وفي شهر الصيام، تصوم الجوارح كلها عن معصية الله تعالى،
فتصوم العين بغضها عما حرم الله النظر إليه،
ويصوم اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة،
وتصوم الأذن عن الإصغاء إلى ما نهى الله عنه،
ويصوم البطن عن تناول الحرام،
وتصوم اليد عن إيذاء الناس،
والرجل تصوم عن المشي إلى الفساد فوق الأرض.
وفي ذلك يقول أبو بكر عطية الأندلسي:
إذا لم يكن في السمع مني تصامم وفي مقلتي غض، وفي منطقي صمت
فحظي إذن من صومي الجوع والظما وإن قلت: إني صمت يوما فما صمت
ويقول الصابي في الذي يصوم عن الطعام
فقط ويدعو إلى التخلي عن العيوب والآثام:
يا ذا الذي صام عن الطعام ليتك صمت عن الظلم
هل ينفع الصوم امرؤ طالماأحشاؤه ملأى من الإثم
فالصوم الحقيقي إذن هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الطعام والشراب، وكما أن الطعام والشراب يقطعه فهكذا الآثام تقطع ثوابه، وتلغي ثمرته، فتصيّره بمنزلة من لم يصم يقول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: "ليس الصوم من الشراب والطعام وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو".
أسأل الله أن يحفظ جوارحنا، ويسلمنا من كل سوء، ويعصمنا من الزيغ والزلل.
رب صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
شكرا لمرورك
شكرا على الموضوع
بارك الله فيك