيح مسلم )

3 فضيلة الصبر على شدتها:
فقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم من صبر على شدة المدينة وضيق عيشها بالشفاعة يوم القيامة فعن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ لاَ يَدَعُهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلاَّ أَبْدَلَ اللَّهُ فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَلاَ يَثْبُتُ أَحَدٌ عَلَى لأْوَائِهَا ( الشدة وضيق العيش ) وَجَهْدِهَا إِلاَّ كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». ( صحيح مسلم )

4 فضيلة الموت فيها:
فعن ابن عمر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها»(سنن الترمذي وصححه الألباني )، وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يدعو بهذا الدعاء: (اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم)
وقد استجاب الله للفاروق – رضي الله عنه – فاستشهد في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر.

5 هي كهف الإيمان وتنفي الخبث عنها:
فالإيمان يلجأ إليها مهما ضاقت به البلاد، والأخباث والأشرار لا مقام لهم فيها ولا استقرار، ولا يخرج منها أحد رغبة عنها إلا أبدلها الله خيراً منه من المؤمنين الصادقين فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ ( ينضم ويجتمع، انظر: فتح الباري (4/93). ) كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا. ( صحيح البخاري )
وقال صلى الله عليه وسلم: «… وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يَخْرُجُ مِنْهُمْ أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلاَّ أَخْلَفَ اللَّهُ فِيهَا خَيْرًا مِنْهُ أَلاَ إِنَّ الْمَدِينَةَ كَالْكِيرِ تُخْرِجُ الْخَبِيثَ. لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْفِىَ الْمَدِينَةُ شِرَارَهَا كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ».( صحيح مسلم )

6 حفظ الله إياها ممن يريدها بسوء:
فقد تكفل الله بحفظها من كل قاصد إياها بسوء، وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم من أحدث فيها حدثاً، أو آوى فيها محدثاً، أو أخاف أهلها، بلعنة الله وعذابه، وبالهلاك العاجل فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « لاَ يَكِيدُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ إِلاَّ انْمَاعَ ( ذاب وسال ) كَمَا يَنْمَاعُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ.
( صحيح البخاري )
وقال صلى الله عليه وسلم: « الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً ( صحيح مسلم )

( الحدث: الإثم أو الأمر المنكر الذي ليس بمعروف في السنة.
والمحدث: أي من أتي الحدث.
)

7 تحريمها:
فقد حرمها النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من الله فلا يراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح، ولا يروع فيها أحد، ولا يقطع فيها شجر، ولا تحل لُقَطَتها إلا لمنشد، وغير ذلك ما يدخل في تحريمها قال صلى الله عليه وسلم: « أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لَهَا وَحَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ وَدَعَوْتُ لَهَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا مِثْلَ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ – عَلَيْهِ السَّلاَمُ – لِمَكَّةَ»(صحيح البخاري ).
وقال صلى الله عليه وسلم: « هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا»(صحيح البخاري )واللابة هي الحرة و هي الحجارة السوداء وللمدينة حرة شرقية وأخرى غربية والله أعلم .، وقال صلى الله عليه وسلم: « لا يختلى خلاها ( لا يجز ولا يقطع الحشيش الرطب فيها ) و لا ينفر صيدها ( لا يزجر ويمنع من الرعي.
) و لا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها ( والمراد تعريف اللقطة ) و لا يصلح لرجل أن يحمل فيها سلاحا لقتال و لا يصلح أن يقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره
» (الجامع الصغير وصححه الألباني ).

إن هذه الفضائل العظيمة جعلت الصحابة يتعلقون بها، ويحرصون على الهجرة إليها، والمقام فيها، وبذلك تجمعت طاقات الأمة فيها، ثم توجهت نحو القضاء على الشرك بأنواعه، والكفر بأشكاله، وفتحوا مشارق الأرض ومغاربها.
__________
هذا وقد خصص البخاري جزءا من صحيحه لفضائل المدينة لمن أراد الاستزادة

جزاك الله خيرا وبارك فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.